حميد طولست
الحوار المتمدن-العدد: 6212 - 2019 / 4 / 26 - 15:17
المحور:
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
ماالذي يقال للعمال في عيدهم؟
عشية عيد العمال ، حملت القلم لأكتب ، كعادتي كل سنة ، عن هذه المناسبة العالمية ، فلم أجد في جعبتي ما أقوله عنها ، تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، أكثر مما استهلكت وكررت كببغاء غبي حول ما سابق من الأعياد ، رغم ما تزاحم بذاكرتي من حكايات أيام النضال النقابي الجميلة وأحداثه المتخمة بصور وسير النقابيين الشرفاء ، وحتى لا يقال أني متنكر لنضالات الذين كتبوا تاريخ العمل النقابي بدمائهم ، وحفروه على جبين الزمان بأظافرهم ، قررت التوجه إلى عمال بلادي ومن خلالهم إلى كل شغيلة العالم ، بخالص التهاني والمتمنيات بالعيش الكريم المعطر برائحة الحرية والديمقراطية ومبدأ المساوه والعدالة الاجتماعية المحصنة من عصبية نقابات الأحزاب المسعورة بركوب أكتاف الطبقات المسحوقة ، والمرطزيات المسكونة بالتآمر على الديمقراطية التى يأمل تحقيقها الكادحون ذوي القلوب المتوجعة .
وأدعوا الله من كل قلبي أن يقي الكادحين ، من اقتتال الذين تخلوا عن المعاني السامية والجليلة وذات الحمولة العميقة للنضال ، من قبيل "الشرف" و"المبادئ" و"القناعات" والذين لا هم لهم غير تمكين الأهل والجماعة والعشيرة للسيطرة على مقاليد أمور العمال، لغايات في نفوس "اليعاقبة" -ج يعقوب إن صح التعبير- الذين فوتوا على العمال المساكين الكثير من فرص الترقي والازدهار ، بتركيزهم على المطالب الجزئية، التي حولت الكثير من النقابات الى مؤسسات بيروقراطية يقتصر عملها على فض نزاعات العمل ، في غياب تام لعمل النقابي الديموقراطي الذي يتيح المجال لجميع العمال وشركهم في القرارات والهياكل النقابية بما يسمح بانتاج إطارات وعمل نقابي بديل ومبتكر ، همه الوحيد والأوحد ، سلامة العمال وأمنهم وتحسين ظروف عملهم وأجرهم وكل ما يتعلق بعيشهم وكرامتهم، والذي يجب ألا يتخلف القادة عن طرحه على طاولة المسؤولين وأصحاب القرار لبحثه ومناقشته واستنتاج النتائج ، بعيد عن الأنماط النقابية التقليدية التي يكتفى فيها المسؤولون بتهنئة العمال عبر وسائل الاعلام بيومهم العالمي فقط .
وأخيرا كل عام وأنتم يا عمال بلادي والعالم ، أقوياء ، أقوياء بقناعاتكم الوطنية الراسخة ، أقوياء بحبكم الدائم الحضور لوطنكم ، أقوياء بأمانتكم وإيمانكم التاريخي المحصن ، الذي وردت فيه رواية "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" ، لأن ضعف المظلوم يقوي الظالم على ظلمه ، وبالتالي والبديهي أن من لا يسعى لأن يكون قويا ، فإنه قد يشارك في وقوع الظلم عليه ، كما يشير إلى ذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس:" ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين"آية 85 ..
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان
#حميد_طولست (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