أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - إيران بين «الممانعة» والتواطؤ والتوسّع














المزيد.....

إيران بين «الممانعة» والتواطؤ والتوسّع


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6217 - 2019 / 5 / 1 - 08:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طريفٌ ذلك التصريح الذي تفوّه به قبل أسبوع رئيس «الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، حسن روحاني، ومنّن فيه على حكّام المملكة السعودية والإمارات المتحدة باستمرار «وجودهم»، وهو كناية عن استمرار استئثارهم بثروات بلدانهم وهدر قسم منها على بذخهم غير المحتشم، وقسم آخر على دفع شتى أصناف مال الخوّة والابتزاز للولايات المتحدة. والحال أن رئيس هذه الأخيرة، دونالد ترامب، لا يفوّت فرصةً ليمنّن هو أيضاً على الحكّام الخليجيين باستمرار وجودهم، كما فعل مرة أخرى مؤخراً في أحد خطبه الانتخابية وبأسلوب مهين للحكّام السعوديين اعتادوا على مواجهته بابتسامة العبد المطيع عندا يحقّره سيّده. ومما يزيد الأمر طرافة، لو تابعنا التأمّل فيه، أن الزعيم العراقي الراحل الذي ادّعى روحاني أنّه أنقذ السعوديين والإماراتيين من أطماعه، قصدنا بالطبع صدّام حسين التكريتي، كان هو أيضاً يمنّن هؤلاء أنفسهم بوجودهم، مؤكّداً لهم أن لولا حربه على إيران لأسقطتهم هذه الأخيرة من عروشهم.
هكذا تمنّن ثلاثة أطراف على الحكّام الخليجيين بوجودهم، وهو وجودٌ مرتهنٌ أصلاً بالحماية الأجنبية، وُلد مَديناً لطرف رابع هو الإمبراطورية البريطانية التي كانت تتحكّم بمنطقة الخليج ومصائر الدول والدويلات فيها. وبعد وضع الدَين البريطاني الأصلي جانباً، إذ لا جدال في أمره، يصبح السؤال: أي تمنينٍ أكثر مصداقية، يا ترى، أتمنين إيران الخمينية أم تمنين العراق البعثي أم تمنين أمريكا الإمبريالية؟ والحقيقة أن تمنين ترامب على الرياض وحليفاتها أكثر مصداقية بكثير من تمنين التكريتي وروحاني عليها، ذلك أن واشنطن استخدمت في الواقع كلّا من دولتي العراق وإيران في محاربة الدولة الأخرى، إذ أن كلاً منهما شكّل بدوره تهديداً لأمن السعودية وحليفاتها.
فقد شجّعت واشنطن النظام البعثي العراقي في حربه على إيران، ثمّ مدّت يد العون لطهران عندما كانت هذه الأخيرة في وضع عسكري حرج، ففعلت ذلك عن طريق وكيلتها الإقليمية، دولة إسرائيل الصهيونية، التي كشفت فضيحة «إيران ـ كونترا» في منتصف ثمانينيات القرن المنصرم دورها في تزويد إيران الخمينية بالسلاح. واستمرّت واشنطن في السعي وراء إطالة أمد الحرب بين العراق وإيران بأساليب مستورة، توخّياً لاستمرار النظامين البعثي والخميني بتحطيم بعضهما بعضاً، إذ رأت في كليهما خطراً على محمياتها الخليجية.



