أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 2















المزيد.....

أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 2


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 6208 - 2019 / 4 / 22 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


س 4 : ما هي رؤية عقيدتكم للقيم الاخلاقية ، وما هو مصدر هذه القيم ؟
ج4 : القيم الاخلاقية هي مجموعة الضوابط السلوكية التي تضمن سلامة الكيان الاجتماعي وحفظ حقوق افراده ، وهي ضرورة اجتماعية فرضتها الحياة الاجتماعية والعيش المشترك ، نحن في عقيدة الحياة المعاصرة نولي القيم الاخلاقية اهمية كبيرة ، حيث نعتبر القيم الاخلاقية المعيار الاول في ميزان القيمة الانسانية ثم يليها معيار المعرفة ثم معيار العمل ، فالعلم من غير اخلاق يتحول الى اداة تخريب للمجتمع ، والمال من غير اخلاق يتحول الى اداة افساد للمجتمع ، من الناحية الطبيعية ليس هناك تعارض بين القيم الاخلاقية والمنطق العقلي ، ولكن العقل قد يفسد فينحرف عن اتجاه العدل وعن اتجاه الرحمة ويستولي عليه الجشع والطمع وحب الذات ولذلك اعتبرنا القيم الاخلاقية لها الاسبقية والافضلية على العلم والمعرفة ، جاهل عادل خير من عالم ظالم ، واما معايير الاخلاق او الفضيلة فهي ( الحق ، الخير ، التضامن الانساني الايجابي ) وقد وضعنا تعريف محدد لكل معيار من هذه المعايير ، الاخلاق فيها جانب السلوك الفردي وفيها جانب السلوك الجماعي او ما يسمى الاخلاق العامة ، الاخلاق العامة هي معيار لثقافة المجتمع ومستوى الالتزام والشعور بالمسؤولية من قبل افراد المجتمع ، للناس في المجتمع مصالح متضاربة واذا انعدمت القيم الاخلاقية وانعدم القانون عمت الفوضى والصراعات وتهدم الكيان الاجتماعي ، قد يكون الالتزام بالقيم الاخلاقية نوع من القيود على حرية الانسان ولكننا نرى بان حرية الانسان يجب ان لا تكون على حساب مصلحة المجتمع ، من الممكن ان يكون الالتزام بالقيم الاخلاقية بالضد من المصلحة الشخصية ولكنه لا يمكن ان يكون بالضد من مصلحة المجتمع ، مصلحة المجتمع اولى من مصلحة الفرد ، عقيدتنا تتبنى مبدأ حث الناس على التحلي بالاخلاق بدافع انساني وليس بدافع تجاري ، التمسك بالاخلاق يجب ان يكون بدافع الايمان بقيمتها للانسان وللمجتمع وليس تمسكا مقابل ثمن ، فالاخلاق ليست بضاعة تجارية يتم مقايضتها بمبلغ او خدمة او هدية ، وانما هي مصدر شرف للانسان كقيمة اعتبارية ، اما مصدر القيم الاخلاقية فهو المجتمع الانساني ذاته ، الاخلاق ليست من منتوجات الطبيعة ولا هي منزلة من السماء ، ليس هناك علاقة بين القيم الاخلاقية وقوانين الطبيعة ، الاخلاق من منتوجات العقل البشري ، انتجها البشر القدماء بعد ظهور المجتمعات الزراعية البدائية لتكون اشبه باعراف اجتماعية ملزمة للجميع لضمان الحقوق بين افراد المجتمع بعد ان ازدادت الخلافات والصراعات بينهم من جراء المنازعات على ملكية الاراضي الزراعية ومصادر المياه وتجارة المحاصيل الزراعية ، وكذلك ما نجم عن الحروب والغزوات من خسائر وضياع ممتلكات ، ثم تطورت الاخلاق مع تطور المجتمعات وتوسع نشاطاتها الاقتصادية لتصبح بالشكل الحالي منظومة القيم الاخلاقية .
س 5 : ان وجود الزوجين الذكر والانثى في عالم الكائنات الحية دليل على وجود التخطيط والتصميم ووجود الغاية والقصد من الخلق وهذا ينفي حدوث ظاهرة الحياة بالصدفة ، ما هي رؤية عقيدتكم لهذه المسألة ؟
