|
مدوّنات: إخباريون وقناصل/ القسم الثاني
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 16:31
المحور:
الادب والفن
2 ـ تاريخ حسن آغا العبد هذه المدونة، معروفة كما هو واضح باسم صاحبها. كان الرجل من أولئك الدمشقيين، الذين اهتموا بتسجيل أخبار مدينتهم. وظيفته، ربما قربته من موضوع كتابه، طالما أنه شهد الكثير من الأحداث بنفسه. فالرجل عمل لدى والي دمشق برتبة آغا، ثم صار حاكماً على البقاع سنة 1820 وذلك في عهد درويش باشا؛ وزير الشام. المدونة، التي اعتنى بتسجيلها حسن آغا العبد، تغطي فترة من الزمن بين الأعوام 1771 ـ 1826. شأن إخباريي ذلك العصر، المسلمين، أعتمد المؤلف في التأريخ على التقويم الهجري. ويجوز القول، أن طريقته في تسجيل الحوادث، كانت منسجمة مع طبيعة عمله وأسلوب حياته. فإنه اهتم بالأحداث والصراعات، التي جرت في الشام والبقاع بشكل خاص، عارضاً صورة عن التنافس على النفوذ بين الباشوات. إلا أنه لم يكترث بالأحوال الاجتماعية والدينية؛ أي على عكس سلفه، الشيخ البديري، الذي كان قد أولاها بالتركيز. في مستهل تاريخه، يضعنا حسن آغا العبد في صورة دمشق تحت حكم الطاغية الجزّار، وكان هذا قد تولاها ثلاث مرات، حيث عاثت زبانيته ( وجلّهم من الكرد ) في المدينة فساداً ونهباً وتعدياً. أثناء حملة نابليون، كان الجزّار مرابطاً وراء أسوار عكا المنيعة، بينما أوكل دمشق لنائبه، الشيخ طه الكردي؛ آغا عسكر " لاوند الأكراد ". ويذكر مؤرخنا كيف توغل جيش نابليون في فلسطين حتى مشارف عكا: " فذهبت فرقة من القابيقول لمحاربتهم، فنهبت صفد واعتدت على الحريم، فهزموهم الفرنسيون ". إثر الإشاعات عن عزل عبد باشا العظم، من ولاية الشام، عمت الفوضى في مدينة دمشق. وها هوَ المؤرخ يذكّر شرورَ صنفٍ آخر من العسكر الكرديّ، وهم الدالاتية: " حيث وقعت الحرب بين اليرلية والقابيقول. أما الدالاتية، فقد اشتغل الشر بينهم وبين أهل العمارة، وصار قتل ونهب وسبي حريم وشيء غير لائق هناك ". من تلميحات الكاتب، يبدو أن للجزّار يدٌ في عزل الباشا العظم. فما لبثت الدولة أن عهدت للأول بولاية الشام، وكانت هذه هيَ المرة الثالثة. فصار الجزّار يحكمها من حصنه في عكا: " بينما هاشم آغا، دزدار قلعة الشام سابقاً، صار متسلم مدينة دمشق. وبقي في القلعة حسن آغا قباني، زعيم اليرلية، وكنج أحمد قول. هذا والأكراد والشيخ طه وجنوده، يعذبوا الخلق أنواع العذاب حتى يقرروهم على المال ". بموت الجزّار، شهدت المدينة فترة من الاضطراب، مع توالي عدد من الباشوات على الحكم بسبب الفشل في إعادة الأمن. كذلك أدت الفوضى إلى احتدام الصراع بين أصناف العسكر، بغية السيطرة على شؤون المدينة. ومن ذلك، الصراع بين اليرلية والقول: " الذي استمر في عنف شديد، فقاد الشيخ عبد العزيز الكردي فرقة قول كسرت اليرلية عند متراسهم في الشيخ عامود، غربي المارستان النوري، حتى حضر الباشا من الجردة ".
