أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - مقالات التنوير (1)علاقة ثقافة العنف وجرائم الشرف بمفاهيم النص وسلطة المجتمع















المزيد.....



مقالات التنوير (1)علاقة ثقافة العنف وجرائم الشرف بمفاهيم النص وسلطة المجتمع


احسان طالب

الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :
الظاهرة الاجتماعية:
إن وجود ظاهرة ما في مجتمع ما لا يعني انخراط جميع أفراده في تلك الظاهرة ولا يعني أنها هي السائدة المسيطرة، فهناك ظواهر سلبية تنازعها أخرى ايجابية، لكن انتشار عيب ما أو خلل جسيم من فئة يستلزم قيام المجتمع بمواجهة الفعل السلبي وعلاجه، قانونيا وثقافيا ، فترك الظواهر المضرة لتستفحل وتنتشر تحت ذرائع اجتماعية ودينية يقوض المجتمع بمفاعيل تتراكم قوتها وترسخ مستنداتها مع مرور الأيام ، وعندما يبادر البعض لكشف مظاهر الخلل وبيان آثاره الضارة لا يعني ذلك عداء للمجتمع أو محاربة له بقدر ما يعني حرصا ورغبة في تجنب المآل الخطر لما تفرزه السلبيات الضارة حال رعايتها أو الدفاع عنها من سلطة القانون أو النص أو التقاليد والأعراف ، وعادة ما يكون تصحيح وتغيير القانون أقرب منالا وأيسر وصولا من تغيير النص العرفي أو المفهوم الديني ؛ فالقانون يخضع لسلطة البشر ، له آليات محددة دستوريا وقانونيا لتعديله أو تغييره يمكن سلوك سبيلها وتخطي العقبات المتواجدة في طريقها، وتاريخيا كانت القوانين محل تعديل وتغيير وفقا لما تقتضيه الحاجات والضرورات والمصالح، هذا لا يعني يسر علاج القوانين ولا يعني استسهال تبديلها، إلا أن الطرائق الدستورية المقررة تؤطر المسألة، فتضعها بين يدي السلطة التشريعية ـ الممثلة بمجالس الشعب على اختلاف أسمائها وتشكيلاتها ـ التي تحمي الدستور وتقرر المصالح العليا للشعب.
يكتسب النص الديني قوة هائلة لمرجعيته الغيبية ولارتباطه بالعقائد المصنِفة للناس مؤمنين وكفار، فمن اعتقد بصوابيّ وكمال وتمام النص نجا، ومن ظن غير ذلك خاب وخسر، هذه القاعدة أول حصون النص وأعلى الأسوار أمام تجاوزه أو القفز فوقه ، إلى جانب النص الشرعي يقف النص العرفي صاحب الهيمنة والفاعلية التلقائية نال كما النص الشرعي والعرفي قوة استثنائية مع مرور الأزمان ، جعلته عصيا على التغيير ممتنعا من التجديد ، وإذا كان المقام الشرعي له من الأصالة والرسوخ ما لمصدره، فإن العرف استحوذ على القوة النهائية من فهم وتفسير وتأويل خاص للموروث الشرعي وبات الاثنان يتعاضدان، يسند أحدهما الآخر. يلزم للتجديد أو التعديل ناهيك عن التغيير، دراسة العلاقة والتأثير المتبادل بين العرفي و الديني إلى جانب دراسة المنصوص شرعا أو عرفا، وفق قراءة عقلانية نقدية، ويتطلب ذلك عمل مؤسساتي جبار صبور وحكيم لا يستعجل النتائج ولا يجني الثمار الفجة بل يتحلى بالعلم والشجاعة، يعمل بدأب ومثابرة، يؤسس ويبني وفق قواعد وأسس معرفية إنسانية تستقي الحقيقة أيا كان مصدرها.
