أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - بعرق الجبين أم















المزيد.....

يوميات الحرب - بعرق الجبين أم


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 438 - 2003 / 3 / 28 - 03:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

اليوم الثامن: الأربعاء، 26 آذار، 2003

بدأ التاريخ:

الأس طويل جداً: هايدي ماري فيتشريك تسويل، والمنصب عالٍ جداً، جداً: وزيرة التعاون والتنمية، وسبب علو المنصب أنه في ألمانيا، والمرأة كيفما كانت، إن وصلت إلى مستوى الوزارة، وفي بلد فيه من العباقرة كم هائل "ألمانيا"، فلا بد أن تكون متميزة، مهمة، ذات قيمة استثنائية.

ربما يتهمني من يقرأ هذه الفقرة بأنني متحيز للمرأة، نعم أنا أحب النساء المتميزات، وأقدرهن، فما زلت أحترم وأقدر أول وزيرة، في العالم العربي والإسلامي، ودول العالم الثالث، السيدة، الطيبة، الشريفة، الجليلة، نزيهة الدليمي، وأحس بالفخر لأن بلدي كان الرائد في احترام المرأة، وتقديرها حق قدرها، وتسليمها المسؤولية! أكبر مسؤولية، أي توزيرها، وأنها كانت نزيهة كاسمها، أي أنها اسم على مسمىً،" وأنها أثبتت أنها على قدر مسؤوليتها، فأدت الأمانة كما عهدت لها، ولم تخن، ولم تزِلّ، ولم تهن، كما فعل كثير من زملائها "أشباه الرجال" الوزراء، وتلك مع الأسف الشديد نقطة لم تسترعِ اهتمام أي كاتب أو متتبع، لا في العراق ولا في غيره! وما كان ذلك ليحدث في بلد كبلدي، لولا وجود شخص متميز، كامل، في كل معاني الكمال على رأس السلطة، شخص يعادل في وزنه الملايين، الزعيم عبد الكريم قاسم.

المهم أن زميلة نزيهة الدليمي، الألمانية، في المنصب، هايدي ماري فيتشريك تسويل صرحت اليوم تصريحاً يدل على وعي عميق، وتفهم أعمق، أتمنى لو تمتع بواحد بالمئة منه أحد مسؤولي أمة العربان، قالت عندما طلبت أمريكا من ألمانيا أن تساهم بدفع نفقات حرب:" (غزو العراق، تحرير العراق)" أن على من هدم البناء أن يعيد بنائه! وأن زمن فرض تسديد الديون بصكوك مفتوحة، والتي كانت واشنطن تلجأ إليها طيلة أكثر من نصف قرن، هذه السياسة قد انتهت، فهل يدرك مسؤولو العربان، تلك الحقيقة؟

إن مغزى هذا التمرد لا يظهر الآن، إنه يمهد لمستقبل مرئي، متخيل، رسمته الوزيرة الألمانية بكلماتها الموحيات، يمثل تمرد أوربا على أمريكا، فبالرغم من شرور غزو العراق، إلا أنه يحمل في طياته أمل خلق عالم جديد، عكس ما تنبأت به فلسفة أمريكا "فوكياما" بعد سقوط المنظومة الاشتراكية، مقولة "نهاية التاريخ" المشؤومة، والتافهة بنفس الوقت، إن صوت هايدي ماري فيتشريك تسويل يهتف بقوة جهورية:

لقد بدأ التاريخ اليوم.

تخريب أبدي!:


لا يمكن أن يتصور أحد قدرة التخريب الذي يحل بمهد الحضارات، العراق، الآن! بشعب العراق المغلوب على أمره، فعلى ذمة جريدة الزمان، كشف الخبير العسكري المصري، اللواء المتقاعد، صبري العشري، دماراً لا يمكن تصوره، "60% من القذائف الأمريكية المستخدمة الآن ضد العراق تحتوي علي مواد مشعة علي رأسها اليوارنيوم المنضب والبلوتينيوم المشع سواء في صواريخ كروز أو مضادات الدروع أو في القنابل التدميرية. وفجّر العشري مفاجأة حين أكد، أن القذائف المشعة التي يستخدمها الجيش الأمريكي من إنتاج مصنع أمريكي، إسرائيلي، مشترك في إسرائيل. كما كشف العشري عن احتواء القنبلة الأمريكية BIG BLEO المسماة "أم القنابل" علي 9.5 طن من المتفجرات المخلوطة بمادة البولتينيوم المشعة، وهي ذات قدرة تدميرية، تعادل نصف القنبلة الذرية، التي ألقاها الأمريكيون علي هيروشيما اليابانية عام 1945. وأوضح أن هذه القنبلة تعّدُ تطويرا للقنبلة BLEO التي استخدمها الأمريكيون في أفغانستان لتدمير الكهوف الجبلية العام الماضي.

