محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)
الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 15:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أن تسلم السيد عبد المهدي السلطة في البلاد حتى بدأت مرحلة جديدة، وكأنه يراد لها أن تبدأ بثوب جديد بعد حكومات فاشلة وفاسدة دمرت البلاد والعباد ،وسرقت خيراته وثرواته ، وأحرقت موازنته منذ 2003 وتجلت تلك الجهود بالزيارات المهمة التي قام بها رؤساء الدول والملوك إلى بغداد ، وما تلاها من عقد قمة ثلاثية ( العراق - مصر -الأردن) وما نتج عنها من اتفاقات اقتصادية وأهمها إعادة فتح أنابيب النفط عبر الأردن إلى العقبة ومصر، ومن ثم هيأة الأجواء لإعادة افتتاح خط (كركوك- لبنان ) وهذا أن دل فانه يدل على عودة العراق بقوة إلى محيطه العربي والإسلامي، وبدأ يأخذ دوره الطبيعي في مد جسور التواصل مع جيرانه وبما يخدم المصالح المشتركة للدول كافة، وتسمح للعراق أن يكون حلقة وصل بين جميع الدول وبما يحقق التقدم النوعي السريع للبلاد ، وفي نفس الوقت يفتتح المجال واسعاً أمام مغادرة الانعزالية التي كان يعيشها منذ عقود مضت ولم تحقق له سوى الخراب والدمار والتراجع في كافة المجالات.
زيارة السيد عبد المهدي إلى مصر وما تلاها من الزيارة المهمة التي يقوم بها إلى طهران تعطي انطباع للمتابع أنها تأتي في ظل الأحداث الخطيرة التي تمر بها المنطقة، خصوصاً تحرك إسرائيل للصدام مع محور الممانعة، ومحاولة كسب عملاء جدد لها في المنطقة العربية عموماً، لهذا يمكن قراءة هذه الزيارة إنها تأتي في أطار التهدئة بين طهران والرياض، خصوصاً وان طهران رحبت بالانفتاح السعودي على العراق ، ما يعد تمهيداً لأي تهدئة مقبلة ،وما الزيارة التي قام بها الوفد السعودي إلى بغداد والتي لاقت ترحاب مهم لدى الأوساط المحلية والإقليمية والدولية ألا محطة من محطات التهدئة في المنطقة،لأنها ستضع آفاق التعاون بين بغداد والرياض وبما يحقق النمو الاقتصادي للجانبين،خصوصاً في قطاع النفط والكهرباء والتعليم والصحة .
الزيارة تأتي في إطار تهدئة التوتر بين طهران والرياض،ومحاولة إيجاد مشتركات بين البلدين يمكن الركون إليها في أي لقاء قريب يجمع طرفي الصراع ،وهو ما يعطي رسالة مهمة أن إيران ترحب بهذا التقارب، وتضع خيارات التقارب بيد عبد المهدي، والذي سيصل إلى السعودية بعد ختام زيارته إلى إيران ، والاهم من ذلك كله هو مدى رضا الولايات المتحدة عن هذا التقارب، فهي وبحسب المعطيات والتقارير لا تريد الدخول مجدداً في مواجهة مع إيران ،فقد كانت نتيجة هذه المواجهة في سوريا وكيف خرجت واشنطن بخسارة تقصم الظهر منها ، إلى جانب خروجها من أي دور في المنطقة ،لهذا لايمكن الدخول مجدداً في مواجهة مباشرة مع طهران وستعمل على إيجاد الأرضية المناسبة للتهدئة، كما أنها ستسعى إلى إيجاد التهدئة المناسبة في اليمن، وجلوس الفرقاء إلى طاولة الحوار للخروج من هذا المأزق المدمر ، لهذا فان العراق بدأ باستعادة دوره الطبيعي والذي بات على مشارف البوابة الشرقية للوطن العربي من جديد .
#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)
Mohammed_hussan_alsadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