تتداخل المفاهيم الدينية مع المفاهيم المجتمعية بطريقة معقدة يتم التبادل خلالها حسب ما تقتضيه حاجة المجتمع أو حاجة بعض فئاته، ويتحول المفهوم المجتمعي لمفهوم شرعي كما يحصل العكس، فكثير من أعراف وتقاليد الجاهلية استمر العمل بها وتحولت لمفاهيم دينية كمكارم الأخلاق ومن ذلك أيضا سيادة الرجل وقيادته ، ومنها تعدد الزوجات وملك اليمين، واهتم علماء الأصول بالمفهوم المستقر مجتمعيا وأطلقوا عليه مسمى العرف اصطلاحيا وهو ما ألفه الناس واعتادوا على فعله أو قوله وشاع بينهم فتعارفوا على إطلاقه جهة معنى خاص لا يتبادر للذهن معنى غيره يستعجلون وصفه أو ممارسته، وأِنسوه حتى شاع بينهم وبات أول ما يرد للذهن من المعاني والدلالات، فتحول إلى حقيقة عرفية (بتكرارها ومعاودتها مرة بعد الأخرى مستقرة في النفوس والعقول متلقاة بالقبول من غير علاقة ولا قرينة) ـ1 ـ وللعرف قوة نصية تاريخية قد تبز النص نفسه كونها لا تحتاج لمراجعة أو دليل ، تفعل فعلها تلقائيا بدون محفزات خارجية، فهي مستقرة في قرار الوعي لا يلزمها مرجع تستند إليه، جمعية توافق عليها الغالبية الساحقة من أبناء المجتمع، يرون المخالف لها عنصر مرفوضا مبتعدا عن جادة الصواب ، وليس أدل على مكانة العرف ومنزلته المؤثرة من القاعدة الفقهية (المعروف عرفا كالمشروط شرطا ، والثابت بالعرف كالثابت بالنص ) ـ2 ـ وإذ يشترط الفقهاء للأخذ بالعرف عدم معارضته أو خلافة للنص، فإن القوة المكتسبة للعرف تؤول النص وتفسره ليتوافق مع مراده ومذهبه.
تشكل الأعراف بمجموعها سلطة خفية تعترف بها الناس، ويمارسها المجتمع ضد الفرد لتقويمه وضبط انفلات حريته وتعديه على حرية الآخرين، وكلما ارتقى فكر وثقافة شعب ما، كانت أعرافه وتقاليده أكثر قربا من منظومة القيم الإنسانية العليا كالحرية والمساواة والعدالة، وعلى العكس من ذلك تجنح السلوكيات الجمعية نحو الظلم والتميز والقهر عندما تقترن الخافية الجمعية بمنظومة قيمية ترى الإنسان خاضعا وملزما بموروث جامد وأيديولوجيا منغلقة لا تعترف بالفرد إلا من خلال انتماءاته العرقية والجنسية والعقائدية، فتتراجع القيمة الإنسانية للفرد وتتقدم المكانة التاريخية والوظيفية لتحظى بالتبجيل والتقدير والأولوية الاجتماعية والاقتصادية لمجرد التصاق الفرد بجنس أو لغة أو دين ، فالذكر مبجل كونه ذكر، وابن لغة وعرق ما منبوذ لانتمائه العرقي ، وتتحدد الولاءات بالانتماء لا بالحقوق الطبيعية والحضارية المكتسية . لقد كانت قضية المرأة على مر التاريخ مركز التلقي الأول لمفرزات النص العرفي بما يحمله من قيمة وحيف وتعدي، ولم تفلح النصوص القانونية والدينية إلا بقدر يسير من إعادة الحق إلى نصابه، وحتى عندما بادر رواد النهضة العربية - رفاعة الطهطاوي، قاسم أمين، الطاهر الحداد – على تناول إشكالية المرأة والمجتمع، سار الحديث عن دور المرأة في المجتمع وخروج الأكثرية عن روح النص، (يمكن القول في اختصار إن نظرة الحداد للمرأة ..لا تختلف في الأساس عما هي عليه عند سائر رواد النهضة ، فالمرأة إبداع وقوة إنتاج مجمدة بما في إبداعها وإنتاجها من وجوه مختلفة من أهمها الوجه التربوي .. حيث تعمل على تكوين الناشئة تكوينا جديدا )_ 3 ـ وإذا كانت تلك الخطوات تعد تقدما ذو شأن إلا أن التطور المطلوب واللازم لإيلاء النساء نصيبهن من العدل والحقوق لم يرتق لمقام يفرد قضية المرأة ويربطها بالجانب الحقوقي إلا في النصف الثاني من القرن الماضي ـ نوال السعداوي ، مريم نجمة، فريحة عياش ـ حيث باتت قضية المرأة أمر أساسيا ومسألة جوهرية بحد ذاتها رغم ترابط علاقتها بالشأن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

