أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6218 - 2019 / 5 / 2 - 15:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لندن العاصمة الثانية بعد باريس لبناتي، فيها اخترن العيش والعمل، وفيها ولدت حفيدتي الإنجليزية الملكة مارجو، فهل أترك لندن لسراب البريكسيت؟ لندن عاصمةُ المالِ في العالم، مع خروجها من الاتحاد الأوروبي سيتدهور اقتصاد المملكة المتحدة بما يقارب العشرة بالمائة خلال أعوام قليلة، فهل أفعل ما فعلته العديد من الشركات بتركها مغبة تدهور عملتها؟ لندن موطنُ سكانٍ من بلدان الخليج والسعودية قبل أن تكون موطنَ سكانٍ من بلدان أوروبا، فكيف تكون المعادلة من خلالهم في حرية التبادل التجاري وحرية التنقل البشري بعد هل الأولى وهل الثانية؟ لهاتين القوتين الاقتصاديتين تنضاف قوة البناء الانجليزي في الشرق الأوسط الحديث كما أرى إلى جانب قوة البناء الأمريكي وقوة البناء الفرنسي، ومن هذه الناحية وحدة الاندماج بين القوى الثلاث ستنقذ البلدان الثلاثة مما يتوقع المحللون الاقتصاديون من انهيارات لن تقوم منها.
اذن أعقد الأمور أسهلها أخت تيريزا، كما كان يردد زميلك القديم تشرشل، فرأى بعين الخبير العارف هزيمة انجلترا الكامنة خلف انتصارها في الحرب العالمية الثانية لصالح أمريكا، لكنه لم يحل دون ذلك، لسلطة رأس المال الأمريكي المتصاعد مع دخان هذه الحرب، واليوم يمكنك أن تحولي دون هزيمة بلدك الكامنة خلف انسحابه من الاتحاد الأوروبي، فلا دخان هناك لحرب (اللهم إلا إذا اعتبرنا الحرب على داعش الغبراء حربًا) يتصاعد مع دخانها رأس المال الأمريكي، الحرب الاقتصادية نعم، لكن الهزيمة ستكون لكل رؤوس الأموال إن لم يتم تكريس رؤوس الأموال هذه في إعادة ترتيب سياسي اقتصادي اجتماعي لشرق أوسط حر تحضري بشري لا غالب فيه ولا مغلوب.
انقاذ المملكة المتحدة من التفكك على كل المستويات الحدودية قبل الاقتصادية الإنسانية قبل الاجتماعية التجارية قبل الشكسبيرية بخروجها من الاتحاد الأوروبي لن يكون إلا بدخولها في اتحاد اقتصادي حقيقي مع بلدان الشرق الأوسط كما أرى في مشروعي للعواصم الخمس الفذة واتحاد حدودي رمزي وكل الباقي لن يحول دونه إنقاذ وحدة حزبك أخت تيريزا كما هو همك اليوم كالأمس ودأبك.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