لن يتوقف من يهمه أمر العراق، والعراقيين، حينما يطلع على هذه المعلومات، عند إقحام إسرائيل، فالعبرة بمن سيتناول السم لا من يزوده، ولا يهمه أين ومتى استعمل ذلك السم من قبلُ، بل ما يهمه هو كمية الدمار التي تلحق الآن، بالعراق العريق، وبالعراقيين المساكين، من جراء استعمال هذه المواد المدمرة الإجرامية، ومدى تأثيرها شبه "الأزلي" ترى، هل يعرف من يهمه أمر الشعب العراقي، أو الشعب العراقي نفسه، أن تأثير اليوارنيوم المنضب والبلوتينيوم المشع يستمر نحو أربعة آلاف سنة! وأنهما يولِّدان من السرطان، والأوبئة ما يجعل نحو 50 % من المساحة المسكونة في العراق، غير صالحة لسكن الإنسان، لا بل حتى الحيوان! وأن ما ينبت عليها من نباتات موبوءة مثلها، لا تصلح لتناول أي حي؟

ويخطو العسكري المصري الطيب، خطوة أخرى إلى الأمام، يسبق كل المتباكين الكذابين على مصير العراقيين، إذ يدعو منظمات حقوق الإنسان الدولية والجمعيات الأهلية في أنحاء العالم بتشكيل لجنة علمية محايدة لمحاصرة الآثار السلبية الهائلة التي سيخلفها الجيش الأمريكي في حربه علي العراق وكشفها أسوة بما كانت تفعله، لجنة بليكس والبرادعي للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.

ترى من يتحمل هذه المسؤولية؟ هل الغزاة وحدهم؟ أم المواطنون المخلصون الحالمون بالحرية! أم الطاغية وزبانيته الذين لا هم لهم سوى مصلحتهم الخاصة، والذين تصرفوا طيلة أربعين سنة وكأن العراق مزرعة حيوانات يملكونها، بما ومن فيها! فإذا أصابهم شر فلا سبيل سوى حرق المزرعة، وعليّ، وعلى أعدائي يا رب.

مرتزق صغير:

هناك أناس يبقون صغاراً في أعمارهم، حتى لو بلغوا المئة، ويبقون صغاراً في قيمتهم حتى لو وصلوا إلى رئاسة الوزراء، ومن هؤلاء الصغار أبو الراغب رئيس الوزراء الأردني، ويقال وعلى ذمة أحد الصحفيين الأردنيين، أن هذا الكسيح ما كان بإمكانه أن يصعد أول درجة في سلم الوزارة لولا دفعة في القفا، دفعته إلى فوق، ويقول إن الذي عبث في قفاه كان صدام وزبانيته، لكنه الآن قلب ظهر المجن لا لصدام، فصدام في حرز حريز، لا يقدر أن يؤذيه أبو الراغب، ومن على شاكلته، لكن أبا الراغب انتقم من العراقيين، سفّر منهم أكثر من أربعة آلاف لاجئ مسكين، دفعهم إلى من هربوا منه، إلى جهنم، نسي المليارات التي استقطعت من أفواه العراقيين، وعرقهم، وتعبهم، وراحتهم، ألقاهم إلى بئس المصير، فلماذا؟ اليوم كشفت الأخبار السبب، ومن عرف السبب، عليه أن يئد العجب! تسلم أبو الراغب معونة أمريكية تعادل ما كان صدام يشتريه بها، منذ أن تسلم السلطة، كل سنة: 1,1 بليون دولار، فقلب ظهر المجن، وظهر على حقيقته، لكنه الآن أدرك خطأه، أخذ يغازل صدام، أوعز له أن القضية لم تكن سوى سوء تفاهم، وأنه ما زال لم ينسَ مسحة القفا، لم لا، ليقبل بمساعدة أمريكية، وليصالح العراق، فلعله ينجح في رتق الخرق، ويلزم رمانتين في يد واحدة، عكس ما يقول به المثل العراقي، "رمانتين بفد إيد ما تنلزم" أليست هذه "شطارة"؟، لم لا، فالمنتصر من يملأ جيبه بأكبر كمية من الفلوس، أما من أين أتت، وهل أتت  لا فذلك أمر تافه!

 




#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - ستة أشهر
- يوميات الحرب - النصر، والمنصور بالله
- يوميات الحرب - قضية قديمة
- يوميات الحرب - البيئة المثالية
- يوميات الحرب، اليوم الثالث: 21-3-2003. - انشقاق الضباط
- فجر يوم جديد…!
- المرأة العراقية في العراق الجديد
- رحيل الدكتاتور..تحت المجهر!
- عبد الكريم قاسم المغدور مرتين
- الفردوس الضائع
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 2000 ...


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - بعرق الجبين أم