أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جريدة الثورة - المغرب: النظام الدكتاتوري يؤكد طبيعته من خلال تأكيد الأحكام ضد معتقلي الريف!















المزيد.....

المغرب: النظام الدكتاتوري يؤكد طبيعته من خلال تأكيد الأحكام ضد معتقلي الريف!


جريدة الثورة

الحوار المتمدن-العدد: 6195 - 2019 / 4 / 8 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، 05/04/2019، أعلنت محكمة الإستئناف بالدار البيضاء، تأييدها للأحكام التي كانت المحكمة الابتدائية قد أصدرتها، يوم الثلاثاء 26 يونيو 2018، في حق معتقلي حراك الريف والصحفي حميد مهداوي، والتي تقضي بتوزيع أزيد من 300 سنة سجنا نافذة عليهم، 20 سنة في حق أربعة معتقلين و15 سنة في حق ثلاثة معتقلين و10 في حق سبعة معتقلين، وما إلى ذلك.

وباستثناء الصحفي حميد المهداوي الذي حكم عليه بدوره بثلاث سنوات نافذة، كان جميع المعتقلين الآخرين قد قرروا مقاطعة المحاكمة جملة وتفصيلا، وذلك في تحد بطولي من جانبهم لأجهزة الدكتاتور.

كانت التهم التي وجهت إليهم كثيرة وسريالية وثقيلة من بينها: "المشاركة في جناية تدبير مؤامرة للمس بالسلامة الداخلية للدولة... وجناية عرقلة سير ناقلة بغرض تعطيل المرور والمشاركة في ذلك... وجناية القيام بشكل متعمد بتهديدات وأعمال عنف ضد الموجودين على متن طائرة خلال تحليقها قصد المس بسلامتها..."، وكل ذلك فقط لأنهم تظاهروا سلميا للمطالبة ببناء مستشفى وجامعة وتوفير مناصب الشغل لشباب المنطقة ورفع التهميش عنها؛ أما الصحفي المهداوي فقد وجهت إليه تهمة: "عدم التبليغ عن جريمة من شأنها المس بالسلامة الداخلية للدولة"، وذلك لأنه لم يبلغ عن مكالمة هاتفية قال له فيها شخص مجهول إنه "ينوي أن يدخل دبابات وأسلحة روسية إلى المغرب لإشعال ثورة في منطقة الريف"!! بينما الحقيقة هي أنه كان صحفيا "مزعجا" بمقالاته وتصريحاته.

من يعرفون الطبيعة الحقيقية للنظام القائم، باعتباره نظاما دكتاتوريا قمعيا همجيا، يدافع عن مصلحة أوليغارشية طفيلية صغيرة لا تمتلك أية شرعية، وبالتالي مرعوبة ولا وسيلة في يدها للبقاء في السلطة سوى القمع ثم القمع ثم القمع، كانوا يتوقعون مثل هذه الأحكام. وهذا ما عبر عنه حتى معتقلو الحراك الأشاوس الذين رفضوا حضور المحاكمة، وأكدوا رفضهم طلب متابعة الحكم أمام محكمة النقض.

لكن الأغلبية الساحقة من الجماهير، سواء في الريف أو في بقية مناطق المغرب، كانوا يأملون أن يتم إطلاق سراح المعتقلين، أو على الأقل تخفيف أحكامهم، لأنهم لم يقوموا بما يستوجب اعتقالهم ولو ليوم واحد. هؤلاء نزلت عليهم الأحكام كالصاعقة، لذا من الطبيعي أن يعيشوا فترة من الصدمة التي ستتحول حتما إلى غضب، ثم إلى تحد، ثم إلى رد فعل على شكل نضالات جديدة، بعد أن يتعلموا أنه لا يمكن انتظار أي شيء من هذا النظام وأن الحل الوحيد هو النضال...نعم إن الخسارة فادحة، لكن كل الدروس مفيدة وخاصة تلك التي نقدم ثمنا غاليا من أجل تعلمها.

يريد النظام الدكتاتوري بهذه الأحكام أن يكسر إرادة المعتقلين وعائلاتهم، كما يريد أن يبعث برسالة إرهاب واضحة للجميع بأن القبضة الحديدية ستنزل على كل من سولت له نفسه أن يحتج على سياسة التقشف والغلاء والتهميش ومختلف الهجمات الأخرى على الكادحين.

لكن كل ذلك القمع وتلك الأحكام لم تؤد إلى ما كان يأمله منها... فمعنويات المعتقلين مرتفعة وأسر المعتقلين صامدة، والشباب ازداد تحديا ووعيا بأنه يواجه نظاما فاسدا، وهو ما ظهر في الشعارات التي رفعت داخل المحكمة نفسها وفي المسيرات الطلابية التي خرجت في ساعات متأخرة من ليلة الجمعة/ السبت في بعض المواقع الجامعية (وجدة...). إن كل المؤشرات تبين أن أسوء كوابيس الحاكمين سرعان ما ستصبح حقيقة.

اللبراليون مرعوبون من تبعات هذا الاستفزاز ضد الجماهير الغاضبة، فقد علق الناطق الرسمي لحزب الاستقلال، عادل بنحمزة، على الأحكام، بنبرة كلها خوف وقلق، أنه «يبدو هناك إصرار على دفع الأمور نحو مزيد من التعقيد والتوتر في تجاهل فاضح للأوضاع التي تعرفها البلاد حيث تظهر هناك بؤر توتر كثيرة لا يمكن تجاهلها، كما أن هناك تجاهلا للسياق الإقليمي… بما يجعلنا غير مطمئنين على المستقبل...».

لكن لكي لا ننسى ولكي لا يخادعنا أحد بالأوهام، لا بد أن نؤكد أن هذه الأحكام قد صدرت باسم الملك، كما أنها صدرت في عهد حكومة تضم الإسلاميين (في شخص العدالة والتنمية) والستالينيين (في شخص حزب التقدم والاشتراكية) وحزب الاتحاد الاشتراكي، وأن هيئة الدفاع عن الدولة تشكلت من قياديين في الاتحاد الاشتراكي. وأن تلك الأحزاب، إلى جانب أحزاب يمينية ولبرالية عديدة، كانت قد وقعت بيانا تتهم فيه المعتقلين بالخيانة والنزعة الانفصالية، وبالتالي فإنهم جميعا يتحملون المسؤولية في ما يحصل، ولا مجال للمناورة أو النفاق.

كنا قد نشرنا، يوم 28 يونيو 2018، أي مباشرة بعد صدور الأحكام عن المحكمة الابتدائية، مقالا تحت عنوان "المغرب: لنناضل لإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، لنناضل ضد الدكتاتورية"، نعتبر أن خلاصاته ما تزال ذات راهنية كبيرة حتى وقتنا الحالي، حيث أكدنا فيه على أن قناعة المعتقلين بعدالة قضيتهم واقتناعهم بحتمية النصر في النهاية، مهما طال الزمن، هي أفضل حصانة ضد مناورات النظام وخططه لكسر صمودهم. كما أكدنا أننا، نحن المناضلون النقابيون والسياسيون الجذريون والمثقفون الثوريون وعموم الشباب المكافح، نتحمل المسؤولية في دعم صمود المعتقلين وأسرهم، عبر استمرار النضال من أجل إطلاق سراحهم ودعمهم ماديا ومعنويا وإعلاميا، بحيث يصير اعتقالهم جمرة حارقة في يد النظام الدكتاتوري. وقلنا إنه "لا بد أن نجعل النظام معتقلا عندهم وليسوا هم المعتقلين عنده".

أشرنا إلى ضرورة الاستمرار في تنظيم الوقفات الاحتجاجية والدعوة إلى إضراب وطني سياسي عام شعاره النضال من أجل إطلاق سراح المعتقلين فورا وبدون أي قيد أو شرط والاستجابة لمطالب الحراك في كل مناطق المغرب، والدعوة إلى إسقاط الحكومة الشكلية وحل البرلمان المزور، ومحاسبة المسؤولين عن سياسة التهميش والقمع ونهب ميزانيات المشاريع التي لم تنجز...

وقلنا إنه لا بد من نضال واع ومنظم وطويل النفس، إن كنا نريد فعلا تحقيق النصر ضد هذا النظام الدموي الدكتاتوري القمعي. وأن الضمانة الوحيدة ضد استمرار القمع السياسي والتضييق على الحريات، هي النضال من أجل بناء نظام جديد يقوم على انتزاع السلطة والثروة من يد الأقلية الطفيلية التي تحكم الآن ووضعها تحت الرقابة الديمقراطية للعمال والفلاحين.

وأكدنا أنه لا إمكانية لأي ديمقراطية في ظل النظام القائم، مما يقتضي بالضرورة العمل الآني على بناء قيادة ثورية، من بين طلائع النضال الجماهيري، تسترشد ببرنامج اشتراكي ثوري. وذلك لكي ننتقم لكل من قُتلوا ومن شُردوا ومن اعتُقلوا وقيادة نضالات شعبنا إلى النصر.

هذا ما قلناه آنذاك، وهو نفس ما نؤكد عليه اليوم كذلك، خاصة في ظل ما نشهده اليوم من نهوض نضالي عمالي وشبابي عارم لم تشهده البلد منذ سنوات، وما تشهده الجزائر من احتجاجات شعبية عظيمة تلهم بانتصاراتها المتوالية الشباب والعمال المغاربة، وتنبأ بربيع جديد، ربيع الشعوب التواقة للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.



#جريدة_الثورة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب: من يتحمل المسؤولية في قتل السائحتين بجبال الأطلس؟
- المغرب: نعم للحق في الهجرة، لكن الحل الحقيقي هو النضال هنا م ...
- المغرب: خطاب العرش... نسخة محينة من -خطاب الدكتاتور العربي-
- المغرب: لنناضل لإطلاق سراح معتقلي حراك الريف، لنناضل ضد الدك ...
- عيد ميلاد سعيد لينين!!!!
- المغرب: مأساة منطقة سيدي بولعلام بالصويرة تفضح الوجه الحقيقي ...
- حتى لا يتحول الدجل إلى ماركسية


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جريدة الثورة - المغرب: النظام الدكتاتوري يؤكد طبيعته من خلال تأكيد الأحكام ضد معتقلي الريف!