3 ـ تاريخ ميخائيل الدمشقي نعثر أحياناً على كتاب تاريخي، كُتب على غلافه هذه العبارة: " لمؤلف مجهول ". الحال، أنّ بعض المؤرخين ( الإخباريين ) اختار إخفاء اسمه أو انتحال لقب مستعار، وذلك خشية المساءلة عما دوّنه. الغالب أن يكون هذا الصنف من النصارى، ممن يرغبون في إبداء رأيهم الصريح في ثنايا الكتاب، بما في ذلك مسلك الولاة وغيرهم من المتصرفين. وكتاب " تاريخ حوادث الشام ولبنان: 1782 ـ 1841 )، نُسبَ أيضاً لمؤلف ذي اسم مستعار؛ وهوَ ميخائيل الدمشقي. من هذا الكناش، يهمنا بابه الأول وفيه يعرض للوزراء، الذين تولوا الشام في خلال تلك الفترة المذكورة؛ حيث يلوح أن المؤلف كان شاهداً على أحداثها. وهذا مقتطف عن الوالي سيء الصيت، الجزّار: " كانت حقبته خمس سنين، ما ارتاحت الناس ولا شهراً، وكان الوالي مقهوراً من أهل الشام بسبب إعراضهم فيه للدولة سابقاً، وكيف عُزل بطريقة مهينة وقصده الآن الانتقام ". بحسب شهادة الكاتب، شملت المظالم الكبير والصغير ( أي الأعيان والعامّة )، ولم يسلم أهل الذمة من الأذى. فقد قبض على الصيارفة اليهود، وقتل أكثرهم تحت التعذيب لعدم إقرارهم بالمال المزعوم، الموجود لديهم: " وكبست العساكر حارة اليهود وبيوتها، حيث صار ضرب ونهب وشنقوا لحاماً على باب دكانه ". ما هيَ إلا وهلة قليلة، وكان موعد المشرق مع حملة نابليون. وكان المغامر الفرنسيّ قد غزا مصر أولاً ويستعد للزحف شمالاً. فعمد الباب العالي إلى تحرض المسلمين على أهل الذمة: " ثم قدم الصدر الأعظم يوسف باشا بعساكر كثيرة لمحاربة الفرنساوية، وأعاد عبد الله باشا العظم للمرة الثانية، وكانت معه عساكر الروملي والذين اعتدوا باستمرار على النصارى واليهود ". المرة الأخيرة، المتولي فيها الجزّار ولاية الشام، ( 1803 ـ 1805 )، كان قد شاخ وخرف. فلم يعد ليتحرك من مكان إقامته، في قلعة عكا. فاعتمد في ضبط أمور ولاية الشام على نائبه المذكور آنفاً، الشيخ طه الكردي، الذي تصفه المدونة بأنه كان: " رجلاً ردياً مغضوباً ليس عنده شفقة ولا رحمة، أرسل للشام جماعة أكراد قساة لأجل يعذبون الناس. بهذه الغضون، كان الجزّار يحتضر من مرض الاستسقاء، وطه الكردي يعمل ما يريد. حتى أذن الله تعالى بالفرج، بموت الباشا، فثار الأهالي وقتلوا المتسلم هاشم آغا وأولاده، فلجأ آغا السكفان لضرب البلد من القلعة بالمدافع ". والسكمان ( أو السكفان )، فرقة من المرتزقة يغلب على أفرادها العنصر الكرديّ. بعد فترة من القلاقل، عينت الدولة الكنج يوسف باشا الكردي والياً على الشام سنة 1807. وقد استطاع هذا الباشا إحلال الهدوء في دمشق، غير أنه سرعان ما سار على نهج سلفه؛ الجزار. فعيّن خاصّته من الأكراد لتسيير أمور الشام ، مثل زينيل آغا شفان؛ الذي يسميه المؤلف " شمشان آغا "، وأنه كان بالأصل راعي غنم. ثم ما عتم الكنج أن وقع هو الآخر تحت تأثير شيخٍ كرديّ، كان وراء إصدار فتاوى عجيبة تتعلق بلباس النصارى واليهود علاوة على لحى المسلمين وأطعمتهم وملاعبهم. على الأثر، صارت بلبلة عظيمة في البلد، فهرع الأعيان من فورهم لتداري الوضع: " اجتمعوا وكلموا العلماء بعد الكدر، الذي اجتاح الشام، فهؤلاء العلماء تكلموا مع الباشا بأن إجراءاته مخالفة للشرع الصحيح ونصحوه بطرد الشيخ الكرديّ ، فقبل كلامهم وتحسنت الأحوال ". ولكن الباشا فشل في التصدي للوهابيين، الذين ما انفكوا يمنعون وصول قافلة الحج السلطانية إلى الحجاز، وبالنتيجة عزلته الدولة. فعصى الكنج الأوامر، وحارب جيوش الدولة حتى انكسر وفر إلى مصر ملتجئاً لواليها محمد علي باشا. آلت الأمور بعدئذٍ إلى حقبة جديدة من الفوضى، فاقمها انتشار وباء الطاعون في الشام لمدة سنتين وكان شديداً: " ويبالغوا أنه مات ربع البلد ". ثم تعين وال جديد من طرف الباب العالي: " وقد أحضر معه، من حماة، زينيل آغا الكردي، الذي عمل مع الكنج وسهّل فراره مع أمواله. وكان الآغا هارباً، حيث قتله الباشا مع السقا أحمد بعدما أمنهما وخلع عليهما، حيث غدر بهما في حضرته بعدما وبخهما ومن ثم قطعهما العسكر بالسيوف وعرضوهما على باب السرايا ". بضع سنوات على الأثر، ثم نشبت ثورة اليونان، أو ما عرف ب " حرب المورة "، فنال نصارى السلطنة عموماً ما نالهم من أذى بفعل تأجيج نار التعصب الديني. في هذه الأثناء، ثارت الشام على واليها الجديد وذلك بتحريض من الإنكشارية. وهذا ما تعرضه المذكرات التالية.
