أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين .














المزيد.....

زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كشفت زيارة البابا فرانسيس للمغرب يوم السبت 30 مارس 2019 الموقف الحقيقي لتيار الإسلام السياسي بفصيليه الإخواني والسلفي من النظام الملكي . إذ لطالما دارى التيار عن موقفه من النظام وشرعيته الدينية وصلاحياته الدستورية في حماية الملة والدين . فباستثناء جماعة العدل والإحسان التي تفصح أدبياتها عن موقفها المناهض للنظام الملكي الذي تصفه "بنظام العض والجبر" و "الملك العضوض" وكذا التنظيمات الإرهابية التي نفذت سلسة عملياتها الإجرامية منذ 16 ماي 2003 بهدف زعزعة استقرار الوطن ونشر الفتن ، فإن باقي التنظيمات الإخوانية والسلفية ظلت تمارس التقية متظاهرة بالولاء لولي الأمر وتحريم الخروج عليه . إلا أن زيارة الملك محمد السادس رفقة البابا لمعهد تكوين الأئمة والاستمتاع بحفل يليق بمقام زعيم مسيحيي العالم تخللته ترانيم مسيحية ويهودية مشفوعة بابتهالات مستوحاة من الآذان ، أسقطت عن تنظيمات هذا التيار القناع لتظهر حقيقة موقفه من النظام الملكي . ويتضح مما أصدره هذا التيار من بيانات أن الملك ، بموافقته على فقرات الحفل بالشكل الذي امتزجت فيه الترانيم بتلك الألفاظ المستوحاة من الآذان ، أتى ــ حسب بيان رابطة علماء المسلمين :"منكرا وزورا" وهو بالتالي "أمر محرمٌ شرعاً". ومعنى هذا أن الملك بات يرتكب "المحرمات شرعا" ويأتي "المنكر والزور" ؛ ومن ثم بات الدين الإسلامي بحاجة إلى من "يحمي حماه" . بل إن أعضاء من هذه الهيئة الذين سبق واستفادوا من عفو ملكي بعد إدانتهم بالسجن في قضايا تتعلق بالإرهاب ، بدل الامتنان لما أنعم عليهم الملك ، سارعوا إلى الإفتاء بأن ( الذي وقع من التلفيق بين الأذان وشعائر الكفر، ومثله الدعوة إلى إقامة الصلوات المشتركة في أماكن العبادة لمختلف الأديان؛ سواءً بابتداع صلاة يشترك فيها الجميع، أو بأن يصلي كل واحد صلاة الآخر وغيرها من الشعائر التعبديّة؛ لأمر محرمٌ شرعاً، بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع؛ بل هو تكذيب للقرآن والسنة في بطلان تلك الأديان) . ومن ثم أصدر هؤلاء المتطرفون تحريضهم ضد النظام (يعد هذا الحدث الخطير ضرباً لثوابت الأمة في دينها وعقيدتها ) لكونه (تكذيب للقرآن والسنة في بطلان تلك الأديان) .
ونفس الاتهام وجهه أحمد الريسوني رئيس ما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" بكون المزج بين الابتهالات والترانيم المسيحية هو "استخفاف بمقدسات" الأمة "وثوابتها الشرعية" .
هكذا تكالب الإخوان والسلفيون على النظام ــ رغم كل الامتيازات التي ينعمون بها في ظله ــ فسارعوا إلى اتهامه برعاية "الكفر" و"المنكر" و"الاستخفاف بالمقدسات" و"تكذيب القرآن والسنة" . وليس غريبا على هؤلاء أن تصدر عنهم مثل هذه المواقف والفتاوى التكفيرية . فالريسوني ظل هو نفسه ذاك الذي أفتى قبل 16 ماي 2003 ، بأن الملك محمد السادس ليس مؤهلا ليتولى إمارة المؤمنين بحكم تكوينه الأكاديمي البعيد عن التكوين الفقهي والشرعي . واليوم جاء الريسوني ومعه حلفاؤهم من باقي التنظيمات المتطرفة ليستهدفوا الأسس الشرعية /الدينية للنظام وليناهضوا قيم التعايش والتسامح التي عاش عليها المغاربة عبر التاريخ وكرسها دستور 2011 .
