|
نحو الاول من ايار يوم الاحتجاج الاممي للطبقة العاملة
سيزار ماثيوس
الحوار المتمدن-العدد: 6214 - 2019 / 4 / 28 - 15:39
المحور:
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
في هذه الايام، ومع اقترابنا من الاول من ايار، يوم العمال العالمي، يوم النضال الدائم من اجل التحرر والمساواة وعالم افضل، تتذكر البرجوازية دائما ان نظامها اللاانساني والمليئ بالظلم والتفاوت الاجتماعي والاستغلال هو عرضة لحملة العمال والكادحين والمحرومين الموحدين والمنظمين ان اساس هذه المآسي في هذا العالم هو النظام الراسمالي الذي قسم البشر في هذا الكوكب على اسس رجعية كالدين و القومية و العرق و يستخدمها في كل مرة كذريعة في هجماته على العمال ولشق صفوفهم ووحدتهم. للان في العالم الغربي، "مهد الديقراطية الغربية وحقوق الانسان وحرياته"، مازالت القوى القمعية للنظام الراسمالي تقوم بفض الاعتصامات العمالية التي تخرج في هذا اليوم وهذا الامر ارتبط تاريخيا بخوف مميت للقوى البرجوازية من اقتدار وقوة الحركة العمالية.
تاريخ ومنشأ الاول من ايار
ان الاول من ايار هو يوم تجديد العمال اعتراضهم على النظام الراسمالي الذي ملأ العالم بؤسا وجوعا واستغلالا. ان الاشتراكية كانت ومازالت احد اهم الافكار التي تخاف القوى الراسمالية من ان تتسلح بها الطبقة العاملة، اذ ان ذلك سيعجل من اقتراب نهايتها الاكيدة . ان الاول من ايار هو يوم الاضراب التاريخي للعمال في استراليا وامريكا وعدد من الدول الغربية، حيث ان أول من حذا حذو العمال الأستراليين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات، وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا. وفي تورونتو الكندية، حضر زعيم العمال الأميركي بيتر ماكغواير احتفالا بعيد العمال، فنقل الفكرة، وتم أول عيد للعمال في الولايات المتحدة الأمريكية، اذ تم الاحتفال به في 5 سبتمبر 1882 في مدينة نيويورك. اثمر نضال العمال في كندا، الذي أعطى الصفة القانونية للعمال، وفي يوم الاول من ايار من عام 1886 نظم العمال في شيكاغو، ومن ثم في تورنتو إضرابا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار "ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع"، وهو الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل، خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحا جيدا وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين، وقتلت عدداً منهم ثم ألقى مجهول قنبلة في وسط تجمع للشرطة أدى إلى مقتل 11 شخصا بينهم 7 من رجال الشرطة واعتُقِلَ على إثر ذلك العديد من قادة العمال وحكم على 4 منهم بالإعدام وعلى الآخرين بالسجن لفترات مُتفاوتة. وكان الجلاد ينفذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابا كتبه زوجها لابنه الصغير " ولدي الصغيرعندما تكبر وتصبح شابا وتحقق أمنية عمري، ستعرف لماذا أموت، ليس عندي ما أقوله لك أكثر من أننى بريء. وأموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا أخاف الموت، وعندما تكبر ستفخر بابيك وتحكى قصته لأصدقائك". وقد ظهرت حقيقة الجهة التي رمت القنبلة، عندما اعترف أحد عناصر الشرطة بأن من رمى القنبلة كان أحد عناصر الشرطة أنفسهم. وللعمال في العراق قسط في هذا النضال!
اما في العراق، كانت الحركة العمالية لها جذور من حيث صراعاتها. اذ يذكر احد القادة العماليين المخضرمين في الحركة العمالية ان للحركة العمالية في العراق تاريخ عريق منذ تاسيس الدولة العراقية الى الانقلاب البعثي. فمثلا كان أول إضراب كبير نظم للعمال في بغداد هو إضراب عمال السكك في الشالجية سنة 1927 وكان هذا الإضراب الناجح باكورة الحركة النقابية العمالية في العراق. فيما تأسست أول نقابة عمالية في العراق بعد سنتين من الإضراب، أي في 1929. وكانت النقابة قد اتت بعد ذلك الإضراب واهم ثمراته. وفي خضم هذا الكفاح، خاض العمال، في باكورة نشاطهم المنظم بقيادة محمد صالح القزاز، إضرابين لعمال السكك، حيث اندلعت في 1930-1931 حوالي 1000 عامل في معامل السكك الحديدية في بغداد في عام1930 واستمر الإضراب ثلاثة أيام بسبب تقليل الأجور بنسبة 10% وانتهى بانتصار جزئي للعمال.وكذلك اضراب عمال الزيوت النباتية عام 1968 حيث اطلق النظام الفاشي البعثي النيران على العمال المضربين المطالبين باستحقاقاتهم التي نص عليها قانون التأميم وتوزيع نسبة خمسة بالمئة من الارباح.
ان الحركة العمالية كانت ومازالت في صراع مع الحكومات المتعاقبة وذلك نتيجة للسياسات القمعية التي تتخذها، حيث اعلنت وزارة النفط اقرار قانون اربعة ارهاب على العمال المضربين عن العمل في شركة نفط الجنوب، وكذلك اضرابات عمال العقود والاجور اليومية، حيث تم تهديدهم من قبل ارباب العمل بفصلهم من العمل وغير ذلك، الا ان العزيمة والارادة لدى العمال لانظير لها، حيث تستمر الى وقتنا هذا هذه الاضرابات للمطالبة بتثبيت العقود. ان جزء مهم في نجاح هذه الحركة هو التنظيم. حيث بعد اقرار حكومة البعث في سبعينات القرن الماضي قانونا يمنع حق الاضراب والاحتجاج وممارسة ابشع الوسائل التي مارسها حزب البعث والحكومات التي سبقته في فض وقتل واعتقال القادة المؤثرين في هذه الحركات، واقرار قانون تحويل العمال الى موظفين الذي اقر في نهاية الثمانينيات من قبل صدام حسين شكل تحول في صورة ونظرة المجتمع للطبقة العاملة، حيث اصبح المجتمع لديه نظرة الى انه ان وجدت المعامل، وجد العمال. والعكس صحيح. اذ وجود العامل لايقتصر على المعمل والمصنع. ان هذه النظرة الخاطئة هي نتيجة وانعكاس لضعف في الحركة العمالية في وقتنا الحالي وانشغال الاشكال الاقرب الى الفوقية مما يسمى بالنقابات بمشاكلهم ومصالحهم متناسين ان مهمتهم هو الدفاع الدائم عن حقوق الطبقة العاملة، ناهيك عن ضعف التيار الاشتراكي والثوري في صفوف الحركات العمالية وصفوف العمال انفسهم. فلضمان الحقوق المشروعة للطبقة العاملة، على العمال ان ينظموا انفسهم في اماكن العمل على شكل لجان منتخبة من العمال انفسهم وعلى الفعالين والناشطين في صفوف الحركة العمالية اعادة العمال الى ميادين صراعهم السياسي والاقتصادي لانه كلما سكت صوت العمال تزايدت وحشية الراسمالية . واليوم نرفع معا شعار "نحو حرية التنظيم النقابي، نحو تثبيت عمال العقود والاجور اليومية نحو فرصة عمل او ضمان بطالة."
وكما تقول المفكرة الماركسية روزا لوكسمبورغ:"ما دامَ نضال العمال ضد البورجوازية والطبقة الحاكمة مستمراً ، وما دامت الـمَطالبُ لم تُـلَـبَّ ، فإن الأول من أيار سيكون التعبيرَ السنويّ عن تلك الـمَـطالب . "
عاشت الطبقة العاملة ونضالها ضد البرجوازية! عاش الاول من ايار يوم التضامن الاممي للطبقة العاملة ! عاشت الاشتراكية و الشيوعية العمالية!
تحياتي الرفيق سيزار
#سيزار_ماثيوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقابات عمالية طبقية ام بيروقراطية نقابية برجوازية؟
-
الشيوعية العمالية امتداد للبيان الشيوعي
-
الثامن من اذار رمز لنضال المرأة بوجه الاضطهاد والظلم الاجتما
...
-
يبقى لينين المعلم والملهم
-
الذكرى المئوية لرحيل نسر الماركسية المحلق ´- روزا لوكسمبورغ
-
ازمة التعليم في العراق تنفيذ مشاريع السياسية النيوليبرالية
-
بصدد نقد الادعائات التروتسكية
-
كلمة في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
-
لماذا اخترت الحزب الشيوعي العمالي
-
يوميات مناضل
-
الرفيق منصور حكمت وقرأة جديدة للماركسية
-
الاتحادات العمالية في العراق وانقساماتها
-
تاريخ حركة النقابات العمالية في العراق بعد 2003
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
في منع الطبقة العاملة من قيادة الثورة.
/ التيتي الحبيب
-
الحركة النقابية للشغيلة في تونس وتلازم البعدين الوطني والاجت
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
الاتحاد العام التونسي للشغل والشراكة في بناء الدولة الوطنية:
...
/ عائشة عباش
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من مطالب الحركة العمالية
/ سعيد العليمى
-
الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات
...
/ عيبان محمد السامعي
-
الحركه النقابيه العربيه :افاق وتحديات
/ باسم عثمان
-
سلطة العمال في ظل الأزمة الرأسمالية
/ داريو أزيليني
-
إيديولوجية الحركة العمالية في مواجهة التحريفية
/ محسين الشهباني
-
الحركة النقابية في افريقيا وميثاقها
/ كريبسو ديالو
-
قراءة في واقع الحركة النقابية البحرينية
/ إبراهيم القصاب
المزيد.....
|