4 ـ مذكرات تاريخية عن حملة إبراهيم باشا على سورية هذه التذكرة، كتبها أيضاً مؤلف مجهول، ونستنتج من مطالعتنا إياها أنه كان نصرانياً وموظفاً في جهة رسمية ما. محققها وناشرها الأصليّ، قسطنطين الباشا، يقول أن المخطوطة كانت بالأساس بمثابة رسالة إلى جهة دبلوماسية أجنبية، ولذلك فضّل المؤلف عدم كشف اسمه كي لا يقع في مساءلة الدولة العثمانية. فالمذكرة متعاطفة بوضوح مع الفاتح المصري، ابراهيم بن محمد علي باشا، الذي تمكن من هزيمة الجيوش التركية وطردها من بلاد الشام وقسماً كبيراً من كردستان والأناضول. في قسمه الأول، يتناول الكتاب ثورة أهالي دمشق على الوالي محمد سليم باشا، ويسميها ( الحريق الكبير ). هذا الباشا، كان فيما مضى الصدر الأعظم، وعُدّ الرأس المخطط والمدبّر لمذبحة الإنكشارية في الآستانة، التي أنهتهم تماماً ومهدت الطريق لما يُسمى ب " سياسة الإصلاحات "، المرتبطة باسم السلطان محمود الثاني. ما أن دخل سليم باشا دمشق، إلا وآغوات الإنكشارية يستهلون الكيد له عن طريق تحريض الأهالي ضده. ثم نجحوا في قيادة عصيان شعبي، حين فرض الوالي الجديد ضريبة إضافية على التجار تحت مسمى رسم الحراسة: " ثم إن الأهالي عملوا نزهة ( سيراناً ) في الربوة مع الأعيان وكبار آغوات الحارات، حيث تعاهدوا على السيف والمصحف ضد الوالي ". سرعان ما اندلعت الثورة في أرجاء البلد، فردّ الباشا بقصف الحارات من القلعة. إلا أن الإنكشارية وأصناف العسكر خذلوا الوالي، وما لبثوا أن انضموا للثائرين وهاجموا مقره في السرايا، ما جعله يفر إلى حمى القلعة: " ويقال أن الوزير قد تسلل للقلعة بحماية أجليقين الكردي، الدالي باش عنده ". من خلال سير الأحداث، بدا أن السكمان قد أخذوا جانب الوالي وذلك بسبب العداء المتأصل بينهم وبين الإنكشارية. فانتقم الأهالي من السكمان، وذلك بقتل كبيرهم، ثم دفعوا نحو ثلاثمائة منهم إلى الفرار للقلعة والتي ما لبثت أن حوصرت. مع مرور الأيام، نفدت المؤن لدى المحاصَرين داخل القلعة، ما أجبر الوالي على التفاوض مع الثائرين. اشترط هؤلاء رحيل الوالي عن المدينة، وعلى أثر موافقته أخرجوه من القلعة سراً، خشية أن تشعر به الأهالي، ثم تم وضعه في منزل أحد الأعيان. ولكن العامّة فطنوا للأمر، وهاجموا ذلك المنزل وأضرموا فيه النيران، فقتل الوالي وخاصّته على الأثر: " وبعدها أخذوا الوزير وحاشيته عراة ورموهم أمام باب القلعة للفرجة، وطافوا برأس الوزير وخاله في أنحاء البلد بالطبول ". في تلك الأثناء، تحركت القوات المصرية شمالاً بحجّة معاقبة والي عكا، الذي كان على خلاف مع محمد علي باشا. وكانت مدهشة قدرة إبراهيم باشا على اختراق حصون عكا المنيعة، التي عجز أمامها نابليون نفسه. بعد أسر والي عكا، طلب السلطان من محمد علي باشا إرساله إليه وأن يعود بالجيش إلى مصر. ولكن إبراهيم باشا بعث سراً رسائل إلى أعيان الشام عن طريق وكيله الكرديّ، أحمد بك بن الكنج باشا؛ المتقدم ذكره. وكانت الرسائل مكتوبة بلهجة شديدة، تحث فيها الأعيان على طاعة أوامر الفاتح المصري: " فهاجت الشام واجتمع الأعيان والآغوات واتفقوا على محاربته وردوا الجواب، أن ما عندهم غير رصاص وبارود ". هذا الموقف المفاجئ من أعيا الشام، كان مردّه تأثير الزعيم شمدين آغا، والذي قدّمه الكتاب بوصفه " عين أعيان أكراد الشام ". تمكن شمدين آغا من إقناع بقية الأعيان بالتزام جانب السلطان، وأن ذلك كفيل بجعله يعفو عنهم لقاء عصيانهم وقتلهم لواليه. مع ذلك، تمكن إبراهيم باشا من دخول دمشق، ومن ثم جعل نائبه أحمد بك والياً عليها، ثم تابع زحفه شمالاً. ويقول مؤلف المذكرات، أن الوضع استتب للمصريين بفضل ما أشاعوه من أمن ومساواة