أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب














المزيد.....

الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب


محمد زكريا السقال

الحوار المتمدن-العدد: 1534 - 2006 / 4 / 28 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تلازم تصاعد النهوض الإسلامي في المنطقة مع انهزام الأفكار التي سادت ابان المرحلة الماضية وكان نتاجها ما نراه من استباحة المنطقة وتهميش إنسانها والإرتداد بها الى مرحلة نختصرها بالممالك واقطاعيات العوائل والطوائف. هذا مما طرح أسئلة على المدارس الإسلامية وعلى النخب العلمانية لايمكن الإستهانة بها والقفز عنها. حيث أن الجميع متخندق في خندق التغيير ويريد الخروج من حالة العزل والحصار والتدخل والتفتت. نورد هنا الواقع السوري كحالة خاصة بحكم أن التيارين الديني والعلماني متفقان على عملية التغيير الديمقراطي في سورية ويجتمعون معاً تحت سقف اعلان دمشق وهذا بحد ذاته خطوة متقدمة ومهمة لسببين
الأول لأنها تتوخى استحضار مناخاً مهماً لإنتاج الحلول وعقد الإتفاقات عبر الحوارات المشتركة بما يعمل على استخدام العقل المغيب والجدل البناء في عملية التغيير .
والثاني إنتاج العقد الإجتماعي الذي ستتمخض عنه هذه الحوارات ، دستور، مفاهيم وقوانين الخ.
إلا أن المتتبع لسياق هذا المناخ يجد نفسه أمام بدايات لنقاش مستور محكوم ومغلف بالكثير من الباطنية أو لنقل التحفظ.
مازال الحوار المرتقب يراوح مابين عقلية المناورة والتأجيل ، ومرده حسب ما أعتقد الى عدم الجرأة الكافية لإجراء مكاشفة واضحة والتعمق في إدارة حوار يحدد ملامح المرحلة المقبلة من العمل المشترك ، وعلى الرغم من أننا نمر بظرف مثالي فلأول مرة منذ زمن تجتمع هذه القوى المعارضة في إطار جبهوي يوحد جهودها . هذا الظرف المثالي تحقق بالتفاف هذه القوى معاً حول اعلان دمشق والذي من المفترض أن يتحول الى مكنة لإنتاج الأفكار والمفاهيم وأن يصيغ آليات عمل مشترك . من هنا نقول أن الظرف مثالي للدخول في نقاش منفتح وجريء.
وحيث أنني أعتقد أن واقع المعارضة السورية غالبا ما يسبغ مبررات يجعل الجميع يقفز عن الأساسي والمهم باسم المرحلي والتكتيك بقصد أو بغير قصد ؟ بمعنى آخر، ان مرحلة النضال المشترك للتغيير الديمقراطي في سوريا هي مرحلة انتقالية مما يوجب إرجاء النقاش في قضايا تتجاوز التحالف المرحلي ، بما يعني الابتعاد عن الإنفتاح على المفاهيم والأفكار والخوض في تفاصيلها. علماً انه من الواجب طرح الأسئلة والأفكار، الشائك منها والمعقد لنقاشها في فضاء رحب .
جل هذه الأسئلة تخص الإخوة الإسلاميين من واقع شراكتهم بعملية التغيير وهذا حق العقل الذي نود أن نستخدمه بهدوء بعيدا عن الإنفعال ، خاصة أنها المرة الأولى التي يقتربون بها من مفاهيم حوربت من قبلهم لعقود طويلة ، بل واعتبرت بضاعة مستوردة ، مفهموم المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والديمقراطية ، هذه المفاهيم كانت تعد غريبة عن واقع الحركة الإسلامية. لذا من حقنا أن نحاور اخوتنا خاصة المدارس السياسية الإسلامية وأخص إخوان سوريا بالذات ونستفسر بصدق عن رؤاهم ووجهات نظرهم لإيجاد القواسم المشتركة للتعايش في وطن نريده ديمقراطيا .
إن توجيه السؤال للعلمانيين عن رأيهم في مسألة الوطن والدين والمعتقد ، فالقضية واضحة بالنسبة لهم وسيجيبون ببساطة بأنهم مع وطن للجميع ومع حرية المعتقد شرط سيادة القانون المدني على الجميع . لهذا فهم مع علمانية الدولة وفصل الدين عنها بمعنى كف الدين عن أن يكون مصدر التشريع ومصدر الحاكمية. هذا الموقف ليس جديدأً على العلمانيين ، الجديد هو أنهم والإسلاميين يتحالفون ويناضلون من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا . وقد شكل العلمانيون سبقاً في نضالهم أجل رفع الحصار الذي فرضه النظام على الإخوان المسلمين "كجماعة ارهابية مارقة" ، وهذا النضال ليس من أجل الإخوان بل من أجل حديقة الديمقراطية التي يجب أن تتسع للجميع. لهذا هم يكافحون الآن من أجل اسقاط المادة 49 التي تحكم المتهم بالإنتماء للإخوان بالإعدام معتبرينها عارا يجب الخلاص منه والقضاء عليه. إلا أن السؤال الذي ما زال يلح ما هو موقف الإخوان من سيادة القانون المدني وعلمانية الدولة وفصل الدين عنها؟
لهذا فالأسئلة المهمة هي التي يتوجب توجيهها لهم ، مثلا إذا تحققت الديمقراطية واستخدمت صناديق الإقتراع التي ينادي بها الجميع وفاز الأسلاميون ، كيف سيحكمون؟ وما مرجعية تشريعهم ؟ كيف سيتعاملون مع الأقليات ؟ بالجزية مثلا !!
ما هو حكم المرتد ؟ ما هي حدود الإجتهاد عندهم؟
هل مسموح للجميع الخوض بقضايا الدين من أجل اصلاحه أو دراسته خارج مفاهيم المؤسسة الدينية أم هو حكر على أإمتهم وشيوخهم ؟
هل سيقبلون بقانون ودستور مدني أم سيطبقون الأحكام الشرعية ويفرضون حاكمية النص على خلق الله ؟
أسئلة كثيرة لاشك مطلوب الخوض بها ، بل من الضروري التعاطي معها من الآن. بمعنى فتح ملف العقد الاجتماعي ( الدستور) المقبل ومعالجة مواده وإلا سنقع بالمحذور ويحكم عملنا مبدأ التقية والباطنية وسنبقى نكتب مقالات تبدأ ب ماالسر وراء !!! أو تنتهي بمناورة أم مسايرة !!!



#محمد_زكريا_السقال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي سياق تسلك المعارضة في خطابها


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد زكريا السقال - الإخوان المسلمون في سوريا والحوار المطلوب