|
الحركة الصهيونية من عمليات الاقتلاع إلى عمليات الإنقراض ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6211 - 2019 / 4 / 25 - 09:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحركة الصهيونية من عمليات الاقتلاع إلى عمليات الإنقراض ...
مروان صباح / وقف ذات مرة المستر وليم غلادستون 1809م - 1898م الرئيس الوحيد الذي أمضى المدة الأطول في حكم بريطانيا امام مجلس عموم بلاده في أواخر القرن التاسع ميلادي ، يردد من على منبره وأثناء خطبته الشهيرة ، لن تنفع جميع محاولات الاستعمار السابقة واللاحقة للعالم الإسلامي إلا إذا قضينا على ثلاثة أركان ، اولاً القرآن ثانياً صلاة الجمعة وثالثاً يوم عرفة ذاك الاجتماع البشري الذي يجتمع فيه الناس على إختلاف ألوانهم وأعراقهم ، يقفون برؤوس عارية وصدور لُفت بالأكفان ، يردد صغيرهم قبل كبيرهم ( لبيك ) ، وبالفعل الحركة الصهيونية حاولت المستحيل من أجل تصفية القضية الفلسطينية ، بدايةً عندما هجرت الأغلبية بقوة السلاح إلى الدول المحيطة ومن ثم احدثت فرقة سياسية ووطنية بين فلسطينيو داخل خط الاخضر والأراضي التى تسمى ب1967 عندما وقعت مع م ت ف اتفاق اسلو الوهمي وبالتالي بدروه قطع العلاقة الأخلاقية بينهم وابقى على العلاقة الكلامية وأخيراً شجعت اسرائيل الخلاف الحزبي الذي أدى إلى انقسام سياسي وجغرافي عندما ايقنت لا طائفية في فلسطين ومع تطور الأحداث العربية وموجات الأنكسار هنا والتغير هناك تسعى إلى تمرير صفقة جديدة ، تهدف من خلالها لتأسيس فرقة وفصل جديد داخل فلسطينيين الضفة الغربية من أجل انهاء هويتهم مع ابقاء قلة خدماتية في أرض الميعاد التى تقع حدود فكرتها داخل جغرافيا تبلغ من الكيلو مترات 5800 .
إذاً وعلى ايقاع الانتخابات ، لقد قال الشعب الاسرائيلي كلمته الأخيرة وبالرغم من الاحتدام الانتخابي بين الفرقاء الاسرائيلين إلا أنني شخصياً لا أجد في المحصلة فارق على الإطلاق بينهم ، وعليه أجد أيضاً على عاتقي تصحيح ما قدمه البعض حول سلالة ملوك اسرائيل الجدد وامتداد نتنياهو الى ارئيل شاورن ومن خلفهم ، بل الجديد الغائب بأن السيد نتنياهو يؤسس بقرار من الحركة الصهيونية العالمية إلى مملكة يهودية تبدأ من أرض فلسطين ليصبح هو لا سواه ملكها الاول والتى تتطلع إلى امتدادات هنا وهناك في المستقبل ، بالطبع حسب أولويات التحالف الصهيومسيحي وهذا يفسر كيف اقدم الرئيس ترمب على تسديد ضربة للمربع السني في المنطقة وضربتين للمربع الشيعي ، عندما اعترف بالقدس كاصمة أبدية موحدة لإسرائيل وبالجولان يكون قد اصاب المربع الشيعي بضربتين ، لكن بين كل هذه الإجراءات يغيب على الاعلام العالم مسألة خطيرة ويبدو عدم إبرازها هو أمر عامد متعمد ، فباعتراف واشنطن بالقدس عاصمة كاملة لإسرائيل تكون حسمت باعترافها هذا شأن مقدسات المدينة ، هنا لا اقصد فقط الأقصى بل القيامة وغيرهما لأن كما سعت في الماضي اليهودية تفريق المسيحيين إلى مذاهب ووصل انتمائهم المقدس إلى 39 كتاب من العهد القديم و27 كتاب من العهد الجديد وبالطبع نحن لا نتلكم عن ترجمات بل نشير عن نصوص مختلفة بالأصول وبالتالي استطاعت توحيد الفرقاء تحت رايتها وهذا سينعكس على إدارة المقدسات المسيحية في المستقبل ، إذاً تسعى إلى تفريق الموحد من أجل توحيدهم تحت رايتها ايضاً .
ما يتعامى عنه أمثال السياسيين وسواهم كثر من الدبلوماسيين هو أن الإسرائيلي لا يحتاج لأحد لكي يقول له حجم الفلسطيني عسكرياً أو اقتصاياً أو دبلوماساً طالما يحتسب كمية الأوكسجين وقطرة الماء أو الرصاصة التى تصل إليه ، لكن رغم ما اسلفناه من تفكيفكات استطاع إنجازها بفضل تخطيطه الدقيق واعتماده على عشوائية الأخر ، وبالرغم أنه يواجه بلا شك حتى الآن خطر التفوق الديمغرافي ومن هذه الزواية تنتقل الصهيونية من إدارة دولة يغلب طابع المدني عليها إلى دولة يهودية تحمل جينات الفكر الفرويدي والتى تسعى من خلالها حذف التنوع الانثروبولوجي داخل حدود فلسطين التاريخية وبالتالي تستعين بتجربة الانقراضات التى كان سببها اصطدام كويكب بالأرض ، أي أن هذا الاصطدام أدى حسب العلم إلى تهيج البراكين وبدورها بدأت بإرسال من داخلها غازات سامة إلى السماء الذي عزل الأرض عن ضوء الشمس ولكل انقراض عوامله وأسبابه المتسببة ، مثل تغير سطح الارض أو تقلبات المناخية أو نقص الأوكسجين أو تدمير سلاسل الغذائية .