وعدالة ونظم حديثة. فما عَتَمَ الأعيان، ومنهم شمدين آغا، أن شاركوا في إدارة المدينة. ونقتطف أخيراً من المذكرات هذه الحادثة، لها دلالة ضافية عن مدى نفوذ كرد الشام في ذلك العهد: " كان هناك أمير اسمه جواد من أمراء الحرفوش في بعلبك يعيش في الشام، منفياً بأمر إبراهيم باشا. وكان هذا الأمير عندما يعوزه المال، يقطع الطريق مع أعوانه. ما أدى ذات مرة لمقتل رجل كردي، وكان تاجر غنم من خاصّة أحمد بك اليوسف الزركلي. فحضر شمدين آغا وأحمد بك اليوسف ليشتكوا عند الوالي، ولكن ذلك الأمير فر إلى خارج البلد وأعلن عصيانه. وكان موجوداً بين أكراد الصالحية رجل يسمى عجاج آغا، وهو متسلم جبل دروز حوران ومشهود له بالفروسية. فخرج لتأديب الأمير جواد، حيث التقى معه في دير عطية. إلا أن عجاج قتل، بينما جرح جواد وما لبث أن التجأ إلى الأمير بشير الشهابي. كون أحمد بك اليوسف من خاصّة الأمير بشير، فإن هذا الأخير قبض على جواد وأرسله إلى الشام مكتّفاً، ليتم قطع رأسه هناك ".
5 ـ مشهد العيان انتهى الحكم المصري في سورية، عام 1841، نتيجة تدخل الدول الكبرى لصالح الأتراك ( باستثناء معارضة خجولة من قبل فرنسا )، وأيضا بسبب سوء معاملة إبراهيم باشا للسوريين في المرحلة الأخير من حكمه والتي اتسمت بفرض التجنيد والسخرة وجمع السلاح. غبّ استعادة سيطرته على بلاد الشام، عاين الباب العالي مدى تفتح وعي السوريين بعد عشرة أعوام من الإدارة الحديثة تحت حكم محمد علي باشا المتنوّر والمشجّع لأسلوب الحياة الأوروبي. كذلك نمى الحسّ الوطني لديهم، وذلك على حساب العصبيات المحلية والمذهبية. خشية من فقدانه ثانيةً للولاية الشامية، سارع الباب العالي إلى أدواته القديمة يحرّكها، واضعاً نصبَ عينيه، بالدرجة الأولى، تخريب التعايش بين المسلمين والنصارى. هذا الأمر، طبقه السلطان أيضاً على الإمارة الكردية القوية، بوطان، وكانت تحت سلطة الأمير بدرخان، الذي سبق وتعاون مع الفاتح المصري وأمّن جيشه بالأغنام طوال وجوده في الأناضول. الإرساليات الإنكليزية، ساعدت الباب العالي في إثارة نار الفتنة بين النساطرة ( الآشوريين )، بهدف دفعهم لعصيان سلطة الأمير بدرخان. ونعود إلى الولاية الشامية، لنستعرض أحوالها في تلك الفترة وفق شهادة إخباريّ من أهلها. إنها مذكرات الدكتور ميخائيل مشاقة، وتحمل عنوان " مشهد العيان بحوادث سورية ولبنان ". الكتاب، تم تحقيقه ونشره في مصر عام 1908، بمبادرة من مهاجرين شوام. ومن خلاله نعرف، أن المؤلف ولد سنة 1799 في إحدى قرى جبل لبنان من عائلة يونانية الأصل، سبق وهاجرت من جزيرة كرفو إلى طرابلس. وقد درس ميخائيل في الرهبانيات، ثم قربه منه الشيخ بشير جنبلاط والذي عرّفه على الأمير بشير الشهابي. في عام 1833، تعلم الرجل الجراحة على يد طبيب مصريّ، وما لبث هوَ أن صار رئيساً لأطباء الشام خلال فترة حكم إبراهيم باشا. وقد أنهى المؤلف كتابه عام 1873، فجعل له عنواناً أصلياً: " الجواب على اقتراح الحباب ". في أبوابه الأولى، يتناول الكتاب تاريخ بلاد الشام ويعدد الدول التي تعاقبت على أرضها: " بعد الآشوريين، البابليون فالفرس فاليونان فالرومان فالعرب والأتراك السلاجقة والأكراد الأيوبيون ". في القسم الأخير من كتابة، وهو الأضخم حجماً، يتطرق المؤلف لأحداث فتنة عام 1860، داعياً إياه ب " سنة الأهوال ". الجدير بالملاحظة، أن تفاصيل الأحداث تكاد تكون مطابقة لما ورد في كتاب يحمل اسم مؤلف مجهول، " حسر اللثام عن نكبات بلاد الشام "، المطبوع في مصر عام 1895. مما يجعلنا نأخذ برأي بعض المؤرخين المعاصرين، في أن ذلك الكتاب أيضاً من تأليف الدكتور مشاقة. " مشهد العيان "، يتطرق أولاً