ج 5 : نحن نرى بان الحياة ظاهرة عرضية وليست مقصودة لذاتها ولا وجود لتخطيط وتصميم مسبق لها ، رؤيتنا هي ان الحياة ظاهرة طبيعية تلقائية نتجت عن تفاعلات المادة والطاقة بوجود ظروف مساعدة توفرت بالصدفة على سطح كوكب الارض ، ونحن نقر بوجود لغز او غموض حول كيفية تكوّن الخلية الحية لأول مرة ونأمل ان يتمكن العلم يوما ما من حل هذا اللغز ولنا الثقة بالعلم ، ولو كانت ظاهرة الحياة مقصودة لتم خلق مثلها في الكواكب الاخرى ايضا المجاورة للارض وكذلك في القمر القريب جدا من الارض وجعلها كواكب زاخرة بالكائنات الحية ، او تم وضع كواكب اخرى في نفس مدار الارض ( Earth s orbit ) حيث تتوفر الظروف المناسبة للحياة ، وفي هذا الصدد نحن نتسائل ما هي قيمة وجود ظاهرة الحياة على كوكب الارض بالنسبة لمجموعتنا الشمسية وبالنسبة للكون؟ هل ان مجموعتنا الشمسية يصيبها الضرر لو ان كوكب الارض كان معدوما من ظاهرة الحياة كما هي الكواكب الاخرى ؟ وهل ان النظام الكوني يصيبه الضرر لو حصل فناء تام للكائنات الحية الموجودة فيه ، او كان الكون خاليا من ظاهرة الحياة ؟ بناءا على ما تقدم نحن لا نتفق مع فكرة وجود القصد من وراء وجود الثنائية في جنس الكائنات الحية ( الذكر والانثى ) ، الكائنات الحية البدائية كانت احادية الجنس ثم خضعت لعمليات التطور وفقا لقوانين التطور ، ووفقا للتعقيد الذي حصل لانظمة عمل الاعضاء الحيوية فظهرت ظاهرة الثنائية الجنسية في الكائنات الحية ، التطور من سمات الحياة ، وجود الزوجين لكل نوع من الكائنات الحية الراقية ادى الى استمرار وجود انواعهم في الحياة ، ومن غير وجود الثنائية في الجنس فان الكائنات الحية الراقية او المتقدمة ما كان لها ان تحظى بالوجود ، مسالة الثنائية الجنسية او الزوجين الذكر والانثى هي مسالة تتصل بقوانين الطبيعة وفقا لمبدأ ( الطبيعة تنتج والبيئة تنتقي ) منتجات الطبيعة لا تخلو من العشوائية ، قد تنتج الطبيعة منتوج تتوافق مواصفاته مع معايير البيئة التي ظهر فيها فيفوز بفرصة البقاء ، وقد تنتج الطبيعة منتوج تتعارض مواصفاته مع معايير البيئة التي ظهر فيها فيخسر ذلك المنتوج فرصة البقاء ، الانسان وجميع الكائنات الحية ذكورا واناثا هي ثمار لشجرة الحياة التي تنتج ثمارا عشوائية الاشكال والانواع والخصائص ، وكل بيئة من بيئات الحياة على الارض تقوم بانتقاء الثمار المناسبة لخصائصها ، الثمار التي تظهر في بيئة غير مناسبة يكون مصيرها الموت والانقراض .. ونحن البشر الموجودين حاليا على قيد الحياة ننتمي للاجداد البعيدين جدا الذين توافقوا مع خصائص البيئات التي ظهروا فيها فنجحوا في اختبار البيئة ونجحوا في البقاء .
س 6 : إذا ارتكب شخص ما جريمة قتل دون قصد ، الجريمة هنا اصبحت واقع حال رغم عدم وجود القصد والنية المسبقة لدى مرتكبها ، هنا يتضح الاختلاف بين الواقع والنية ، او بين الفعل والنية ، ما هو تقييم عقيدتكم للواقع عندما لا يتطابق مع النية ؟ وهل يتم التعويل على الواقع المادي الملموس ، أم على النية اللامادية وغير الملموسة في محاسبة الفاعل عندما يكون فعله مدان قانونيا ، ونيته غير مدانة ؟