قصة آية ضرب النساء:
إن سعد بن الربيع وهو نقيب من نقباء الأنصار ومن كبار صحابة النبي شهد العقبة وبدرا واستشهد في موقعة أحد والده الربيع بن عمرو من سادات بني الحارث الخزرجيين، وكان من أكثر الأنصار مالا آخى الرسول بينه وبين واحد من أثرياء المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ، امرأته حبيبة بنت زيد بن خارجة، نشب خلاف بين سعد وحبيبة وكأن حبيبة تمردت على سعد فهجرها في المضجع وفي وقت تالي افترشت حبيبة لسعد تطلب أن تؤتى فأبى سعد ولطمها على وجهها لطمة قوية حركت الدم فاسود مكان اللطمة، فاشتكت المرأة لوالدها زيد فانطلق الرجل وابنته إلى رسول الله (ص) وقال له: إن ابنتي كريمتي أفرشت زوجها فلطمها، فأبن وجهها، فقال النبي: ليس له ذلك، القصاص القصاص ولا يقضى بقضاء. وبينما النبي على حكمه بين سعد وحبيبة بالقصاص من الزوج للطمه امرأته نزلت أية القوامة و ضرب النساء ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ) سورة النساء الآية 34 فقال رسول الله :أردنا أمرا وأراد الله أمرا، والذي أراد الله خير ورفع القصاص _ 4 _
كانت مظاهر المجتمع المدني أكثر توفرا في المدينة المنورة منها في مكة، فالزراعة والبساتين والأسواق والأبنية توحي بتطور ملحوظ عما عهده وعرفه الوافدون الجدد إلى المدينة حاملين معهم راية الدين ولواء الوحي، فكان لهم الريادة والسيادة السياسية والثقافية، و كانت بنية الدين لم تكتمل بعد حمل معها الفارون من طغيان قريش وبطشها عاداتها وتقاليدها في العلاقات الاجتماعية والأسرية، فكانت العلاقة بين الرجل وامرأته بنيت على تعظيم الرجال والسماح لهم بضرب النساء. وتدل المرويات المحققة كيف كانت رغبة النبي الكريم بالتغير أي تغير العادات السائدة في مكة المبيحة لضرب النساء ، وكيف جاءت الإرادة الإلهية خلاف ذلك ، والمتتبع لمسار تلك الأزمة الشائكة يدرك حجم التدخل الكبير للرجل الثالث في الدولة ألا وهو عمر بن الخطاب الذي كان له صولات وجولات مع الوحي أيام نزوله وبعد انتقال النبي الكريم إل الرفيق الأعلى. فعمر الفاروق وافق رأيه القرآن في قرارات مصيرية ومفصلية، ونزلت الآيات لترجح الكفة لمصلحة أطروحاته ومواقفه، بدأ من تغير القبلة إلى أسرى بدر إلى تحجيب النساء ومن ثمة تشريع ضربهن، والتشديد عليهن في سورة التحريم ، وكلها مواقف كان لعمر (رض) قرار متسق مع ما نزل من قرأن فيما بعد، واستمرت علاقة عمر المميزة بالوحي بعد وفاة النبي الكريم ، فأعاد العمل بأية الرجم المنسوخة لفظا وجمد حد قطع السرقة وعطل سهم المؤلفة قلوبهم من الزكاة وكان له الفضل في دفع أبي بكر لجمع القرآن بعد استشهاد الآلاف من حفظة القرآن في حروب الردة.
قال رسول الله : لا تضربن إماء الله، وانتشر الخبر وشاع في المدينة وبدأت علامات التغيير تظهر على نساء مجتمع المدينة وبدأن يأنفن من المعتاد ويكرهنه وينصرفن عنه وينفرن من أزواجهن فخشي عمر بن الخطاب من تفشي الأمر وبان له اختلاف عادات أهل المدينة عن عادات أهل قريش، فلجأ إلى رسول الله فقال : قد ذئر النساء فأمر بضربهن.
