" حوار طرشان".. مغلف بالحقد والإفتراء !
تنويه لابد منه: وضعت إدارة موقع " البرلمان العراقي" يوم 25/3 الإعلان التالي على صفحته الرئيسية:" نعتذر عن نشر أية مقالات عدا الأخبارية"، لكنها نشرت، في نفس اليوم، لمالك حسن مقالاً بعنوان:" حوار مع حاتم ( طه ) سعيد الصحاف"..!! والغريب أنها رفضت نشر رد لي على المقال، رغم مطالبتي لها، في 3 رسائل متتالية، وتنبيهي لها بان عدم نشرها لردي وإبقائها للمقال الأول، يعني تحيزاً سافراً، فضلاً عن أنها تحجب ظلماً لحق الرد عملاً بحرية النشر.وحذرت إدارة الموقع بأنني سأكون مضطراً الى فضح هذا التصرف غير اللائق في المواقع الأخرى، التي لا تتصرف بمثله. .
* * * * *
فيما يتعلق بمقال مالك حسن أقول، بادئ ذي بدء، بأنني إقتنعت أكثر، وقناعتي مبنية على ما نشره وينشره، بأنه شخص لا شغل له إعلامياً غير الإفتراء على الحزب الشيوعي العراقي والإساءة له، مغلفاً ذلك بأنه " يريد ان يفهم" ما عصي عليه فهمه ويقلقه بشأن مواقف الحزب، وتحديداً موقفه الرافض للحرب، ومطالبته بإيقافها، كاشفاً في ما يكتبه عن حقد دفين على الحزب، غير مبرر، ناهيكم عن خروجه في "حواراته" وطروحاته على أدب الحوار واصوله،إبتداء من العناوين، التي يضعها، ومنها، على سبيل المثال: "تصريحات هزلية من جهة سياسية يفترض أنها " جدية"،" حوار مع حاتم ( طه ) سعيد الصحاف"، وإنتهاء بمتن موضوعاته،التي لا تخلو إطلاقاً( والمقالان الأخيران خير شاهد على ذلك) من التجريح، والإفتراء،وهو لا يمكن السكوت عليه بعد تماديه..
* * * * *
لقد ثبت لي، بما لا يقبل الشك، بأن مالك حسن "خبير" في قاموس تجريح الآخرين.ولا يعتبر ذلك تجنياً، ولا يحسب له أدنى حساب، متجاوزاً حدود الأدب واللياقة العامة.. خذوا مقاله الأول،الذي نشره في 3 مواقع، أحدها عربي، والذي إستحق – برأيي- النعوت،التي وصفته بها، لقاء ما إحتواه من إفتراء وتجريح، يعرضه للمحاسبة القانونية في الدول الأوربية الديمقراطية..
في مقاله الثاني،الذي نشره في موقع "البرلمان العراقي"،في 25/3،إعترف بنفسه، ضمنياً، بأنه كان "دايخ" يعاني من صداع شديد. في حالته المرضية هذه،التي سلبته وعيه وأفقدته إدراكه، أرسل " نسخة غير معدلة"- على حد تعبيره- للنشر في"إيلاف" و" كتابات" و"البرلمان العراقي"، واصفاً فيه موقف الحزب الشيوعي العراقي الرافض للحرب الأمريكية على العراق بنعوت ظالمة.. أي ان " محللنا" السياسي (الهمام) يقر ويعترف بأنه لم يراجع ما يكتبه قبل إرساله للنشر.. بعبارة أخرى، أرسله للنشر دون أدنى شعور بمسؤولية أخلاقية أو أدبية حيال ما كتبه، غير مبالياً إن كان ضمنه تجريحاً وإساءة للآخرين، وفي موضوعنا، لحزب سياسي عراقي معروف بتأريخه النضالي الثري المشرف،الذي يعتز به كل وطني عراقي شريف، لكونه تحول طيلة 69 عاماً الى جزء من التأريخ النضالي للشعب العراقي- بإعتراف العدو قبل الصديق.. ليس هذا فحسب، بل حتى عندما نشر المقال في المواقع الثلاثة لم يكلف نفسه عناء الإطلاع عليه، ليتأكد إن كان منشوراً كاملاً أم منقوصاً !. ولم ينتبه الى كثرة ما فيه من شوائب،إلا بعد ان نبهته الى ذلك !!.. عندئذ فقط "إكتشف "(كما يقول) أنه بعث للنشر النسخة غير المنقحة- بعد وكت!!. وبرر " السبب في هذه (اللخبطة)"- على حد تعبيره- بانه " كان يعاني فعلاً من صداع والم شديد في الراس طيلة الايام الاربعة الماضية "..
