أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - المغرب الثورة الثقافية مقصودة في حد ذاتها وليس سواها















المزيد.....

المغرب الثورة الثقافية مقصودة في حد ذاتها وليس سواها


كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)


الحوار المتمدن-العدد: 6196 - 2019 / 4 / 9 - 17:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شعارنا : حرية - مساواة – أخوة

في سنة 2010 طرحت سؤالا في مقال عن حرية الاعتقاد و سيادة الناس على أبدانهم في الدولة العصرية هل هي مكفولة ؟

على أساس أن الدماغ الذي يحتضن المعلومات حول الإعتقاد هو جزء لا يتجزأ من جسم الانسان .و بالتالي فالتدخل في الإعتقاد يكون لزوما تدخلا في سيادة الناس على أبدانهم بسبب أن المراكز العصبية العليا التي تتحكم في كل الجسم توجد في هذه المنطقة بالذات .

و خلال المقال كانت هناك جملة من الاقتراحات و الافكار من بينها الدعوة لعلمنة الدولة كضامن للسلام المجتمعي و للسلام بين الشعوب عن طريق تجريم التكفير و الدعوة لثورة ثقافية .

كثيرون من الأساتذة الكبار قبلنا مثل الاستاذ اركون و الاستاذ عابد الجابري و غيرهم كانوا لا يتحملون أي مسؤولية سياسية رسمية كناطقين باسم حكومة معينة دعوا هم ايضا للثورة الثقافية مثل ما وقع في الصين على يد ماو تسي تونغ ...

هذه الدعوات تبدو كخير يرجوه الانسان للذين يشترك معهم في العيش داخل حدود جغرافية معينة و لا يطمع من خلالها لمناصب أو سلطة او مال او غير ذلك ..تبدو عادية تماما ...

لكن أن يأتي أحدهم اليوم و هو "سجين سياسي" لعب دور الزعيم " أمغار باللغة الامازيغية" الذي يحيط به الحراس الشخصيين في سابقة بالمغرب وكأننا في كولومبيا ، همه مغادرة أسوار السجن و عشية تأكيد الاحكام ضده في محكمة الاستئناف و يدعو للثورة الثقافية ، فهنا يُفهم من ذلك أن الثورة التي يقصد بكل وضوح ليست ثورة ثقافية و إنما هي ثورة فحسب (هذا افتراض) .لأن تلك الثورة ستؤدي لزوما لفتح ابواب السجن الذي يقبع فيه.و يتسنى له بعد ذلك مغادرة اسواره ........

إذا كان الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الاعلام الالكترونية المغربية حول الموضوع صحيحا فالإفتراض الانف الذكر كان يمكن أن يكون غير صحيح لو أن ذلك "السجين" لم يكن يوظف في خطاباته الثقافة الدينية القديمة المضادة لهويته الامازيغية و التي ترزح تحتها منذ 14 قرنا الآن...

إن الثورة الثقافية التي دعونا لها هدفها تغيير العقليات و الثقافة السائدة منذ قرون في كل شمال افريقيا و ذلك بالدراسة والتحليل ونشر الوعي بضرورة طرح نفايات التاريخ العلمية جانبا والتسلح باسلحة العصر الحديث من الفلسفة والعلوم الحجديثة والتكنولوجيا و غيرها مما يفيد الانسان .لأن تلك المعتقدات الدينية القديمة الوافدة لم تعد تلبي حاجيات الانسان و اصبحت تحرج الحكام و تجعلهم يمثلون مسرحية الورع والتقوى التي هم في غنى عنها و تضيع عليهم وقتا طويلا هم في امس الحاجة اليه من اجل التعامل مع قضايا عملية تحتاج الاحصاء والحساب والنظريات الاقتصادية والسياسية و الادارية لحل مشاكل العصر امام تقدم العلم الحديث والتكنولوجيا ووسائل الإتصال السريعة و ازدياد النمو الديموغرافي و مشاكله و مشاكل التصحر و نذرة الامطار وقلة الانتاج الزراعي و الغذائي و غير ذلك ..

و بدون انسان سوي و متكيف مع العصر عقليا و له تربية مسالمة منسجم مع ذاته لا يؤمن بأشياء لا وجود لها في الواقع ، كيف يمكن ادارة البلدان بطريقة عقلانية تحترم حرية و كرامة الانسان و تحافظ على السلام المجتمعي ؟

كيف يمكن تخيل قدرة إنسان يعيش بجسده في القرن 21 و بعقله في القرن السابع الميلادي أن يجابه مشاكل القرن 21 ؟؟

هذا عبث ..ثم يتساءل الناس من اين جاءنا التخلف و الفقر و انحدار الاخلاق في مجتمعنا ؟؟

الفقر الاخطر لدى الانسان هو الفقر الفكري .هذا شيء مفروغ منه.

الانسان لكي يتقدم و ينتج و يبدع يجب ان يكون حرا و متحررا من الاوهام و منسجما مع الواقع الطبيعي الذي يحيط به ...

فالحرية الدينية التي دعونا لها في المقال الانف الذكر ليست حرية العواهن المطلقة ، وانما هي مشروطة بعدم الدعوة للحرب او العنف او العنصرية او الكراهية أو محاولة تغيير النظام السياسي القائم بالقوة ...و بالتالي فهذه الشروط هي اعتراض على الفقرة (ب) من المادة 18 في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي تقول (للوالدين ان يربيا ابناءهما وفق قناعاتهما الخاصة).فقلنا لا..غير معقول ان تربي ابناءك على اعتقادات تدعو للعنف او للحرب مثلا ..لان السلام العالمي يتأسس على الاحترام المتبادل ..

