أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 4















المزيد.....

أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 4


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 11:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


س 10 : هناك من يقول بان كل ما موجود على سطح الأرض من المواد ومن الظروف الطبيعية انما هي خلقت لتكون متوافقة مع وجود الإنسان .. بل وتعمل تبعا لاحتياجاته وفقا لقانون ( القصد والعناية ) ، حيث ان كل ما حولنا من ليل ونهار وفصول أربعة والبيئة والهواء والجزيئات المحيطة بنا كلها تخضع لمتطلبات الانسان واحتياجاته .. وهي تتوافق مع طبيعته ، وكأن هذا التنوع في البيئة الأرضية مصمم خصيصا لاعداد الجنس البشري للعيش على الارض وتتحقق الغاية من خلق البشر ، ما هو موقفكم من هذه المسألة ؟
ج 10 : نحن لا نتفق مع نظرية القصد والعناية ( Intentionality theory ) في تعليل وجود الظروف المناسبة للحياة على الارض ، وجود القصد والعناية يعني وجود التخطيط والغاية المسبقة وهذا التفسير نراه مخالف للحقيقة ، تفسير ظاهرة الحياة على الارض يتطلب معرفة مسألتين : الاولى كيفية تحول المادة غير الحية الى مادة حية ، والثانية كيفية توفر الظروف المناسبة للحياة والتي أدت الى استمرارية المادة الحية بالبقاء ، بالنسبة لكيفية تحول المادة غير الحية الى مادة حية فهذه مازالت لغزا لم يتم التوصل الى حله بعد ، يُعتقد بان الحياة ابتدأت بالتفاعلات التلقائية بين المواد بوجود الطاقة الكيميائية للمواد المتفاعلة ووفق الية غير معروفة ثم تطورت الى استخدام طاقة ضوء الشمس لاحقا ، هذه الفكرة عن نشأة الخلية الحية الاولى غير مؤكدة بعد ، اما بالنسبة الى الظروف المناسبة للحياة الموجودة على سطح الارض فهذه توفرت بالصدفة ، حيث ان الظروف المناخية والبيئية والتضاريس والمياه الموجودة على سطح الارض والتي هي نتاج كتلة الارض وكثافتها وانواع المواد التي تحتويها وكذلك الموقع الفلكي للارض بالنسبة للشمس .. هذه الظروف قد توفرت بالصدفة و ساعدت على انبثاق ظاهرة الحياة ، الصدفة لها وجود في الفعاليات الكونية وحتى في حياتنا اليومية ، فالصدفة هي التي جمعت كوكب الارض مع نظيراتها الكواكب الستة الاخرى في مجموعة شمسية واحدة ، والصدفة هي التي أدت الى تميز الارض عن بقية الكواكب بظاهرة الحياة ، ومن محاسن الصدف انها أدت الى بعض الاكتشافات من قبل عدد من العلماء الباحثين اثناء اشتغالهم في مختبراتهم ، رب صدفة ينجم عنها خير وفير ورب صدفة ينجم عنها شر مستطير ، ولو كان هناك فعلا قصد وعناية مسبقة لخلق الحياة وخلق البشر لجرى خلق حياة وبشر في بقية الكواكب التي تقع ضمن مجموعتنا الشمسية ، والحقيقة ان وجود تلك الكواكب في مجموعتنا الشمسية لم يكن له اي دور في ظهور ظاهرة الحياة على كوكب الارض ، وان وجودها او عدم وجودها لا تأثير له على الحياة وعلى وجود البشر على كوكب الارض ، كما ان كوكب الارض لو لم تكن فيه ظاهرة الحياة او حتى لو لم يكن الكوكب ذاته موجودا لما سبب ذلك اي خلل في نظام مجموعتنا الشمسية ، وهذه كلها ادلة على عدم وجود القصد والغاية من ظاهرة الحياة ، فالمسألة كلها تتصل بعامل الصدفة حيث تجمعت على سطح كوكب الارض جميع الظروف المناسبة لولادة ظاهرة الحياة على كوكب الارض فكانت الحياة ، اما بالنسبة لمسألة ظهور الانسان فهذا يعود الى عمليات التطور التي خضعت لها جميع منتوجات ظاهرة الحياة من