|
الإبادة الجماعيةللمسيحيين - الأرمن ، الآشوريين ، والسريان ، واليونان ، والبلغار -
ايفان محمد
الحوار المتمدن-العدد: 1535 - 2006 / 4 / 29 - 07:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة : إنّ الماضي مهم جداً من أجل فهم المستقبل ، وإنّ الذين لا يستطيعون تذكر الماضي واستيعابه ، سوف يقومون بتكراره بكل أخطائه وآثاره السلبية . ومن لا يأخذ العبر من دروس التاريخ القاسية ، كمثل المحكوم عليه بالإعدام والفناء ، لقد تعرض الإخوة المسيحيون إلى إبادة جماعية " الجينوسايد " على يد الحكام الأتراك وتسبب في ذلك أيضاً بعض العشائر من الأقليات الأخرى داخل تركيا وكان هذه الإبادة على ثلاثة مراحل أساسية هي : 1ـ مرحلة السلطان عبدالحميد " الإمبراطورية العثمانية " من عام 1894 ـ 1909 م . 2ـ مرحلة الأتراك الشباب " جمعية الإتحاد والترقي " وارتكابهم الجريمة الكبرى في 24 نيسان 1915 م " عام السيف " . 3ـ مرحلة تركيا الكمالية بدءاً من عام 1919 حتى عام 1923 م . ونستعرض الآن أهم أسباب هذه الجريمة اللا إنسانية ، ومن هم الذين كانوا وراء هذا العمل البربري الوحشي الذي تندي له الجبين البشرية ، حيث كان عدد القتلى حوالي " 2 " مليون إنسان ، نتيجة للتعصب الديني ، ومصالح قوى الشر والتآمر ، وهنا أسرد للأجيال الجديدة المتسببون فعلاً في حصول المجازر ، وتوضيح بعض الحقائق المغيبة عنهم ، والتي توّلد في نفوسهم البغض والكراهية حتى وقتنا الحاضر ، وبرأيي فإن كل من : 1ـ الحكام الأتراك . 2ـ المبشرين 3ـ الدول الأوربية وبعض العشائر المسيحية . 4ـ بعض العشائر الكردية . يتحملون مسؤولية المجزرة الرهيبة كاملة ..
أولاً: الأتراك أو الطورانيون الدمويون ، الذين كانوا في سدة الحكم وكانوا السبب الأول في تنفيذ هذه الجريمة البشعة ، عندما تأكدت السلطات التركية إنّ الآشوريين لن يقبلوا بدخول الحرب ضد روسيا أعلنت الحرب ضدهم ، وجهزت تركيا حملتها العسكرية ضدهم ، وجندت لهذا الهدف الأتراك والأقليات الموجودة في تركيا تحت اسم " الفرق الحميدية " وكانو حوالي 37 ألف جندي ، مستغلة رجال الدين الإسلامي في تنفيذ هذا العمل الإجرامي ، دون وعظ من الضمير ، وتم قتل النساء والأطفال والنساء والشيوخ المسيحيين دون رحمة وخاصة من الأرمن ، وحتى الآن لا تسمح الدولة التركيا بدخول بعض المناطق التي تم ارتكاب المجازر فيها ، وتحاول أن تشوه الحقيقة ، ونذكر هنا إذا كان قتل طفلاً بريئاً يسعد البشرية ، فإنّ قتله جريمة لا تغتفر .
