محمد شودان
الحوار المتمدن-العدد: 6210 - 2019 / 4 / 24 - 22:06
المحور:
ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
إن ما يمارسه بعض الأساتذة ــ عن وعي أو في غيابه ــ من ضرب للخطوات النضالية المحتشمة المقترحة من قبل النقابات، والسخرية من بياناتها، إنما يزيد من حدة الاحتقان واتساع الهوة بين أعضاء الجسم الواحد، يجب ألا ننسى أن لكل من الأساتذة ضحية التعاقد والنقابات قدر من المساهمة في تضخم المشكل، إما بالتغاضي عن ملف التعاقد/التوظيف الجهوي وربما المتاجرة به، أو بالجري لتوقيع عقود العمل(أزيد من 19000 مترشح سنة 2016).
كما لا ننسى أن النقابات ـ عمليا، على الأرض ـ لا تضمن مشاركة جميع الأساتذة في الإضرابات التي قد تدعو إليها، وخاصة أن التصعيد سيتطلب تمديد مدة الإضراب لأزيد من ثلاثة أيام، وهو أمر محسوم حدسا ونظرا لعدة منطلقات؛ فأغلب المدرسين باتوا يراهنون على إنهاء الموسم الدراسي واستقبال العطلة بل وإن منهم من ينظر بعين التشاؤم لتمديد إضراب الأساتذة حاليا، وإن أضفنا إلى هذا أن النقابات قد وجدت نفسها كطرف شاهد على حوار 13 أبريل، الحوار الذي لم يتم الالتزام بمخرجاته. مما يضعها في موقف لا تحسد عليه أمام الوزارة وكذا أمام قواعدها؛ فهي نقابات تتحمل مسؤولية أمام القانون والأطراف المتصارعة، خاصة أنها كانت إلى جانب أطراف أخرى، وربما أريد لها أن تكون شاهدة على مخرجات الحوار.
إن حوار 13 أبريل كان أخطر منعطف في مسار المعركة؛ فالذين دخلوه من قبل التنسيقية كانوا أكثر نزقا ونشاطا ولكن أيضا أكثر طراوة في درب النضال والصراع مع الدولة، مما جعلها (تقولبهم)، فدفعتهم إلى القبول بحلول ترقيعية كان رفض جماهير المحتجين لها متوقعا وبشدة.
ما العمل؟ خاصة وأن الوزارة تتعمد إدخال الأساتذة ضحية التعاقد إلى أقصى الخندق، كما تقوم بعزلهم اجتماعيا وسياسيا؛ فإلى جانب دفعها إياهم إلى حرق الحوار الأول مما أفقد التنسيقية القدرة على اختيار القيادة التي قد تحاور، فأي لجنة قد يتم اختيارها لا تضمن انصياع القواعد لمخرجات الحوار وهذا لصالح الوزارة وضد الأساتذة، هذا من جهة ومن جهة أخرى لا أظن أن أي مبادرة وساطة محتملة بعد احتراق المحاولة الأولى، وإذا أضفنا إلى هذا كله ما جاء في بيان فيدرالية آباء وأولياء التلاميذ، وصببنا عليها زيت قبول المجازين ترقيع السنة الدراسية، وهذا وارد، ونفخنا على النار بكير العطلة فإني أظن أن على القيادة والقواعد أن تتحرك، إما بتوحيد الجهود وتوقيف العمل نهائيا وهذا بعيد المنال، أو بتغيير موقف التنسيقية وتصحيح المسار والدخول لإنقاذ الموقف والسنة الدراسية على أن يتم إعداد ملفات مطلبية يتم افتتاح السنة الدراسية المقبلة بها.
بما أننا نعيش في دولة نعرف طريقة حكمها ونقبله، ونعرف ازدواجيتها ونعايشها فإنه من الواجب إما قبول التوظيف الجهوي والنضال على تحسينه، أو قيادة ثورة تغير النظام ككل ولا توجد حلول وسطى أبدا.
#محمد_شودان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