في الذكرى الخامسة والثمانين لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي : قراءة أولية في بلاغ اللجنة المركزية كانون الثاني /شباط 2019 !!

ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6188 - 2019 / 4 / 1 - 15:38
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    

في الذكرى الخامسة والثمانين لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي : قراءة أولية في بلاغ اللجنة المركزية كانون الثاني /شباط 2019 !!
ونحن نحتفل في الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي المجيد ، يخوض الشيوعيين العراقيين نضالا لاهوادة فيه ضد المحاصصة الطائفيةوالفساد وسطوة القوى المتنفذة واستهتارها في مقدرات ومصالح شعبنا وتبديها ثرواته المادية والبشرية ، ومن اجل سد الطريق على مشروع القوى الطائفية والظلامية طرح حزبنا شعار الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، ولتحقيق هذا الشعار وبرنامج الحزب يطرح الحزب أستخدام الوسائل السلمية وفي مقدمتها تصعيد وتطوير الحراك الجماهيري والنضال المهني والمطلبي السلمي بكافة الاشكال والوسائل .
يقيم الشيوعيون العراقيون بمناسبة ذكرى تأسيس حزبهم العديد من الاحتفالات الجماهرية في مختلف أنحاء مدن العراق وحواضره وفي بلدان المهجر احتفالا با الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب ، وهم يواجهون تحديات كبيرة ومهام جسام من اهمها تعزيز وتمتين وحدة الحزب وأستمرار نشاطه ومده في دماء شابة جديدة و التوجه للاعداد لعقد مؤتمره الحادي عشر القادم ، وتقيم وتصويب سياسية ونهج الحزب الماركسي وخوص كفاح فكريا واسعا من اجل توسيع الدمقرطة الداخلية والشفافية وتطوير الرقابة الحزبية و أعطاء دفع جديد للاستمرار عملية التجديد والديمقراطية بمداياتها الواسعة ،وتوسيع حقوق الاقلية ومساحات مشاركاتها في رسم سياسية الحزب الانيةوالستراتجية .
ومن هذا المنطلق ونحن في غمرة الاحتفالات والنشاطات ، اردنا لهذه المساهمة في قراءة بلاغ اللجنة المركزية ان تصب في اطار احتفالالتنا التي نصبوا من خلالها ايصال سياستنا وافكارنا الى الجماهير .وعبر هذه الاضاءات على اجتماع اللجنة المركزية المنعقد في 31 من كانون الثاني وفي 1شباط من سنة 2019 ، و الذي ناقشت فيه العديد من القضايا المتعلقة في الشأن الداخلي والعربي والدولي ، ومن أهمها قضية الصراع الدائر بين القوى الرامية الى التغير والقوى المعارضة له وابعاد هذا الصراع المتمثلة في الصراع بين القوى صاحبة النفوذ والثروة والقوة من جانب وعلى الجانب الاخر قوى الشغيلة والكادحين والمعدمين و الفقراء ،ان هذا الصراع الذي تناوله البلاغ على أنه صراع سياسي بين القوى المساندة للاصلاح والتغير والقوى المعارضة له، هو حقيقة الامر صراع سياسي في شكله الظاهري ، ولاكنه تعبير عن صراع طبقي تناحري بين البرجوازية البرورقراطية والطفلية الممثلة في تحالف القوى الطائفية المتنفذة من جانب ومن الجانب الاخر تحالف الشغيلة والكادحين والفقراء المعدمين !!!!
لقد تناول الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية العديد من القضايا المتعلقة في الشأن الاقتصادي والاجتماعي والانساني والبيئي وكذلك الحملة الانتخابية المقبلة وحملة مكافحة الفساد !!!!
وقد توصل الاجتماع الى نتائج تتعلق في الحراك الجماهيري ، تظهر التفاؤل في نتائج هذا التحرك على الرغم من الخسائر الغير قليلة التي تعرض لها الحزب ، ويعبر التفاؤل بالتعويل على الحليف السياسي لتحقيق الهدف المنشود، لقد كان لنا في تجربة في التحالف مع البعث تجربة كارثية يتطلب ان نضعها في الحسبان ، من خلال أعادة قراءة تقيم المؤتمر الوطني الرابع 1985 حول تجربة التحالف مع البعث والدروس المستخلصة .
أن أعادة تجربة التحالفات تضعنا امام قضية مفصلية تتعلق في الفصل بين شعار الاصلاح باعتباره شعار توفيقي وشعار التغير باعتباره شعار ثوري جذري ، فالاصلاح كما نعرف هو يهدف عبر التراكم الكمي السلمي الى احداث طفرة نوعية فارقه في التطور الاجتماعي الاقتصادي ، اي نحن امام خيار جديد يتعلق في الفصل بين المهام الانية الاصلاح والمهام الستراتجية البعيدة المدى للاصلاح و التغير، والاخذ ينظر الاعتبار ان التغير فعل ثوري يحتاج الى المزيد من العمل والتخطيط من قبل الحزب الماركسي الشيوعي الثوري !!
لقد تناول البلاغ الحراك الجماهيري واتساع قاعدته ليضم في صفوفه قوى جديدة تساند الاصلاح والتغير ولكن السؤال الحارق ماهي طبيعة هذا الاصطفاف الجديد للقوى المساندة للاصلاح و التغير ، هل هو أصطفاف أجتماعي أم أصطفاف طبقي !!
لم يظهر البلاغ كغيره من الاجتماعات السابقة خلال عام 2018 أي قراءة طبيقية وفق التحليل الماركسي للصراع الاجتماعي القائم ، بل جرى تغليب القراءة السياسية للاحداث باعتبارها الاساس في الاحداث القائمة مع تغليب الطابع الخبري المحايد الذي يغلب عليه التوفيقية السياسية .