ثانياً: المبشرون يقول الباحث هرمز أبونا في كتابه " الآشوريون بعد سقوط نينوى " عن دور المبشرين في المذابح : " مبشرون أم سياسيون ؟ لقد لعب المبشرون خلال فترة ما بين عامي 1831 ـ 1847 م دوراً مؤثراً في حياة الشعب الآشوري ( السرياني ) في بلاد ما بين النهرين ، وكانوا وراء الكثير مما حلّ من أبناء هذا الشعب من نكبات ومآسي وتدمير شامل للبنية العامة التي كان قد نجح للمحافظة عليها وعلى كيانه القومي وترابه الوطني إلى وقت حضورهم إلى المنطقة " . عمل الغربيون كل ما بوسعهم لإنجاح الحملة التركية للقضاء على المسيحيين من أرمن وآشوريين ويونان باعتبار ذلك من مستلزمات السيطرة على مستعمرات الإمبراطورية العثمانية المريضة بعد سقوطها . لقد انخدع الأرمن والآشوريين المسيحيون بالمبشرين باعتبارهم مسيحيين مثلهم ولم يدركوا إنهم جواسيس لا مبشرين جاؤوا لخدمة حكوماتهم وتحقيق غاياتهم ومصالحهم ، ولقد استطاعت هذه القوى الأوربية الشريرة أن تجند الكثير من الجواسيس بالوفود إلى هذه المنطقة باسم المبشرين ورجال الدين ، وتمكن أولائك من أن يوهموا القيادات المسيحية بأن الأتراك عازمون على ضرب المسيحيين ونصحوهم بحمل السلاح ضد تركيا ، ومن جهة أخرى أوهموا السلطات التركية ذات النزعة القومية المتعصبة بأن المسيحيين يتسلحون من روسيا وهم يستعدون بضرب تركيا من الداخل ، الأمر الذي دفع تركيا إلى مطالبة الأرمن والآشوريين بتسليم سلاحهم فوراً ، ولما امتنعوا عن ذلك أعلنت الجهاد المقدس ضد المسيحيين رعايا الدولة العثمانية ، وكان بوجود أولائك المبشرين في المناطق الكردية وغيرها أثر في تعميق الخلافات بين سكانها المسلمين والمسيحيين وقد تسبب ذلك خلاف خلال سنوات الحرب العالمية الأولى في انفجار صراعات وحدوث مذابح بينهم في أماكن عديدة ، حيث المبشرون يحرضون الآشوريين بمختلف الأساليب ضد المسلمين ، وكان يؤلبونهم ضد بعضهم البعض ، لذلك أضحى الآشوريون قبل الحرب العالمية الأولى منقسمين لعدة مذاهب دينية يقودها أناس ينفذون إرادة المبشرين وزلا يصونون مصالح شعبهم ، وقد وصل تدخل الإرساليات الدينية الأجنبية في شؤون الآشوريون ، إلى حد الاشتراك في عملية اختيار البطاركة .
ثالثاً : الدول الأوربية وبعض العشائر المسيحية : وكان بتشجيع روسيا الامبراطورية العثمانية من جهة وتنافس من جهة أخرى في تشجيع حالة العداء المستمر بين الجماعتين ، فالتقى البطريرك الآشوري " ما شمعون بنيامن " الذي يفاخر بلقب بطريرك الشرق والهند بمبعوثين من بوتغراد و القسطنطينية ، ورغم إنّ شروط العثمانيين كانت أفضل فضلّ بنيامن إعطاء دعمه لروسيا القيصرية ، وفي العاشر من أيار سنة 1915 م أعلن الحرب رسميا ً على الامبراطورية العثمانية حيث أمر بالتعبئة العام للقوات المسيحية ، ولكن الروس فشلوا في الإيفاء بوعودهم بإرسال التعزيزات والمؤن لحلفائهم المسيحيين وأصبح الآشوريون على الفور تحت رحمة القوات العثمانية ، ولدى انتصارها ، حثت الثورة الروسية 1917 م على انسحاب قواتها من الجبهة العثمانية ، ولذلك كانت حاجة ماسة بين الحلفاء لحشد قوات محلية لمنع تقدم قوات الأتراك إلى بلاد ما بين النهرين وقد رشح الفرنسيون والبريطانيون والروس البيض ، الآشوريين لسلطة منطقة أورميا ، إنّ قسوة احتلال الروس الذين أبعدوا السكان المحليين ، فخلقوا بذلك شعوراً معادياً لكل المسيحيين ـ لم تكن شيئاً ، إذا ما قورنت بالعهد الذي أقامه المسيحيون ، وفي مقدمتهم القبائل النسطورية التي تعرف في إيران باسم ( جيلوس Jelos ) لقد كانت القوات المسيحية المجندة تحت قيادة روسيا البيضاء اسمياً ، ولكنهم كانوا يفعلون ما يشاؤون غير متقيدين بأوامر مار شمعون ، الذي بدأ يفقد مكانته أكثر فأكثر لصالح المحتال السابق آغا بطرس ، الذي سجن مرة في كندا في قضية احتيال ، قبل انتقاله إلى روما حيث تلقى هناك ميدالية من الفاتيكان ، جرّاء خدماته للكاثوليكية . أشرف هذا القائد العسكري البغيض على خلق ميليشية عشائرية متعطشة لدماء قضت معظم وقتها لسلب ونهب قرى المسلمين و الآذريين ، واستغل هذا الموقف بعض المسيحيين ممن هاجروا إلى الولايات المتحدة ، فعادوا لتصفية حساباتهم القديمة مع جيرانهم المسلمين السابقين ، وزاد الطين بلة انتشار المجاعة والأوبئة في أورميا ، حيث كانت جماعات من اللاجئين الأكراد ، يموتون جوعاً ، ويلتمسون حماية مضطهديهم المسحيين . في 8 شباط 1918 اتخذ السكان المسلمون قرارهم المشؤوم بمواصلة الهجوم على المسيحيين الذين نصبوا في الضواحي 4 مدافع روسية الصنع . وعندما هاجمت قوات المسلمين ترك آلاف المسيحيين ممتلكاتهم المسلوبة في الأرياف المجاورة ، وتدفقوا أفواجاً إلى المدينة حيث انتصروا بسهولة على مقاومة المسلمين ورغم ترتيبات وقف إطلاق النار من قبل الحلفاء ، دخل المسيحيون المدينة وذبحوا الرجال والنساء حيث كانوا يقفون ، رغم إنّ الأكردا عانوا كثيراً على يد المسيحيين إلا أن الفرس والأذربيجان كانوا الأهداف الرئيسية للميليشيات ( جيلوس ) وانتهز الأكراد عامة ذلك العهد من الفوضى بسرقة ما كان يهمله المسيحيون . وبدا أن سيمكو ميال إلى قبول الرأي البريطاني في الانضمام إلى المتحالفين ، حتى أنه عبر تعاطفه مع الآشوريين وطلب توقيع ميثاق معهم . قرر مارشمعون الذي كان تحت سيادة آغا بطرس دعوة سيمكو لمناقشة تحالف كردي ـ آشوري ضد العثمانيي وسافر برفقة خمسين فارساً إلى مقر قيادة سيمكو وتوصل أثناء مأدبة الترحيب إلى اتفاق مع الزعيم الكردي حول تعاون مستقبلي بعد ذلك وبانتهاء المأدبة ، فتح رجلان من رجال سيمكو النار فقتلا البطريرك مار شمعون ومعظم حراسه . ولاتزال دوافع سيمكو وراء هذه الخيانة غامضة ولكن من المعروف أنه نفذ خططته تلك بناء على أمر من السلطات الفارسية في تبريز حيث كان هناك ابتهاج عام بأخبار موت مار شمعون . ونتيجة لذلك احتشد المتطوعون وجمعت الأموال تأييداً لسمكو ، وربما يكون قد دفع له مقدماً من أجل ارتكاب جريمة القتل لكنها لم تحقق نتائج إيجابية . وعلى العكس من ذلك أثارت على الفور برنامجاً للأكراد في أورميا حيث ذبح المسيحيون خمسمائة لاجئ كردي ، وبدأ آغا بطرس برحلة متقدماً طابورين من المسيحيين لملاحقة سيمكو في الفخ ، حرق المسيحيون القرى الكردية ، وذبحوا سكانها ، كان قناصل الحلفاء يتذمرون دائماً من إنهم يجب أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية تجاوزات حلفائهم المسحيين الذين رغم نجاحهم الكبير في مقارعة قوات العثمانيين ، دخل الأتراك الأراضي الفارسية وطوقوا أورمية . هاجمت قوات المسيحيين قوات العثمانيين في 12 حزيران على أمل الانضمام للقوات الأرمنية المتجهة جنوباً صوب الأراضي الفارسية ، ولكنها انهارت بعد اسبوع من هجومهم في وجه كتيبة من الفرسان الأكراد والعثمانيين قرب سلماس .
