أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صبحي عبد العليم صبحي - ذهنية الدفاع














المزيد.....

ذهنية الدفاع


صبحي عبد العليم صبحي
باحث بالفكر الإسلامي المعاصر

(Sobhee Abdelalem)


الحوار المتمدن-العدد: 6217 - 2019 / 5 / 1 - 03:11
المحور: المجتمع المدني
    


في ظل وجود الاستعمار كان علي الطبقة المثقفة - الموكلة بتكوين واصدار الرأي داخل المجتمعات العربية - صياغة خطاب دفاعي يدافع عن الهوية والأصالة العربية ضد المستعمر الذي يحاول– بطبيعة الحال – ان يفرض ثقافته وبناءه الاجتماعي ، منطلقا من قناعة بانه الافضل والسلالة الأعلى لذا أباحت له الظروف السيطرة علي هذه الشعوب . ولكن ظل الخطاب العربي يقبع في الطور الدفاعي محاولا دائما إثبات هويته واصالته ، وتعويض موقفه المتراجع تجاه الحضارة بإثبات نسبه الي بناة الحضارة معاديا للثقافة الغربية أو ان شئت الدقة ( غير العربية )، محاولاً دائما انتاج خطاب يعمل علي الحد من سلطة الثقافة "غير العربية " وإرساء دعائم المصطلحات العربية ومحاولة تعريب واسلمة العلوم ، خالطا بين السياسة الامبريالية الغربية وبين العلوم البشرية التي تحاول عدم الحيد نحو الغاية السياسية ، ولا يبرر هذا سوي الفراغ المعرفي وعدم الاطلاع ،ويعززه تاريخ الغرب الامبريالي واستخدامه لكافة الوسائل والنظريات لتبرير استعماره ، ولا ينجم عن هذا سوي الرفض المطلق الغير مبرر بتبريرات شافية ومرضية للعقل . وعلي الصعيد الأخر فالحضارة الغربية تفرض نفسها وبقوة مما جعل التابعية العربية لها أمرا مفروضا ، ويتمخض عن هذا وجود خطاب مبني الرؤية الغربية داخل البناء العربي مدافعا عنها منبهرا بها ، لا تكف محاولته في اثبات تطورها والحاجة الماسة الي اتباعها ، مما جعله في حيز المتآمر مع السلطة الامبريالية الغربية في نظر من يدافع عن الأصالة . فأضحي يصوغ خطابا دفاعيا ضد مزاعم الاتجاه الاصولي ، فأصبحت سياسة الرفض متبادلة بين الطرفين عاجزة عن انتاج أي خطاب تنويري ولكنها اكثر قدرة علي بناء الخطاب الدفاعي والتبريري .
فالخطاب العربي بشقيه النهضوي والأصولي لا يعرف سوي النمط المنغلق للخطاب الدفاعي الذي يقوم علي الاقصاء ، لا الاعتراف بالآخر والانفتاح والذي هو أداة هامة لبناء الحضارات ، فالخطاب الدفاعي لا يعرف الفهم والتفسير بقدر ما يعرف التبرير والانحياز. والخطاب الدفاعي هو سمة من سمات الطائفية التي ظهرت ابان تبني الخطاب الديني شرعنة السلطة السياسية، وصدامه مع بعض الآراء المختلفة مع السلطة السياسية واتجاهاتها واضفاء الرداء الإيماني علي الاختلافات السياسية ، واصبح الاقصاء الايماني بديلا للإقصاء السياسي ، ويتمخض عن هذا بطبيعة الحال العديد من الطوائف كل منها تزعم امتلكها للحقيقة . فضلا عن ما جاءت به الهزائم العربية الكبرى من خلال محاولة تفسيرها وتقديم مبررات لها ومحاولة فهم اسبابها ، من قبل المفكرين والسياسيين والعسكريين ورجال الدين - بطبيعة الحال - و ما احدثته من تصدع واهتزازات داخل المجتمع من خلال ظهور زيف وكذب بعض السياسيين ورجال الثقافة والسلطة الدينية ، والذي ادي الي انتاج خطابات دفاعية اخرى محاولة الاستقلالية عن الخطابات الرسمية لفقدانها الثقة بهذه الخطابات التي اوضحت الهزائم كذبها ممثلة في التيار الديني الشعبي وفرق سياسية عديدة منها تيارات الاسلام السياسي وغيرها .. , واصبح الفرد يقف موقف العدو من الدولة لفقدانه الثقة بالفئة القائمة علي ادارة مواردها ، محاولا هو الاخر تنظيم خطابا دفاعيا عن مطالبه المشروعة ، وفقا للصورة المعهودة في ذهنه عن السلطة السياسية – التي يصدرها رجال الدين وتعمل علي تعزيزها الطبقة المثقفة – وهي اقرب الي تصور المواطن الآثيني لآلهة اليونان القدامى ساكني جبال الأولمب . فينجم عن هذا انحصار الخطاب العربي( بشقيه النهضوي والأصولي ) في الطور الدفاعي – خاصة وان كان في موقف الضعيف من هو في حاجة للدفاع - عزيز عليه صياغة خطاب الفهم والتفسير عاجز عن ترك مساحة لفهم اخر وتفسير اخر .



#صبحي_عبد_العليم_صبحي (هاشتاغ)       Sobhee_Abdelalem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأد البنات
- الإلحاد في المجتمعات العربية
- ثقافة إمتلاك الحقيقة
- بلاد اضيق من الحلم
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة
- الحب معني الوجود
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة


المزيد.....




- روسيا ترفع السرية عن جرائم حرب النازي الأوكراني الأمريكي مال ...
- تونس.. القضاء يحتجز 3 موظفين في شركة -واجهة- لتهريب المهاجري ...
- ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة: استقالة دي ميستورا لن ...
- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صبحي عبد العليم صبحي - ذهنية الدفاع