أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرفت فتحي المراغي - عن الحرية ل جون ستيوارت مل














المزيد.....

عن الحرية ل جون ستيوارت مل


ميرفت فتحي المراغي
(Mervat Fathy Elmaraghy)


الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 06:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن الحرية لجون ستيوارت مل ..
يعد مبدأ الحرية من أخطر المبادئ التي حظيت بالبحث و الدراسة على مدى العصور كما أنها من أعقد المشكلات الفلسفية التي واجهت الباحثين و المفكرين و الفلاسفة و ذلك نظرًا لارتباطها الوثيق بحياة الإنسان و قيمته و كرامته فهي حق أصيل من حقوق الإنسان و التي بدونها يفقد جزءًا كبيرًا من إنسانيته ، و لأهميتها البالغة تلك فقد انشغل الفيلسوف البريطاني الليبرالي " جون ستيوارت مل " بمسألة الحرية و قدم لنا كتابه الأشهر " عن الحرية " الذي صدر عام 1859 فى ظل العهد الفيكتوري فى انجلترا ، و كغالبية ليبراليّي تلك الحقبة فقد رأى مل مخاطر كثيرة في التوجهات الديمقراطية السائدة في المجتمع خاصةً ما أسموه حينها " طغيان الأكثرية " حيث رأى مل أن مخاطر الطغيان لا تأتي فقط من الاستخدام المتعسّف للحكومات بل أيضًا من المجتمع و من سلوكيات الرأي العام المتأثر بالأفكار المسبقة و العادات و التقاليد و الذي قد لا يتسامح مع توجهات و سلوكيات منشقّة و مختلفة .
في كتاب مل عن الحرية نجده يؤكد على أن المجتمع نفسه عندما يكون طاغيًا متسلطًا على الأفراد يستطيع أن ينفذ تفويضاته في الأمور التي لا ينبغي له أن يتدخل فيها و أن يفرض أفكاره , فإنه بذلك يمارس طغيانًا اجتماعيًا أكثر هولاً من العديد من أنواع القمع السياسي و لذلك وجب أن يكون هناك حد للتدخل الشرعي للمجتمع في الاستقلال الفردي و حرية الفرد ، و هنا يضع مل معيارًا واضحًا لميزان الحرية الشخصية و بيان حدودها من خلال ما أسماه مبدأ حماية الذات فالغاية الوحيدة التي يمكن ممارسة القوة فيها بشكل شرعي على أي عضو فى المجتمع المتحضر ضد إرادته هي منع إلحاق الأذى بالآخرين أي "أنت حر مالم تضر" ، أما في الجزء الذي يخص الفرد فقط فله مطلق الحرية فيه فالفرد سيد على نفسه و جسده و عقله .
و تتضمن الحريات الإنسانية عند مل :
1- حرية الضمير و حرية المعتقد و الفكر و الرأي و حرية التعبير و نشر الآراء .
2- حرية الأذواق و المساعي و حرية تصميم خطة لحياتنا تتناسب مع شخصيتنا و حرية فعل ما نحب طالما أن ما نقوم به لا يلحق ضررًا بالآخرين حتى و إن اعتقد الآخرون بأن سلوكنا أحمق أو منحرف أو خاطئ .
3- حرية التجمعات بين الأفراد لأية غاية لا تنطوي على ضرر يلحق بالآخرين على افتراض أن الأشخاص المتجمعين يبلغون السن القانونية و ليسوا مكرهين أو مخدوعين .
فالمجتمع الحر هو ذلك الذي تكون مكفولة فيه تلك الحريات بشكل مطلق و غير مشروط .
يتحدث مل عن حرية العقيدة و كيف أنها حق ثابت و مصان للأفراد و أنه لا يجب أن يتعرض الإنسان لمساءلة الآخرين بسبب معتقده الديني و يرى أن من الطبيعي جدًا بالنسبة للبشر أن لا يتسامحوا في ما يهتمون لشأنه بشكل حقيقي و أن يكون من النادر أن تتحقق الحرية الدينية بشكل عملي في أي مكان كان عدا الأماكن التي يكون فيها عدم الاكتراث الديني او اللامبالاة الدينية أي أن التسامح و الحرية الدينية لا تتوافر في وجود الدوجما أي العقلية التي لا تقبل الشك و الجدال في معتقدها .