ج 6 : ان وصف الجريمة ينطبق على حادثة قتل انسان عن قصد او عمد ، اما حادثة القتل غير المتعمد او غير المقصود فتوصف بواقعة وليس جريمة ، الانسان عبارة عن جسم مادي ونفس لامادية ، الجسم والنفس في الانسان يكمل احدهما الاخر ، النفس لا وجود لها من غير وجود الجسم المادي للانسان .. بموت الجسم تموت النفس حيث يتوقف الوعي والادراك ، النفس البشرية هي مصطلح يرمز الى الوجود اللامادي للانسان والمتمثل بوجود وعيه وفكره وادراكه لما يحيط به ، ويترتب على وعيه وادراكه تكوّن الغاية او القصد او النية كرد فعل تجاه ما يجري من احداث في بيئته ، وجود القصد يعني وجود القوة الدافعة لرد الفعل وتوجيهه باتجاه الهدف المطلوب وهنا تكمن الارادة وراء الدافع والتوجيه ، بالنسبة لمسألة العلاقة بين الواقع والنية فان الواقع عادة يكون مرتبط بالفعل ، وان النية تسبق الفعل .. او ان الفكر يسبق الفعل .. النية يقصد بها التخطيط والاعداد لتنفيذ الفعل ، نحن لا نرى تناقض بين الفعل والنية في الحالة العامة ، ولكن قد يحدث بالصدفة اختلاف بينهما نتيجة ظروف معينة خارجة عن سيطرة الانسان ، غالبا لا تناقض بين الجسم والنفس ولا تعارض بينهما في تفاعلهما مع البيئة المحيطة ، ولكن قد ينشأ اختلاف بينهما بالصدفة ، ان عبارة ( حدث الفعل دون وجود النية المسبقة ) تعني حدوث الفعل بالصدفة لانه لم يكن مقصودا ، ان وقوع حدث دون قصد ( نتيجة اهمال او جهل او سوء تقدير ) شيء ممكن حدوثه في حياتنا اليومية ، كما ان الصدفة لها وجود في حياتنا اليومية ، الدافع للفعل هو الذي يكشف وجود القصد او عدم وجوده ، وبشكل عام فان الاحداث التي هي وليدة الصدفة تكون عادة دون قصد ، نحن نرى بان الانسان مسؤول عن افعاله وتصرفاته وما ينجم عنها ان كانت بقصد او دون قصد ، والمسؤولية نوعين ... مادية واخلاقية ، ولكن يجب الاخذ بنظر الاعتبار مسألة عدم وجود القصد ، اي عدم وجود التخطيط او النية المسبقة للفعل وهذا يعتبرعاملا مخففا للمسؤولية عن الفاعل لانتفاء الدافع او الارادة المسبقة ، فالفعل المدان قانونيا والمقرون بالقصد والنية المسبقة يتحمل فاعله المسؤولية المادية والاخلاقية معا عن النتائج المترتبة عن هذا الفعل ، اما في حالة كون هذا الفعل غير مقرون بالنية المسبقة فان فاعله يتحمل المسؤولية المادية فقط بالتعويض وازالة الضرر .
يتبع الجزء الثالث ....



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 1
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 5
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 4
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 3
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 2
- مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 1
- الكون والوجود حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة / 2
- الحياة والموت والانسان حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة
- الكون والوجود حسب رؤية عقيدة الحياة المعاصرة
- موقفنا من الدين
- في نقد الفكر الديني الاسلامي
- اسئلة واجوبة في ايديولوجية ( عقيدة الحياة المعاصرة )
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الرا ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الثال ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الثان ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الحاد ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء العاش ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء التاس ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الثام ...
- اصلاح المجتمع وفقا لفلسفة عقيدة الحياة لمعاصرة / الجزء الساب ...


المزيد.....




- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - أسئلة وأجوبة في فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 2