|
قصيدة النوافذ والتجربة الشعرية للشاعر عبد الوهاب المطلبي
ميادة الاسدي
الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 08:06
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
لااعرف شيئا عن بدايته لقد قرأت له شعرا عموديا وقراأتُ له شعرا متاثرا بنزار قباني واغلب قصائده تنتمي الى المدرسة السيابية ومع هذا فهو يمتلك صوتا مميزا بلغة العشق والظمأ الذي يرافق كل قصيدة مما يدل على اخفاقه في الحب او يبدو لي انه احب كنزوة غير موفقه ولم يكن شعره المحمل بالعطش والحرمان سوى انه يمثل لونا من الوان شتى من عذابات العشق العذري الازلي العذب المرفرف كروح هائمة تريد ان تحمل لواء العشاق وان تختار لها كوكبا اخر هو كوكب الظمأ، واغلب قصائده تحمل هاجسا اخر هو المرأة المحبوبة التي لم يرسل الينا اشارة عن شكلها ولونها ولم يذكر او يتوقف عند اسم معين بل يبدو انه يختار اصلا عما اطلع عليه سابقا او ما يقرأه حاضرا فهي ليلى العامرية وهي بثينة وهي عبلة وهي ريتا وهند وسعاد ومدى تكاد تحمل كل الاسماء لبنات حواء وهي تحمل صفات كل النساء( كقول اللورد بايرون تمنيت انَّ لكل نساء العالم فم ٌ واحد ٌ لقبلتهُ واسترحت) وكاني به يريد ان ينزع من جلد القصيدة البعض من موروثها التقليدي ويستفيد مما يجري في العالم من تظور سريع متقاطع عما يحدث او يجري في العراق من محنة عصيبة او محن مؤلمة كالاحتلال والاحتراب الاهلي المخفي في مسميات عديده او المافيات الغريبة والتي تحتضنها فوى معينة، وكنت متابعة لرثائه لوطنه في اغلب قصائده ، العراق المسلوب ماديا و تراثا وقيما ، محاولا الدخول في عالم الحداثة او ما بعد الحداثة، المزج بين الرمز والاسطورة بانسيابيه رائعه في بعض قصائده فنرى الاحلام سربا ظامئا ونراه في قصيدة اخرىالاحلام تتجول الحلم يمشي حافيا ، ولا يتوانى في استخدام اللفظات العلمية دون الاساءة الى القصيدة وهو يتحدث عن عشقه لمحبوبة خياليه وقد تكون بلاده لكنه يسقط احيانا في السرد التقريري المباشر كما في قصيدة ( على مهلك يا عشتاروت) وخاصة في بدايتها ووسطها حين ينفي كونه مستفيدا او سارقا ابيات شعرية من الشاعر نزار مما دعاه الى استعمال مفردة الخلجان في ابيات عديدة ليؤكد قدرته على استخدام اية مفردة وبمعان مختلفه كان يؤمن بادخال التحولات الاجتماعية والتقنية حيث أن التكنولية التي وحدت العالم او حولته الى قرية صغيرة لان القصيدة التقليدية لابد لها ان تعترف بعجزها بمنلوجها التعبيري عن موتيفات جديدة الموتيفات الغريزية الكونية من خلال استعارة الاسطورة والرمزوقد شده نظام النوافذ (windows) كما في الحاسوب وقد اطلق على قصائده الاخيرة قصائد النوافذ فنافذة تتحدث عن ظمأ العاشق للوصل والشكوى من رحيل المعشوقه او ربما هروبها او جفائها او خطفها من قبل قوى الشر كانت انتقالاته في نافذة اخرى الى امريء القيس او هند بنت النعمان ثم يعود بنا الى محور القصيدة الى حاضره الان ليتحسس الام اهله وطنه الممزق بسبب صراع المصالح الدولية المجاورة للعراق ورغبة الجميع بالحضور الفاعل في الساحة العراقية على حساب الدماء الذي وصفها بالنهر الثالث الموازي لدجلة والفرات ومحنة الاحتلال والارهاب وكلاهما شر ودمار وخوف اما موسبقى قصائده فمرة يعتمد على وحدة التفعيلة او او التفعيلات المتشابه بالايقاع، ففي معظم قصائده تكون المرأة هاجسه الرئيس ولكن هذا الهاجس يخفيه احيانا في ذروة عشقه للوطن، ان القاريء ليحس بانتقالاته السريعة بين عطشه الازلي والحنين الذي يشكل مصدرا من مصادر عذاباته وتأخذك احيانا قفزاته من حقول بعيدة اشبه بحقول اللاوعي البشري, ان قصائد النوافذ لا زالت تحبونحو امتلاك اسلوب مميزاو تجربته الجديدة المتميزة فهو يطمح ان ينفرد بصوته الخاص ويغرد خارج السرب وهو تلقائي في محاولاته مما يشير الى ذلك اخطاؤه الطباعية او النحوية ولديه في هذه التجربة طموح للتمكن من بناء القصيدة الجدبدة ليحرك قوى الادراك حول نعي عالمنا الصاخب كما يوظف الخيال والرمز تعبيرا عن عالمه الداخلي والضغط على القاريء لممارسة التأويل واعادة خلق عالم القصيدة المتداخله ما بين الماضي والحاضر مابين ذكرياته وتأملاته الحاضرة والحالمة معا في نفس الوقت باطلاق شحنة او فوتون عاطفي او موجة عاطفية محملة بالرعود دون ان تروي عطشه زخة مطر وما تعطشه الى الحب الحقيقي والذي يبدو من قصائده لم يجده او يعثر عليه في البحر السومري او مرآة اشكونا السومرية. الا دليلا عن معاناة غريبة ختاما اتمنى للمطلبي ان يكون موفقا في بحثه الشعري وصولا الى هدفه في قصيدة النوافذ ويصل الى كوكبه الذي يروم الانطلاق نحوه او السفر اليه وليخوض معابر غاباته المعتمة.
#ميادة_الاسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|