استنهاض قوى التيار الديمقراطي !!
ان اسنهاض قوى التيار الديمقراطي واحد من العناوين الهامة التي شغلت القاعدة الحزبية والقيادة في ميادين العمل اليومي وتم بذل الكثير من الجهد المادي والبشري في هذا المضمار ولم نستطيع التقدم في الكثير من القضايا على الرغم من من تسخير الجهاز الحزبي لهذا المضمار , لقد اكدت التجارب خلال السنوات الماضية ان العملية الارادوية الذاتيه لخلق تيار ديمقراطي من غير الممكن تحقيقها ، لانها تتجاوز الواقع الموضوعي لتطور الاجتماعي الراهن والذي يؤكد دون شك على فقدان الحامل الاجتماعي للتيار الديمقراطي الا وهو( الطبقة الوسطى) ، في ظل توقف عجلة الاقتصاد العراقي وتعطيل دورة الانتاج الاقتصادي وسيادة النمط الاقتصادي الطفيلي الريعي المعولم !!
تحالفات الحزب الشيوعي وعلاقاته الوطنية !!
لقدتناول البلاغ العلاقات الوطنية وقضية التحالف مع سائرون وابعادها السياسية والوطنية ، وعلى الرغم من الاتفاق أوالاختلاف في هذه القضية الهامة ، تطرح العديد من القضايا القابلة للنقاش ومنها، ماهو الاساس الطبقي لتحالف سائرون وقدرته على أحداث الاصلاح والتغير ،كيف يمكن تحقيق شعار الدولة المدنية الديمقراطية في اطار التحالف مع قوى دينية راديكالية .و كيفية الفصل بين التحالف التكتيكي والتحالف الستراتيجي واين حدود ذلك في تحالف الشيوعيين مع التيار الصدري !!!! أي البحث عن المشتركات في برامج الاصلاح والتغير المنشودة والاساس الطبقي لهذا التغير بعيدا عن الارادوية في فرض التحالف السياسي لسائرون وماخلفه من أشكالية جدية تحاول الاكثرية العديدية فرضه على الحزب أرتبطا بنتائج الانتخابات البرلمانية وفوز نائبين للحزب فيها !!
ان الكثير من القضايا التي تناولها البلاغ المتعلقة في الحلول الاقتصاديةوالاجتماعية والانسانية للازمة الراهنة التي تعصف في البلاد ، تضع امام الحزب ومنظماته مهام جسام تقف في مقدمتها ،استعادة دور الحزب الثوري في تحقيق مهام الثورة الوطنية الديمقراطية ، اي أستعادة الدور الحقيقي للحزب الشيوعي العراقي في الكفاح والنضال ضد القوى المتنفذة المتحاصصة!!
وطرح مشروع وثيقية تقيمية لسياسية الحزب منذ سقوط الديكتاتورية حتى انعقاد المؤتمر الحادي عشر المقبل ، تكون جزء من تطوير الديمقراطية الداخلية والشفافية والمكشافة والرقابة في العمل الحزبي.
والسعي الى توسيع حقوق الاقلية الفكرية ومساهماتها في أتخاذ القرارات المصيرية للحزب، واعطاء فسحة اكبر للاراء المغايرة والمخالفة في المنابر الاعلامية كحق أصيل سطره النظام الداخلي للحزب، وأدارة الصراع الفكري بداخل الحزب بصورة افضل بما يسمح بتكافؤ الفرص بين الاقلية الفكرية والاكثرية في استخدام منابر الحزب ووسائله وأمكاناته .
ان الشيوعيين العراقيين وهم يحتفلون بعيدهم الخامس والثمانين ،يجددون العزم على مواصل الكفاح والنضال من وطن حروشعب سعيد!

#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات