أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد السلام انويكًة - تدبير الجبل بالمغرب.. أية رؤية وأية تنمية















المزيد.....

تدبير الجبل بالمغرب.. أية رؤية وأية تنمية


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 20:35
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


باهتمام وجدل بيئي وسؤال كان الجبل دائما ولا يزال، لموقعه كمورفولوجيا ضمن المجال المغربي وكوسط سسيو ثقافي/ ولعله سياق ندوة وطنية انعقدت قبل حوالي ربع قرن بكلية الآداب والعلوم الانسانية سايس فاس، وكانت قد تمحورت حول "الجبل في تاريخ المغرب"، ما تم تناوله في علاقته بأودية وتجارب حكم وتوسع وغزو أجنبي عبر فترات تاريخ البلاد. اضافة الى نماذج جبلية من خلال تجليات روحية ووقائع عسكرية وسياسية، فضلا عما حضر هذه الندوة من سؤال حول الجبل والمقدس زمن ما قبل الاسلام كذا درجة مركزيته وهامشيته ضمن المجال المغربي.
وبقدر ما أثير حول الجبل من اهتمام وأنجز حوله من تقارير خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب، وما تحقق من أبحاث ذات صلة من قِبل باحثين مغاربة بعد استقلال البلاد، بقدر ما يُسجل من ندرة في السؤال العلمي الراهن حول الجبل كمكون ومعطى مجالي طبيعي معبر في علاقته بالانسان والثروة والتنمية والتدبير والتباينات والاقتصاد والجهوية والنماء المحلي... ولعل الجبل بالمغرب مجال ترابي واسع ومعقد في آن واحد، واسع إذا ارتأينا ما هو امتداد ونفوذ من حيث جملة ثروات حيوية تجمع بين المياه والغابات والمعادن وتُحَفِ المشاهد... وهو مجال معقد من حيث واقع حاله الاقتصادي والاجتماعي والانمائي والولوجي.. كذا حجم ما هو مطروح به من إكراه مُركبٍ الى حين.
وإذا كان قد تم استحضار الوسط القروي بما فيه الجبل منذ الاستقلال من خلال سياسات ترابية واختيارات، فنتائج ما تم تسطيره على الورق لا تزال معالمه بغير المنشود واقعياً. ومن هنا أهمية ليس فقط الوقوف على مساحة اختلال وتباين، بل طرح المنصف الجديد الانمائي لفائدة الجبال الذي يقوم على خصوصية ومؤهلات وما ينسجم مع متطلبات البلاد والعباد وواقع المعيش. وبقدر ما الجبل هذا الامتداد الواسع من المجال المغربي هو واقع حال على درجة من السؤال والإكراه والتعقيد، بقدر ما هو نِتاج كيفية تمت بها منهجَتُه وتنظيمه وتأطيره وتدبير ترابه، الأمر الذي يحتاج الى اعادة مساءلة ضمن سياق النماء المجالي المحلي الجهوي والوطني. وعندما نقول ما تم اعتماده من سبل تدبير الجبال في الماضي نعني بذلك ما هو استراتيجي، كقراءات واختيارات وحدودِ وقعٍ رسَمَها للتنمية المحلية بهذا المجال.
وباعتباره وسطاً قروياً ما أحوج الجبل للرأي والمقترح العلمي الوظيفي الانمائي، كآلية عمل تشاركي وتقاسم أدوار لانجاح التجارب والخيارات عامة كانت أم خاصة. وكثيرة هي الأسئلة التي لا تزال عالقة حول النماء بالمغرب بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال، بل والمرتبطة منها بالوسط القروي هي الأكثر الحاحاً لعوامل موضوعية. وقد يكون لانخراط الفعل الجمعوي في بلورة مشاريع انمائية ضمن اقتصاد اجتماعي، أمراً رافعاً وحيوياً إن هو تأسس على ما ينبغي من التأطير للنهوض ليس فقط بالجبل في المجال المغربي، بل بالبادية ككل كمجال لا يزال بِنْيَةً بتركيب معقد.
ويتبين أن سياسة تدبير التراب منذ الاستقلال غابت عنها مكانة الجبل في المجال المغربي، وغاب عنها استشراف حاجيات هذا المجال البشرية الحقيقية وما يحتويه من عمق استراتيجي وموارد هامة في حاجة لتأهيل وإعداد. وعندما نتحدث عن الجبل واقتصاد الجبل تحضرنا البادية المغربية بمشاهدها غير المتوازنة وغير المسايرة للتحولات العامة التي تعرفها البلاد. كواقع هو نِتاج سياسات اعتُمِدت عبر تجارب ما بعد الاستقلال كاختيارات وطنية، بقدر ما كانت بأهداف طموحة بقدر ما كانت بانجازات محدودة على أرض الواقع مع استثناءات محدودة ونطاقية. ولعلها تراكمات يؤدي ثمنها الأن الجبل ومن خلاله بوادي البلاد ككل، حيث الهشاشة وصعوبة الولوجية وتحديات الانخراط في النماء المحلي.
ولا شك أن بنية الاقتصاد والمجتمع بالمغرب كمجال جغرافي، تقتضي اعطاء الجبل ما يستحق كمجال استراتيجي في حاجة لسبل تنمية أكثر انسجاماً وتجاوباً واستثماراً للموارد المحلية، علماً أن الجبال المغربية هي بمؤهلات بشرية وطبيعية هي بحاجة لاعادة القراءة والتدبير. ولجعل هذا الأخير بأثر في التنمية لا بد من أخذ الوظيفي الانتاجي بعين الاعتبار، واعادة التوجيه لفائدة العقلنة في اطار ضبط علاقة الانسان ببيئته المحلية. واذا كان اتخاذ قرار تدبيري ترابي مجالي انمائي ما رهين بما هو ثقافي اجتماعي وبيئي لتحقيق رضى وقناعة الفاعلين، فإن نماء الجبل ومن خلاله الوسط القروي ككل يقتضي فهم علاقة الانسان بوسطه المحلي أولا، كذا العلاقة بين الإمكان الحقيقي والأمر المراد إنماءه لبلوغ انجازات بقيمة مضافة على ارض الواقع. وحتى يكون الجبل بموقع مناسب في التنمية المحلية لابد له من شروط، منها قدرة تجاوبه مع الحاجة المحلية كاقتصاد اجتماعي أكثر تجاوباً مع المتوفر من المقدرات، ناهيك عن بنية ولوجية وقدرة تسويق الخصوصية ضمن المنتج للثروة وفق سسيولوجيا محلية رافعة لتنمية مستديمة.
وحتى يكون الجبل المغربي باقتصاد اجتماعي وغير اجتماعي من المفيد توفر عنصر بشري مؤهل لمسايرة التحول، بحيث الوقع الاجتماعي الهش في هذا الاطار لا يساعد على توجيه الجبال الى ما هو أفضل، وجودة التدخل تحتاج ليس فقط لكفاءات بل أيضاً لطاقات بشرية محلية على قدر من التكوين والتأهيل بعيداً عن العزلة والهشاشة. ويتبن أن تنمية الجبل ومن خلاله الوسط القروي عبر اقتصاد اجتماعي بشكل ناجح، يحتاج الى استيعاب ما يطبع هذا المجال من تنوع، للتمكن منه وتوجيهه بما يفيد في الغنى والثروة والنمو والتحول. بل تدبير المجال الجبلي يقتضي أيضاً منهجاً واختياراً يجمع بين الابداع العملي الفكري الوظيفي وبين الواقع وحاجيات السوق وما هو متوفر من موارد، دون تجاهل لطبيعة الفاعل في المجال كخصوصية سسيو ثقافية ومعه درجة الارتباط بالبيئة المحلة والقدرة على التنافس.
ولعل الجبال المغربية بكائِنِها الحالي كمجتمع واقتصاد وثقافة..هي بحاجة لاختيارات ونظم ترتيب ومخططات وبرامج أكثر انسجاماً مع الرهان المحلي والجهوي. فما عرفته البلاد من سبل تدخل وتجارب في التنمية القروية وضمنها الجبل، كانت بإنصاف محدود في حصيلتها من حيث استثمار واستغلال ما هو متوفر بها من موارد، فالسدود التي تم احداثها كمنشآت وموارد مائية ضخمة توجهت لخدمة مناطق أخرى وبعيدة غير ما هو محلي وجهوي، ومن هنا نوع من افقار الجبال واغناء السهول وبالتالي نماء مجالي غير متوازن. وقد بات الوسط القروي يعج بشباب جامعي باحث عن الشغل، من إشكالاته صعوبة ادماجه في نماء الجبال من خلال اقتصاد اجتماعي، في غياب آليات تجمع بين تكوين مهاري وأساليب دعم مادي. وفي علاقة بتنمية الجبال المغربية ومن خلالها البادية ومن أجل بلوغ المنشود من النتائج في هذا الباب، فإن الجهوية والجهة مدعوة لأدوار طلائعية في أفق نماء متناسق ومتوازي عبر الممكن من السبل المتاحة، ومنها ما هو كائن ضمن توزيع عادل للثروات وللأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
عبد السلام انويكًة .. باحث



