|
التربية على حقوق الإنسان
حسان أيو
الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 11:55
المحور:
حقوق الانسان
هل تقتصر تربية حقوق الإنسان على قراءة المواثيق والعهود بخصوص حقوق الإنسان وأيضاً على الندوات والدراسات بخصوص التربية على حقوق الإنسان أم ماذا ،إن كانت غير ذلك فما هي الطرق والمناهج على نشر ثقافة حقوق الإنسان في مجتمعاتنا التي تحيا حالة تشتت في مراحل حياته في سياق الأنضمة الاستبدادية والشمولية ،وكيف يمكن كسر حاجز الخوف والانطلاق نحو مناخ يسوده الحريات الديموقراطية واحترام حقوق الإنسان،وما هي مراحل التي يجب الآخذ بعين الاعتبار على التربية على حقوق الإنسان ،أخدين ضرورة التربية على حقوق الإنسان بأنه جزء لا يتجزأ عن حقوق الإنسان في رفع مستوى عملية حقوق الإنسان . وعلى من إنه كانت هناك محاولات شتى وعلى المستوى العالمي لتعريف (التربية على حقوق الإنسان ) وبتحديد ما قامت به منظمة اليونسكو وذلك من خلال الندوات مثل ندوة مالطا- وباريس – فينا- ومونتريال والتي تعتبر من أهم الندوات حول التربية على حقوق الإنسان وذلك في سنة 1993 تحت عنوان التربية على حقوق الإنسان والتي من نتائجها تمخض برنامج عمل مونتريال ،فالتربية على حقوق الإنسان هي الأداة الهامة لنشر ثقافة الإنسان ولتكون المنطلق لكسر الأطر المغلقة وإعطاء المجال للمواطن ليحرر نفسه ويغسل داخله وذلك من خلال تحديث أفكاره وقدرته على المشاركة في الهم اليومي وفي الحياة يشكلا عام ومن خلال تواجده في العمل – المدرسة – الجامعة--------الىالخ وهذا يعطي الدافع للمشاركة جميع شرائح المجتمع في الحياة . فنشر ثقافة حقوق الإنسان يخلق مناخ لتعليم كيفية الحوار والوصول إلى حلول بخصوص أي موضوع يطرح للحوار ،فتعليم الحوار وتطويره في مجتمعاتنا ضرورة ملحة لتفعيلة داخل المجتمع ،وهذه النافذة لتطوير الحوار داخل المجتمع للولوج في التعمق في تعلم الحق في الاختلاف وقبول الآخر ،التي ما زالت مجتمعاتنا تفتقر لثقافة قبول الآخر . وأيضا من معطيات التربية على حقوق الإنسان ، نشر التسامح والتعاون والتضامن داخل المجتمع والهدف النيل التي تسعى إليه نشر ثقافة حقوق الإنسان هي حماية الإنسان وصون كرامته ، وتطبيق الجانب الممارسة العملية لتطبيق حقوق الإنسان وإن تعليم يهدف لنشر ثقافة حقوق الإنسان وغيرها من المبادءى المنصوص به في العهد الدولي لحقوق المدنية والسياسية وفي اتفاقية حقوق الطفل والقضاء على جميع أشكال التميز ضد المرأة وغيرها من الوثائق الدولية في المنظومة الدولية لشرعة حقوق الإنسان . فأين تكمن أهمية التربية على حقوق الإنسان ، تكمن من خلال أحداث التغير في آليات التعليم التقليدي ، حيث يقوم التعليم الكلاسيكي على مبدأ التلقين الطفل أو المواطن بشكل عام مجموعة من المبادىء جاهزة دون تفعلها من خلال حياته اليومية ، لكن التربية على حقوق الإنسان تعطي المجال لأن يطور الشخص نفسه مع تطور مجريات الواقع ومن خلال اكتشاف التجاوز والمشاركة في تطوير الحوار وتفعيلة وخلق آليات لتنشيط الحراك داخل المجتمع ،
فما هي مظاهر التربية على حقوق الإنسان ، وماهي الجهات التي تتبنى هذه المجالات في التربية ، وما هي الفرو قات بين تلك الجهات ، وعلى ما تبين لنا بأنه هناك جهات رسمية في التربية على حقوق الإنسان وجهات غير رسمية ،وهما يشكلان الجهتين الهامتين في التربية على حقوق الإنسان . الجهة الرسمية تكمن في المناهج التعليمية ، وتدريب المدرسين وتعليمهم ، ومراجع وأبحاث وبرامج ، بينما الجهة الغير رسمية فتكمن في تدريب القضاة والمحامين ، والإعلاميين ، والمنظمات غير الحكومية وكوادرها ، فكلما أحدث هذه الجهات ووجدت آليات جديدة لتطوير الحقل في التربية على حقوق الإنسان ، كلما زادت أهمية عمل تلك الجهات وصعبة طريقها في نشر ثقافة حقوق الإنسان ، فتواجه تلك الجهات الرسمية والغير رسمية صعوبات في التربية على حقوق الإنسان ، وذلك لتنوع أشكال واختلاف حقول التربية على حقوق الإنسان ، حقوق الطفل – المرأة - --------إلى آخ. ومن هنا نجد بأن تجربة مجتمعاتنا ما زالت في طور التكوين في هذا المجال وهذه النوعية من التربية على حقوق الإنسان ،لذلك نجده يقع في إشكاليات وصعوبات في آليات التطيبق في مجالات التدريب ،والمناهج ، فان تنوع التربية على حقوق الإنسان ، وعدم اقتصارها على مجال واحد ، فأن التربية على حقوق الإنسان تشكل المركزية حقوق الإنسان والمواثيق الدولية المتعلقة بها ، وهذا يعطي شكل الربط والتكامل حقوق الإنسان المدنية – السياسية- والاقتصادية – والثقافية –والاجتماعية ، كل ذلك يأتي من خلال التربية على حقوق الإنسان وبناء على ما تقدم ، تبين أهمية التربية على حقوق الإنسان والتي تصر وتؤكد على التلاحم بين المجالات حقوق الإنسان ،بذلك يعطي الدافع القوي لذى المواطن لدفاع عن حقوقه كإنسان ويساهم في تطوير المناهج والطرق والآليات لتغير نفسه بها .
#حسان_أيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يموتون بعدها يكرمون إلى محمد ماغوط وعبدا لسلام العجيلي
-
كيف تمنح المواطنة
-
أسس المواطنة
-
الأكراد ملح آذار
-
إلغاء جميع أشكال التميز ضد المرأة
-
قامشلو تحتضن لوحات الفنان لقمان أحمد
-
مفهوم المواطنة
-
رائحة جميلة لوطناً غائب
-
هل سيتكرر سيناريو العراق في سوريا
-
أعلان دمشق ......وماذا بعد
-
إمراءة هربت بينما أصعد الرماد
-
فصل الدين عن الولة
-
عولمة المصطلحات
-
سيادة من على من
المزيد.....
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
-
أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
-
-وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس
...
-
الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
-
بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|