|
الحلركة العمالية الى اين
رديف شاكر الداغستاني
الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 12:01
المحور:
ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
بعد وفاة لينين مؤسس اول دولة للعمال و الفلاحين و تسلم ستالين لقيادة الحزب و الدولة ، حصلت تغييرات في السياسة السوفيتية ابتعدت بها بهذا القدر او ذاك عن النهج اللينيني و قد ساهمت ظروف الصراع العالمي و ضغوط الدول الراسمالية في صنع السياسة الجديدة للاتحاد السوفياتي .و جاءت الحرب العالمية الثانية بعد صعود النازية و الفاشية ثم اندحارها و بالتالي بروز العسكر الاشتراكي مقابل المعسكر الراسمالي . و قد دمرت تلك الحرب امكانيات الشعوب الاقتصادية و الصناعية و هو ما تطلب منها الجهود المضاعفة لاعادة اعمار و بناء بلدانها وفق نظرة جديدة للعالم يمتلك فيها المعسكر الاشتراكي وزنه العالمي اذ كان يغطي ثلث خريطة العالم و نصف سكانه .ان تلك المعطيات الجديدة قد وفرت لدولة العمال و الفلاحين فرصة تسابق بها الزمن لتطبيق نهج يطور مسيرة حياة العمال . نعم ! حقق العمال العديد من المنجزات و المكاسب كما تحملوا ايضا الظروف الاقتصادية الصعبة في الحرب و البناء الاانهم اضحوا بعيدين عن موقع القرار في البحزب و الدولة . و نحت ذريعة صيانة المعسكر الاشتراكي صودر اهم سلاح بيد الطبقة العاملة و هو الاضرابات و التظاهرات و كل الانشطة التي يرفع فيها العمال مطالبهم المشروعة ، و ليس عن طريق المنظمات الحزبية البيرقراطية و بمرور الزمن تحولت الامورمن سيء الى اسوا حين تحولت الدولة و الحزب من دكتاتورية البروليتاريا الى دكتاتورية الحزب و عبادة الشخصية اما في الجانب الراسمالي فقد انتعشت الحركة النقابية العمالية بعد الحرب العالمية الثانية فحصل العمال على مكاسب كبيرة و سنت قوانين تامن لهم الحرية العمل النقابي و تحميهم من البطالة الكلية . كما انسحب هذا الامر على دول العالم الثالث الواقع تحت الاستعمار الغربي او المتاثر به . و كانت كل تلك المنجزات نتيجة لنضال عمالي يومي تمثل باضرابات و اعتصامات و عصيان مدني متاثر بدرجة كبيرة بالحركات اليسارية التقدمية و خاصة الاحزاب الشيوعية باعتبارها تبنت تمثيلها للطبقة العاملة و الدفاع عن حقوقها . اما على صعيد العالم الثالث فان هذه الاجواء خلقت ظروفا مؤاتية لنشوء حكومات اشتراكية او عمالية و لكن التحريفية السوفيتية بعد المؤتمر العشرين ( 1956 )حالت دون ذلك حتى وصول حركة الثورة العالمية الى حالة الانحسار في الثمانينات التي ارهصت للامبريالية الجديدة ( العولمة ) مع صعود الريغانية في الولايات المتحدة و التاتشرية في بريطانيا . و كانت الاحزاب الشيوعية ( السوفيتية ) قد انتهجت سياسة التحالفات مع قوى البرجوازية الحاكمة و غير الحاكمة فانسحبت هذه السياسة التحريفية على حساب العمال و نضالهم النقابي اذ بدات هذه الاحزاب تجير الجهد النضالي لتهدئة الصراع الطبقي مع البرجوازية المحلية و الراسمالية العالمية تحت يافطة ( التكتيك و الاستراتيج ) في المساومات السياسة ما ادى الى انشقاق الاتحادات العمالية في العالم و ساد اكثر من اتجاه في الاتحاد العمالي العالمي . و قد ظهرت تلك التداعيات السلبية في المناطق الصناعية الكبرى ذات الكثافة العمالية ثم انتقلت الى نقابات العالم الثالث .ان التحقق من الاسباب الرئيسية لهذه الانحرافات و الانهيارات هو ان قياداتها لم تكن في غالبيتها عمالية او ذات جذور عمالية . و كانت بعض القيادات العمالية في المعسكر الاشتراكي قد تبرجزت و اضحت ذات مصالح و امتيازات مرتبطة بالحزب و الحكومة حين تخلت عن موقعها الطبقي . كما و كان للخلاف السوفيتي - الصيني دوره في تمزيق الحركة العمالية و بالتالي تخلفها . اضافة الى ذلك كان للراسمالية و الرجعية دورهما الهام في تعميق تلك الانشقاقات و فرصة مؤاتية لخلق احزاب و تيارات باسماء عمالية و اشتراكية لكنها في واقع الامر معادية للعمال و الحركة الثورية . و حصل ذلك بصورة خاصة في الدول التي تمتلك الثروة النفطية و لديها تنظيمات يسارية و عمالية . و لعل المثال البولوني بقيام تنظيم عمالي واسع