كان لعمر حظوة وسطوة وبإسلامه رفعت راية الحق انتصر الدين الجديد وحقق مكاسب معنوية كبيرة فكان على الدوام ينال ما يريد، وهذا ما حصل هذه المرة أيضا: فأمر الرسول بضرب النساء ـ كما أشار عمر، فضربن. لم تعتدْ نساء المدينة على ذلك السلوك ورفضن الضرب ولجأن إلى القائد الأعلى يعرضن احتجاجهن، فطاف نساء كثير بآل محمد يطلبن العدل والإنصاف . لم يتخذ النبي قرار حاسما، وفي الصباح خطب بالناس: لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها ـ لم تفلح الحملة ومال القرار جهة رأي ابن الخطاب فالنساء اللواتي اشتكين لسن بأخيار النساءـ فلا تجدون أولئك خياركم.ـ 5 ـ لقد بات أمر الضرب مقننون مشرعا بنص قرآني.والنبي الكريم بعد نهيه عن ضربهن رخص في ذلك ثم أمر. فشا أمر ضرب الزوجات كما تضرب الإماء فاستاء الرسول من المسألة ونهى عن الضرب المبرح وقال : إلام يجلد أحدكم امرأته جلد الأمة ولعله أن يضاجعها من أخر يومه. وهو الذي لو يضرب غلاما ولا امرأة قط.
تجاوزت تدخلات عمر بن الخطاب (رض ) أمر العامة لتصل إلى داخل بيت النبوة، كيف لا وهو صهر النبي والد زوجته حفصة وكان تدخلا عنيفا آلم ابنته اشد الإيلام، لكن نزل الوحي مساندا لموقفه : قال ابن عباس : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما اعتزل نبي الله ( ص) نساءه دخلتُ المسجد فإذا الناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله (ص) نساءه - وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب – فقلت أي عمر ـ لأعلمن ذلك اليوم، فدخلت على عائشة فقلت : يا بنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله (ص) ! فقالت : مالي ومالك يا ابن الخطاب ! عليك بعيبتك ! فتركها عمر ودخل على حفصة ابنته فقال لها : يا حفصة، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله (ص) ! والله لقد علمت أن رسول الله لا يحبك , ولولا أنا لطلقك. فبكت أشد البكاء، فسألها : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالتْ : هو في خزانته في المشربة . فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله قاعدا على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب ـ وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر ـ فناديت : يا رباح , استأذن لي عندك على رسول الله , فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا . ثم قلت : يا رباح , استأذن لي عندك على رسول الله (ص) فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئا . ثم رفعت صوتي فقلت : يا رباح، استأذن لي عند الرسول ، فإني أظن أن رسول الله ظن أنني جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله (ص) بضرب عنقها لأضربن عنقها ـ 6 ـ ونزلت بعدها أية (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ) الآية 4 سورة التحريم ولعمر نصيب كبير فيها.
كان نساء المدينة وربما نساء الجاهلية لا يجدن حرجا في مراجعة أوامر وقرارات أزواجهن وسار على ذلك نساء النبي (ص)، ولما بلغ الأمر عمر بن الخطاب أبى ذلك وعده خيبة وخسران:
قال عمر بن الخطاب (رض): كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم،، وكان منزلي في دار أُميَّة بن زيد بالعوالي، فغضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك فو اللّه إن أزواج رسول اللّه (ص) ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل،ـ فلم يصدق عمر ذلك وأراد التأكد بنفسه ـ قال عمر: فانطلقت فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول اللّه (ص)؟ قالت: نعم، قلت: وتهجره إحداكنّ اليوم إلى الليل؟ قالت: نعم، قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب اللّه عليها لغضب رسوله، فإذا هي قد هلكت، لا تراجعي رسول اللّه (ص) ـ7ـ وأصبح عدم مراجعة المرأة زوجها عرفا سائرا تخضع له كل النساء وليس محصورا بنساء النبي، وذهب عمر أكثر من ذلك فيما يسرد عنه من قصص تشرح طبيعة وقواعد العلاقة بين الرجل ونسائه :عن الأشعث قال : ضفت عمر ليلة فلما كان في جوف الليل قام إلى امرأته يضربها فحجزت بينهما، فلما أوى إلى فراشه قال لي يا أشعث احفظ عني شيئا سمعته عن رسول الله (ص) لا يسأل الرجل فيم يضرب امرأته ولا تنم إلا على وتر.ـ8ـ بدأت المسألة كما هو الحال في معظم الأمور الشرعية بالتدريج من النهي عن ضرب النساء إلى معارضتهن لسلطة الأزواج تمشيا مع العرف والتقاليد السائدة في المدينة المنورة التي سمحت للنساء بإعلان المعارضة والاحتجاج على الخضوع لقرارات الرجل وأوامره ، إلى الترخيص بضربهن ثم الأمر به والنص عليه مع جملة من الأحكام تتيح سلطة أوسع وقدرا أكبر من التحكم للرجال بالنساء، ولما شاع الضرب استدعى التدخل لتخفيف الجور والظلم والنهي عن الضرب المبرح.