رابعاً : بعض العشائر الكردية استغل الأتراك الدين الإسلامي ، وكان التعصب الديني الأعمى والتخلف الحضاري السببين الرئيسيين اللذين دفعا الكثير من الكرد للسعي لتحل عليهم بركة الرب عبر الإسهام في قتل الكفّار وقد مثّل سيمكو آغا هذا النموذج من الوعي وقاموا بالقتل والنهب والاغتصاب ، وشاركت في ذلك حتى النساء ، تحت تأثير رجال الدين الأتراك الذين كانوا يروجون إنه على كل مسلم قتل حوالي 3 أو 4 مسيحيين حتى يدخل الجنة . لاشك إنّ بعض العشائر الكردية القليلة قد شاركت في الإبادة الجماعية للمسيحيين تحت غطاء الدين واستغلاله من قبل الأتراك ، وسياسية الأتراك دائماً هي " فرّق تسد " التي مارسوها في جميع الأحقاب ، والتي حذّر منها الشيخ عبيدالله النهري قائد انتفاضة 1880 م في قوله : " إنّ الأتراك يريدون أن يضربوا المسيحيين ، وحين يقضى على المسيحيين ، سيوجه الأتراك اضطهادهم إلينا ... " . وكان ذلك بالفعل ، ويجب أيضاً أن لا ننسى مساعدة بعض الأكراد للمسيحيين وحمايتهم من القتل والتشريد ، وحتى الآن توجد عائلات من الأرمن تعيش في كنف بعض العائلات الكردية والتي أمنت لهم الحماية أثاء وعقب المذابح .
الخاتمة : وفي النهاية وليس أخيراً ، نجد ان هؤلاء جميعاً كانوا سبباً في حدوث هذه المجزرة الرهيبة ، وما زال الاتراك في الوقت الحاضريمارسون نفس سياستهم السابقة على يدالجنرالات، حيث طلب وزيرالتربية التركي ، وفق ما اوردته احدى الجرائد الالمانية بتاريخ 23 ـ 5 ـ 2003 طلب الوزيرأن تلغى مقولات الإبادة الجماعية التي لا أساس لها من المناهج الدراسية ، وكذلك اعتبار الأكراد " أتراك الجبال " وها هم يمارسون القمع والإرهاب ضد الأقليات القومية داخل تركيا . وختاماً نترك لكم حرية النقاش لإبداء آرائكم حول موضوع وتحديد المسؤولية في أسباب الجريمة وأثرها في الوقت الحاضر والحقد بين الأجيال ومناقشة السبل للحلول لمعالجة الجرح والانقسام بين أبناء البلد الواحد وسد الطرق أمام الأقلام الموبوءة التي تعالج هذا الموضوع بكل حقد وكراهية ، وبث التفرقة والعنصرية ، فهل سيتجاوز المظلومون من هذه المجازر وهل سيسمى فوق الجرح هذا الجيل الجديد ، الذي ترك له الاستعمار الأوربي والعثمانيون ، الكثير من الجروح و المكائد ، ولعل التاريخ يكرر نفسه حالياً في العراق ......؟!
المصادر : 1ـ التيه ومسالك الحكمة " مدخل إلى حوار كردي آشوري " سعيد لحدو . 2ـ مجلة آثور . 3ـ جريدةنشرود آثور " الناطقة باسم المنظمة الآثورية الديمقراطية " . 4ـ المذابح في أرمينيا " فائز الغصين " . 5ـ مجازر الأرمن " د.نعيم اليافي " . 6ـ القضية الأرمنية والقانون الدولي " شاوارش طوريكيان " . 7ـ الآشوريون بعد سقوط نينوى " المجلد السادس ـ هرمز أبونا ـ " . 8ـ قتل أمة : هنري مور غناطو " السفير الأمريكي في تركيا 1913 ـ 1916 م 9ـ لا أصدقاء سوى الجبال . ( ترجمة راج آل محمد ) .
#ايفان_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد الغانم القلم الذي لن ينكسر
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|