هيفاء الأمين والوصف الأمين

محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 6219 - 2019 / 5 / 3 - 18:26
المحور: المجتمع المدني
    

هيفاء الأمين والوصف الأمين ..
محمد ليلو كريم
وكأننا في ذلك العصر حيث لا فضائيات ولا شبكات تواصل ، فالذي أحتج على هيفاء الأمين وطالبها بحصر هكذا احاديث في مبنى البرلمان وداخل الوطن يفكر بعقلية ما قبل الفيس بوك واليوتيوب والبث المباشر والتغطية الفورية للفضائيات ..
سِواء تحدثت هيفاء الأمين في داخل العراق أو خارجه عن وضعنا المزري والمتأخر فالأمر سيان ، فكل لبناني ، وكل فرنسي وياباني واسترالي وأمريكي وبرازيلي يمكن له التعرف على ما يدور في وطننا العظيم من تخلف عظيم ، وبمجرد ضغطة زر صغيرة في جهاز التحكم عن بُعد ( الريمونت كونترول ) سيتحول التلفاز الى قنوات عراقية تنقل ليل نهار الفساد المستشري والفضائح السياسية الكبيرة ومشاهد المُدن الخاوية ومستويات التعليم المتدنية والمستشفى المعروفة لكل العراقيين والتي تحمل إسم أحد اعلام العلم القدماء والتي تقع قرب مرآب النهضة ( كراج النهضة ) حيث صرف الدواء يتم من خارج المستشفى وعلى نفقة المريض المسكين ، أو لنُذكِر أن ولا جامعة خُصِصت لمدينة الصدر المليونية أو مكتبة عامة ضخمة أو تحسين التصميم الخانق للقطاعات ، أما في الجنوب فحدّث ولا حرج ..
هل صار نقل واقعنا المرير للخارج وتوضيح ما نمر به من ظلم سياسي وجور الحكومات وحقيقة اوضاع محافظاتنا ومصائبنا الاجتماعية والثقافية والتعليمية خيانة للمواطن وطعن بالوطن ؟؟.. ألم تقل هيفاء الأمين إنها من الجنوب أمام الحضور من اللبنانيين ، وذكرت أن لديها احصائيات عما تحدثت عنه لكونها جنوبية وتعلم بالمشاهدة الواقعية وبالتعايش ما في الجنوب العراقي من تأخر وعلى كافة الأصعدة ..
هل يعلم اللبنانيون وكل أهل الأرض أن هناك مناطق في ضواحي بغداد تخلو من المدارس الإبتدائية ، علاوة على خلوها من المتوسطات والاعداديات ، وأن مناطق تُسمى العشوائيات تكثُر فيها البُرك الآسنة وأكوام النفايات وانعدام الخدمات وتلوث البيئة والفقر والأمية وغياب الثقافة والمكتبات والتطوير والإهتمام الحكومي ..
هل يعلم المحتجون على هيفاء الأمين ما معنى كلمة ( تخلف ) ؟؟ ، هل لنا أن نُراجع أنفسنا وعقولنا قبل موجات الصراخ والتشهير ..
هل ترانا نحتج على كُل من ينعتنا بالتخلف ، والجهل ؟؟

#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات