أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - محمد سمير عبد السلام - الأدب يفجر أسئلة العمل و العمل الافتراضي














المزيد.....

الأدب يفجر أسئلة العمل و العمل الافتراضي


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 1537 - 2006 / 5 / 1 - 06:32
المحور: ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية
    


تطرح أسئلة العمل الافتراضي نفسها بقوة في الأدب ؛ فهو حقل للأداء خارج نطاق السوق من جهة و العلاقات الاقتصادية الكبري التي توفرها صناعة الثقافة المبنية على النمطية و التشابه في الميديا المعاصرة ؛ و العمل الأدبي يقوض الأداء الموجه في اتجاه فعل طليعي يتجاوز مفهوم السلعة من داخلها و يحقق التحلل الذاتي من العمل الموجه في الرأسمالية المتأخرة مثلما أشار ديريدا في بحثه " و كأن نهاية العمل كانت في أصل العالم " و يمثل لها بفئات الطلاب و علاقات الإنترنت الجديدة و استشراف نقص ساعات العمل في المستقبل اللينيني جامعا بينها و بين التحلل الأولي للعمل في التوراة قبل النزول إلي الأرض و الخطيئة ، و الأدب عند إيهاب حسن يحقق الانفلات من أسر الهوية الثقافية الجامدة لأنه يحقق التحلل الطبيعي من اللغة الانفصالية بين الحضارات إذ يجمع المحلي و العالمي معا و يحقق التسامح ، ألم يقرأ فوكوياما نهاية الإنسان و تحديات علاقات التشابه من خلال عالم جديد لألدوس هكسلي ؟


و قد كان لي تعقيب على المفكر و الأديب الدكتور عمار علي حسن حول إشكالية مفهوم العمل الافتراضي في نطاق الأدب و التلقي المعاصر بوصفها نشاطا لما بعد الحداثة في تجاوزها لمركزية الاقتصاد ففي دراسته " الأدب والاقتصاد " المنشورة بمجلة الكويت الثقافية بالعدد (233) في مارس سنة 2003م ، يقر الدكتور / عمار على حسن ، فرضية مركزية مؤداها أن الأدب يعكس الوضع الاقتصادي للمجتمع وطبقاته وآليات السوق فيه في فترة تاريخية بعينها مستشهداً بأمثلة - على ذلك – من التراث والحداثة الروائية في أوربا والوطن العربي.
جاءت الدراسة من منطلق نقدي – أيديولوجي أثر علي طرائق التدليل علي الفرضية ، ومحاولات الاحتواء المغلق للنصوص والاقتباسات في الخطاب المفترض للناقد، ومن هنا تصبح علاقة الأدب بالاقتصاد في تطور المجتمع الصناعي ، في موضع مساءلة لمركزية الانعكاس ودرجاته ، ومدى بروزه في النصوص والاتجاهات الفكرية التي يستشهد بها الدكتور عمار. فليست الشمولية المنهجية التي يستعملها في التعامل
مع المفاهيم ، قادرة على بيان درجة هذه العلاقة ، أو مدى صدقها في بعض النصوص – من الأساس. وذلك فى ثلاثة مواضع على درجة كبيرة من الأهمية في بحث هذه العلاقة هي:
كان تخلى الرواية الجديدة عن الصياغة التاريخية التقليدية للشخصية ، بأن أصبح الشخص مجرد علامة أو إشارة في النص () ثم تحول التلقي ذاته إلى آليات استقبال لهذه الإشارات الجديدة ونظائرها التقليدية أيضاً ، ومن ثم أصبحت مسألة الانعكاس الطبقى للشخص في الرواية قيد النظر والتشكك ، فليست للنصوص الروائية التاريخية وحدة تجمعها ، أو مرجعيات قد تخلي عنها الفن الروائي ونقده معاً ، ولا أعنى بذلك إغفال التأثير الاقتصادى ووضعية البطل أو الكاتب على النصوص ، ولكنني أري أن من الخطأ – منهجياً – أن يرى الاقتصاد مركزياً في الشخوص وأبنيتها الدلالية والنصية ، فالعلاقة بين البطل كعلامة ووضعه الطبقي قائمة ، ولكنها تحفز آليات تطور وجود البطل في النص وآليات الاستقبال المتعددة الدلالات ، فهي إحدى شرارات الانطلاق في صيرورة ووجود البطل وليست مرجعية أحادية تختزله.
أتفق مع الدكتور عمار فى أنه لا يمكن فصل (الكتاب) عن دورة السوق ، ومفهوم السلعة ، ولكن هذه الدورة لا تحول المبدعين إلى الكتابة وفق آليات العرض والطلب ، أو أن يتحول القراء إلى مستهلكين متعجلين للنص ، وليس حدوث هذا الأمر في بعض الأوساط التجارية يعنى شموليته ، فمن فرض على وعى المتلقي أن يتحرك من منطلقات ليست أدبية ؟
إن القارئ في نظريات التلقي المعاصرة ، كثيراً ما يضع النصوص التجارية الرخيصة في هامش انتباهه ، وإن تعامل معها فبوعي إبداعي خارج عن منطلق الاستهلاك المباشر.
وأري أن الاقتباس الذي أشار إليه الدكتور / عمار من " تيرى إيغلتون " يعكس تصوراً جزئياً في نقد المجتمع الرأسمالي ، والطابع السلعي فيه دون أن يشير إلى تجاوزات بعض النصوص لهذا الطابع الأيديولوجي.
إن (القصة) عند (بارت) تلتحم بالتاريخ والمجتمع وتتخطى مفهوم الثقافة ذاته () ولا تسير خلف آليات التسوق كتغير للسلعة.
لم تكن الحداثة أبداً انعكاساً لظرف تاريخي واحد يحدد مدلولها الأدبي المتغير وبهذا الصدد يذكر د/ عمار أنها كانت رد فعل علي سعي الطبقات القادرة للسيطرة على الثقافة.
لقد كانت الحداثة تسير في طرق عديدة لإحداث التغير – كما يرى رايموند ويليامز – منذ أواخر القرن التاسع عشر ، ولهذا توتر في تحديده لها بكثرة الانقسامات داخل اتجاهاتها وبكل اتجاه على حدة ، وموقفها المتضارب من البورجوازية ثم محاولات تجاوزها فيما بعد الحداثة () إن الإبانة عن الزوايا الأخرى من الظاهرة قد تكشف دوماً عن مساءلة الظاهرة نفسها .



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن منيف ... الوجه الجمالي للشخصية العربية
- ما بعد الحداثة... و جماليات التناقض..قراءة في الأشياء الفريد ...
- مطاردة الفراغ... قراءة في ما بعد الحداثة و ما بعدها و الملام ...
- الفكر النسائي من قضايا الهوية إلى تجاوز الواقع
- تحولات المألوف .... قراءة في رقصات مرحة ل محمد حافظ رجب
- صدمات سياسية ...قراءة في عرض مجاني للجميع لأحمد الشيخ
- قضايا النشر و اليسار في الحوار المتمدن
- موسيقى السرد .... قراءة في البغدادية لسعيد الكفراوي
- تجليات التداخل و التجاور- قراءة في نثار المحو لجمال الغيطاني
- الذاكرة و استشراف الحياة قراءة في عصافير النيل لإبراهيم أصلا ...
- سيمفونية الروائح و الأمكنة - قراءة في مجموعة أوتار الماء لمح ...
- الإنتاجية الإبداعية أهم شروط الإصلاح
- من الذات إلى أنوثة النص
- اندماج الثقافات في كولاج إدوار الخراط
- أحلام نجيب محفوظ مضامين متجددة للتجربة الإنسانية
- جماليات الإبداع تواكب طفرات البيولوجيا
- فرجينيا وولف صوت إبداعي متفرد
- حضور ديريدا
- حول العالم في ثمانين يوما الوجه الجمالي للحقيقة الروائية
- فوكوياما بين تحديات و مخاطر الديمقراطية الجديدة


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- خزريات بابل ينشدن الزنج والقرامطة / المنصور جعفر
- حالية نظرية التنظيم اللينينية على ضوء التجربة التاريخية / إرنست ماندل
- العمل النقابي الكفاحي والحزب الثوري / أندري هنري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف بمناسبة الأول من أيار 2006 - التغيرات الجارية على بنية الطبقة العاملة وحركتها النقابية والسياسية - محمد سمير عبد السلام - الأدب يفجر أسئلة العمل و العمل الافتراضي