سلام فضيل
الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 10:20
المحور:
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
كانت نسمة تعرف موعد عودته من العمل مساء ‘ فتركت امها بعد ان ياست منها ‘ وخرجت وهي تسمعها ‘
سيقولون عنك عاهر لو تمردت على اهلك .
ودون ان تلتفت اليها قالت ‘ وهل يوجد ما هو اكثر عهرا ‘ من الظلم ؟ وها هو يملئ حتى الهواء الذي نتنفسه !
انتظرته بالقرب من موقف باصات النقل بين مركز المدينة والحي ‘
وما ان وصل اسامة ‘ اخبرته بانها ‘ قبلت ما طرحه عليها ‘ اي الهجرة الى مدينة اخرى ‘ ليعيشى معا .
واتفقى على ان يكون موعدهم فجرا ‘ مع وقت خروج عمال المصدر‘ فهؤلاء لايعرفون ان كانو سيحصلون على عمل ام لا ‘ وعليهم ان يذهبو مبكرا ليقفوا ‘ على احد الارصفة وسط المدينة ‘ بانتظار ‘ من سيطلبهم للعمل .
مسحت دمعة سالت على خدها ‘ وهي تنظر الى المدينة التي اخذ ضوء ‘ الفجر يعريها ‘
انتبه اليها اسامة وضع يده على كتفها ‘ وهو يبتسم ‘ قال تبكين ؟ يا باعئعة الخضرة المتمردة ؟
ابتسمت ‘ قالت ساشتاق الى سوق الخضرة ‘ والى بسطية عمي ابو جواد وشايه المهيل .
وعمي حبيب الخباز ‘
لاتقلقي اعرف اناس طيبون مثلهم ‘ ستتعرفين على علي النجار ‘
فهذا يساري متمرد مثلك ‘ يا بائعة الخضرة الجميلة ‘
وسيحدثك كيف حكم عليه بالاعدام ايام الجبهة ومن ثم خفض للمؤبد وبعد سنوات طويلة خرج قبل فترة بالعفو .
بادرهم علي وهو يستقبلهم امام محل النجارة الصغير الذي عمل فيه منذ خروجة من السجن .
نسمة بياعة الخضرة المتمردة ؟ كما وصفك اسامة جميلة عيناها ساحرتان ‘ هكذا قال عنك .
بعد ان استأجرا بيت صغير بالقرب من محل النجارة الذي يعمل فيه علي ‘ وحصل اسامة على عمل في مقهى ‘ ونسمة بسطية خضرة على الرصيف ‘ الثلاثة صار عملهم بحي القوس الشعبي حيث يسكنون ‘ .
بعد عامين وفي منتصف شهر آيار بالتحديد عام 1987‘ لم يعود الى البيت ‘ اسامة !
لم تذهب نسمة ذلك اليوم الى سوق الخضرة فجرا ‘
لم يصادف ان اصابها القلق عليه بهذا الشكل‘
حاولت ان تظل ممددة على فراشها الى ان يستيقض الناس ‘ لتسأل علي النجار اذا كان في البيت ‘
لم يطل انتظار ها حتيى وجدت نفسها محاصرة بين عددا من الرجال المدججين بالسلاح .
قفزت لم تجد شيء ترتديه فوق ‘ ثياب النوم التي كانت ترتديها .
اخذت تصرخ ‘ حرامية حرامية ... فانهالت عليها الضربات من اعقاب البنادق والركلات ‘ ومعها صراخ هستيري ‘
اسكتي ايها العاهر ‘
حتى تطاير دمها ليغطي وجوههم ‘ ومن ثم سكتت السكوت الابدي ‘
وبعد يومين سلمت اجساد الثلاثة الى ذويهم ‘
فحبيبها اسامة ورفيقه على ‘النجار ‘ قد استشهدا ‘ قبلها بساعات ‘ في مواجه دامية بعد ان حاولا ان يقتحما مقر الاستخبارات الرئيسي في المدينة .
وظل وجة نسمة الجميل وحكايتها واصرارها على ان لاتفارق رفقيها في رحلتهم الى ذلك العالم المجهول .
حاضرة في مخيلت اهالي الديوانية وخاصة الدغارة والقوس حيث كانت المواجه الاخيرة .
ملاحظة
هذه قصة حقيقية
وابطالها هم
علي شيوعي من اهالي الدغارة وما حدث معه معروف
واسامة من حي الاسكان وكان طالبا في معهد النفط وترك الدراسة قبل ان يعدم وهو رياضي ومعروف ايضا
ونسمة ايضا ولكن اسمها غير هذا
#سلام_فضيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