لحوادث جبل لبنان، أينَ انطلقت منها أولاً نار الفتنة المذهبية بين النصارى والدروز قبل انتقالها لدمشق وغيرها من المدن. فيذكر كيف تعاون العسكر التركي مع الدروز لذبح المسيحيين: " فقر رأي والي الشام على إرسال فرقة كبيرة من الأكراد، بقيادة أحمد بك بوظو صاحب الشهامة، الذي طلب من الوالي أن يسمح له بضرب الدروز إذا لقي منهم مقاومة، فلم يسمح له بذلك. ولما رأى عدم التساهل في إجبار الدروز على الكف عن النصارى، استعفى أحمد بك من القيادة ". ثم يعرّج المؤلف إلى أوضاع مدينة دمشق في تلك الأثناء، وما كان من التوتر فيها إثر حوادث جبل لبنان والبقاع. وقد نوه بشكل خاص بدور الوالي التركي، المشير أحمد باشا، في التحريض على الفتنة: " ما أن جاءته الأخبار عن مذبحة النصارى في وحلة، 4 تموز، حتى أمر الوالي بإقامة الزينات والأفراح وتنوير شوارع دمشق ". وأخيراً تحقق مراد الدولة، لتمتد الفتنة إلى دمشق نفسها: " حيث بدأت شرارتها في 9 تموز، بقيام الوالي باستعراض سجناء من المسلمين والدروز في المدينة ( من المشتركين بحوادث لبنان )، ما أدى إلى هياج العامة. فأطلقوا سراح السجناء، وبدؤوا الهجوم على حارات النصارى بشكل هستيري ". كونه آنذاك من ساكني الحي المسيحي في دمشق، فقد كان الدكتور مشاقة شاهداً شخصياً على الأحداث، فيروي لما كيف كاد يقع هوَ أيضاً ضحية: " يوم المذبحة، وضع بعض المسلمين ذوي الشهامة باباً من القصب في الزقاق الموصل لحي المسيحيين، فجاء جمهور من أكراد الصالحية وكسروا الباب وتقدموا إلى جهة الحي ". بحسَب شهادة المؤلف، فالمرجح أن العسكر الكردي، المعروف باسم " العونية "، و كان بقيادة سعيد بك بن شمدين آغا، شارك في أعمال العنف تلك: " إلا أن الأكراد ونصرائهم قد أتوا أعمالاً بربرية في ذلك اليوم تخلد لهم الذكر في تاريخ المجازر، التي عجز عن مجاراتهم بها الأمم الهمجية، فقتلوا مئات النصارى ونكلوا بالآخرين ممن وقع بأيديهم. وكان قواد الجند من الأتراك والأكراد، مثل اسماعيل آغا شمدين، وفرحات آغا، وسواهم من المتحمسين، يحرضون الحشود على التوغل في الفتك. وكان الوالي أحمد باشا يستعرض جنوده، وكأنه سكر بخمرة النصر ". 6 ـ مذكرات محمد أبو السعود الحسيبي الدمشقي لدينا رواية رجل دمشقي، كان من شهود فتنة عام 1860 وتم اعتقاله على أثرها لحين أن ثبتت براءته. على نفس منهج الكتاب السابق عرضه، تطرق أبو الحسيبي أولاً لحوادث جبل لبنان وكان متحاملاً دوماً على المسيحيين. ومع ذلك، فإنه يقدم لنا وجهة نظر عن مسبب الفتنة، يبدو أن كثيراً من مسلمي البلاد كانوا يتبنونها. ويكتب، أنه بعد اجراء الإصلاحات العثمانية: " صار الإفرنج يتدخلون في شؤون سورية ويدعمون النصارى، الذين كان أكثرهم تحت الحماية الفرنسية. حتى أنه كل نصراني داخل تحت حماية أحد الأجانب، وإذا ما حصلت مشاجرة مع أحد المسلمين كان القنصل يرسل مندوبه ( القوّاص ) إخراج النصراني من السجن ". وكما قلنا، أن الحسيبي بدأ في ذكر حوادث لبنان: " ثم كان شغب أهالي زحلة وتعدياتهم على كافة الملل من المسلمين وإهانة عقائدهم، بعد أن صاروا هم والإفرنج يداً واحدة ". ويبدو أن العسكر الكرديّ، العونية، تلقى في البداية تعليمات والي دمشق بضبط الدروز في بر الشام: " وهذا العسكر كردي، لأن سعيد بك هو كردي؛ والده شمدين آغا بن موسى، نزيل عكا ثم صالحية الشام. وكان هناك أيضاً عسكر السيارة، وقد صار أحمد بك بوظو قائده وكان قبلاً من الدالاتية، وقد أحسن معاملة الفلاحين وأبناء الناس ". ثم يذكر المؤلف بداية الأحداث في ضواحي دمشق: " فحضر عبد الله آغا، شقيق سعيد بك شمدين، ومعه قوة من الفرسان، فقتلوا عدداً من الدروز في جديدو عرطوز