أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 88)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 88)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6190 - 2019 / 4 / 3 - 17:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العدم عند المعتزلة هو شيء، اي ان الاشياء و قبل ان يكونوا و يظهروا كانوا موجودين، و بهذا المعنى ان الوجود ليس بقديم او حديث، و عند المعتزلة ان وجود الشيء و ليُقال بشيء هو شيء ليس بشرط ان يوجد ذلك الشيء و انما يكفي اثبات وجود الشيء يكفي، لذا انهم يؤمنون بوضوح بفصل الوجود و الاثبات، عند اولاءك الذين اعتقدوا بفصل الوجود عن الاثبات، عند اولاءك الذين اعتقدوا بشيئية العدم، يقولون ان الوجود و الاثبات و العدم و النفي مختلفان ( 8). فبهذا المعنى ان العدم غير مساو بالوجود المطلق، كما ان الوجود غير مساو بالوجود المطلق. لذا ان النفي اعم من العدم بذاته، لانه يمكن ان لا يكون شيء الان و لكنه ليس بنفي كالقيامة مثلا و كما ان القرآن يقول (ان زلزلة الساعة شيء عظيم) اي ان زلزلة يوم الاخرة شيء عظيم، في الوقت ان ذلك اليوم لم يات بعد، وبعكسه ايضا، يمكن ان لا يكون الشيء في الماضي و هذا ليس بنفي كما هي الاشياء التي موجودة الان، اي ان عكس الوجود هو العدم كما ان اعكس النفي هو الاثبات، و لكن العدم في الوجود و الان، لان الاثبات و العدم ليسا بمخالفين. قالت المعتزلة ان الاشياء المعلومة مربوطة بوجود الاشياء في الوجود، لان وجودهم مساو بمعلوميتهم( يجب ان يكون المعلوم شيئا ليكون لدينا العلم(9).) و بهذا الشكل فان المعتزلة فصلوا بين الوجود و المثبت، وعندهم الشيئية للشيء ليس هو الموجود و ان يُرى كما هي المخلوقات و انما هو الشيء الذي يقبل الاثبات، و الشيء هنا كالله و يوم القيامة، ان تلك هي الاشياء بمعنى ان العقل اثبتها، اما انهم معدومين بمعنى غير معلومين كما الله و لم ياتوا كما هو يوم القيامة، لذا كما هو حاليا لم تات القيامة بعد و لكنها شيء، و بالشكل ذاته اننا ايضا لم نكن في الماضي، لكننا كنا شيئا، و في النتيجة الشيئية تعني العلم و المعلومات، و ان كان في اكثر المرات و بسبب هذا التوجه اتهمت المعتزلة بانهم يؤمنوا بقدم المخلومات، كما هم اليونانيين القدماء، و ليس بقدم الاله و انما في الحقيقة يمكن ان ما قصدته المعتزلة هو قبل ان يصبح الوجود شيئا كان موجودا في علم الله و هذا يجلعنا ان نقول ان العدم شيء ايضا لان وجودهم كما هو الشيء الذهني في العلم الالهي و هو ما يجعلهم ان يكونوا شيئا.. و هذا التوجه نفسه لاحد الباحثين للثقافة الفكرية الاسلامية، وعنده ان المعتزلة عندما قالوا ان العدم شيء، لم يقصدوا انه شيء و موجود، بمعنى وجود الاشياء في ظرف العدم قدماء، كما هو الله. في الوقت ان المعتزلة آمنت بقوة ان الله بذاته فقط هوالقديم. و حتى فكرة مخلوقية القرآن كان لها علاقة قوية بتلك العقيدة، اي ان مقصدهم بشيئية العدم، انه شيء في علم الله، اي انه شيء معرفي و ليس بحقيقي، لم يكن كلامهم في سياق الحوارات على الوجود الفعلي، و انما الوجود الذهني او الواعي، اي انها الماهية التي تقع قبل الوجود المجسد، لذا فان هذا الموقف مستند على الموقف من العلم الالهي( 10) لان الاشياء و قبل ان يكونو كانوا اشياءا موجودين في علم الله.
ان قسم من هذه المشكلة في الجانب الفكري و هو الذي بشكل مباشر ما كان عليه دين المعتزلة، الذي تعتقد ان العدم كان شيئا دائما، هل انه الشيء ذاته بان الاشياء كانت موجودة مع الله في خارج العلم و القدرة الالهية، ام انهم اتبعوا التوجهات الفلسفية لليونانيين القدماء؟ او كلا انهم ارادوا بان يلائموا التفهم الفلسفي اليوناني مع المعطيات القرآنية؟ ان العاقبة الحقيقية لهذا التذمر هو اننا في الحقيقة لم نحصل على اي نتاج مستقل للمعتزلة لتحليل عقيدتهم في هذا المجال حتى الان، ان الموجود هو نقل توجهاتهم عن طريق مناوئيهم، مثلا ماتوريدي كمناويء صلد للمعتزلة في القرن الرابع الهجري في كتاب التوحيد و بعنوان شيئية المعدوم عند المعتزلة و الاجابة عنها(11) الّف قسم خاص للاجابة عن هذا التوجه، و بالعودة الى هذا المؤلف لم نحصل على اجوبة ل؛تلك الاسئلة، لانه عدا كونه عدوا لدودا للمعتزلة، فانه في الوقت نفسه انه نقل تلك العقائد التي كانت محل الانتقاد فقط، و بالشكل ذاته ان ابن حزم و في قسم خاص يجيب بشكل مفصل عن تلك التوجهات للمعتزلة التي تقول بان العدم هو شيء.، و بعنوان (ان الكلام عن العدم شيء ام لا ؟ ( 12) انه ايضا لم يرو لنا السبب الحقيقي لتلك العقيدة لدى المعتزلة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (87)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 86)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (85 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (84)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (83)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 82)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 81)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (79)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 79)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 78)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 77)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (76)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (75)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (74)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (73)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (72)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (70)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (69)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 68)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 88)