وهنا يحق لي أن أسأله:إذا كان مريضاً، أو ليس على ما يرام صحياً، حتى أنه لم يذهب لعمله- كما قال، فمن الذي دفعه أو ألح عليه بالكتابة ؟!!.. ولماذا كان مستعجلاً على توجيه الإنتقادات، وتصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي،الذي أثاره،وتصدى له، لم يمض عليه سوى يومين إثنين فقط ؟!!
ثم لماذا يركز (الكاتب الهمام) في جل "تحليلاته"وإنتقاداته وتجريحه وإفتراءاته على الحزب الشيوعي العراقي، دون سواه؟!!.. ولماذا يعمد الى ذلك في هذا الوقت بالذات، حيث يمر شعبنا ووطننا بأحرج وأخطر ظرف، يستلزم من كل عراقي مخلص وحريص، من بين ما يستلزم، ان يساهم بدوره في جمع الكلمة، وتوحيد الصفوف، لتلعب المعارضة العراقية، الحريصة على حاضر ومستقبل الشعب والوطن، دورها الفاعل في إنقاذ البلد وشعبه، وتجنيبهما المزيد من الكوارث والمحن.. بينما (الكاتب الهمام) يوجه الإساءة والتجريح الظالم لأحد هذه الأطراف الوطنية الفاعلة ؟!!
شخصياً، لا أعتقد ان السبب يكمن في مجرد خلافه مع الحزب، وتقاطعه مع موقفه الرافض لحرب أصدقائه الأمريكان على العراق..بل أخشى ان يكون صاحبنا مريض بداء المناكدة مع هذه الجهة السياسية العراقية،التي تغيظه مواقفها الوطنية الأصيلة. ولذا يتهكم-كأي نكرة- عليها..أو أنه مريض بداء " كشخة " الكتابة والنشر، مغروراً برؤية إسمه منشوراً في أكثر من موقع، مستغلاً ظاهرة سهولة النشر، في بعض المواقع العراقية، لكل ما يصلها، حتى الترهات، دون تحريرها حتى للأخطاء النحوية والطباعية، ناهيكم عما تتضمنه من إساءات وتجريح للآخرين..!
* * * * *
إذا ما وصفت ما كتبه بنعوت يستحقها، يرد بأقبح ما في قاموسه، مع أنه البادئ، ولا يخجل من سماحه لنفسه بالطعن بالآخرين، ناعتاً موقف الحزب الشيوعي العراقي من الحرب ومن النظام الدكتاتوري الحاكم بـ: "الهزلي" ،" المضحك"، " المضحك المبكي"، الى جانب إعتباره للحزب جهة "غير جدية "، وإتهامه له: "ما يزال تابعا " ويصدر" التصريحات بـ" قوة العادة؟؟؟؟" و "الاشتياق الى الاحضان القديمة؟؟؟"، أي السوفيت، وأن أعلام الحزب" هو الاخر بوعي اوبدونه يردد ترهات محمد سعيد الصحاف"، ويفتري على الحزب بأنه "طالب برفع العقوبات عن النظام العراقي( كذا!!!!)"، و" كان يدعوا ليل نهار الى رفع العقوبات عن النظام، واطلاق يده في التصرف باموال النفط العراقي".. الخ. وجميع هذه الجمل نقلتها حرفياً من مقاليه المذكورين..!