بعد أن صار الناس في دمشق في قلق عظيم من أعمالهم. بعد ذلك نزل أهالي الذين قتلوا في وادي العجم إلى بيت شمدين آغا وتصالحوا ". ثم تنتقل الفتنة إلى دمشق، ويُهاجَم الحي المسيحيّ، وكان الغوغاء بالدرجة الأولى من حي الميدان المجاور: " فهم الذين دخلوا حارة النصارى أول الناس، وفعلوا أكثر من بقية أهالي دمشق. سنتوقف لذكر حقيقة تاريخية، أوردتها مصادر عدة، وهيَ أن حي الميدان كان في ذلك الزمن يضم تجمعاً كردياً كبيراً وخاصة من العائلات العسكرية. وهذا الحسيبي، يكتب في شهادته: " والحاصل، أكثر الفعل صار إلى طائفة الأكراد وأهالي القرى الدروز. ولكن الضرر والأذى ثلاثة وعشرين قيراطاً من الأكراد وقيراط واحد باقي الناس. والله أعلم ".
ثانياً ـ القناصل بعيد انسحاب المصريين من بلاد الشام، والذي رأينا أنه تم بضغط من دول أوروبا، فإن قناصل هذه الدول في السلطنة راحوا يراقبون الأوضاع عن كثب. ولدينا وثيقة مبكرة، هي كتاب القنصل الفرنسيّ، مسيو دوديه، إلى نجيب باشا وذلك في تشرين أول من عام 1841. وقد ورد في الكتاب: " إن الباب العالي أبلغ سفارة جلالة ملكة بريطانيا العظمى في الآستانة، صورة الفرمان السلطاني الموجه إلى دولتكم وفيه أمر جازم إلى السلطة المحلية بوجوب حماية مسيحيي دمشق الشام والسماح لهم بأن يتزيوا بالملابس التي يؤثرونها ويركبوا الخيل دون معارضة. ولقد تلقيت بمزيد من الأسف شكوى من لويس بوبولوني، من التابعية الإنكليزية ( ومن مسيحيين آخرين في هذه المدينة )، أنهم جلدوا بالسياط وأهينوا ونزعت عمائمهم البيضاء عن رؤوسهم بالعنف في وسط الشوارع ". في أثناء فتنة عام 1860، كان القناصل الأوروبيون في دمشق وبيروت شهوداً، مثلما تبين من مراسلاتهم سواء لدولهم أو للسلطات العثمانية. هذه الشهادات، جمعت لاحقاً في " الكتاب الأزرق " الفرنسيّ، و" الكتاب الأصفر " البريطانيّ، الذين صدرا بمناسبة الأحداث. كذلك لدينا كتاب " معاهدات الباب العالي "، جمعه البارون دي تست، وفيه أيضاً ذكر لكتب القناصل الدول الأوروبية، المعنية بتلك الأحداث. يمكن لقارئ المراسلات تلك، التوصل إلى نتيجة تفيد بأن القناصل الأوروبيين كانوا في صورة جلية من الوضع المتوتر وتوقع بعضهم حصول ما حصل فيما بعد من مآسٍ لمسيحيي البلاد. وهذا القنصل العام، مور، يكتب من بيروت في تموز 1858: " إن عدم إجراء التحقيق في شكاوى مع القائم مقام، وعدم التحقيق معه، لنذر بنشوب الحرب الأهلية في لبنان ". وفي آب من العام ذاته، يرد في مراسلات القناصل الأوروبيين ذكر تحركات الزعيم الكردي سعيد بك شمدين: " الذي عينه باشا دمشق قائداً لقوة الفرسان غير النظامية، لحفظ الراحة في حوران، انضم إلى فيصل الشعلان شيخ قبائل الرولة وكذلك تحالف مع دروز حوران ضد عشائر ولد علي ". تلك المحررات القنصلية، لقي الضوء أيضاً على التوتر الطائفي وأنه اشتدت حدته، وذلك بفعل رجال الدين من كلا الجانبين. وورد فيها بهذا الشأن: " مظاهرات الدراويش وتحريضهم العامة ضد النصارى، على أثر انتفاضة كريت بوجه السلطنة. وقد انتشرت الاضطرابات إلى حلب، وفيها ظهر رجل يدعى بطرس الطويل من الكاثوليك، يحرض المسيحيين على ذبح المسلمين ". إلى أن كان صيف 1860، لتستهل الفتنة من جبل لبنان. ويشهد القنصل مور، في كتابه إلى السير بولفر في 31 أيار: " إن القتال بدأه مسيحيو المتن، بطرد السكان الدروز من القرى المختلطة ". مشايخ الموارنة، كانوا قد تمكنوا من كسب العامية الفلاحية في كسروان، الموجهة أساساً ضدهم، بأن حولوها إلى صراع مسيحي ـ درزي. ولكن من قراءة المحررات، نجد أن الكثير من النصارى رفضوا التورط في الصراع. كذلك من ناحية الدروز، وكان زعيمهم سعيد بك