شه مال عادل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 11:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الذكرى السنوية الـ(28 ) لمعركة ( كوري)* والتي واجهت فيها قوات الانصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي بقيادة القائد الانصاري الخالد (كانه بي حمه صالح المعروف بـ (كانه بي كه وره) , والقائد الانصاري الشهيد (وضاح حسن عبد الامير المعروف بـ( سعدون ) والشهيد القائد (شوان صلاح عبدلله المعروف بـ( سوران ) إلى جانب ( بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة ( سفين ملاقرة والشهيد ريباز والشهيد حسن كويستاني وكوسرت رسول ) ومقاتلي كادحي كوردستان بقيادة ماموستا ( سردار ) وبيشمه ركة الاشتراكي الكوردستاني وحزب الله الثوري الكوردي ) الذين واجهوا في 11 نيسان 1991 الالة العسكرية المدمرة للنظام الصدامي الفاشي و مرتزقته من الجحوش الماجورين بصحبة السمتيات ، تحت القصف المدفعي المكثف ...
ففي الذكرى السنوية لملحمة ( كوري ) بثت قناة ( كوردستان تي في ـ KTV) التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني (حدك ) تقريرا مصورا عن المعركة المذكورة وحاولت كعادتها سرقة النصر المتحقق على قوات النظام العراقي في هذه المعركة المصيرية لصالحها، فالتضليل الاعلامي الذي تمارسه قنوات اعلاميه حزبية في اقليم كوردستان ينبع وللاسف من غرض مسبق يتمثّل في ليّ عنق الحقائق لاهداف سياسيه بحتة مستغلين صمت الاعلام الشيوعي العراقي والكوردستاني المقرف....
وعليه كتبنا كواجب وطني واخلاقي في مقالات سابقة عن دور هذه القنوات الاعلامية في تشويه التاريخ بقراءتها المغلوطة والمشوّهة والخاطئة للاحداث المهمة والمعارك المصيرية منها ( معركة هندرين وخواركوك و كوري ) ....
وفي الذكرى السنوية لملحمة ( كوري ) ولكشف الحقيقة كما هي, التقينا بالقيادي الشيوعي المعروف الرفيق كريم أحمد بيرداود( ابو سليم ) وبابطال معركة ( كوري ) الحقيقيين منهم : النصير( نه وروز عبدلله )والنصير (زريان هيراني) للحديث عن تفاصيل المعركة ....!
يقول الرفيق كريم أحمد :
( بعد القضاء على إنتفاضة الجنوب عام 1991, التي لم تفلح في تحقيق هدفها باسقاط النظام البعثي الفاشي , واغرقت بالدم والمجازر الوحشية , التي تسبب في هجرة عشرات الالوف من المشاركين فيها في الوسط والجنوب , ارسل صدام حسين الدكتور ( مكرم الطالباني ) إلى إقليم كوردستان المحرر وعرض مسألة المفاوضات , وكنت انذاك موجودا في اربيل وذهبت مع الدكتور ( طالباني ) إلى ( بيرمام ـ مصيف صلاح الدين ) للقاء بالسيد ( مسعود البارزاني ) وقادة ( الجبهة الكوردستانية )(1 )حيث كان السيد ( نوشيروان مصطفى أمين والسيد رسول مامند ) موجودين هناك , فقال الدكتور (طالباني ) بان السلطة مستعدة للتفاوض معكم في أي وقت وأي مكان او دولة تختارونها للتوصل إلى حل المسالة الكوردية حلاً سلمياً.
وتقرر من حيث المبدأ قبول فكرة التفاوض على أساس ما طرحته السلطة إلا إن الأخيرة كانت تريد خداع (الجبهة الكوردستانية ) كما اظهرت الاحداث لاحقا , إذ بدأ هجوم السلطة الدكتاتورية على إقليم كوردستان المحرر في يوم 31 أذار 1991 , وكان الدكتور ( مكرم الطالباني ) لايزال في اربيل حين بدء الهجوم ,وعليه اضطر للرجوع إلى بغداد عن طريق الموصل لان القوات الصدامية وبمساندة السمتيات والاليات المدرعة مختلفة الأحجام اجتاحت مدينة اربيل وضواحيها , وقد تقررالانسحاب من اربيل باتجاه شقلاوة , وبدأت الناس بترك بيوتها ومدنها متوجهين صوب الحدود , رافضين العيش في ظل السلطة البعثية الفاشية .
