أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كريم اعا - شيء من بأس اللغة.














المزيد.....

شيء من بأس اللغة.


كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 17:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لأن يتم إحداث مؤسسة تعنى بالأعمال الاجتماعية لفائدة الموظفين المنتسبين لوزارة ما، يعد أمرا محمودا وإيجابيا وبحاجة لتشجيع وتطوير خصوصا في ظل ما تعرفه ظروف عمل هؤلاء من تراجع وترد ناتج عن تجميد الأجور وضرب المكتسبات مقابل الارتفاع المستمر للأسعار ومحاولات تفكيك الوظيفة العمومية بشكل عام.
ودون أن نتوقف هنا عند التباين الصارخ بين ما يتحقق لبعض القطاعات وتحرم منه أخرى، ولا عند عدم استفادة العديد من الأجراء والمستخدمين من أي "عمل اجتماعي" بل من حقوق أساسية حتى، ولا عند الميز الذي يمارس داخل القطاع الواحد بين ما يسمى الأطر وغيرهم من الموظفين، سأقف باقتضاب عند الصياغة القانونية في قانوني إحداث مؤسسة الأعمال الاجتماعية بكل من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ووزارة التربية والتكوين، وذلك في محاولة لتبيان كيف تلعب اللغة دورا كبيرا في التعبير عن مضمر ذي حمولة وطابع سياسيين وإيديولوجيين لا تخطئهما العين، وكيف تعكس الصياغة نهجا يتم اختياره سلفا لتعويم قضية ما أو للتهرب من الالتزامات الصريحة والمسؤوليات الدقيقة. كما سيظهر أيضا اختلاف الحقل المعرفي واللغوي الذي ينهل منه مدبجو هذه القوانين، فتغلب لغة الدبلوماسية لدى أصحابها ويتغول خطاب الأمر والإلزام الصريح لدى الفئة الأخرى.
ففي مادة المهام المسندة للمؤسسة نقرأ في قانون وزارة التعليم ما يلي: "وضع تصور لنظام تقاعد تكميلي... ويتحمل المستفيدون تمويل الجزء الآخر عن طريق مساهمة إجبارية".
بينما نقرأ في قانون وزارة الخارجية: "إبرام اتفاقيات مع الهيئات المعنية قصد تمكين المنخرطين من الاستفادة بصفة اختيارية من نظام تقاعد تكميلي".
مقابل الحديث عن وضع تصور هنا، نجد إبرام اتفاقيات هناك مع الهيئات المعنية دون الحديث عن أية مساهمة إجبارية.
كما نقرأ أيضا: "وضع تصور لنظام تغطية صحية تكميلية... ويتحمل المستفيدون تمويل الجزء الآخر عن طريق مساهمة إجبارية"(مؤسسة وزارة التربية الوطنية).
في حين نقرأ في مؤسسة وزارة الخارجية: "إبرام اتفاقيات مع الهيئات المتخصصة في المجال الصحي لتمكين المنخرطين من الاستفادة بصفة اختيارية من نظام تغطية صحية تكميلية".
"الدبلوماسية" لا تصرح بالإجبار وإن مارسته أو ستمارسه، كما أنها لا تقول بوضع تصور بل تتحدث لغة إبرام اتفاقيات ملموسة.
يرد أيضا في مؤسسة الأعمال الاجتماعية لأصحاب الوزرة البيضاء: "التحفيز على إنشاء التعاونيات والشركات المذكورة والمساعدة على تأسيسها وتمويلها وتسييرها...".
بينما نقرأ في مؤسسة وزارة "العداوة ثابتة والصواب إكون": "توفير مرافق اجتماعية وترفيهية ورياضية لفائدة المنخرطين... والإشراف على تنظيمها وتسييرها".
مؤسسة التربية والتكوين تتحدث عن التحفيز والمساعدة وترهاته، في الوقت الذي تصرح مؤسسة الشؤون الخارجية بتوفير وتنظيم.
كما يثير الانتباه غياب الحديث عن "ضمان تغطية بعض أو مجموع المصاريف اللازمة لمتابعة أبنائهم للدراسات العليا" في مهام مؤسسة الشؤون الخارجية وانفراد مؤسسة التربية والتكوين بهذه النقطة ضمن أخرى. إنه مؤشر على هشاشة وتردي أوضاع أصحاب الوزرة البيضاء وانقلاب الآية في مسألة تدريس أبنائهم. فماداموا هم من يرعون الاستفادة من حق التمدرس فكيف يعقل أن يضطروا للاستدانة من أجل تغطية مصاريف تدريس بناتهم وأبنائهم.
ونقرأ أيضا في مهام الأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين: "اقتراح أنظمة خاصة لفائدة المنخرطين، وخصوصا تلك المتعلقة بنقلهم وإيوائهم وحجهم". يقابلها في الجهة الأخرى: "تدبير نقل المنخرطين العاملين من وإلى مقرات عملهم... تقديم منح مالية للراغبين في القيام بمناسك الحج". فالمؤسسة الأولى تقترح بينما الثانية تدبر وتقدم.
وختاما يمكن القول أن النصوص القانونية وطريقة صياغتها، وما تتضمنه من إجراءات تعكس بوضوح الموقع الذي يحتله المعنيون بها في اهتمامات من يحكمون والأدوار التي يقومون بها في إطار تكريس ما هو قائم وتأبيده. فلا يمكن أن تنتظر نصوصا متقدمة من نظام متأخر وأقلام وخدمة مغرقة في الرجعية.



#كريم_اعا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثاق اللاتمركز المتمركز.
- الأونروا، -صفقة القرن- وتصفية الحق الفلسطيني.
- فلسطين التاريخ، فلسطين المستقبل.
- مستجدات مشروع القانون - الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة الت ...
- في راهنية ثورة أكتوبر.
- لفائدة من يتم تدمير المدرسة العمومية؟
- العمل المنزلي والعبودية المقننة.
- الظلامية الدينية وعرقلة تحديث التعليم بالمغرب.
- التعليم والعولمة.
- مصادرة حق الإضراب باسم الديمقراطية البرجوازية.
- الشغيلة التعليمية وضرب حقها في الشغل القار.
- بؤس في بؤس
- الانتهازية وخطر تسميم النضال الجماهيري.
- لا وفاة لمن أوفى.
- الوعي الطبقي للعمال وهجوم الرأسمال.
- النظام التعليمي بالمغرب (6).
- النظام التعليمي بالمغرب (5).
- النظام التعليمي بالمغرب (4).
- الشعب الذي يستحق أن يعبد.
- التعليم أولوية وطنية أو الكذبة الكبرى.


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كريم اعا - شيء من بأس اللغة.