أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشال شماس - تحية إلى قضاة مصر














المزيد.....

تحية إلى قضاة مصر


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 11:50
المحور: حقوق الانسان
    


"طالما أن القضاء بخير, فإن بريطانيا سوف تكون بخير "
بهذه الكلمات طمأن تشرشل شعبه عندما كان تتعرض بريطانيا لقصف الطائرات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن صمام الأمان لاستمرار وجود الدولة يقوم في الدرجة الأولى على وجود قضاء مستقل عن باقي السلطات، حيث يشكل استقلال القضاء الكفء النزيه والعادل الضمانة الحقيقية لصلابة الجبهة الداخلية لأي مجتمع باعتباره الضامن لحقوق الناس وحرياتهم، بحيث لا تمس حرية أي فرد، إلا طبقا لأحكام القانون العام وحده، وبحكم من القضاء العام وحده، وبالإجراءات المتبعة أمامه وحدها.
وتأكيداً لأهمية القضاء المستقل ودوره الحاسم في استمرار تطور ورقي أي مجتمع، يأتي تحرك قضاة مصر الأبطال، استمراراً لنضالهم منذ سنوات من أجل إقرار قانون جديد للسلطة القضائية بما يكفل حيادها ويضمن استقلالها، بما يشكل في النهاية الدعامة الأساسية والحقيقية لحياة سياسية وسليمة في مصر حفاظاً على كرامة المصريين وحقوقهم الإنسانية، وهذا ما يصبو إلى تحقيقه ليس قضاة مصر وحسب، بل وجميع القضاة والمواطنين في البلاد العربية على السواء، اللذين يشاركون أخوانهم نفس المعاناة والهم.
كما يأتي هذا التحرك احتجاجاً على الغبن المتواصل الذي تعرض وما يزال يتعرض له قضاة مصر الشرفاء بسبب رفضهم الانصياع لتوجيهات الحكومة بالسكوت عما جرى من تزوير وتلاعب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت مؤخراً ، ومقاومة هيمنة سلطة الحكومة التي تعمل على فرض سياستها على كل من السلطة التشريعية والقضائية في مصر، لصالح أصحاب النفوذ والفاسدين والمفسدين، وإجهاض أحلام شعب مصر في الديمقراطية والحرية.
وبدل أن تستجيب السلطات المصرية لمطالب القضاة المحقة والعادلة، أخذت تضييق الخناق عليهم خاصة بعد أن خسر مرشحو الحكومة المصرية في انتخابات نادي قضاة مصر التي جرت مؤخراً والتي فازت بها قائمة الإصلاح والمطالبين باستقلال القضاء، وهذا ما أزعج الحكومة المصرية التي واصلت سياسة الضغط على القضاة ، بدءاً من قطع الدعم المالي الذي كانت تقدمه لنادي القضاة وصولاً إلى إحالة قاضيين بارزين إلى مجلس الصلاحية "التأديب"، هما المستشار محمود مكي، والمستشار هشام البسطويسي لمحاكمتهما على التصريحات الصحفية التي أكدا فيها حصول تزوير في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة.
وليس هذا وحسب، بل أوعزت الحكومة المصرية إلى قوات الأمن لمحاصرة وتطويق نادي قضاة مصر الذين كانوا يعقدون جمعيتهم العمومية تضامناً مع القاضيين اللذين أحيلا للمحاكمة، كما فرضت تعتيم إعلامي بالغ الصرامة، وإجراءات أمنية مشددة لامثيل لها للحيلولة دون تسيير مظاهرات أو تنظيم اعتصامات لتأييد القضاة الإصلاحيين في موقفهم، إلا أن ذلك لم يمنع المئات من القضاة ومثلهم من المواطنين من إعلان دعمهم لموقف القضاة ضد استمرار هيمنة أجهزة الدولة على القضاء، ورفضهم لقبول رشاوى الحكومة المصرية لغض الطرف عن إشراف قضائي منقوص على العملية الانتخابية ، لتتمكن أجهزة الشرطة من التزوير وممارسة الفساد المنتشر منذ سنوات طويلة.
ويبدو أن تعامل الحكومة المصرية بهذه القسوة مع قضاة مصر ليس الهدف منه فقط إخضاع قضاة مصر لهيمنة الحكومة ومعاقبتهم على انحيازهم للمواطن المصري، بل الهدف هو إجهاض سقف حرية الرأي وإرهاب كل صاحب رأي سواء كان في الصحافة والإعلام أو بين الكتاب والفنانين والسياسيين وحتى بين المواطنين العاديين.
إنها حركة قوية ومشرفة يقوم بها قضاة مصر الشرفاء ليس نيابة عن قضاة مصر وحسب بل وعن جميع القضاة في بلاد العرب اللذين يعانون أكثر بكثير مايعانيه قضاة مصر، ويتطلعون بأمل أن يتكلل تحرك القضاة المصريين بالنجاح.
إنها حركة موجهة ليس فقط ضد استمرار تدخل أجهزة الدولة في عمل القضاء، وليس فقط دفاعاً عن استقلال القضاء وضمان حياده على أهمية ذلك، بل وأيضا من أجل حماية الحريات العامة للمواطنين وحقهم في التعبير عن أرائهم بكل حرية وشفافية.
فالتحية كل التحية لكم يا قضاة مصر الشرفاء في وقفتكم الرائعة في مواجهة الجبروت والطغيان، وإن انتصاركم يافرسان الحق والعدل، هو انتصار ودعم للحق والعدل في بلاد العرب أجمعين.
دمشق في 29/4/2005



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماية الحياة الخاصة للإنسان
- دمشق العريقة تستغيث.. فمن ينقذها؟
- لا للهدم.. نعم للبناء
- عرب ولانخجل
- عذراً سيادة الوزير.. قضاؤنا ليس مستقلاً
- الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟
- -الزعيم- يتبرأ من القوميين
- أحبّته .. فطلقها
- حاكمٌ عربي يطلبُ الصفحَ من شعبه
- عيون المدينة
- من أين يأتينا الفرح ؟
- نحو تفعيل قانون الكسب غير المشروع
- خليك عالخط
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق


المزيد.....




- اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م ...
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشال شماس - تحية إلى قضاة مصر