يستطرد مل متحدثًا عن أهم الحقوق و الحريات فيذكر حرية الفكر و المناقشة و حرية التعبير و كيف أنها تعد من أهم الحريات نظرًا لدورها في الازدهار العقلي للبشرية و تطورها و يؤكد على عدم أحقيّة أي حكومة سواء بنفسها أو بتأييد الشعب أن تقمع فردًا واحدًا و تمنعه عن إبداء رأيه حتى لو خالف الجميع في الرأي فحرمان الفرد من إبداء رأيه فيه مضرة و حرمان للإنسانية من دواعي الرقي و التقدم فإذا كان الرأي صوابًا فقد حرم المجتمع من فرضية التغيير و إذا كان خاطئًا فقد حرِم من فرص المقارنة و الصدام التي تؤكد ما هو عليه من حق .
كذلك فإنه على الرغم من كون الرأي المقموع على خطأ فإنه قد يحتوي على بعض النسبة من الصواب أو الحقيقة و غالبًا ما يكون الأمر كذلك و بما أن الرأي السائد في المجتمع نادرًا ما يكون صائبًا تمامًا فإنه فقط من خلال اصطدام الآراء المتعاكسة يمكن أن يكون هناك فرصة للمتبقي من الحقيقة لكي تتوفر .
من خلال حرية المناقشة و الجدال نكون قادرين على تصحيح الأخطاء فالطريقة الوحيدة التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يحرز بعض التقدم في معرفة موضوع معين هي أن يبقى عقله مفتوحًا للنقد الموجه لآرائه و سلوكه و أنه لا سبيل أمامه لتصحيح و إكمال رأيه الخاص إلا عن طريق ترتيبه و مقارنته مع آراء الآخرين و ذلك من خلال المناقشة الجادة و الحرة .
كما أن حرية التفكير مطلوبة ليس لإعداد المفكرين العظام فقط و لكنها ضرورية لتمكين البشر الاعتياديين من الحصول على مستوى عقلي أعلى فحيثما وُجد مناخ عام من العبودية العقلية و حيثما قيد الفكر و المناقشة وُجدت عقول متجمدة فكريًا .
يرى مل أن المعتقدات و الآراء المتوارثة حتى لو كانت صحيحة و حقيقية فإنها إن لم تعاني من مواجهة المنافسة و تخضع لها على نحو فعال و جاد فإنها ستؤخذ على نحو الغطرسة أو الإجحاف من قبل الذين يستقبلونها مع استيعاب قليل لها و بذلك تصبح ميتة في العقول .
و يتطرق مل إلى مبدأين مهمين ألا و هما المنفعة و الحقيقة ، فقد يكون رأي ما أو معتقد ما مفيد رغم عدم صحته و حقيقته فهناك من يبرر فرض القيود على مناقشة معتقد ما نظرًا لفائدة انتشاره بغض النظر عن صحته و هنا يعارض مل ذلك التبرير فلا يمكن لرأي مناقض للحقيقة أن يكون مفيدًا حقًا .
رأينا كيف نظّر مل لمبدأ الحرية باعتبارها من أهم الحقوق الإنسانية و لذلك فإنه من المهم بل والضروري حماية و صيانة الحريات الإنسانية و الحفاظ على استقلالية الأفراد و خاصة حرية الفكر و التعبير و حرية العقيدة و يجب وضع حدود لعدم انتهاك هذه الحريات سواء من قبل الحكومات أو المجتمع .



#ميرفت_فتحي_المراغي (هاشتاغ)       Mervat_Fathy_Elmaraghy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في الميثولوجيا
- سيكولوجية الجماهير
- ماهية فلسفة سبينوزا...!!!


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرفت فتحي المراغي - عن الحرية ل جون ستيوارت مل