ولمّا بدأت واشنطن تنشر قواتها في المنطقة في عام 1990، على أراضي المملكة السعودية وفي مياه الخليج، تمهيداً لانقضاضها على العراق البعثي إثر اجتياحه للكويت، استفادت من «الحياد الإيجابي» الذي أبدته إيران حيال ذلك، وهو ما ألمح إليه الرئيس الإيراني. فقد سهّلت طهران الانتشار الأمريكي بدل أن تعرقله بالاعتراض عليه كما كان بوسعها أن تفعل، بل من واجبها لو كانت معاداة «الشيطان الأكبر»، أي أمريكا بقاموس الخمينية، هي حقاً دافعها الرئيسي. والحال أن دافع إيران الرئيسي لم يكن ذلك، بل كان إسقاط النظام البعثي في العراق كي يتسنّى لها مدّ سيطرتها على البلاد باستغلال العامل الطائفي على حساب الهوية القومية العربية التي حاول صدّام حسين التسلّح بها، وفشل بسبب الاضطهاد الشنيع الذي كان نظامه يمارسه على شعب العراق.
أما دافع النظام الخميني الإيراني الأكبر فهو المطامع القومية التوسّعية التي ورثها من نظام الشاه بعد أن أسقطه وحلّ محلّه، وقد غلّفها بلباس إسلامي مضاد لأمريكا تارة، وبلباس طائفي شيعي تارة أخرى، بينما كانت المملكة السعودية تسعّر ضدّه طائفية سنّية، والطائفتان بغيضتان على حدّ سواء شأنهما في ذلك شأن كافة أصناف الطائفية. وقد انجلت حقيقة دوافع إيران عند الاجتياح الأمريكي الثاني للعراق في عام 2003، بما لا يسع أن ينكره سوى من يعميه ولاء مطلق لطهران. آنذاك، لم تكتف إيران بممارسة «الحياد الإيجابي»، بل تواطأت بصورة سافرة مع الاحتلال من خلال مساهمة أعوانها العراقيين في «المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» و«حزب الدعوة» في التمهيد له، ودخولهم العراق في ركاب المصفّحات الأمريكية، ومشاركتهم في المجالس والحكومات المتتالية التي أنشأها الاحتلال.
فإن تمنين روحاني على حكّام المملكة السعودية والإمارات المتحدة بوجودهم إنما يؤكد أن غاية النظام الخميني المركزية هي مدّ نفوذه في المنطقة بشتى الوسائل، وهو يكيّف سياساته وفقاً لاحتياجات تلك الغاية، فيواجه «الشيطان الأكبر» الأمريكي تارة ويتواطأ معه تارة أخرى، ويعادي «الشيطان الأصغر» الصهيوني باسم «الممانعة» كلّما اصطدمت مطامعه التوسّعية بمطامع هذا الأخير التوسّعية هي أيضاً، بينما لا يردعه الأمر عن تلقّي السلاح منه عندما تلتقي مصالحهما إزاء عدو مشترك مثلما جرى إزاء العراق البعثي.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتضامن مع الثورة السودانية ملحّ!
- تفوّق قيادة الثورة السودانية برجالها ونسائها
- الانتقال والمعضلة في السيرورة الثورية العربية
- روسيا تدفع بأحجارها على رقعة الشطرنج
- ضمّ الجولان توطئة لضمّ الضفة الغربية
- تحية إجلال لرئيسة وزراء نيوزيلندا
- الجزائر إلى أين؟
- بوتفليقة أو نحرق البلد!
- المعادلة الخطيرة بين إسرائيل وأمريكا وإيران
- المنافقون والعداء لليهود والمسلمين
- ماركس والشرق الأوسط 1/2
- مصر: تعديلات سيسيّة ومفارقات سياسيّة
- في تغليب أمن إيران على مصلحة العراق
- لا للبشير ولا للسيسي بل ديمقراطية غير منقوصة!
- أمريكا وبريطانيا: تجديد العظمة وتسريع الأفول
- عقل العصفور وتوزيع أراضي سوريا
- سوريا والاحتلالات الخمسة ومواقف ترامب المتقلّبة
- في تونس أو في السودان… لِسَّه الثورة في الميدان!
- بواعث الأمل إزاء نهاية عام مظلمة
- الوظيفة النفطية لمحميّة أمريكا السعودية


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - إيران بين «الممانعة» والتواطؤ والتوسّع