بعد انسحابنا من اربيل اجتمعنا نحن الاربعة : ( السيد مسعود البارزاني , السيد جلال الطالباني , السيد رسول مامند , وانا ...كريم احمد ) , وقررنا المقاومة وعدم الانسحاب , ووقعنا وثيقة (الصمود والتحدي ), وتم تقسيم العمل بحيث يقود السيد (مسعود البارزاني ) العمليات القتالية في قاطع (اربيل ودهوك) بمساعدة السيد ( رسول مامند ) , ويقود السيد (جلال الطالباني ) العمليات القتالية في قاطع ( السليمانية وكرميان ) , ومن جانبنا اوعزنا إلى قوة الانصار التابعة لحزبنا الشيوعي العراقي بالتهيؤ وتنفيذ اوامر السيد ( البارزاني والطالباني ) , فهيئنا في الحزب الشيوعي العراقي قوة مقاتلة وضاربة من انصار حزبنا الابطال بحوالي ( 60 ) مقاتلا بقيادة القائد العسكري( كانبي حمه صالح ـ المعروف بكانبي كه وره , والرفيق وضاح حسن عبد الاميرالمعروف بـ(سعدون ) , وسالت الراحل ( رسول مامند ) عن عدد بيشمركة الاشتراكي الكوردستاني للمقاومة , فقال انه يستطيع ان يهيئ ( 80 ) مقاتلا , وراجعت السيد ( مسعود البارزاني ) فورا وابلغته بان لدينا حوالي ( 140 ) مقاتلا من( الشيوعيين والاشتراكي الكوردستاني) للمقاومة , وسألته عن عدد بيشمركة حزبه ( الديمقراطي الكوردستاني ) للمقاومة بجانب بيشمركة الاحزاب الاخرى , فاجاب نصأ :
( الان معي ( 12 ) بيشمركة فقط , الا اني لو قلت لهم هيا تهيأوا معي للمقاومة لتركوني وحدي) ....!!
وفي هذا الاثناء كان الزحف والتقدم يشتد باتجاه مدينة (شقلاوة) ووصلت القوات السلطة إلى ( دربندي كوري ـ مضيق كوري ) ,وتجمعت قوة المقاومة من بيشمركة (حزبنا الشيوعي العراقي والاتحاد الوطني الكوردستاني والحركة الاسلامية والاشتراكي الكوردستاني ) واخذت مواقعها الدفاعية وبدء الهجوم المضاد على القوات المهاجمة واستطاعت ايقاف تقدمها وإحراق دباباتها والياتها العسكرية بين ( قرية حجران وبلدة شقلاوة ) فتوقف الهجوم الصدامي تماما عند تلك المنطقة ,بعد ان تم دحرالقوات الصدامية المهاجمة رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، ومازال حطام الدبابات والمدرعات يشهد لجراة و بسالة ودفاع انصارنا وقوات الاحزاب المشاركة في ملحمة (كوري ) ... ) .
يقول النصير الشيوعي( نه وروزعبدلله ) وهو شقيق الشهيد الخالد (سوران) واحد ابطال ملحمة (كوري ) :
( في 11 نيسان 1991 صممنا نحن انصار الحزب الشيوعي العراقي على المقاومة واستمرارية المقاومة و الدفاع لآخر طلقة وآخر مقاتل , و للتاريخ اقول بان الذين شاركوا في كسر غرور النظام البائد في ملحمة ( ده ربندي كوري ـ مضيق كوري ) هم انصار الحزب الشيوعي العراقي بقيادة القائد الانصاري ( كانه بي كه وره والقائد الشهيد سعدون ) والقائد الميداني (سوران) وبمشاركة ابطال اخرين ,منهم :
( اوميد حمد خوشناو , دارا احمد المعروف بـ( اشتي سور) , ده شتي به رانه تي , جليل رمزي حاجي المعروف بـ (هاوبه ش ), فرياد حسن احمد هيراني المعروف بـ(زريان ) , هه نكاو هيراني , زانا خوشناوه تي , وانا ..نه وروز عبدلله ) واخرين لااتذكر اسمائهم الان للاسف , وكان معنا ايضأ مقاتلي بعض الاحزاب الكوردستانية منهم ( الاتحاد الوطني الكوردستاني , الاشتراكي الكوردستاني , حزب الله الثوري الكوردي ) , اما قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ليست فقط لم تشارك في المعركة , وانما انسحبت من مواقعها المهمة والاستراتيجية المطلة على ساحة المعركة دون مقاومة ... !!
في صباح يوم 11 نيسان بدأت الأخبار تصلنا عن وصول قوات العدو الى الربايا المطلة على قرية ( كوري ), تلك الربايا التي انسحبت منها بيشمركة الديمقراطي دون قتال .... , وعليه شكل الشهيد (سوران) قوة مهاجمة لاقتحام الربايا المسيطرة على ساحة المعركة , وفعلا وبعد مواجهة وإشتباكات مصيرية استطعنا اقتحام الربايا المطلة على المنطقة , وخلال الاقتحام والاشتباكات مع العدو اصاب الشهيد (سوران واوميد خوشناو واشتي سور) بجروح بالغة , الا اننا استطعنا ان نلقن الاعداء درساً قاسياً، وتمكنا من إلحاق الهزيمة بهم واجبارهم على التقهقر والتراجع و ترك كوردستان من دون رجعة ) ....
يقول النصير( فرياد حسن احمد هيراني) المعروف بـ( زريان ), احد ابطال ملحمة ( ده ربندي كوري )....
في الساعة الخامسة من صباح 11 نيسان 1991 واجهنا الالة العسكرية الجهنمية للنظام الصدامي الفاشي في ( دربندي كوري ) وخضنا الى جانب قوات (الاتحاد الوطني وحزب الله الثوري الكوردي والاشتراكي الكوردستاني وكادحي الكوردستان )مواجهات باسلة رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى واستخدام القوات المهاجمة جميع انواع الاسلحة إضافة الى القصف المدفعي الكثيف ...