جنبلاط يعمل ما بوسعه لوقف امتداد الفتنة. وشقيقته نايفة، وهي أرملة مقيمة في حاصبيا، لاذ مئات من المسيحيين في دارها ووجدوا الأمان في حرمته. أحداث الجبل، وجد لها صدى مدو في دمشق. ويكتب القناصل الأوروبيون عن لجوء كثير من المسيحيين واليهود إلى بيوتهم، خوفاً على حياته. ولاحظوا أيضاً، أن القلق شمل مسلمي المدينة: " بالنظر إلى قلة العساكر فيها بسبب أوضاع لبنان، فعمد المشير إلى استخدام قوات غير نظامية بقيادة زعماء مشهورين، والعهد بها لحفظ النظام في المدينة وضواحيها ". غير أن هذه الإجراءات لم تجد نفعاً في آخر المطاف. وفي صباح 9 تموز كانت ألسنة النيران تلتهم الحي المسيحي، يغذي منظرها عن بعد الغوغاء للتقدم والمساهمة بسفك الدم والنهب والسلب: " إن الدخان الكثيف، الذي تصاعد من الحي المسيحي، حرك مطلمع عصابات الرعاع المجاورة، فانقض الدروز والأكراد على هذه الغنيمة مطمع أطماعهم "، كما كتبَ المسيو شارل أوبانل، في رسالته إلى الجمعية الشرقية. ويؤكد شاهد عيا آخر الرواية، حيث يكتب مستر براون من دمشق عما رآه يوم التاسع من تموز: " في ذلك اليوم، تراكض الرعاع من حي الميدان والشاغور والصالحية. إن الباشبوزق، الموجود بإمرة سليم آغا المهايني ومصطفى بك الحواصليىوغيرهما والأكراد مع زعيمهم محمد سعيد آغا ورجال الشرطة، كانوا في مقدمة الذين أسرفوا في القتل والنهب ". ومن رواية مطران الروم الكاثوليك في بعلبك للقنصل مور، أن قوات غير نظامية قدمت للمدينة بقيادة حسن آغا اليازجي: " استنفرهم من ثقالة شعب دمشق ورعاعه ولاسيما الأكراد، المشهورين بفظائعهم، متظاهراً بأنه يريد حماية الأهالي، حيث هاجموا الكنيسة والمقر الأسقفي وبيوت المسيحيين، فقتلوا ونهبوا واغتصبوا أسوة بما فعله متعصبو دمشق ". على أثر تدخل الدول الأوروبية، التي أرسلت أساطيلها إلى بيروت، قرر الباب العالي إيفاد وزيره فؤاد باشا للتحقيق في الحوادث. وقد وصل الوزير إلى دمشق على رأس قواته، في ذات الوقت، المنتشرة فيه العساكر الأجنبية في جبل لبنان ونواحيه. أول إجراء للوزير، أنه ألقى القبض على والي المدينة وكبار ضباطه علاوة على العديد من الأعيان والمشايخ وآغوات الحارات وساكنيها. من كتاب القنصل برانت إلى السير بولفر في 22 آب، يستفاد أن من بين الموقوفين المتهمين: " محمد سعيد بك ابن شمدين آغا، زعيم الأكراد في المدينة، ووالده عمره تسعين عاماً ذو ثروة واسعة. وكان المشير أحمد باشا قد رقى الابن محمد سعيد إلى رتبة أميرالي، مما ساء كثيراً الجيش النظامي. لقد كان بإمرته 500 فارس، ولا أعلم بالتحديد التهمة الموجهة إليه. لكنه كسائر الأكراد، له شهرة سيئة ". في سبيل تهدئة الدول الأوروبية، أمر فؤاد باشا بتنفيذ حكم الإعدام بعدد من القادة العسكريين، كان من بينهم إسماعيل بك ابن شمدين آغا. بهذه المناسبة، يذكر اليجر فرازر في رسالته من دمشق للورد روسل في 23 آب: " أخبرني فؤاد باشا بالفاء القبض أول أمس على ثلاثة من كبار القوم، وهم عبد الله الحلبي، شيخ الجامع الكبير ( الأموي )، وكان المحرض الأكبر على الفتنة، ومحمد سعيد بك زعيم فرقة الأكراد الشرار، وعمر أفندي غزي من أهم أعضاء المجلس الكبير، وهو رجل معروف بشدة تعصبه. إن الهدوء لم يعم تماماً، ونشأت اضطرابات نتيجة تنفيذ الإعدامات، منها هجوم جمهور من الناس على منزل القنصل الأمريكي. أما الرعب من انتقام الدولة فمستمر، وقد هجر الأكراد حيهم وهربوا عند شيوع خبر أول إعدام ". الجدير بالملاحظة، أن قناصل الدول الأوروبية حثوا مندوب الباب العالي على اعتبار حوادث الشام جرائم من الدرجة الأولى، بينما التي حصلت في جبل لبنان جرائم من الدرجة الثالثة كونها