والثورة الثقافية التي دعونا لها قد بدأت بالفعل ...و لا تزال مستمرة ..و ستبقى مستمرة لعشرات السنين اخرى ربما .

و الدليل هو ما نشاهده اليوم من تغيير في العقليات و نبذ التطرف والدعوات للاصلاح الديني و من تحول نحو الدولة المدنية الديموقراطية في المنطقة ..

و في هذا الاطار أيضا تدخل الزيارة الناجحة للبابا فرنسيس للمغرب و التي هي حدث دولي تابعته كل وسائل الاعلام العالمية الكبرى ..فهي إذن ليست حدثا صغيرا...

و هي زيارة تاريخية و مهمة و جريئة بكل المقاييس في كل تفاصيلها غير المسبوقة .و هي أفضل من زيارة الراحل البابا جون بولس الثاني للمغرب .لأن ما حققته هذه الزيارة يفوق بكثير ما حققته سابقتها ..

ولأنها أيضا تؤسس للاخاء و التعايش والسلام بين الشعوب والحضارات و الحوار بالكلام و التمتع بالتنوع والاختلاف البشري الذي هو ارادة الهية من منظورنا .

و على الذين اعترضوا عليها مثل وجدي غنيم من مصر ان يراجعوا اي طبيب نفسي فورا قبل فوات الاوان ..فليس لهؤلاء اي طوبة في المغرب حتى يقولوا للبابا "لا اهلا ولا سهلا بك في المغرب " ...

نقول لهؤلاء إن الثراث المسيحي هو جزء لا يتجزأ من ثراث شمال افريقيا الديني .و أجدادنا كانوا مسيحيين قرونا عديدة قبل الغزو العربي الاسلامي الحربي لشمال افريقيا..هذا مثبت في التاريخ ...

و إذا كانوا يجهلون هذا التاريخ فهذا ليس عيبا ..عليهم ببساطة ان يعودوا للمدرسة الابتدائية لدراسة ذلك .

فشمال افريقيا في الواقع ليست عربية و لا اسلامية .لان مهد العرب و الاسلام و وطنهم هو شبه الجزيرة العربية كما تسمى باسمهم و التي كان يعيش معهم فيها اليهود ..اما شمال افريقيا فهي للاقباط و اليهود في مصر و في الباقي الامازيغ والافارقة واليونانيين والسومريين و غيرهم من المجموعات البشرية التي استوطنتها قبل الميلاد ...

و الان نحن احرار و راشدون . و يمكننا ان نكون مسيحيين أو غير ذلك في اي وقت شريطة ان لا نؤذي الاخرين بممارستنا الدينية .

فالحرية ليست هي ان يفعل الانسان ما يريد فقط بل خصوصا أن لا يُفرض عليه ما لا يريد ..

إن هذه اللحظات التاريخية ليست للهزل أو اللعب في هذه المرحلة الدقيقة و الخطيرة من تاريخ المنطقة .و هو ما أشرنا له في مقال سابق منذ شهور و سميناه المنعطف التاريخي الجديد الذي ستدخله شمال افريقيا ..و قديما قالوا في الشدة يُعرف الصديق.

و لذلك يجب العمل على تحقيق اهداف الثورة الثقافية الفعلية التي تؤدي لتغيير الانسان قبل التباهي بتشييد الحيطان ...

مع متمنياتي للجميع بموفور الصحة والسلام ...آمين.

تحياتي



#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)       Kamal_Ait_Ben_Yuba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمع الآذان بالموسيقى في المغرب لم يُفهم فقط
- هل لأردوغان علاقة بحادث إطلاق النار في هولندا ؟
- غضب جمعية -نساء المغرب- لإقصاء نساء من مناصب عليا
- سابقة: السكك المغربية تحتفي بالسيدات 8 مارس القادم ONCF
- تدليس و تزييف يجعل الجاحظ قال بالتطور قبل داروين ب1000 عام
- قبل 8 مارس سيدة أعمال مغربية تتبرع لبناء مدارس
- الفرنسية أحسن من العربية لتدريس العلوم بالمغرب
- ما جدوى رئاسيات الجزائر حتى دون رفض الشعب ؟
- المغاربة يستحقون الحرية
- التنوع والاختلاف الطبيعي إرادة إلهية
- دفن الأمازيغية من طرف الأمازيغ أنفسهم
- حول نفي سحب سفير المغرب من السعودية
- إنسحاب المغرب من اليمن ضربة لسياسة الرياض الفاشلة
- أسئلة بسيطة لعلماء الجزيرة العربية في اللغة
- الأمازيغ ليسوا عربا أو فُرسا وسيادة ثقافتهم واجبة في مناطقهم
- القمر المغربي الثاني يوضع على مداره بنجاح
- الساعة المغربية بين الفرنسية و العربية
- الدارجة المغربية و السعودية أي علاقة ؟؟ تنقيب خفيف في اللغة ...
- تذاكر قطار البراق المغربي الأرخص عالميا
- وإنطلق أول قطار مغربي فائق السرعة بل افريقي أيضا أمس


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال آيت بن يوبا - المغرب الثورة الثقافية مقصودة في حد ذاتها وليس سواها