|
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 94)
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6194 - 2019 / 4 / 7 - 00:42
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
في ذلك الوقت لم تشغله قوة الاحساس و لا قوة الكلام، و انه كان يراجع الصور المحتفظة و يرتبها و يفصل اجزاءها، الى جانب ذلك ظهرت قوة المخيلية قدرة اخرى لها وهي عبارة عن تقليد تلك الاشياء التي تعلمها عن طريق الاحساس او قوة الكلام. يكون هذا في وقت النوم، اما الذين لديهم تلك القدرة في وقت الوعي فانها اعلى قمة في درجة نضوج قوة المخيلية و كمال الدرجة التي يصل اليها الانسان بسبب القوة المخيلية ( 43). في الوقت هناك اناس اخرون لهم تلك الفرصة في وقت النوم ان يصلوا الى ذلك المستوى، باختصار عنده فان النبي و الفليلسوف شخصان اللذان يستحقان ان يديرا هذه المدينة فقط، انه سماها بالمدينة الفاضلة، لان الاثنين هما صاحبا علاقة مع العقل الفعال الذي هو مصدر المعرفة و القانون و الشريعة. عدا ان الانبياء تكون لهم تلك العلاقة عن طريق المخيلة و الفلاسفة عن طريق البحث و المتابعة و التفكير العقلاني، لذا ان ما للانبياء هي هدى و ما للفلاسفة هي محاولة و سعي. عدا ذلك فانه من الجانب الفلسفي، فان ذلك التوجه الافلاطوني وصل الى المسلمين عن طريق الافلاطوينة و الذي يفترض ان تكون الفلاسفة هم حكاما و ملوك البلاد كي تصل الناس الى السعادة و و الرفاه، وهذا مخالف مع العقيدة الدينية و التي تفرض ان تكون الانبياء و التابعين لهم الحكام و اصحاب السلطة. فقط باختلاف ان تكون الفلاسفة و عن طريق التدرج للسلّم العقلاني و تصل الى ذلك المستوى التي يصلون به مباشرة الى العقل الفعال، و لكن الانبياء و بسبب وجود المخيلية ، فانهم في وقت الوعي المباشر و بدون مقدمة يصلون الى ذلك العقل، اي ان الفلاسفة اولاءك الذين يصلون الى الله و المعرفة المطلقة عن طريق الرياضة العقلية و الابتعاد عن الوجود المادي و الجسدي لهم، و هذا الذي يهبهم القدرة على فهم اسرار الوجود، اما الانبياء، فانهم و منذ البداية و بسبب وجود قوة القدرة المخيلية و ما لهم من الاستعداد فانهم يصلون الى تلك النتيجة. و بهذا الشكل انهم يصلون الى الجبريل بسهولة و الذي هو اقرب نقطة للعقل الفعال و حامل للمعرفة. بهذا النوع، ان النوم هو تلك المساحة و التي يبتعد الانسان فيه من الوجود و ينقطع، بدلا عن ذلك فان الانسان يدخل الى العالم الروحاني للعقل الفعال بشكل ميتافيزيقي و روحاني. و لكن الانسان الاعتيادي تتكون لديه تلك العلاقة اثناء النوم فقط او الحلم، اما الانبياء فانه تتكون لديهم ذلك في وقت الوعي. بهذا الشكل، ان الفلاسفة والانبياء يستحقون قيادة المدينة و المجتمع، لانهم هم فقط لهم تلك العلاقة بشكل مباشر بالعقل اففعال، والذي هو مصدر ذلك القانون و القاعدة التي تحتاجها الناس لسعادتهم. الفلاسفة هم الذين يستحقون السلطة في غياب الانبيا،, لان الانبياء وقتيون ايضا، فهم ياتون و يذهبون، اي ان الفلاسفة اهم من الانبياء. عند الفارابي( و باعتقاده ان الله الذي هو العقل المطلق و الشامل، يتصل مع الانسان عن طريق العقل الفعال.. ان هذه العلاقة اما علاقة بالعقل او علاقة مع المخيلة، في العلاقة الاولى تكون الفلسفة و في العلاقة الثانية يكون الدين. و في العلاقة الاولى تُصنع الفلاسفة و في العلاقة الثانية تُصنع الانبياء.(44). اي انه للفلسفة والدين مصدر واحد و هما مشابهان، و ان اختلفت صورهما و مناهجهما. و كما قلنا ان العمل في الجانب الثقافي من حيث الفلسفة اليونانية و الترجمة الى اللغة العربية لم تكن عملية خاملة و دون مشكلة. معرفة المسلمين بالادبيات اليونانية و تركيب هذه الفلسفة الحديثة بالبيئة الاسلامية، التي كانت تمثلها الحركة الكلامية و هم في قمة نشاطهم العقلاني، انها خلقت مشاكل كثيرة من حيث عدم التجانس و عدم التلائم و حتى لخلافات في الكثير من العقائد و الافكار الفلسفية اليونانية . بمعنى اخر ان اكبر عرقلة التي واجهت الفلاسفة منذ بداية تصادمهم مع الفلسفة اليونانية هو عدم تجانس الجزء الاكبر من هذه الفلسفة مع المعطيات الاسلامية و بشكل واضح و معلن. و منها الخلق ، وجود الموجود و تكوينه و قدم و حداثة الوجود، الماهية و الوجود. علم الاله بالوجود و تفصيلاته اليومية، الانبعاث هل هو جسدي ام روحي؟ كيفية الله و اسماءه و صفاته، دنيا الغيب و الملائكة و معجزة الانبياء و اشياء اخرى كثيرة. في هذا الاطار و منذ الكندي، ظهرت هناك محاولات مستمرة للمسلمين من اجل تلائم و تركيب هذين التوجهين المخالفين للبعض، اظهار ان الفلسفة بشكل عام و اليونانية بشكل خاص ليس لها اي خلاف في جوهرها مع الروح و محتوى الدين الاسلامي و الشريعة و العقيدة، الموجود اما عدم فهم الفلسفة او عدم فهم الدين، من هذا البعد ظهر التاويل الفلسفي للنصوص الدينية بهدف تلائم معنى النص القرآني بالنص الفلسفي اليوناني و الارسطوي بشكل خاص. بعد ظهور التاويل العقلاني من قبل التيار الكلامي في المجتمع الاسلامي و بالاخص المعتزلة، اصبح ذلك محاولة لتلائم المعطيات المعلومة للنصوص الدينية المقدسة مع المعطيات العقلية الواضحة.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 93)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 92)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (91)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (90)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (89)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 88)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (87)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 86)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (85 )
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (84)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (83)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 82)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 81)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (79)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 79)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 78)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 77)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (76)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (75)
-
افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (74)
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|