خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:38
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
ما إن انفض اجتماع مدريد الذي كان الشرارة الأولى في مسيرة السلام حتى بدأ تهافت الأنظمة العربية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وهذا التطبيع يكاد أن يكون ثنائي ، فهو عسكري وسياسي. أما ما ترمي إليه إسرائيل هو التطبيع الثقافي والشعبي لتكتمل الصورة في خارطة واسعة شاسعة في المخطط الإسرائيلي. والتطبيع الثقافي مع إسرائيل يقوم بها بالطبع أقلاء يدعمهم التوجه السياسي الطاغي في بلادهم. وربما بدأ قبل كل هؤلاء الروائي الفلسطيني المشهور أميل حبيبي صاحب المسرحية المعروفة (لكع بن لكع) . وهو قبل جائزة شامير التي تؤكد في رسالتها الموجّة على أن الأرض ضاعت وافتحوا صفحة جديدة. وقبول جائزة شامير معناه أنه يضع عينه على جائزة نوبل . وهناك غيره من يضع أنظاره على جائزة نوبل بإبراز مواقف متسامحة من الوجود الإسرائيلي . وتناقلت الصحف مؤخرا مواقف الشاعر السوري أدو نيس الذي أظهر في مؤتمر غرناطة التودد الخفي للكيان العبري بقوله بأنها تنتمي إلى المنطقة وهي واقع مفروض. وكانت أشعاره من قبل تتكلم عن يافا والناصرة مرة وهو يقول : وجه يافا طفل
هل الشجر يزهر ...هل تدخل الأرض في صورة عذراء
من هناك يرج الشرق ....
وعمل أدو نيس على تجديد الشعر العربي وتحطيم القافية والعبارات من خلال إبراز عامل الرمزية. وله كتاب معروف هو (الثابت والتحول). وكاتب آخر معروف من مصر هو علي سالم الذي يمدح زيارته لإسرائيل ويرى أن هناك وعيا ثقافيا لم يجده في الوطن العربي ويسأل :لماذا نحن العرب لا نقتنع بهذا الجار الإسرائيلي رغم أنه وجود حضاري. وكثرت الحفلات الموسيقية والزيارات المتبادلة بين الكثير من المطربين والموسيقيين العرب والإسرائيليين. هؤلاء الناس يجعلون أعمالهم وكتاباتهم جسورا يمر عليها الاحتلال بدبابته.
وهذه المواقف ينظر إليها بأنها اعتدالا وينظر لهم الغرب بأنهم دعاة سلام ومحبة وتسامح كونهم يحاولون قصم ظهر البعير بثقافة التطبيع ناسين أن التطبيع لا يتم ألا باسترجاع الفلسطيني حقوقه والاعتراف الإسرائيلي بحقوق الدول العربية المجاورة بأرضها التي احتلت في عام 1967 وبقرارات الأمم المتحدة التي داس هذا الكيان عليها وعلى مقرراتها.
#خليل_الشيخة (هاشتاغ)
Kalil_Chikha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