كاظم الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 11:04
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
رغم إيمان البصريون المطلق بأهلية مدينتهم جغرافيا" وإقتصاديا" وبشريا" لإقامة الأقليم ,, ورغم ثقتهم بقدرة الكفاءات البصرية على النهوض بمهام إدارة الإقليم و تنمية موارده ,, لكنه لا يمكن إنكار حقيقة تحفظ غالبيتهم على قرار مجلس المحافظة الأخير الداعي لجعل البصرة إقليما" .
فما هي الأسباب الحقيقية لهذا التناقض في الموقف بين القناعة باهمية وجدوى الأقليم والرفض له في ذات الوقت ؟
لعل وجود دول خليجية فتية غنية تجاور البصرة ,, ولاتجاريها في الثروة النفطية أو البشرية أوالعمق التأريخي , جعل أهل البصرة يتحسرون دوما" على إستمرار تبعيتهم لدولة مركزية لم تقدًر خير البصرة ولاكفاءاتها بما يستحقون . و لم تنصفهم حتى في ثروة مدينتهم . بل حرصت جميع الحكومات على جعل البصرة بقرة حلوب على مر العصور وبإختلاف الأنظمة . لكن عمق الشعور الوطني المتأصل لدى البصريين وإحساسهم بالإنتماء للعراق , إضافة الى الرؤية القاصرة للإقليم سابقا" دفعتهم الى تأجيل المطالبة بإقامته للآن. وبعد تثبيت الدستور بحق المحافظات في إقامة الأقاليم , ومع التداعيات المأساوية المعاشة اليوم . وبعد أن تيقن البصريون من الخراب الذي حل بمدينتهم وقد عايشوا تهميشا" جاوز إستباحتها على مر العصور ؟ وبعد يأسهم من الإصلاح . كحال العراقيين جميعا" . فقد نأوا بأنفسهم مضطرين نحو الإستقلال الإداري أو الفدرالية كحل دستوري للخروج من الأزمة الخانقة التي هم فيها ,, أما دعوة مجلس محافظة البصرة المتأخرة للمطالبة بالإقليم في هذا الوقت.. فهي لم تأتي كإستجابة لتطلعات البصريين في العيش الكريم . بل هروبا" للأمام من الإستحقاقات المتأخرة والتي بذمة المجلس .. و لأسباب أخرى تختلف جوهريا" عن الأسباب الموضوعية لأهالي البصرة ؟ الذين أطمأنوا أن الفيدرالية لا تعني الإنفصال !! . .
ولابد من تثبيت هاجس الخوف والتحفظ لدى الكثير من مثقفي وكفاءات البصرة اليوم على إقامة الإقليم ؟ بسبب تخوفهم من سيطرة مافيات الفساد الحالية على ثروة البصرة وقرارها ,, وإمكانية بيع ثرواة البصرة أو رهنها لهذه الدولة أو تلك ؟؟ إضافة الى عدم ثقة الأغلبية البصرية اليوم برجال السياسة عموما" ؟ ومجلس المحافظة خصوصا" ولا سيما تبنيه الآخير ودون سابق عهد بالإقليم !!
أن موقع البصرة الإستراتيجي على البحر الذي يتحكم في التجارة العالمية ؟ إضافة الى ما تبقى للبصرة من إطلالة على الخليج الذي تتشاطأه ثقافات ودول متباينه متناحرة ,, كذلك حقيقة ثروة البصرة وخزينها النفطي من الإحتياط العالمي .. جعلها مثار أطماع وتكالب الدول منذ بدايات القرن الناسع عشر ؟ وجعل أهلها ضحية لدسائس الغزاة والطامعين ومؤامراتهم على الدوام ؟ والذي أنتج ولاءات متباينة بين البصريين قد تؤثر اليوم على وضوح الصورة لديهم وتدفعهم لتبني موقف عاطفي غير موضوعي من إقامة الإقليم. وحينها لاينفع الندم ؟؟؟؟
#كاظم_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