مالك حسن يتذاكى،كالعادة، بأنه "عارف" أسماء جميع الشيوعيين العراقيين.. من هنا سعى للقول بأن إسمي لا وجود له، طالما حضرته "لم يعرف" في الحزب الشيوعي العراقي شخصاً بإسمي من معارفه، معتقداً بأن كل ما لدى الحزب الشيوعي العراقي من أعضاء بهذا الإسم " شخصان بإسم حاتم يملكان معلومات عنه، أحدهما حاتم لطفي، والثاني أبو حاتم".. ويقصد بالأسم الأول، وهو "العريف" الباحث لطفي حاتم، وليس العكس.وهو كاتب معروف، نشر العديد من الدراسات وعشرات المقالات في " الثقافة الجديدة" و" النهج" و" رسالة العراق" و " طريق الشعب". والثاني " أبو حاتم"، وليس حاتم. وأنا لا أعرفه. وحضرتي ليس الأول ولا الثاني، وإسمي حاتم طه سعدون، وهو حقيقي شأء مالك أم أبى !..
وبما أنه يجيد بكفاءة لا يحسد عليها قاموس النعوت القبيحة، ويسمح لنفسه بإطلاقها على كل من يفند إفتراءاته، فلا غرابة أن يضعني " في خندق واحد" مع أبواق النظام الفاشي الحاكم، ويصفني بـ" تلميذ الصحاف"!!.. لماذا ؟ لكوني " تجاسرت" ووصفت مقاله وطروحاته السياسية بما تستحق..
* * * * *
لم يفت مالك ان يتاجر ويزايد، كالعادة، بماضيه النضالي، الذي يذكره بمناسبة ومن دون مناسبة. وهنا أود أن أطمأنه بأن لا أحد منا يشك بماضيه.. وأغتنم المناسبة لأشير بان السيد مالك حسن من عائلة عراقية كبيرة، كل أفرادها تقريباً مناضلين، وقدمت العديد من الشهداء الأبرار، معظمهم من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي. والحزب يعتز ويفتخر بهم، مثلما يعتز ويفتخر بالآلاف من رفاقه ورفيقاته الذين إستشهدوا في سوح النضال البطولي وهم يواجهون الأجهزة القمعية البعثية الفاشية على أرض الوطن.والشهداء خالدون في قلوب ووجدان رفاقهم ورفيقاتهم. والحزب يستلهم من مأثر شهدائه الأبرار القوة والعزم على مواصلة مسيرتهم النضالية، وأقل ما يفعله ان يمجد ذكراهم العطرة كل عام- في 14 شباط - يوم الشهيد الشيوعي !
بودي أن اطلب منه أن يكف عن المزايدة بأنه "أحرص" من الحزب الشيوعي العراقي على رفاقه ورفيقاته، متصوراً بإنه "الوحيد" الذي يتذكر شهداء الحزب، ضحايا النظام الدكتاتوري الفاشي، مشيراً الى ذلك في كل مناسبة ومن دون مناسبة.. مثلما عليه أن يدرك بأنه ليس الوحيد الذي يملك ماضياً نضالياً، وإن الناس لا يهمهم اليوم ماضي المرء، بل الذي يهمهم أكثر سلوكيته وتصرفاته الراهنة- ما يقوم به حالياً، موقفه من قضايا شعبه ووطنه الساخنة، دوره في التضامن مع شعبه وفي التخفيف عن محنته، ما قدمه ويقدمه، بالفعل، لا بالكلام فقط ، لدعم مناضليه في الداخل وهم يواجهون أعتى نظام دكتاتوري فاشي مقيت!
* * * * *
عرفت عن مالك وقوفه ضد المطالبة برفع الحصار الإقتصادي عن الشعب العراقي، شأنه شأن اَخرين لم يكترثوا لدور الحصار في أذلال شعبنا وأنهاكه وفي دمار بنية مجتمعنا التحتية، بينما إعترفت الإدارة الأمريكية- بعد 12 عاما، بان الحصار الإقتصادي فشل في إسقاط صدام، بل وإستغله الأخير لتقوية سلطته على حساب الشعب.. ومالك ضد المطالبة بتقديم صدام حسين وزمرته كمجرمي حرب ومجرمين بحق الإنسانية، ويعيب على من يطالب بذلك، مع أن الأمريكان أقروا بهذا المطلب وشرعوا بالتهيئة لتحقيقه- كما وعدوا.. وهو أيضاً ضد المطالبة بتفعيل قرار 688 لمجلس الأمن الدولي المتعلق بحماية حقوق الإنسان في العراق، مع ان بوش- الأبن أشار الى هذا القرار في خطابه في الأمم المتحده، وأكد على ضرورة تنفيذه..