بقيادة ( فاليسا ) و بدعم من الراسمالية العالميبة يؤكد ما ذهبنا اليه . فقد نشط هذا التنظيم بشكل مثير و اصبح بين ليلة و ضحاها يملك زمام المبادرة من خلال قيادته لاكبر تجمع عمالي و هو صناعة السفن ثم المناجم فلو كان العمال يشعرون فعلا ان النظام " الاشتراكي " يخدمهم لما اتخذوا مثل هذا الموقف المضاد لكن الاوضاع الاقتصادية للعمال و ظروف الدكتاتورية الحزبية المفروضة عليهم دفعتهم الى ذلك و هو الامر الذي وظفته الراسمالية العالمية لاطلاق الثورة المضادة للاشتراكية و كانت اداتها العمال انفسهم فيا للمفارقة ! و في العالم الثالث ، عانت النقابات العمالية و العمال الشيوعيون من سياسة المساومات التي سلمت التنظيمات النقابية الى قيادات برجوازية في بلدانها . موفي العراق امرت التحريفية العالمية قيادة الحزب الشيوعي العراقي بحل منظماته المهنية ( عمال ، طلاب ، نساء ) و تذويبها في المنظمات العارفية البرجوازية المشبوهة . و ما جرى للعمال في تلك الفترة من تبعثر و تشتت بسبب تلك المساومات مما جدا بالعمال الشيوعيين ان يكونوا في طليعة عملية التطهير التي جرت في 17 ايلول 1967 اذ كان للمنظمة العمالية الحزبية الدور البارز في انبثاق ( القيادة المركزية ) . الان ، يعيد التيار اليميني بعد اسقاط النظام الصد-امي النهج نفسه فبعد معاناة و جهود حقيقية بذلها العمال لتشكيل نقابات عماليةنظيفة من بقايا ازلام النظام المنهار ، و مرتزقته و نجاحهم في تاسيس اتحاد نقابات عمالية على اساس انتخابي قاعدي ، هرع اليمين ملوحا بخرقة التحالفات ومع قوى ليس لديها اي جذور في الوسط العمالي بل و ذات تاريخ اسود في عدائها للطبقة العاملة في العهد البعثي . و هكذا سلموا رقاب العمال من جديد لقيادات برجوازية حسب التمثيل السياسي و ليس التمثيل العمالي الانتخابي فانسحب على اثر ذلك الكثير من النقابيين المخلصيين بينما ظل الانتهازيون و الوصوليون يسايرون هذه المهزلة ضمن العملية السياسية الجارية باشراف الامبريالية الاميركية ان الدرس الذي يستوجب تذكره دوما هو ان يبادر العمال المناضلون الى قيادة تنظيمهم النقابي دون ان يركنوا لاي حزب او جهة سياسية مهما رفعت من شعارات محابية للعمال . و ان صمام الامان لنجاح اي تنظيم نقابي ( او حزبي ) ثوري هو ان تمثله قيادة عمالية حقا او ذات جذور عمالبية فهذا يضمن و يامن مسيرة نضال العمال الطبقي ( المطلبي و السياسي ) لاحراز الانتصارات . كذلك ضرورة الابتعاد عن التحالفات السياسية و البحث عن تحالفات بل و اتحاد مع جميع التشكيلات العمالية لتكوين كتلة صلبة و في مستوى المسؤؤلية الطبقية و الوطنية في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه بلدنا المحتل خاصة و ان البطالة كاسحة في كافة القطاعات و في كافة المحافظات العراقية . و يلعب المحتل الاجنبي دوره في اعاقة تنفيذ المشاريع التي هدمها او تشغيل المتوقف منها بحجة الوضع الامني . بينما هناك مناطق امنة او شعبة امنة و لانلمس فيها حركة بناء او اعمار . سيكون من المستحيل على الطبقة العاملة العراقية السير نحو اهدافها من دون وحدتها و تكاتفها و بذلك تحقق مطالبها المهنية و تكون في طليعة اتلشعب لتحقيق هدفه في طرد المحتل و اقامة حكومنة وطنية حقيقية بعيدة عن الطائفية و العنصرية .
#رديف_شاكر_الداغستاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملئتم قلوبنا قيحا يا نفايات السياسة ..ابطال الارهاب
-
ستار اكاديمي الوجه الاخر للارهاب
-
وحدة... يسارية... تتحقق
-
عيدٌ وباي حال ياعيدُ
-
تناثرالحزب الشيوعي العمالي من ايران االى العراق
-
وحدة اليسار العراقي ... هل تتحقق
-
اللقاء غير المقدس بين الراسماليه والتحريفية
-
ادانات لاترحم
-
دفاعاً عن الحزب الشيوعي العراقي- القيادة المركزية
-
بيان من المكتب العمالي المركزي الحزب الشيوعي العراقي القيادة
...
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة
/ المنصور جعفر
-
حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية
/ إرنست ماندل
-
العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري
/ أندري هنري
المزيد.....
|