أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الدين حسو - المجتمع المدني السوري وشجرة غودو














المزيد.....


المجتمع المدني السوري وشجرة غودو


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 00:20
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع المدني السوري و شجرة غودو

بعد ثمان سنوات من تجربة العمل مع المجتمع المدني في تركيا يمكنني القول: من المبكر المراهنة على المجتمع المدني في الشرق الأوسط كي يكون شريكا في إدارة البلاد. ومن المبكر جعله أهلا لسد الفجوة بين الشعب والسلطة.
ففي تركيا _التي لها تجربة طويلة مع المجتمع المدني_ اثبت المجتمع المدني عجزه ان يكون شريكا. الأحزاب السياسية لها الدور الاكبر. لا زالت المقاليد بيد الأحزاب. لنسأل المجتمع التركي بكافة أصنافه وطبقاته وفيئاته، ماذا يعرفون عن المجتمع المدني؟ هل في الجامعات التركية كلية اسمها المجتمع المدني؟ كم رسالة ماجستير في دور المجتمع المدني؟
ستبقى منظمات المجتمع المدني في الدرجة الثانية. مهمتها: الإغاثة الصحية والغذائية والاجتماعية. دورها : تعزيز الأحزاب السياسية التي تنتمي إليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
لم تقدر منظمات المجتمع المدني التركية ان تلعب دورا حيويا في الانتخابات المحلية الأخيرة، بل كان دورها وظيفيا. فازمير مثلا لو اختنقت من الزبالة وتحطمت بسبب الحفر فلن تصوت إلا لحزب الشعب. وكذلك هتاي حيث الإنتماء الطائفي لعب ويلعب دورا كبيرا بغض النظر عن الخدمات . ولن يكون نموذج حزب الشعب في اكسي شهير المثال العام، فهو طفرة، لانه الفائز هناك منذ خمس دورات يقدم خدمات هائلة جيدة. وكذلك ديار بكر وغيرها من المحافظات التي تجمع المكون الكردي. وكذلك الأماكن التي تجمع المكون التركماني. الشعب في تركيا يدرك أهمية الصوت الانتخابي ولكن ادراك أهمية صوته شيء والتصويت شيء.

اما في سوريا. منظمات المجتمع المدني هي أقرب للمنظمات الأفريقية حيث منظمات المجتمع المدني هي منظمات عائلية نفعية. مرتبطة بالمنظمات الغربية التي تبحث عن شركاء منفذة لاجندتها. وهي تابعة للسلطة أولا وللداعم ثانيا. عملها اغاثي صحي تعليمي اجتماعي.
هذا هو القميص المفصل لمنظمات المجتمع المدني . رفض هذا القميص يحولها لشجرة توت في فصل الشتاء. . ولن يترك لها سوى خياران. أما التواري أو الاتهام بالجنون.
صفوة القول : المجتمع المدني لم يكبر بعد في الشرق الأوسط. ما زال طفلا. ولا أمل فيه طالما هو تابع لا متبوع. منفذ لا مؤسس. عائلي وليس مؤسساتي.
والمخرج من النفق المظلم، يتطلب شعلة ومخططا و دليلا.. وهذا لا يتوفر حاليا على مستوى العالم الا في الأحزاب. لذلك نحتاج لحزب قوي قادر على النهوض بالمجتمع الذي يمثله أو يتطلع إلى قيادته.
وهذا الحزب يكون واع مدرك لمهمته ويقدم الغذاء والمناخ المناسب لكي ينمو المجتمع المدني بشكل صحي ومدورس.
ونختم بهذا المثال السيء:
لمع في تركيا مطرب في التسعينات، وبدأ يكتسح النجوم، قيل عنه انه لقيط تم تربيته في إحدى دور تربية اللقطاء، ولكن بعد سنة أو أكثر، ظهرت فضائح له من اغتصاب وغيرها. فانتهى.
التربية الناضجة تحتاج لزمن وجهد.
وحتى يأتي ذلك سنبقى متجمعين تحت شجرة بيكيت. نتبادل الأدوار. قسم يختار دور (فلاديمير) المهوس بالتفكير والمناقشات العبثية، وقسم يختار (استراجون) الضحية التي تتعرض للاعتداءات. وقسم يختار دور المتسلط (بوزو( وقسم يختار دور (لاكي) العقل المرفوع الي أجل مسمى، والكل ينتظر (العيل) الذي يبشرهم بقدوم غودو المنقذ غدا.
علاء الدين حسو



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصية كمال جنبلاط والمجتمع المدني في سوريا


المزيد.....




- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...
- بالأرقام.. حجم خسارة ألمانيا حال إعادة اللاجئين السوريين لبل ...
- الدفاع الأمريكية تعلن إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانا ...
- دراسة: الاقتصاد الألماني يواجه آثارا سلبية بإعادة اللاجئين ا ...
- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علاء الدين حسو - المجتمع المدني السوري وشجرة غودو