جرت في حالة حرب. على ذلك، طلبوا الإعدام للمتهمين في دمشق، مقابل النفي والسجن للآخرين في الجبل. كذلك فرضوا على دمشق غرامة باهظة غير مسبوقة، وقدرها 35 مليون غرش عثماني. احتج فؤاد باشا، كون دخل إيالة الشام بأسرها يبلغ في حدود أقصاها الأربع ملايين غرش. فما كان من القنصل الإنكليزي إلا إبداء استعداد بلاده لقرض السلطنة مبلغ الغرامة ( يعادل 3 ملايين جنيه ذهب )، على أن تسدده سورية من عوائدها مع شرط فصل ميزانيتها عن الباب العالي وجعلها تحت رقابة دولية. كانت مذبحة 1860 فرصة ثمينة متاحة للبنان، كي يتخلص من سلطة العثمانيين. بيد أن الدول الأوروبية، المدعي كل منها حماية طائفة معينة في هذا البلد، لم تكتف بعدم المساعدة على استقلاله، بل وأيضاً غض النظر عن قيام الباب العالي بإلغاء إمارته الشهابية واستبدالها بسلطة المتصرفية، التابعة مباشرة له. وإذ علمنا مما سبق، ماهية النظرة الدونية، التي محضها للكرد ممثلو تلك الدول الكبرى، فعلينا أخيراً أن نرى نظرتهم لمسيحيي لبنان أنفسهم؛ وهم من أدعوا طوال قرون أنهم حماتهم: " إن مسيحيي لبنان هم عشيرة همجية بربرية، عاجزة عن إدارة شؤونها بذاتها. فالإكليروس والنبلاء متضاربون متشاحنون، تتقد الآن في صدورهم نيران التباغض، وفلاحو الإقطاعية المارونية ثائرون ". هذه الكلمات الفجة، قالها اللورد دوفرين في جلسة البرلمان البريطاني في تشرين الثاني من عام 1860.
المصادر 1 ـ حوادث دمشق اليومية، للشيخ أحمد البديري الحلاق ـ تحقيق ونشر د. أحمد عزت عبد الكريم، القاهرة 1959 2 ـ حسن آغا العبد، حوادث بلاد الشام ـ تحقيق د. يوسف نعيسة، دمشق 1986 3 ـ تاريخ حوادث الشام ولبنان، لميخائيل الدمشقي ـ تحقيق أحمد غسان سبانو، دمشق 1982 4 ـ مذكرا تاريخية عن حملة إبراهيم باشا على سورية، لمؤلف مجهول ـ تحقيق أحمد غسان سبانو، دمشق بلا تاريخ 5 ـ مشهد العيان بتاريخ تاريخ سورية ولبنان، للدكتور ميخائيل مشاقة ـ الطبعة الأولى في القاهرة 1908 6 ـ منتخبات من مذكرات محمد أبو السعود الحسيبي الدمشقي ـ تحقيق د. سهيل زكار، دمشق 1982 7 ـ مجموعة المحررات السياسية والمفاوضات الدولية عن سورية ولبنان ( 1840 ـ 1860 ) ـ ترجمة فيليب وفريد الخازن، بيروت 1910 > تتمة الفصل الثالث من كتاب " ديباجة جلّق: ملامح اللوحة الكردية الدمشقية "
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحطّاب العجوز
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 7
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 6
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 5
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 4
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 3
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 2
-
تاجرُ موغادور: كلمة الختام من المحقق 1
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 11
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 10
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 9
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 8
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 7
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 6
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 5
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 4
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 3
-
تاجرُ موغادور: الفصل السابع 2
-
تاجرُ موغادور: مستهل الفصل السابع
-
تاجرُ موغادور: الفصل السادس 10
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|