أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - إلى البرهان: إذا كنت وطنيا، أسحب الجنود السودانيين من اليمن














المزيد.....

إلى البرهان: إذا كنت وطنيا، أسحب الجنود السودانيين من اليمن


محمود محمد ياسين
(Mahmoud Yassin)


الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 07:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها قناة العربية في 27 أبريل 2019 طلب المذيع من عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري السوداني، أن يوجه كلمة للمعتصمين، واختار الجنرال تقديم نصح للمذكورين فحواه أن "الحصة وطن". اكتفى الجنرال بهذا التعبير الدارج وبدت المسألة غريبة وغير منطقية، وغرابتها وعدم منطقيتها هي: هل لدى الجنرال، الخارج من نخبة الصف الأول من العسكريين الداعمين للرئيس المخلوع، الأهلية للتحدث عن الوطنية؟ إن الجنرال البرهان، الذي استلم السلطة مع رفيقه حميدتى عن طريق الانقلاب على حكومة عمر البشير في 11 ابريل، عمل في القوات المسلحة الواقعة تحت سيطرة الإسلاميين حتى ترقى ووصل إلى الرتبة الرفيعة: مفتش عام الجيش، وأهم مهامها هي مراقبة ولاء العسكريين أصحاب الرتب العليا. وخلال مساره المهني عاصر جنرالنا طرد الألاف من زملائه العسكريين من الخدمة؛ كما شهد السودان تحت مراقبته أحيانا (under his watch) مذابح رهيبة ارتكبها الجيش السوداني في حروب في أطراف البلاد راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين وتجاوزت قوانين الحرب الأساسية (Just in bello) هذا بافتراض عدالة مسوغات تلك الحروب. كذلك كان الجنرال خلال ترقيه من وظيفة أدنى لوظيفة أعلى شاهدا على فظاعات من قتل وتعذيب ترتكب ضد المواطنين المدنيين..

إن المجلس العسكري المتقلد زمام الامور يمثل النخبة العسكرية التي كنت تمثل النظام المخلوع وفى هذا الخصوص فإن المطالبة التي جاءت عقب الانتفاضة بتنحي الفريق عوض ابن عوف وشملت لاحقا الفريق عمر زين العابدين وجلال الدين الشيخ والفريق شرطة بابكر الطيب من المجلس العسكري، بحجة ارتباطهم القوى بالحركة الإسلامية، جاءت صحيحة ولا غبار ولكنها لم تربط بالصورة الكبيرة وهي أن النخب العسكرية البيروقراطية ظلت تخضع الجيش السوداني، منذ تأسيس الدولة الوطنية في النصف الثاني من القرن الماضي، ليكون أداة تحكم بها القوى التقليدية البلاد وبالتالي تكريس الدولة السودانية المعادية للشعب.

كرر الجنرال في المقابلة المشار اليها الإشادة بدول السعودية والامارات ومصر ضاربا عرض الحائط بالراي الغالب وسط الثائرين المتسم بالتحرز من تدخل هذه البلدان في الشأن السوداني، وهذا الموقف اتخذته جماهير المنتفضين بعدما وردت إشارات كثيرة عن ضلوع البلدان الثلاث في انقلاب 11 أبريل؛ كما زادت شكوك الناس بعدما راوا البرهان يستقبل الخائن المطلوب للعدالة السودانية الفريق طه عثمان الحسين الذي منحته السعودية مواطنة بلدها ووظيفة في الديوان الملكي السعودي مكافأة له على تجسسه في السودان لصالح المملكة ضمن دول أخرى. وأخيرا فإن الشعب السوداني ملم ومدرك بما فعلته دولتي الامارات والسعودية في تمكين عبد الفتاح السيسي من السلطة في مصر ومحو كل أثر لانتفاضة الشعب المصري العظيمة في يناير 2011.

إن الجنرال البرهان منذ استلامه للسلطة ظل يتجاهل إجماع جماهير الشعب السوداني على رفض اشتراك السودان في حرب اليمن. ومنذ مارس 2015، تاريخ مشاركته في حرب اليمن، فقد السودان المئات من جنوده الذين ماتوا قهرا في تلك البلاد. وما زالت القوات السودانية تقاتل في اليمن ضمن " التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية" الذي لم يعد فيه إلى جانب السعودية والامارات إلا السودان.

ونختتم برسالة إلى الجنرال عبد الفتاح البرهان: إذا كنت وطنيا، أوقف مقايضة الدم النازف من أجساد الجنود السودانيين في اليمن بحفنة من الدولارات وبضعة براميل من البترول. أسحب الجنود السودانيين من اليمن.

وإلى جماهير انتفاضة 19 ديسمبر نقول لكم ما زال: "السيف عند جبانه والمال عند بخيله"، وان المعركة على طريق الثورة الوطنية الديمقراطية طويلة فتمسكوا بالشعار العبقري الذى رفعه شباب الانتفاضة: “سقطت ما سقطت صابنها"



#محمود_محمد_ياسين (هاشتاغ)       Mahmoud_Yassin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان: لا لعبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (برهانى)
- السودان- إنتفاضة ديسمبر وأشباح الماضى
- السودان: انتفاضة 19 ديسمبر وحدود الإنجاز
- السودان: الطريق إلى انتفاضة 19 ديسمبر وصانعة الملوك
- لماركسية والموقف من البرلمانية: الذنب ليس ذنب لينين!!
- مقتل خاشقجى: إفلاس الإسلام السياسى وسطوة الأوليجاركية الأمري ...
- كندا: حدود الرأسمالية في التطور التكنولوجي
- روضة الحاج والتجريد في - المجرم الحقيقى هو النيل!-
- كلمة في رحيل المفكر المصرى سمير امين
- توجهات مجموعة السبع وماذا تعد لافريقيا
- الصادق المهدى وإعادة ترتيب البيت في المركز
- رأى الماركسية في الثورة المهدية في السودان
- الصادق المهدى: كيف يقرأ الماركسية!؟
- -الدولة التنموية- والإزراء بالسياسة والماركسية
- الوسيلة إلى فهم أن الدولة السودانية ليست اختراعا
- ستيفن هوكينغ : كلنا فى الهم شرق وغرب
- ستيفن هوكينغ والذكاء الأصطناعي
- أثيوبيا: حكم ال 6% والدروس المستفادة
- سد النهضة ومأزق الأمر الواقع
- السودان: الفيل في داخل غرفة موازنة العام 2018


المزيد.....




- حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
- العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
- صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف ...
- رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
- مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا ...
- مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
- سمير لزعر// مخطط تشريد الطبقة العاملة وتجويع الشعب يضع افوا ...
- بين هرم زوسر وضريح لينين أو ما هو دور الوعي الديني في بناء ا ...
- اليسار الفرنسي يبحث عن طريق للمضي قدمًا بعد منعه من المشاركة ...
- نصف الراتب ومنشور«مُمزق».. والحافز من الإستثناء إلى الأجر


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمود محمد ياسين - إلى البرهان: إذا كنت وطنيا، أسحب الجنود السودانيين من اليمن