هذه المطالب جميعها،الى جانب الخلاص من النظام الدكتاتوري وإقامة العراق الديمقراطي الفيديرالي التعددي الموحد، يناضل الحزب الشيوعي العراقي في سبيل تحقيقها منذ فترة طويلة.وهو يعتقد بأن الإدارة الأمريكية لو أخذت بها، قبل الآن، وساعدت المعارضة العراقية الفاعلة على تحقيقها، قولاً وفعلاً، لسقط النظام المقيت منذ سنوات، ومن دون حرب !..
وتلكم قناعات الشيوعيين العراقيين. وقد أقر جميع المنصفين بصحة تلك القناعات.أما خيار الحرب، فقد تراجعت العديد من الأطراف العراقية، التي ساهمت في مؤتمر لندن للمعارضة، عن مواقفها، وتبنت موقف الحزب الشيوعي العراقي الرافض للحرب وللغزو والإحتلال وتنصيب حاكماً أجنبياً.وهو ما يعني صواب مواقف الحزب.
* * * * *
مالك حسن يستمر ينبش بالماضي وأخطائه ومواجعه، محملاً الحزب الشيوعي العراقي مسؤوليات لقضايا لا وجود لها إلا في مخيلته، مثل الحادثة التي ذكرها في مقاله بشأن الموقف الأمريكي وأدت- كما زعم- الى "خسارة الشعب العراقي لدعم الامريكان في انتفاضة اذار المجيدة عام 1991"، ولا يوافقه على طروحاته الظالمة هذه أي عراقي منصف، ممن كان موجوداً في العراق خلال قيام انتفاضة اَذار المجيدة !..وهي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن تحيز مالك المفرط للأمريكان هو الذي يملي عليه مثل هذه الإفتراءات، التي لا تعني سوى تبرير للموقف الإجرامي لإدارة بوش-الأب، عندما وقفت تتفرج على سحق الإنتفاضة والرئيس الأمريكي من حرض الجماهير عليها !..
* * * * *
ثمة قضية أخرى مهمة،اَن الأوان أن يفهمها الكاتب: من السذاجة أن يعتبر أن من إختلف، أو تقاطع معهم، فكرياً وسياسياً، هم أعداء له ، بينما لا أنا- رغم نعته لي " عدو غبي"- ولا رفاقي نعتبره عدواً لنا..عدونا اللدود، كشيوعيين عراقيين، رقم واحد، كما يعرف الجميع، هو النظام الدكتاتوري الفاشي في العراق، الذي هو الآخر يعتبرنا العدو رقم واحد له !
قد يختلف أحد منا مع مالك لكونه " أمريكياً حد النخاع"، وأكثر من الأمريكيين أنفسهم..وهو يتشرف بتحيزه لهم، ولم نجد غيره يتشرف بهذا التحيز، ناسيناً أو متناسياً مجيء النظام الفاشي الحاكم يقطار أمريكي في عام 1963. وتزويد الأمريكان له بكل ما إحتاجه لإنتاج وتصنيع وتجريب أسلحة الدمار الشامل. وهم من تستروا، بل ودافعوا عن النظام، عندما إقترف أبشع جرائم الإبادة الجماعية، وخاصة جريمة حلبجة، وجريمة الأنفال، وغيرها. وهم من ساعدوه على سحق إنتفاضة اَذار 1991. وهم من كشفوا له العديد من محاولات الأنقلاب عليه. وهم من قووا سلطته عبر الحصار.وهم من ساهم بتشتيت المعارضة العراقية وتعميق أزمتها..الخ.
