أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء كاظم ربع الموسوي - التخلف في الجنوب هل هو واقع ؟















المزيد.....


التخلف في الجنوب هل هو واقع ؟


علاء كاظم ربع الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 17:43
المحور: المجتمع المدني
    


م.م علاء كاظم الموسوي

كلٌ ادلى بدلوه بشأن التخلف في الجنوب
وسادلوا بدلوي في هذا الشأن
بداية ما هو التخلف؟
وهل التخلف صناعة ؟
كيف ينشأ التخلف في المجتمعات ؟
ما دور الحكومة في انهاء التخلف ؟
هل العالم كان متخلفاً ؟ ومتى تحضر وتطور؟
تلك الاسئلة وغيرها سنجيب عنها في هذا المقال
التخلف لغة هو التأخر تخلف اي صار متأخرا بعض الشيء عن المتقدم
تَخَلَّفَ
تخلَّفَ ، تخلُّفًا ، فهو مُتخلِّف ، والمفعول مُتخَّلف عنه
تَخَلَّفَ عَنِ القَافِلَةِ : بَقِيَ وَرَاءَهَا ، خَلْفَهَا
تَخَلَّفَ عَنْ حُضُورِ الَحَفْلَةِ : لَمْ يَحْضُرْهَا
تَخَلَّفَ الطِّفْلُ : بَطُؤَ نُمُوُّ عَقْلِهِ
تخلَّف الطَّالبُ / تخلَّف الطَّالبُ عن الدِّراسة / تخلَّف الطَّالبُ في الدِّراسة : رسَب في الامتحان متخلِّف عن الدراسة
تخلَّف الشَّعْبُ : تأخّر ، تجاوزته الأمم في مضمار الحضارة تعاني معظم الدُّول النَّامية من الفقر والتخلُّف ،
تخلَّف عن القوم / تخلَّف عن العمل : قعد ولم يذهب ، تأخَّر عنه ، تقاعس تخلَّف عن المجيء / المحاضرة / المعركة / عصره / دفع الإيجار ،
تخلَّفَ القومَ : جازَهم وتركهم خَلْفَه
ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن هذا المفهوم اللغوي
فالتخلف هو التأخر بالحضارة والعلم ولهذا اسباب كثيرة.
هل كنا متخلفين فيما سبق ؟ كنا فيما سبق اصحاب حضارة معروفة ولها جذور ولها اثار منها الاثار التي موجود على الارض ومنها في بواطنها نعثر عليه في التنقيب والحفريات من الواح وكتابات ونقوش تدل على وجود حضارة في جنوبنا العراقي
كل حضارة لابد لها ان تستمر كي تكون حضارة لكن في العراق لم تستمر الحضارات بسبب الصراع الدائم والكبير ويذكر التاريخ حروبا كبيرة شهدها العراق القديم ادت الى اندثار الحضارات واقامة حضارة اخرى وهذه الحروب القت بضلالها على المجتمع وتغيرت احواله وثقافته
وحتى الحضارة الاسلامية جاءت عن طريق الغزوات والحروب وتركت اثارها على المجتمع العراقي وغيرت الكثير من عاداته وسلوكياته
ولو جئنا للتاريخ الحديث مابعد سقوط الدولة العثمانية وسياسة التجهيل التي مارسها الاتراك وتغيير اللغة العربية وانتشار الجهل ومابعدها من الاحتلال الذي شهده العالم العربي والعراق خاصة الجنوب فمازالت اثارالاحتلال البريطاني واضحة في تاسيس الاقطاعيات والسيطرة على بعض الاشخاص وتنصيبهم كامراء وشيوخ قبائل وجعل الانسان عبارة عن فلاح يعمل في ارض الشيخ الاقطاعي
وحتى مجيء الملكية لم يتغير الامر كثيرا بل كان الاهتمام منصبا على المدن الرئيسة كبغدادوالموصل والبصرة حتى عهد فيصل الثاني شهد العراق حركة اعمار وبناء مدارس وجسور ومستشفيات ساهمت بتقدم المجتمع وتحضره
سيطرة العسكر على الحكم وانتشرت الفوضى بعد مقتل الملك وعائلته وللانصاف بعد تولي الزعيم حدثت هناك حملة اعمار ومحو للامية لكن قابلها اهمال متعمد لمناطق الجنوب وتعمد في تركهم
استلم الحكم البعثيين وتطور العراق صناعيا وتعليميا فيالسبعينيات لكن كان هناك اهتمام بالمدن الغربية والرئيسة وهنا تميز الحكم البعثي بطائفية رغم ادعائه القومية العربية
وحلمت الدول العربية ان تصل لمستوى العراق انذاك لكن سياسة الحرب قلبت الموازين وكان اهل الجنوب في مقدمة الجيش وادت حرب ثماني اعوام من حصد المجتمع وتخلفه وانشغاله بالحروب والاحداث السياسية والاعدامات وانعدام الامن وادت الى تراجع المجتمع الذي صارت ثقافته الحرب بل وجه النظام كل مثقفيه لاشاعة ثقافة الحرب
