أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نديم جرجوره - علم آثار المعركة














المزيد.....

علم آثار المعركة


نديم جرجوره

الحوار المتمدن-العدد: 438 - 2003 / 3 / 28 - 03:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



لن يهدأ المتظاهرون الغربيون، حتى ولو بدأت نعوش جنود أميركيين بالوصول إلى <<أرض الأحلام>> الموؤودة. لن يهنأ لهم بال، ما دامت الإدارة السياسية الأميركية ممعنة في تمزيق الأعراف الدولية ومتجاهلة ما يريده الرأي العام. هذه ديمقراطية جورج دبليو بوش، التي تشبه ديكتاتورية صدام حسين والأنظمة العربية. في الغرب، ينزل المتظاهرون إلى الشوارع رافعين شعارات السلام والعدالة والحق. وفي عواصم عربية عدّة، لا يتجرأ أحد على إعلان رغبة صادقة في ديمقراطية حقّة وعادلة وحقيقية. بعض المتظاهرين العرب لم يخجل من رفع صور الطاغية صدام حسين. كأن المطالبة بالسلام لا تستقيم إلا بصورة أحد قاتليها. أو كأن مواجهة الإدارة الأميركية لا تمرّ إلا بقصور عربية تفوح منها روائح العفن والدم والنفط.
في الغرب، شنّ مثقفون وفنانون حملتهم ضد رئيس <<وهمي>> قاد بلده ومجتمعه إلى حرب <<وهمية>>، على أساس ديمقراطي سلمي، شابتها صدامات مع رجال الشرطة. في عواصم عربية، اعتاد المتظاهرون الوافدون إلى الشوارع من أصوليات وادّعاءات فارغة بالديمقراطية، على الحرق والقتل والعنف. مثقفون وفنانون عرب دافعوا عن العراق وطاغيته، بحجّة واهية مفادها أن المعركة الداخلية مؤجّلة إلى ما بعد الانتهاء من الغزو الخارجي. آخرون طالبوا <<مستملك>> البيت الأبيض بالتدخّل للتخلّص من الطاغية العراقي. الفريقان مخطئان: إن تأجيل المعارك الداخلية أدّى إلى فوضى المجتمع والسياسة، وساهم في إيصال رعاة البقر الأميركيين والغربيين إلى حقول النفط والدم. ودعوة الخارج إلى إنقاذ المجتمع من فساده وخرابه، استقالة من المهمات الأساسية المفروضة على المثقف والمواطن والعامل معاً.
هناك مناضلون عرب ثابروا، منذ سنين طويلة، على كشف عورات المجتمع العربي. سعوا إلى قراءته النقدية، بحثا عن سبل تحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والديمقراطية. اتّهموا، مراراً، بالخيانة والعمالة. في الغرب، التزم مثقفون كثر مبادئ كهذه. دافعوا عنها. تعرّضوا لمضايقات جمّة. في مناخ الحرب الأميركية على العراق، اتّهموا بالخيانة، بأسلوب مكارثي فجّ. فرح بعض العرب بهم، متناسين معتقلي الرأي في السجون العربية. لم ينتبهوا إلى أن المناضلين الغربيين هؤلاء تجاهلوا، مثلاً، مأساة الفلسطيني في الدفاع عن حقّه في الحياة والأرض والتاريخ والمستقبل. مع هذا، سُعدوا بهم، ظنّاً منهم أن على الآخر أن يحمي، باستمرار، وجودهم، وأن يطالب، دائماً، بحقوقهم.
إذاً، اندلعت الحرب الأميركية البريطانية على العراق (والعرب) فجر الخميس الفائت. قبل ذلك، عاش العالم كلّه أشهرا طويلة في ظلّ تهديدات كشفت حجم الجنون والغضب في داخل الإدارة السياسية الأميركية. لم يعد هناك مجال لكلام عن مشكلة داخلية واحدة. فالحرب الأميركية تهدّد الوجود العربي برمّته، وتسعى إلى إعادة رسم خريطة جديدة للدول العربية. في حين أن الناشطين <<الثقافيين>> مولعون باستعادة التاريخ العراقي العريق، بحثاً في ذاكرته عن أسمى المحطات وأجملها، لصوغها مجدّداً في وجه الامبريالية الأميركية. تُرى، من تجاوز رغبة شعبه في السلام، ومزّق ميثاق أمم ومواقف دول مناهضة للحرب، سيقرأ شعر العراق وحضارته وفنونه؟

 
©2003 جريدة السفير
 


 

 



#نديم_جرجوره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلمه عن 11 أيلول هوجم لتعرضه لإسرائيل شاهين: لست تابعاً لأح ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نديم جرجوره - علم آثار المعركة