|
هل اعتراف ترامب بالجولان عديم الأهمية ؟
ميساء المصري
(Mayssa Almasri)
الحوار المتمدن-العدد: 6190 - 2019 / 4 / 3 - 22:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقال دائما لا تأخذوا بمسلمات السياسية ففي دهاليزها عمقا مختلفا , ووفقا لدراسة إسرائيلية تحمل عنوان (عدم أهمية اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بـ"سيادة" الاحتلال الإسرائيلي على هضبة الجولان السورية)، إلى جانب عدم شرعيته وقانونيته. الدراسة صدرت عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، لتؤكد ان الحكومة الإسرائيلية المقبلة لن يمنعها اي سبب من إجراء مفاوضات مع سورية حول هضبة الجولان، كما أن إدارة أميركية أخرى قد تغيرهذا القرار اذا تم الرهان على الديمقراطيين . وأنه من غير المعقول أن تقود هذه الخطوة إلى التصعيد مقابل سورية أكثر من التوتر القائم، كما أنه ليس لها تبعات أمنية خاصة . بل هي تضيف مصاعب لقدرة الإدارة الأميركية على دفع صفقة القرن والتعاون مع دول المنطقة.فقد أصبحت صورة الإدارة الأميركية كمن تقف إلى جانب إسرائيل من دون شرط، ويمكن أن تكون لسياستها تبعات داخلية حيال المفهوم داخل إسرائيل بالنسبة للقدرة على ضم مناطق أخرى في الضفة الغربية. سابقا في كانون الأول/ديسمبر عام 1981، لم تعترف أي دولة بقرار "ضم الجولان"، الذي إتخذته حكومة مناحيم بيغن، وحافظت المنظومة الدولية بحرص شديد على المبدأ الذي استهل قرار مجلس الأمن الدولي 242، بأنه لا موافقة على إقتناء منطقة بواسطة الحرب . كذلك إتخذ مجلس الأمن القرار 497، الذي أكد أنه لا توجد لقرار "الضم" أهمية من الناحية الدولية. وجهة النظر الاسرائيلية تجد أن خطوة ترامب ونتنياهو نابعة من احتياجات سياسية داخلية. كلاهما بحاجة إلى هذه الخطوة من أجل إرضاء قواعدهما السياسية. نتنياهو موجود في أوج حملة إنتخابية، وهدفه منع ذهاب ناخبين إلى خصمه الأساسي، حزب كاحول لافان، ومنافسيه في معسكر اليمين. وترامب موجود، عمليا، في حملة إنتخابية منذ إنتخابه، وبدأ نشاطا مكثفا من أجل ضمان إنتخابه لولاية ثانية في العام 2020. و هذه ليست الحالة الأولى لتدخل إدارة أميركية في الانتخابات في إسرائيل، في محاولة لمساعدة المرشح المفضل على الرئيس الأميركي, ويبدو ان نتنياهو سيحذوا مع بوتين نفس الصفقة التي دبرها ترمب معهم. من الجائز أن حافزية سورية لمحاولة ألمس بإسرائيل، التي أصبحت موجودة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية في الأراضي السورية في السنوات الأخيرة، ستزداد وستؤيد بشكل أكبر جهود حزب الله وميليشيات شيعية أخرى لبناء قواعد لتنفيذ عمليات في هضبة الجولان، يتم تنفيذها لدى الحاجة. الدراسة الإسرائيلية ترى ان إيران والميليشيات الموالية لها تخوض مواجهة عسكرية محدودة مع إسرائيل في الأراضي السورية، ولا يبدو أنه سيكون لخطوة ترامب تأثير على ميزان حافزياتها وإعتباراتها إزاء العمل ضد إسرائيل. وهكذا هو الحال بالنسبة للحلبة الفلسطينية أيضا. البعد الديموغرافي لسكان اسرائيل اشكالية تطرح نفسها في هذا الوقت , فيبدو ان هنالك تخوفا من هذه الجزئية إذ نشر مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي ، معطيات حول عدد السكان بين النهر والبحر وتوقعات حول الوضع الديمغرافي بعد ثلاثين عاما وكذلك حتى العام 2065. ووفقا لمكتب الإحصاء، بلغ عدد سكان إسرائيل، في بداية العام الحالي ، 8.8 مليون، بينهم 6.6 مليون يهودي (يشمل المستوطنون في الضفة الغربية) و400 ألف غير معرفين دينيا وهاجروا إلى إسرائيل بموجب "قانون العودة" وغالبيتهم من دول الاتحاد السوفييتي السابق. وبلغ عدد العرب 1.8 مليون نسمة، بينهم الفلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة والسوريون في هضبة الجولان المحتلة. المعطيات نفسها اكدت ان نمو سكان اسرائيل في تراجع و إذا أضفنا كل منطقة الضفة الغربية وكل سكانها إلى دولة إسرائيل، فإن الأغلبية اليهودية ستتقلص إلى 60%، ما يجعل مصطلح دولة يهودية وديمقراطية فاقدا لمعناه عمليا؛ وإذا أضفنا سكان غزة، فإن الأغلبية اليهودية ستتقلص إلى 50% وسيصل مشروع الدولة اليهودية إلى نهايته.هذا من جهة . ومن جهة أخرى فيما يتعلق بالتبعات السياسية، يبدو ان المجتمع الدولي برمته سيستمر بالتعامل مع الخطوة الأميركية مثلما تعامل مع القرار الأميركي بشأن نقل السفارة إلى القدس. وسيواصل عدم الاعتراف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان. ويمكن أن تتم ترجمة معارضة القرار الأميركي بخطوات فعلية، مثل أن يحاول العالم العربي وتركيا تمرير قرارات في هيئات الأمم المتحدة، تعبرعن معارضة لهذه الخطوة.وربما زيارة اردوغان المتوقعة الى الاردن تحمل ملفات عدة أهمها المقدسات والوصاية وسيادة الجولان .وإعادة إقرار القرار 497 لكن قد تقابل مبادرات كهذه بـ"فيتو" أميركي في مجلس الأمن، رغم أنه يتوقع أن يتم قبول تصريح بهذه الروح في الجمعية العامة. عدا ذلك، لا يتوقع خطوات فعلية ملموسة في الحلبة الدولية. القرار الأميركي حول الجولان المحتل، سيضع صعوبات أكثر أمام التعاون العلني للحكام العرب مع إسرائيل، سواء هؤلاء الموقعون على اتفاقيات سلام أو الدول التي تقيم علاقات غير رسمية مخفية ، مثل دول الخليج . والإعتبار أن المعارضة والعداء من جانب قسم كبير من الدول العربية لنظام الأسد سيترجم إلى موافقة على الخطوة الأميركية، لا يأخذ بالحسبان الفصل الذي تمارسه هذه الدول بين النظام والدولة السورية السيادية. فهل فعلا اعتراف ترامب بالسيادة الاسرائليية فاقد لمعناه على ارض الواقع وهل اسرائيل تواجه داخليا صعوبات جمة ستترجم بعد الانتخابات الاسرائيلية ..وهل العرب يدركون ورقة الضغط هذه ؟؟؟
#ميساء_المصري (هاشتاغ)
Mayssa_Almasri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأردن ....وحالة الحرب .
-
الوصاية الهاشمية ....اشحذوا الهمم.
-
ما بين الفساد والقرن ....قصة الأردن.
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|