وهو يثق بالإدارة الأمريكية ثقة عمياء، وهذا شأنه.. نحن لا نثق بها، وواعين لمطامعها ومشاريعها الإستراتيجية الأمبريالية المشبوهة في المنطقة، وهي لم تقم بالحرب "لسواد عيون الشعب العراقي"، ولا لـ "تحريره"، بل لمصالحها الخاصة،أولاً وأخيراً، وسياساتها تتعارض مع مصالح شعبنا وطموحاته !..
اَن الآوان ان يعرف مالك وأمثاله، من المتكبرين والمنظرين الفاشوشيين، بان الشيوعيين العراقيين، ومنذ المؤتمر الوطني الخامس للحزب، في عام 1993( مؤتمر" الديمقراطية والتجديد")، يناقشون ويصوغون مواقف حزبهم وسياساته، وبضمنها الموقف من الحرب، بإرادة جماعية، وبحرية وديمقراطية، وإحترام حقيقي للرأي الآخر.وهم يحترمون ويقدرون كل نقد بناء وملاحظات ومقترحات جادة من الأصدقاء والمحبين. والجميع واثقون من أن كل ما يقوم به حزب الشيوعيين العراقيين رائده الحرص على الشعب والوطن، لاسيما وان نضال رفاقه ورفيقاته على أرض الوطن لم يتوقف يوماً واحداً في سبيل الخلاص من النظام الفاشي الحاكم، ولا يجلس رفاقة في الخارج- مثلما يفعل اَخرون- يتفرجون على محنة شعبهم في الفضائيات، ويندبون "الحظ العاثر"..!!
وبينما الحقد المقدس للسيد مالك حسن على النظام الدكتاتوري الفاشي، يجعله ان يقف الى جانب الحرب، ويتقبل الغزو، والإحتلال، وتنصيب حاكماً عسكرياً أجنبياً على العراق،اَملاً أن يجلب المحتلون له "الديمقراطية" و"الإزدهار".. فأن الشيوعيين يرفضون ذلك، ويقفون ضد الحرب،لإدراكهم بأن الحرب لا تجلب لشعبنا ووطننا غير الكوارث والمحن، وها هو العالم يشهد ما فعلته الحرب بالعراق وهي في إسبوعها الأول، والله يستر ماذا ينتظره من خراب ودمار وموت زؤام عندما يحتلون بغداد..وعندئذ سيقول من يقول: أية ديمقراطية وأي إزدهار،الذي ثمنه الكوارث الرهيبة واَلاف الجماجم والأطلال ؟!!
الكاتب، وأمثاله، لا يثقون بجماهير شعبنا، ويساهمون، في طروحاتهم، على نشر المزيد من اليأس والقنوط، مروجين بأن الشعب العراقي "غير قادر" أو"عاجز" عن إسقاط الطاغية، وهم عملياً لم يفعلوا شيئاً لإعانته، سوى تعويلهم على الأجانب لتنفيذ مهمة الشعب هذه، وقضيته وحده، معتمدين خيار الحرب، خيار الموت والدمار، بذريعة أن الحرب " فرصة لا تفوت"، و "أن الحرب وقعت، وهي ماضية في طريقها المرسوم لها ، أي اسقاط النظام الدموي"( كما يقول مالك)، مع أنهم ليسوا متأكدين إن كانت الحرب ستسقطه..لا يهمهم إن حل الدمار والخراب في عموم البلاد، وإن مات الآلاف من الأبرياء (" قطعا، وبلا تردد او وجل، ان ضحايا الغارات الامريكية من "انصار الاسلام" في كردستان، وجماعات بن لادن في افغانستان (ولا أدري ما علاقاتهم بموضوعنا!!)، وعصابات صدام حسين في القصور الجمهورية، ومراكز الاستخبارات، ومقرات حزب البعث، لن تحرك ضميري و ضمير أي عراقي شريف ذاق الامرين من هذا النظام"( مالك حسن،"البرلمان العراقي"، في 25/3)، ناسين او متناسين بأن ضحايا الصواريخ والقنابل الأمريكية الفتاكة، ومنها جربوه في العراق لأول مرة، ليس فقط هؤلاء!..فالقنوات الفضائية ترينا كل يوم وكل ساعة ما فعلته ذخيرة B52 والقنابل العنقودية أو الإنشطارية الأمريكية، المحرمة دولياً، بالأطفال والنساء والشيوخ، وكم من بيوت الفقراء تهدمت على رؤوس أصحابها، وقضت على عوائل بكامل أفرادها.. كما وأن "أنصار جند الإسلام" هم عراقيون، وليسوا مجرمين..وإلا فأن أعضاء حزب البعث، والجيش العراقي – بمنظوركم- كلهم " مجرمين" ؟!!..وإذاً فما فرق تفكير خطير كهذا عن ممارسات الفاشيست والنازيين !!