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كهف الغار-.. القرية والمغارة .. مخزون سياحي طبيعي نوعي ومتف ...
- المراكز الجهوية ورهان تكوين الأطر وتكوينهم المستمر ..
- حول العلاقات المغربية التركية
- منتزه تازكة الوطني .. المغرب
- المغرب وتركيا .. تاريخ في خدمة مستقبل بلدين ..
- من مغرب الحماية .. ذاكرة تلاميذ وطن ..
- فرقة تزي فيزيون للموسيقى المغربية تتألق في بلاطو ضيف ونغم
- تازة: البلاطو الثقافي الفني ضيف ونغم احتفالا باليوم الوطني ل ...
- تازة: حصن البستيون..في زمن القانون..؟؟
- منسقية النسيج الجمعوي التازي
- المجال المغربي ورهان سياحة مياه الاستشفاء
- أكنول بين رحابِ تاريخِ فخرٍ وعِزْ.. وأفقِ رهانِ شجَرةِ لَوْز ...
- تازة: بين سؤال البحث العلمي والأرشيف المحلي ورهان التنمية
- بعض.. من شائك تاريخ المغرب
- بعض من غير المألوف في تاريخ المغرب
- المجال المغربي... والبحث التاريخي الجهوي الجامعي
- في إغناء الفكر الإنساني.. بين ابن خلدون ومكيافيلي.
- ابن خلدون.. بين هيبة جرأةٍ علميةٍ.. وتحْليلِ عَالِمٍ
- المغرب الدبلوماسي.. وأمريكا اللاتينية..
- تازة في جيولوجيا المغرب..الزمان..المكان..الموقع..والكونية (. ...


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - عبد السلام انويكًة - تدبير الجبل بالمغرب.. أية رؤية وأية تنمية