الكائنات الحية ليظهر الانسان كأرقى منتوج متطور لظاهرة الحياة ، الكائنات الحية جميعها ومن ضمنها البشر ما كانت لتنال فرصة البقاء في الحياة لولا توافقها مع قوانين البيئة التي ظهرت فيها ، فالبيئة هي التي تفرض قوانينها على كائناتها وليس القصد والعناية هو الذي يفرض قوانين الكائنات على البيئة ، الطبيعة تنتج وفقا لقوانينها دون قصد اوعناية ، اما البيئة فتنتقي من هذه المنتوجات ما يتلائم ويتوافق مع ظروفها وخصائصها من خلال اختبارات وتحديات عديدة تخضع لها جميع الكائنات الحية ومن ضمنها الانسان ، ومن يفشل في التوافق مع خصائص بيئته فان مصيره الموت والانقراض والزوال ، فنحن بطباعنا واحتياجاتنا نتاج ظروف بيئتنا وليس ظروف بيئتنا نتاج طباعنا واحتياجاتنا ، وان وجودنا الحالي في الحياة نحن البشر المعاصرين انما يعود لكون اسلافنا القدماء قد نجحوا في التوافق مع ظروف البيئة ونجحوا في التغلب على التحديات التي واجهتهم في بيئتهم فكسبوا فرصة البقاء والتناسل ، ثم اورثوا صفاتهم وقدراتهم تلك الى اجيالهم اللاحقة فوصلت الينا عبر سلسلة الاجيال ، اما الذين فشلوا في التوافق مع ظروف البيئة او في مقاومة تحديات الحياة فقد ماتوا وانقرضوا ، ولذلك نحن نرى بان نظرية القصد والعناية في مجال خلق الحياة على الارض هي نظرية خاطئة لا تتفق مع معطيات الواقع .
س 11 : قوانين الكون تحكم المادة .. غاية العلم في كل بحث حول المادة هو إيجاد القانون الذي يحكم المادة ، فالعلم غائي ولذا هو في تقدم مستمر .. ولولا إقرار العلم مُسبقا بوجود قانون يحكم كل شيء لما تقدم العلم خطوة واحدة ..وهنا يكمن التناقض المبدئي بين العبثية والغائية .. فاذا كان وجود الانسان عبثي حيث لا حساب بعد الموت اذن تصبح الابحاث العلمية لا جدوى منها ، ما هو موقفكم من هذه المسألة ؟
ج 11 : نحن نفرّق بين الغاية من وجود الكون وبين الغاية من وجود الحياة والانسان ، نحن نتقبل فكرة وجود غاية من خلق الكون من منطلق اننا عاجزين عن الاحاطة الكاملة بهذا الكون العظيم اللامتناهي في سعته وامتداده ومحتواه ، قد تكون هناك غاية من خلقه نحن نجهلها ونعجز عن ادراكها ، ولذلك نحن نتقبل فكرة وجود خالق للكون .. خالق عظيم لا ندرك طبيعته ولا ندرك مصدره ، ولكن ظاهرة الحياة التي ظهرت بفعل ظروف وعوامل توفرت بالصدفة فاننا لا نرى اي غاية ورائها ، ان عدم وجود الغاية يعني عدم وجود الفاعل او الخالق ، وبالتالي ليس للخالق اي دور في وجود الحياة ووجود الانسان ، وهذا يثبت حقيقة ان خالق الكون غير مسؤول عن الاحداث التي تجري داخل الكون ولا عن التفاعلات التي تحدث بين المادة والطاقة داخل الكون ، وانما هو خلق المادة والطاقة واطلقهما داخل الكون من خلال انفجار عظيم فظهر الكون للوجود ، المادة والطاقة هما جوهر الكون ويخضعان للقوانين الكونية التي تتحكم في سلوكهما ، كما اننا نرى بان الخالق العظيم ليس بحاجة الى خلق الحياة وخلق البشر لكي يشعر بعظمته ، وجود هذا الكون بكل عظمته يكفي دليلا على وجود خالق عظيم ، نرى بان للانسان وجود مادي يخضع لقوانين الطبيعة ووجود اجتماعي يخضع للقيم الاجتماعية ، الوجود المادي وجود لا غاية من ورائه ، الانسان ظاهرة الحياة التي هي نتاج قوانين الطبيعة ، وان الطبيعة تنتج دون غاية ، اما الوجود الاجتماعي فهو وجود ذو غاية ، الانسان كائن اجتماعي له قيمة فردية وقيمة اجتماعية ، قيمته الفردية مستمدة من كونه كائن يتمتع بحقوق انسانية تليق بمكانته كأرقى نتاج لظاهرة