حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم .. وبالتأكيد هي القضية فكرية بحته ليس الا ..
اذ أن د. منى حلمي ابنة الكاتبة والنا شطه النسائية نوال السعداوي لم تقم بأي اجراءات قانونية لتغيير اسمها القديم عندما قررت أن تنسب نفسها الى والدتها مع الاحتفاظ باسم والدها ومع ذلك ضجت الاوساط الاعلامية بهذا الخبر !
ورغم أن الهدف فقط من هذا الموقف المعلن للدكتورة منى كما أشارت أو صرحت هو تحويل اسم المرأة من عورة الى شرف والتنبيه الى جوهر هذه القضية وهو العدالة بين الاب وإلام.
طبعا بعيدا عن التأييد او الاستنكار فان مجرد الفرض بضرورة نسب الابناء الى أمهم وأبيهم معا تقديرا واعترافا بما تقوم به المرأة من دور يفوق دور الرجل في الولادة والتربية لا ينقص من قدر الاب او من حقوقه أو ينفي أو يتجاهل النسب اليه، فهل يبدو بالفعل النسب الى الاب هو العامود الفقري للهيمنة الذكورية وهل تبدو القضية في اطارها الفكري ليست الا زوبعة جاءت لتفضح ميلنا الى القرارات المسبقة والتذرع بالدين بهدف التحكم والسيطرة ليس الا ..
اذا كان كذلك فالنفكر اذن خارج الزجاجة، ونخرج من سجننا الانفرادي ونكتشف جوهر المأساة التي تسكننا، لنفصل عقولنا ومنطقنا عن موروثاتنا ومفاهيمنا المسبقة ونعيد بناء قناعتنا الانسانية بعقلانية وموضوعيه.
ان التغيير سنة الحياة وهو أمر حتمي.. وفي المقابل فان الامم التي تعجز عن التطوير وتخشى التغيير وكأنه عدوها الشرس فإنها لابد في طريقها الى الاندثار والانقراض نتيجة لهذا الشعور المتضخم "بالفوبيا " الخوف غير المبرر والمحسوم بناء على رواسب داخلية تدعونا للهرب او الوقوف الى جانب الحائط بأمان !
نعم هو الاندثار مصير الحضارات التي لا تتطور لتستمر .. وإذا كان للحضارة العربية يوم عز فان عدم تطورها ونموها جنبا الى جنب مع الزمن كفيل بأن تصبح ذكرى حضارة تماما كباقي الحضارات التي تخطاها الزمن والتاريخ حتى اندثرت !
هل هذا حقا ما يحدث ؟
وهل ننتظر ليأتي اليوم التي تزور فيه الافواج السياحية ما بقي من آثار حضارتنا العربية كما هي ألان مجمدة منذ آلاف السنين في ثلاجة موروثاتنا وثقافتنا كما تزور الان ما بقي من حضارات بائدة كالفرعونية والفينيقية مثلا؟
لا شيء مستحيل.
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