إن ما يستحق التمعن أكثر به هو ما يجري الآن ، فالبحث جاري داخل دوائر الفكر للحركة الصهيونية من أجل نقل تجربة الاصطدام الكويكب بالأرض إلى اصطدام الحضارات وبالفعل هناك مقدمات جارية على قدم وساق ، فالضفة العربية وقطاع غزة تخضعان إلى تضيق وحصار اللذين يجعلهم أشبه بالبراكين ويبعثان منهما غازات تحجب عنهم تدريجياً الرؤية وبالتالي وظيفة الانبعاث هو عزلهما عن ضوء الشمس بل هو اجراء يمهد إلى اصطدام لا أحد يعرف نتائجه أو بالأحرى شكل الانقراض الذي سيكونوا عليه ، لأن اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة للاسرائيلين في مضمون الاعتراف هو أحقية يهود العالم بناء الهيكل وعندما نتكلم عن يهود العالم نشير إلى اصحاب الكتاب القديم ( التناخ ) التحالف القائم بين اليهودية والمسيحية ففي سفر التكوين هناك عبارة ( تو هو / بو هو / يو هو ) تدلل على الفوضى التى كانت قبل بداية الخلق وكذلك الحياة التى انتهت بالانزواء في غرفة متعفنة نتنة لا تشرق عليها الشمس وهذا يفسر العلم الذي بنى عليه العالم فرويد ، مؤسس علم النفس وتجاربه الحيوانية على البشرية ومحاولة التقارب بينهما من أجل احداث انقراضات مشابها في المستقبل .
جرت عادة مرشيحين لإدارة بيت الأبيض زيارة حائط المبكى قبل خوض معركتهم الانتخابية وللمرء أن يتحزر على سبيل المثال ، ما هي أسباب الزيارة ، أهي مباركة الرب أو تقديم تعهد لمن يسعى للجلوس خلف المكتب البيضاوي من خلال قصقوصة ورقة التى تُترك عادةً داخل تشققات الحائط ، ينشر منها القليل على الملأ ويحفظ معظمها طَيّ الكتمان ، يلتزم الرئيس القادم أمام الرب واخياره من البشرية بالعمل على بناء الهيكل ، لهذا أخطأوا اصحاب شعار المنظمة ، هي الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية ، لأنهم أوقعوا أنفسهم والشعب الفلسطيني في عملية تجريدية للعرب من المسؤولية وحملوها عندما اعتقدوا أن المد الثوري سيستمر إلى ما لا نهاية لكن اصطدموا بحقيقة الواقع وأي واقع وصلوا اليه ، بين الانقراض أو الفيضان ، ففي حضور الفيضان السمك يأكل النمل ولكن عندما يجف الماء النمل يأكل السمك ، بل وضعوا أنفسهم فرادى أمام من شُق لهم اليم بعصاة نبي وبعدها بقليل قالوا لموسى عليه السلام ، فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض / سورة البقرة ، في دلالة واضحة على اعترافهم بامكانيات رب موسى لكن يبقى ربه وليس ربهم . والسلام كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالتي القصيرة الي الرئيس الفلسطيني ابو مازن....
-
ذكرى رحيل آبو محمود الصباح / من حلم التحرير إلى كابوس الفشل
...
-
عبثية الإصلاح ..
-
بين المُعلم عليهم والمهانيين يقف عبد اللميع متفرج ..
-
درساً سودانياً بالحرية ...
-
نياشين الصبا وأحجار الكِبر
-
الوثيقة المخبأةُ بين الرفات ...
-
استعصاء مفهوم الانبطاح ...
-
انزلاقات متشابهة بين الاستبداديين والشبه ديمقراطيين ..
-
سكموني المقاومجي
-
إعادة الطبقة الوسطى مؤشر للدولة العدالة ...
-
أسباب فشل حراك غزة وحماس بلا عمق دولي أو إقليمي ..
-
بولا والعشاء الأخير
-
التغير في الجزائر في ظل النتف وإعادة الرسم ...
-
الطائفية تطرح نفسها كبديل للأوطان ...
-
بين منظومة الثايد الأمريكية و400 اس الروسية يقف الشرقي في حي
...
-
إخفاقات الجزائريون في الماضي تمنح الطرفين دروس للانتقال السل
...
-
الجزائريون يبحثون عن من يخرجهم من البدايات ليلحقهم بالعصور .
...
-
إصرار على الترشح هو أمر استفزازي ومهين ليس إلا ...
-
أربعون عام من الرداءة حتى استحسن ذلك مزاج الشعب الايراني ...
المزيد.....
-
جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR
...
-
تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
-
جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
-
أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ
...
-
-نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
-
-غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
-
لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل
...
-
ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به
...
-
غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو
...
-
مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|