* * * * *
أخيرا،أود أن أدلو بدلوي للإجابة على ما أشغل بال السيد مالك حسن وأتعبه، بشأن إذا توقفت الحرب وبقي صدام حسين على رأس السلطة. فأولاً- من قال له إن صدام ونظامه الفاشي في العراق سيبقى إن توقفت الحرب. ثانياً- وإن كانت الإجابة على هذا السؤال بشكل واف تستلزم، برأيي، تكريس مقال خاص للموضوع، وفتح حوارات واسعة بشأنه، أرى ما يلي:
مع أنني أكتب، وأساهم في الفعاليات الجماهيرية الرامية الى إيقاف الحرب، على أمل أن تنتصر إرادة العالم المحب للسلم،إلا أنني أعتقد أن الأوان فات كي تتوقف الحرب لأن توقفها وإندحار الغزاة قبل إتمام أهدافهم يعني ان بوش- الصغير وإدارته، وتابعه توني بلير وحكومته، سيخسرون الإنتخابات القادمة !..
ولو إفترضنا ان الحرب ستتوقف، فإن الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي، المطالبة بإيقافها، والمجتمع الدولي، ومؤسساته، يفترض ان يكون لها كلمتها الفاصلة، فتفرض شروطها على النظام، وتقيده بقررات ملزمة،عبرت هيئات دولية، من شأنها:
1- ضمان تطبيق اتفاقية جنيف وحماية المدنيين العراقيين، والبنى التحتية، واحترام حقوق الانسان العراقي، وفقا للاتفاقات والمعاهدات الدولية ذات العلاقة .
2- نشر مراقبين لحقوق الانسان تابعين للامم المتحدة في العراق ، يتولون منع الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين العراقيين ، بالاضافة الى التحقيق العاجل في مصير الالاف من السجناء والمعتقلين السياسيين وانقاذ ارواحهم من خطر التصفية الجسدية على ايدي النظام العراقي تحت غطاء الحرب.
3- عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة ، وبمشاركة ممثلي الاحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية العراقية لمعالجة الملف العراقي بكافة جوانبه وقطع الطريق على كوارث الحرب وماسيها وفتح افاق لمعالجة القضية بالاستناد الى الشرعية الدولية وبما يؤمن احداث تغيير ديمقراطي جذري في بلادنا .
- دعم مسعى شعبنا العراقي الى تشكيل حكومة وطنية انتقالية ائنلافية ذات قاعدة عريضة ، تطلق الحريات الديمقراطية وتهيْ الظروف والمستلزمات لاجراء انتخابات حرة، باشراف الامم المتحدة ، كخطوة اساسية على طريق بناء عراق ديمقراطي دستوري .
وقبل هذا، أتوقع ان تتوفر شروط إنتفاضة جماهير شعبنا في أرجاء العراق، وضباطه الشرفاء، والمعارضة الفاعلة، قبل إنسحاب الأمريكان وحلفاءهم من العراق، ولن يبقوا طغمة صدام جاثمة على صدور العراقيين يوماً أكثر، وسينتقمون منهم جراء ما حل بالشعب والوطن من كوارث ومحن نتيجة للسياسات الرعناء لرأس النظام العفن، وتمسكه بكرسي الحكم ، غير مكترث بخراب الوطن وهلاك المواطنين، حتى ولو سلم العراق أرضاً بلا بشر..!
وتلكم هي تصورات أولية، بحاجة، طبعاً، لمزيد من النقاش والإغناء الجماعي..
27/ 3 / 2003