أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد إسماعيل البحراوى - إعجاز القرآن 2 : معجز أو غير معجز وفقا لطائفتك














المزيد.....

إعجاز القرآن 2 : معجز أو غير معجز وفقا لطائفتك


محمد إسماعيل البحراوى

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 31 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد فى الأحاديث الصحيحة عن ابن عباس وانس أنهم لم يكونوا يدرون نسبة بعض النصوص التى ذكرها محمد من القرآن أم ليست منه ، او بمعنى آخر عدم قدرتهم على تمييز المعجز من غير المعجز ، اذ لو كان اعجاز القرآن ذاتيا لأدرك ابن عباس وأنس اعجازه لتغاير كلامه ونظمه عن كلام البشر كما هو ادعاء المسلمين.

فعن ابْن عَبَّاسٍ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِلْءَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ إِلَيْهِ مِثْلُهُ وَلَا يَمْلَأُ نَفْسَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَاللَّهُ يَتُوبُ عَلَى مَنْ تَابَ ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَلَا أَدْرِي أَمِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا ؟ (1)

و عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ )
قال أنس : فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَمْ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ .(2)

ورغم وضوح قول انس بأنه عاجز عن إدراك نسبة هذا النص للقرآن وما إن كان منزلا من قبل الله ام هو قول محمد كما هو واضح فى النص ، غير أن لاهل السنة تأويل آخر ، اذ يقولون بأن هؤلاء الصحابة ليسوا عاجزين عن إدراك قرآنيته أو عدم قرآنيته ، وإنما المراد هو عدم إدراك أن كان قرآنا مما نسخ تلاوته - اى نزل كجزء من القرآن ثم رفع - أو لم ينسخ ، فهم على حد زعمهم لم يكن لديهم أدنى شك فى قرآنية النص ، لأن القرآن معجز بذاته ، فهو معجز فى كل حال سواء نسخت تلاوته ام لم تنسخ .

لكن على الجانب الآخر أن ذهبنا الى الشيعة وسألناهم عن نسبة هذه الآيات الى القرآن لأنكروها ، وأنكروا نسخ التلاوة وعدُّوه تحريفا للقرآن ، وربما أنكروا النسخ بالكلية.

اذ يقول الامام الخوئى المرجع الشيعى المعروف فى البيان(3) فى معرض الحديث عن نسخ التلاوة : " أن المشهور بين علماء الشيعة ومحققيهم ، بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف" ، ويؤولون ماورد فى بعض الروايات اوينكرونها بالكلية ، وعدّوا من قال بنسخ التلاوة شذوذا عن المنهج العام للشيعة .

ونحن هنا نتساءل ، كيف لم يفطن الشيعة إلى نسبة هذا الكلام الى القرآن ، ألا يرون اعجازه المزعوم وبلاغته المتوهمة ونظمه الذى لا يقدر على مثله بشر ؟!!.

وعليه فإن الاعجاز يتفاوت من طائفة لأخرى ، فمعيار الإعجاز ليس ذاتيا ، وانما بناء على الموقف الذى تنظر من خلاله إلى النص ، او كما يقول القصيمى:
" أنت مؤمن بإعجازه, إذا هو مُعجِز. هو مُعجِز لأنك مؤمن بإعجازه, ولست مؤمنا بإعجازه لأنه مُعجِز. ليس مُعجِزا لأنه مُعجِز, بل لأنك مؤمن بذلك."

فإن كنت مقدسا للنص فهو معجز فى كل حال ، وان كنت غير مقدس فليس له أدنى حد من الاعجاز.
___________________________________

(1) البخاري (6437) ومسلم (1049)

(2) مسلم (1048)

(3) الخوئي : البيان في تفسير القرآن ،ج1، ص102



#محمد_إسماعيل_البحراوى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اعجاز القرآن- هل حقا لا يمكن أن يؤتى بمثله


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد إسماعيل البحراوى - إعجاز القرآن 2 : معجز أو غير معجز وفقا لطائفتك