أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد زكرد - تأثيل المقدس 4: السعي للدين،سعي للسلطة














المزيد.....

تأثيل المقدس 4: السعي للدين،سعي للسلطة


احمد زكرد

الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 07:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إمتلاك السلطة إمتلاك الأشياء، إمتلاك القدرة على تأويل التاريخ و الثرات ليخدم مصالح من يمتلكها ؛ بمعنى السيطرة على الماضي من أجل إحكام القبضة على الحاضر  وتوجيهه.  وذلك يتأتى عندما يغيب التفكير الحر و تلغى الأسئلة يصبح من السهل  القبول بالسلطة و الخضوع المطلق لها وتقديس رموزها ،  هذا يدفعنا لتقصى ما السلطة واين تكمن في مجالنا التداولي الاسلامي ؟
 لن ندهب بعيدا في لحظة التقصي هاته بل سنقف عن اقرب لحظة مفصلية شكلت حاضرنا ، حيث حبك التاريخ والثرات وهي لحظة تشكل السلطة الدينية ؛ لحظة الوحي ( صدر الاسلام )  من المعلوم أن فترة الوحي تنقسم الى قسمين ، الاولى في المكة و الثانية بالمدينة . لكن هناك اختلاف كبير جدا  من حيت الكم والكيف  ؛ فالاولى  فترة التسامح والتراحم والتعايش  ونشر القيم الاخلاقية  وكان الدين الاسلامي دين اختياري ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لا اكراه في الدين ) ...  الى اخره  . لكن الفترة الثانية  بعد الهجرة الى المدينة ، تتغير لغة الخطاب ؛  حيث تميزت هذه الفترة ببسط السلطة وفرض الاسلام بالقوة والقتل و الغزو  حيث اصبحت كل الوسائل مشروعة ( الغاية تبرر الوسيلة )  من أجل الغاية التي كانت تتوارى خلف  نشر الاسلام والتي هي قيام دولة سياسية غايتها السلطة  والجاه ...  و برر ذلك باسم الدين  : ( كتب عليكم القتال ) ( قاتلو الذين لا يؤمنون ) ( فإذا لقيتم الذين كفرو فاضربوا الرقاب ) .... الى اخره هناك الكثير من هذه الايات القاسية التي تحت على القتل و الارهاب .  هكذا فيبدو لنا ان الاسلام انتقل بين طرفي نقيض، من تقديم رسالة روحية الى تقديم منظومة قتالية .
منذ ذلك الحين و نحن نعيش نفس المشهد ؛ نعيش سلطة النص الديني ونعايش تأويله بغية الهيمنة على الطبقة المحكومة ( الرعية / العبيد )  . إذن هنا السلطة الدينية اصبحت في خدمة السلطة السياسية او بالاحرى انتقلنا من الديني الى  الدنيوي ؛  فمنذ البداية كان الدين مجرد وسيلة لبسط السلطة ( فما الذي يمنع حكامنا من استعماله اليوم من اجل اغراضهم السياسية ؛ كإيديولوجيا ما تفتأ تغيب حتى يأتي من يجددها  كأفيون لتنويم العقول ) هكذا فالتوحيد بين سلطة النص الديني وسلطة الفعل السياسي امر خطير في انتاج المعارف ،او بالأحرى  فالعقل العربي لم يعد عقلا منتجا  بل فقط عقلا تبريريا ؛ اي البحث عن نص او خلق نص ديني لتبرير موقف سياسي او معارضته  ( تجار الدين) ،  حيث يصبح رجال الدين متواطئين و تبريرين لرجال السياسة ؛ اي انهم اداة في يد جهاز الدولة لقمع المخالفين في الرأي بإسم الدين .
لا ريب ان الشر موجود في طبيعة الانسان ، لكن لا يوجد شر وطغيان أكثر من انكار حرية البشر في التفكير و الاعتقاد ، و قتل كل مخالف ضاربا لكل المبادئ الانسانية عرض الحائط .
فلا مفر من هدم هذا المورث الذي يستوعبنا من اجل تحرير العقل من سلطة النص الديني واطلاقه حرا يتجادل مع الطبيعة والواقع الاجتماعي والانساني ، وكذلك مع الميتافيزيقا بكل حرية وبدون خوف . سأختم بعبارة لتشارلز كالب كولتون يقول :( الانسان يجادل في الدين: يكتب عنه: يقتل من أجله, ويموت لأجله: يفعل كل شئ ماعدا
أن – يعيش من أجله).



#احمد_زكرد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الثالث ): الفعل السياسي بين الدي ...
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الثاني ): كانط ونقد العقل السياس ...
- أخلقة الفعل السياسي ( الجزء الاول ): من الإغريق إلى فلاسفة ا ...
- أنسنة الظاهرة الإنسانية
- الراهن العربي الإسلامي بين التنوير و الظلامية
- تأثيل المقدس 3: كيف تصنع الأديان؟
- تأثيل المقدس 2 قضية الغرانيق وسؤال الحقيقة
- تحرير الأخلاق من هيمنة الدين
- التأسيس لدين إنساني من منظور كانطي
- فكرة الدين عند كانط
- تأثيل المقدس


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين ...
- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد زكرد - تأثيل المقدس 4: السعي للدين،سعي للسلطة