الحياة وله اهداف وغايات على صعيد شخصي يسعى لتحقيقها بهدف تحقيق ذاته في الوجود ، اما قيمته الاجتماعية فهي مستمدة من كونه فرد في كيان اجتماعي كبير ويسعى للمشاركة مع افراد مجتمعه في تحقيق اهداف مشتركة تشمل جميع افراد المجتمع ، وهذه الاهداف لا يمكن تحقيقها من غير امتلاك الوسائل الضرورية وفي مقدمة هذه الوسائل هي العلم ، بالعلم نتمكن من اكتشاف القوانين التي تتحكم في سلوك المادة والطاقة وبالتالي تسخير المادة والطاقة لخدمة مصلحة المجتمع والفرد ، فاذا كان من الناحية الطبيعية يعتبر وجود الانسان عبثي حيث لا غاية من وجوده فانه من الناحية الاجتماعية لا يعتبر وجوده عبثي بل هو وجود فعّال وخلّاق وذو قيمة كبيرة ، نحن نعمل ونكدح ونتعب من اجل حياتنا الدنيا ولا نشغل انفسنا بالبحث عن حياة اخرى بعد الموت ، وان عدم وجود حياة اخرى بعد الموت لن يجعلنا نشعر بالاحباط واليأس من الحياة ، تكفينا حياتنا هذه لكي نحقق من خلالها ذواتنا ونقدم خدمة الى بني البشر بكل محبة واخلاص ثم نرحل عنها ونحن في غاية الرضا والاطمئنان ، الانسان هو قيمة ومعنى ، نحن لا نطالب بثمن مقابل سلوكنا طريق الحق والعدل والخير وانما نحن نسلكه لانه يمثل شرف لنا وفخر ... نحن لا نطالب بمكافئة مقابل التزامنا بالقيم الاخلاقية ، وانما نحن نلتزم بها لانها تمثل قيمة لنا وسمو ، نحن ننظر بايجابية لقيمة الانسان كثمرة عظيمة لشجرة الحياة ونسعى لتعزيز القيم الايجابية واحياء الامل في النفوس ، الحياة هي فرصة وحيدة لكل انسان ليحقق ذاته من خلالها وليترك بصمته فيها قبل ان يرحل عنها ، وان بصمة العز والشرف والفخر تكمن في عمل صالح يقدمه كل انسان ليخدم الانسانية دون مقابل .
( توضيح : الغائية Teleology مبدأ يقوم على أن العالم كله مقصود (مخلوق) لخدمة غاية معينة ، فالكون خلق لهدف أصلي يسبقه في الوجود ، و الحياة خلقت لهدف قبلي يسبقها في الوجود ، و الإنسان خلق لهدف معين سابق لوجوده ، اما العبثية Absurdism فهي تنفي وجود الغاية )



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 3
- أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 2
- أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 1
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 5
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 4
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 3
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 2
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 1
- الكون والوجود حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة / 2
- الحياة والموت والانسان حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة
- الكون والوجود حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة
- موقفنا من الدين
- في نقد الفكر الديني الاسلامي
- اسئلة واجوبة في ايديولوجية ( عقيدة الحياة المعاصرة )
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الرا ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الثال ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الثان ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الحاد ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء العاش ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء التاس ...


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 4