لم يشأ هؤلاء المتطرفون أن يتحرروا من فقه التفسيق والتبديع والتحريم لكل ما هو جميل يسر النفوس ولكل ما هو إبداع فني يرقى بالحس السليم ويغذي الذوق الرفيع ويسموا بالإنسان إلى مراتب الصفاء الروحي والتخلص من ثقافة الضغينة والكراهية والاستعلاء. إنهم لا زالوا يلوّكون ذك الفقه البئيس وتلك العقائد المنغلقة التي تحرّم الموسيقى والفنون إنتاجا وسماعا وتعتبر الآلات الموسيقية "مزامير الشيطان" ، بينما ينشرون عقائد القتل وثقافة الموت وفقه الكراهية والسبي والاغتصاب .
إن ما أقدم عليه هؤلاء المتطرفون ليفرض على الدولة التعامل بصرامة مع فتاوى التكفير والتحريض على الكراهية عبر تجريمها دستوريا وتشديد عقوبتها قانونيا . ففي الوقت الذي يبذل المغرب جهودا حثيثة لدسترة حقوق الإنسان ومواءمة قوانينه مع المواثيق الدولية ذات الصلة ، تقاوم هذه التنظيمات إستراتيجية الدولة وتناهض سياستها الحقوقية . كما يقتضي من الدولة أن تجند هيئاتها الدينية ومجالسها العلمية لكي تتصدى لهذه التنظيمات المتطرفة وتسفّه مواقفها وترد على فتاوى التكفير والتحريض على الكراهية التي لا تترك مناسبة إلا وأشاعتها . فالأمن الروحي والفكري لا تضطلع به الأجهزة الأمنية وحدها ، بل هو موكول أساسا إلى الهيئات الدينية الرسمية التي تتقاضى على مهامها أجورا من خزينة الدولة . لهذا فالواجب الديني والوطني يقتضي من هذه الهيئات الدينية حماية عقائد المواطنين من فتاوى التكفير والكراهية وإشاعة قيم التسامح والتعايش مع أتباع كل الديانات .
ليس أمام الدولة إذن، سوى التعامل بحزم مع دعاة الفتنة حفاظا على الأمن الروحي والفكري للشعب المغربي . وأي تهاون هو تشجيع للمتطرفين ولمخططاتهم التخريبية التي تستهدف أمن الوطن وحياة المواطنين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط شعار -حجابي عفّتي-.
- درس نيوزيلندا درس لنا .
- أين مشروع الإسلاميين للنهوض بأوضاع المرأة ؟؟
- دور الهيئات والمنظمات النسائية في النهوض بأوضاع المرأة بالمغ ...
- من كانت مرجعيته -محددة من عند الله- فمكانه الزاوية وليس الحك ...
- يوم كانت المدارس القرآنية تكوّن الوطنيين .
- إستراتيجية الإخوان لتطويق النظام .
- ما مدى نجاعة المقاربة الدينية في مواجهة التطرف والإرهاب ؟
- أيها الريسوني:الإرهاب فتاوى يصدرها الشيوخ وينفذها الشباب.
- كماشة التطرف تطبق على المجتمع المغربي.
- ابحثوا عن مسئولية الدولة في الجرائم الإرهابية.
- لولا العلمانية لما تمتع المسلمون بجزء من الحقوق الإنسانية.
- الدعوشة تغزو المجتمع وتنخر الدولة.
- خلفيات إطلاق اسم منظّر الإرهاب -سيد قطب- على شارع بطنجة .
- تونس تؤسس للدولة المدنية في العالم العربي.
- احذروهم فهم يكيدون.
- تثبيت التوقيت الصيفي تأكيد للتبعية وفقدان للسيادة.
- الحكومة المغربية تحتجز الشباب في وطن لم يعد لهم .
- لازال في الإمكان تصحيح ما كان .
- دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - زيارة البابا تسقط القناع عن تطرف الإسلاميين .