غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 6210 - 2019 / 4 / 24 - 13:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ســيري لانــكــا.. وداعش أيضا...
لم يكن جفاف قريحتي وصمت كلماتي.. خلال الأسبوعين الماضيين.. سببه وفاة أخي مروان بمدينة فرنسية صغيرة تبعد عني خمسين كيلومترا.. ولا قرفي من هذه المذابح الدينية التي جرت في نيوزيلاندا أو في سيري لانكا.. إنما من تحليل المحللين المحترفين الموظفين بوسائل الإعلام العالمي.. والفرنسي خاصة.. يعطى الخبر بفزع وقرف وهلع... خمسون قتيل مسلم بجامع في نيوزيلاندا.. وثلاثمئة وتسعة وخمسون قتيل وخمسمائة جريح مسيحي في ســيري لانــكــا. بالجريمة المروعة الأولى اعتقل استرالي يميني متطرف واحد.. وفي الجريمة اللاإنسانية الثانية التي قام بها عدة أشخاص.. تم اعتقال أربعين شخصا متطرفا إسلاميا.. بينهم واحد من أصل سوري... نسبوا إلى خلافة داعش... والتي طننت جميع وسائل العالم.. أنها زالت.. اختفت.. أو ماتت!!!...
ومن ثم صمت كامل عن مسيرة التحقيق... بانتظار جرائم لاإنسانية.. طائفية.. عنصرية أخرى.. نواتها ودوافعها دوما كما يشرح عنها.. التعصب المتطرف الديني.. دون أن تصل نتائج التحقيق.. لمن يحرك ويحرض وينظم ويمول...
لهذا السبب كان صمتي قرفا باتولوجيا من هذه الأحداث المؤلمة التي أدت ـ كالعادة ـ إلى موت أبرياء.. ماتوا ضحية عمليات منظمة مجرمة مقرفة.. رأس حربتها السامة.. التعصب الديني.. والذي أصبح اليوم.. رغم تطور الحضارت وتغيرات العصور والمبادئ الإنسانية.. أخطر سلاح دمار شامل!!!...
وهذا ما لا يتحدث عنه المعلقون المحترفون الموظفون.. كأنما هناك توجيهات مافياوية عالمية.. تحرك داعش أو غير داعش.. حيثما تشاء.. بأية بقعة من العالم.. مصالح تجاراتها الحربجية والبترولية.. ببلدان حكامها كراكوزات وعبيد.. لهذه المنظمات السياسية المافياوية العالمية... وهذا ما فجر يأسي الكامل.. بعد أملي خلال سبعين سنة.. هــنـاك و هـــنـــا... بأن الالتزام السياسي.. بنهاية النهايات.. يمكن أن ينقذ مصير العالم والطبيعة والإنسانية والبشر...
وعندما نرى من يسيطر على السياسة وتحريك الحروب وتفجيرها.. وإثارة العنصريات الطائفية المؤذية بين البشر... يدعو إلى الانعزال والصمت.. والقرف.. كل القرف من السياسة.. من الأديان وتطرف شرائعها اليوم.. ومن الإعلام.. وكل محاولاته الكاذبة المحترفة المصنوعة بفبارك هوليودية...
وكل اعتذاري من القارئات والقراء من كلماتي الصريحة هذه... آملا لهم الآ يغرقوا مثلي بهذا اليأس الصارم الغاضب.. وأن يتابعوا مسيرة حياتهم وآمالهم ومعتقداتهم... وإمكانية تحليلها... وصــدقــهــا!!!...
بــــالانــــتــــظــــار,,,
غــســان صـــابـــور ــ لــيــون فـــرنـــسا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