وتلك الحرب تركت اثارا واضحة على المجتمع العراقي نتيجة كثرة الارامل والايتام وعدم الرعاية
وما ان انتهت الحرب حتى دخلنا في حرب جديدة كانت نهاية التحضر في العراق حيث عانى الشعب من الحصار وانحدار مستوى التعليم وتفشي الامراض والبطالة والجوع والحرمان وسياسة السجون والاقصاء والتعذيب
ادت الى تخلف المجتمع وادى الى انتفاضة جنوبية اسقطت النظام لكن جوبهت بدعم دولي اجهضها وقتل الالاف من خيرة ابناء الجنوب ودفن بعضهم احياء في مقابر جماعية واخرون في احواض التيزاب
مارس النظام الصدامي سياسة الطائفية فجعل من المدن الغربية محميات ومدن الحنوب مقابر وجفف الاهوار وجرف البساتين واحرقت الدور والاراضي الزراعية ودخل العراق مرحلة الانتماء القسري للحزب ومن يرفض يحرم من الثقافة والتعلم وهذا ما عكف عليه غالبية ابناء الجنوب الذين ظلوا مشردين ولم ينالوا حقهم من التعليم ولم تكن هناك جامعات وكان اغلب من يصل للاعدادية يذهب الى الجيش لعدم مقدرته على تحمل مصاريف الجامعة اضافة لعدم قبوله في الكليات الرصينة الا اذا كان منتميا ومزكى من الحزب
وكانت هناك سياسة واصحة تجاه التجهيل وحرية التعبير فكان المعلم يستلم ابخس الرواتب حتى اشتغل بائع متجول واخرون يستجدون من الطلاب
ولم يكتف النظام بذلك بل استنزف الشباب في الجيوش الوهمية كجيش القدس والفدائيون والاشبال وغيرها من المماراسات وعسكرة المجتمع كل ذلك ادى الى تخلف الجنوب عن غيره
وبعد انقضاء العهد الصدامي جاء العهد الديمقراطي وكان اكثر فسادا واكثر ظلما فلم تر مدن الجنوب الاهتمام رغم وجود الشركات الاجنبية واستغل الجنوب ابشع استغلال خاصة بالانتخابات واستغلال العشائر وتمكين بعض الشيوخ وجعلهم متنفذين من المنافذ الحدودية وانتشار القتل والجريمة والمخدرات والطائفية والحروب الداخلية
وعدم وجود قانون يحمي المعلم والاستاذ الجامعي وحتى رجل الامن فضلا عن المثقف الذي قيد بقيود العشيرة والمجتمع والتقاليد واصبح الطبيب مهدد واصبح العالم مشرد
لكن بعد كل هذا نجد ان كل تلك الارهاصات افرزت كتابا وشعراء وفنانين وسياسيين استطاعوا التحليق وقلب الصورة عن المجتمع الجنوبي
واستطاعوا من نبذ الطائفية
وحتى بعد غزو العراق من الدواعش نجد ان من تصدى هم ابناء الجنوب وقدموا الشهداء والجرحى ومع هذا لم تكافئهم الحكومة ولم تول الاهتمام بمدنهم
اذن بعد كل هذه الاحداث من المسؤول عن تاخر اهل الجنوب عن غيرهم اليست السياسات التي تتحكم بهذا البلد
ونحن نعلم ان الحكومة لو اهتمت لهؤلاء وانصفتهم لصاروا ندا لسياستهم لانهم يعلمون شجاعة اهل الجنوب فاذا تحلت الشجاعة بالثقافة ستقلب انظمة الحكم وتغير الواقع المرير
اذن ان التخلف هو صناعة مقصودة الهدف منها السيطرة على المجتمع الثائر وتفريقهم وجعلهم مجتمعاً ياكل فيهم القوي الضعيف
فعلى الحكومة ان تفكر بعقلية مدنية كما فكر العالم في ثقافة الانسان وانتشار العلم
وكما يقال ان بناء مدرسة في قرية هو بناء للثقافة فبناء المدارس وتوسيع التخصصات الجامعية وفرض القانون بالقوة وتطبيقه على اصحاب النفوذ سيسهم في تطور وبناء الانسان
ان الفرد الجنوبي يتمتع بصفات قد لا تتوفر في جميع انحاء العالم
فهو ذكي سخي معطاء شجاع ودود وان البيئة الجميلة تعطيه عذوبة ونجد ان غالبية الشعراء من الجنوب يتمتعون بخيال خصب وصور جميلة فضلا عن ان الكثير من العلماء برزوا من اهل الجنوب
فالجنوب ليس متخلفا وانما وضع تحت طائلة التخلف لاسباب سياسية



#علاء_كاظم_ربع_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة البوبجي واسباب العنف في العراق


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء كاظم ربع الموسوي - التخلف في الجنوب هل هو واقع ؟