أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت














المزيد.....

لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 08:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحياة ُخُلقت للعيش , فلولا العيش الواعي للإنسان لكانت الحياة ليس لها قيمة أبداً , فالجبال والأنهار والأشجار , والتمر والأعناب , والرمان والطير والإبل والسماء والشمس والقمر والليل والنهار والماء السلسبيل كلها ُخلقت للإنسان , فلولا الإنسان لكان وجودها لا معنى له , إذن كل شيء ُخلق لعظمة ولإحترام ولمحبة هذا الكائن الصغير الجميل المُعْجـِز الذي اسمه الإنسان , هكذا تقول الأديان أما ما يقوله المنطق الآخر فالحياة وعبر ملايين السنين طورت ذاتها بذاتها وعبر مسيرتها المعقدة جداً, بدأت تتكون الحياة بعناصرها البسيطة بعد الأنفجار الأول , أو الأنفجار الكوني الأول 0 وحيث بدأت تتشكل العناصر الأولية للحياة ومن ثم ظهر الإنسان بشكله البدائي الذي كان يأكل من حشائش الأرض , ويتلاءم مع الطبيعة من جهة وينتصر عليها من جهة أخرى, كل الذي أريد أن أقول هو أن هذا الإنسان الرائع الصغير والمدهش أستطاع أن يكون سيد الأرض ومن عليها , رغم كل المخاطر التي كانت تعترض مسيرته , من كوارث طبيعية , كالفيضانات الهائلة والزلازل الأكثر هولاً والبراكين المخيفة , وكل من يتضامن مع هذه الأشياء ضد الإنسان من الوحوش الضخمة , وما تنتجه الطبيعة من قسوة لا متناهية , من بردلايحتمل , وجهنم أرضية مليئة بالأهوال والنيران المشتعلة, ولا زالت مخيلته تتوارثها عبر ملايين السنين , ورغم ذلك استطاع هذا الإنسان الصغير المدهش أن يعيش ويفك ألغاز ورموز هذه الطبيعة الخالدة الهائلة , ويـُكوَّن لنفسه حياة يلجأ دائماً أن تكون مستقرة , محاولاً أن يستأنس بأقربائه من بني البشر , رغم كل الصراعات التي جرت بينهم والحروب الدموية التي خجلت منها الأرض التي أنبتت لهم ثمراً , ولمواشيهم عشباً وزرعاً , وفجرت لهم الينابيع لتسقيهم ماءاً فراتاً عذب المذاق وَطيـِّبـُهُ ,ولم تبخل الطبيعة على الإنسان في شيء , إذ أطعمته وأسكنته
وأَكْسَتْهُ, من خير ما لديها من صوف أغنامها وفراء حيواناتها الناعمة , وبقي الإنسان ُمتَجَبْرِاً على الطبيعة وعلى من ماثله من الخلق , وبدأت تضيق بالبشر الأرض , وبحروبهم وبأحقادهم وكراهيتهم ليس لبعضهم البعض فقط , بل للطبيعة ذاتها ولكل ما أنتجته من طيب ثمرها وعذب شرابها الذي منه يشربون , ومن جوفها لم تخرج لهم ماءاً رقراقاً فقط بل أخرجت لهم ما سموه ذهباً أسوداً ليتنعموا به , ويَـصِلوا كالبرق عبر القارات , وفي الأرضين , ليكونوا لاخير كائن في هذه الحياة , بل كائن لا يصدق الذي يحدث , كمن ُيغْرَقُ بالهدايا الطيبات التي لا يحلم , وليصبح مدلل الطبيعة الأوحد على حساب كل شيء , فبدأ بالعبث بمكونات هذه الأ ُمْ العظيمة , بل تخريبها , والدنس ُ بها , ويتحول هذا الإنسان الصغير الجميل البسيط الوادع , إلى وحش حديدي يلتهم الأخضر واليابس ويهصر بنواجذه المرعبة أبناء عمومته من البشر الذين يشبهونه في الخلق والخليقة ويبدأ ُيبعِدُ أثواب الوفاء والحياء , ويشمر عن ساعد الكره والحقد والجشع والأنانية , وضيق الأفق و وُيبعِدُ عنه التسامح , ويصبح مهووسا ً في الطبيعة ومحموما ً بالمال والتفاخر وحب السطوة ويسكرُ بحب الموت والمتعة في التعذيب واستصغار الآخر , أي آخر من الإنسان والطبيعة بما تحتوى , ويصبح هذا الكائن البسيط الطيب الودود المشلوح على زوايا الكون , في بدايتها وبداءتها الآن أكثر بدائية وتوحشا ً أكثر من ابن الطبيعة الأول الذي كان يلتهم النار وُيلهب الشرار فهل من قليل من التعقلن, وهل من كثير من المحبة والاحترام والإنسانية كل ما جرى ويجري من خراب للبشر والطبيعة ألا يجعلهم يفكرون , ألا بئس ما يفعلون ألا بئس ما يفعلون , أنها دعوة واضحة وصريحة للذين يملكون الموت ليكونوا أكثر عدلاً وإنسانية وأخلاقا ً , كيف للإنسان أن يقتل من شابهه في خصائص إنسانيته , ألا يستطيع هذا الصغير الجميل الذي أسمه إنسان , أن يقتل هذا الوحش الكاره لكل ما هو منافس في أعماقه , وأن يكون أكثر توازنا ً وعدلا ً , ومحبة, عطاؤها الحرية وكرامات الناس , بكل طوائفهم ومللهم وعقائدهم وانتماءاتهم , وألوانهم , متى يصبح الإنسان إنسانا ً ويبعد عنه كل نوازع الشر , ويضع السعادة والحرية عنوانا ً له ولكل البشر , ألا يعقلون ألا يفعلون , أم أنهم إلى مصيرهم المهلك سائرون , كل من لا يتصور أن حرية الناس وكرامتهم وعدلهم وإنسانيتهم هي الحل فإنه هالك ومهلك لا محالة 0 المساواة – العدالة , والديمقراطية هي الحل الأول والأخير , والكره والحقد والقتل- هي الحل لعالم الفناء- , كيف يفني الإنسان هذه الحياة الشاعرية الرائعة التي تكونت مادتها الأساسية منذ مليارات السنين , وتكونت حيويتها المبدعة منذ ملايين السنين ألا يجد أن الحل الأوحد بعد كل هذه الدماء وهذا العبث بنفسه , وبجوهر الطبيعة , أن يكون محبا ً مسالما ً متسامحا ً وحرا ً , ألا يخجل من النظر في عينْي طفل بريء مشوْه , أو عصفور مطرود من غصن شجرة , أو شجرة ليمون لم تعد تزهر , إذن كيف انطوى فيه العالم الأكبر ؟



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألني الليل عن نباح دمي
- المرأة يضطهدونها في الأرض بمباركة السماء
- إذا كنتَ تدخلُ الجنة – طز في أمريكا
- الدائرة
- الأعراب من حكم الطغاة إلى حكم البغا ث
- الشعر والحداثة
- خيانة الحزب الشيوعي السوري للطبقة العاملة
- لماذا يحقدون على موقع الحوار المتمدن
- هنيئا لك إسرائيل
- النص المتماهي مع الجمال
- وداعاً أيها المبدع العظيم محمد الماغوط
- البيان الشعري
- ليس لي دين
- الدين والأخلاق والقيم
- البتاني
- بابل
- الطائفية ونظام الاستبداد
- نسائم الأرق المفرح
- ياالله من أين يأتون بكل هذا الكره!
- الشرنوق الذي يكتب النص 0


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - لماذا لا يقرعون إلا طبول الموت