لقد حشد النطام البعثي الفاشي كل ما امكنه قبل البدء بالهجوم على منطقة (كوري ), وسبق الهجوم جولات تحليق طيران استطلاعي وتخويفي وعملية قصف مدفعي كثيف على المنطقة , فيما تم تحشيد قوات مرتزقة النظام ( الجحوش ) إلى جانب تحشيدات العسكرية النظامية ( من الوية القوات الخاصة والحرس الجمهوري والمغاوير )
وتم إنزال فوج( قوات خاصّة حرس جمهوري )بالسمتيّات في الربايا المطلة على قرية (كوري) و التي انسحبت منها قوات الديمقراطي الكوردستاني بقيادة ( حميد افندي وخالد اشكيي ) ليلة 10 ـ 11 نيسان , و بحُكمِ موقعها الاستراتيجي الهامّ قررنا نحن انصار الحزب الشيوعي العراقي اقتحام الربايا التي احتلتها القوات الصدامية دون مقاومة.
كنا مجموعة مؤلفة من 7 بيشمركة بقيادة الشهيد (سوران) وكانت المواجهة مع القوات العدو وجهاً لوجه , ففي بداية الهجوم التحمنا مع قوات العدو في قتال بالقنابل اليدوية ومن مسافات قريبة جدا وبفترة قياسية استطعنا ان نقتحم الربايا والمواقع المسيطرة على ساحة المعركة وسلمنا المواقع الى رفاقنا وتوجهنا مباشرة نحو الشارع , وهناك نصبنا كمينا مشتركا ومحكما مع مقاتلي (الاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب الله الثوري الكوردي ), وفي عملية بطولية ووجها لوجه مع الدبابات الصدامية ,احرقنا عددا من الناقلات والدبابات التي كانت تتقدم باتجاه بلدة شقلاة وعليه تم ايقاف الزحف الهمجي الصدامي على المنطقة،مما اجبرواعلى الانسحاب و ترك المنطقة من دون رجعة والذي ترك اثرا ايجابيا على مجمل الوضع وعلى نضال الحركة الانصارية بشكل عام , اما حطام الدبابات فباقية لحد يومنا هذا على مفترق الطرق لتذكر الناس بالمعركتنا البطولية الاخيرة مع قوات صدام المجرم .......
وهكذا استطعنا وبقيادة الشهيد (سعدون و كانه بي كه وره )وبهمة انصارنا الابطال وقوات بيشمركة ( الاتحاد الوطني الكوردستاني وكادحي كوردستان وحزب الله الثوري ) ان نقاوم القوات المهاجمة واجبارها على الانسحاب , بعد ان فرّ من استطاع الافلات منهم كالجرذان المذعورة و مسح من القى القبض عليه منهم بدموعه احذية الانصارالابطال ) ....
واخيرا اقول :
لا اهاجم احد ولا أنجرف خلف المهاترات وتراشق الاتهامات ، ولكن من خلال هذه الشهادات التوثيقية اُذكرالجميع وفي مقدمتهم إعلام الديمقراطي الكوردستاني الذي يجيد الاصطياد في الماء العكر، ويتقن قلب وتزيف الحقائق عمداً,اُذكرهم بالمثل الشائع (الشمسُ لا تُحجَبُ بالغربالْ)حتى وإن قلبوا الحقائقَ وبدّلوا المعاني وغيّروا الأسماء ْوالادواركما يحلو لهم ,)لا بل سوف تكون هذه الحقائق بالمرصاد لهم ولكل من يحاول ان يشوه الحقيقة ويزورالتاريخ عمداً ...
كما اذكرالاجيال الجديدة من خلال هذه الشهادات , اذكرهم بمن ضحوا وقدموا حياتهم واجمل سنوات عمرهم قربانا لوطنهم ... وفي سبيل الغد الافضل للشعب ....
المجد لابطال الحزب الشيوعي العراقي ...
المجد لبيشمركة الاحزاب المشاركة في كسرغرورالنظام العراقي في ملحمة ( ده ربندي كوري ) ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قرية ( كوري ) تقع بين مصيف صلاح الدين وبلدة شقلاوة . في 11 نيسان 1991 واجهت قوات البيشمركة التابعة للحزب (الشيوعي العراقي والاتحاد الوطني الكوردستاني والاشتراكي الكوردستاني وحزب الله الثوري الكوردي وكادحي كوردستان ) الالة العسكرية المدمرة للنظام الصدامي و مرتزقته من الجحوش الماجورين بصحبة السمتيات، تحت القصف المدفعي المكثف. وبعد مقاومة بطولية من قبل قوات البيشمركة , تم دحر القوات الصدامية رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى، ومازال حطام الدبابات والمدرعات يشهد لجراة و بسالة قوات البيشمركة الابطال عن المنطقة ....
1 ـ انبثقت الجبهة الكوردستانية (ج .ك ) عام 1988 في مقر الحزب الشيوعي العراقي في (خواكورك) , وشملت جميع الاحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي العراقي ) ...
#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