حاولت أعراف وتقاليد المدينة المنورة ـ المتمدنة عما كان عليه الحال في أم القرى ـ فرض قانونها المتقدم على الوافدين من أعلام الإسلام ورواده، وكان النبي بطبعه وطبيعة العلاقة بينه وبين نسائه وخاصة السيدة عائشة أميل إلى التوازن والمودة، لكن فيما يبدو غلبت أعراف وتقاليد أهل مكة الاميل للقسوة تبعا لطبيعة العلاقات الاجتماعية السائدة فيها وإلى طبيعة البيئة الجافة والصعبة المحيطة بأبنائها.
إن قراءتنا السوسيولوجي تلك هي محاولة لتتبع علاقة النص وتدرج أحكامه بالسائد مجتمعيا ومدى تبادل التأثير بين النص العرفي الاجتماعي والنص الشرعي .
المرأة ضلع أعوج :
تبدأ حكاية الفرز والتمييز بين الجنسين منذ نعومة الأظافر مع الألف والباء، مع التعليم والتربية في بيئة اجتماعية تمجد الرجل وتستحي من الأنثى، تأمل من الصبي رفع رأس العائلة والحفاظ على سمعتها وشرفها، به يستمر النسب وعليه تقع مسؤولية الحماية والذود عن الحصن فهو البركة والقوة، حارس قائم مسلح بالولاية والتفويض لفعل ما يراه الأنسب تجاه الأسرة التي أنجبته وتلك التي سيكون راعيها ومسؤولا عنها، بجواره تحت سلطته ورعايته تقبع الأنثى بما يلزمها من وقاية وحماية يلازمها خوف دائم من خروجها عن المألوف أو كسرها لنير الطاعة فتجلب الذلة العار فهي قوارير رقيقة تتحطم بسرعة عرضة لفضائح تذل الرجال. وعاء ضعيف يخدشه النظر وتعكر نقاءه الكلمة، المرأة جالبة للعار ما لم تحتجب خلف الأستار والأسوار، تلاحقها الذئاب ويخشى عليها من الفتنة لا تستطيع الحفاظ على نفسها بدون عناية ورعاية من الرجل (البنت إما بتسترها وإما تقبرها، المرأة مثل السجادة كل ما دعست عليها بتجوهر) رهينة بانتظار طالب اليد الخارج من أتون الشحن والضغط تسكن رأسه صورة سريالية تحكي تفاصيل الليلة الأولى لانفراده بزوجة المستقبل الطاهرة المطيعة الحافظة للغيب، تتقدم نحوه برغبة وامتنان وتمنحه نفسها بحب وتقدير، تتراءى أمام عينيه قطعة قماش ندية حمراء بللتها قطرات من الدم الطاهر، تعلن طهر المرأة المستحوذة على لقب الزوجة، يدك الرجل حصن البكارة ويهدمه ولا أدل على رجولته و بطولته وذكورته من فض لبكارة ينبغي على الأنثى الحفاظ عليها مختوما من الولادة إلى الزواج. ُغشاء البكارة هو الحصن الأعظم الذي تدور حوله معارك الشرف الجنسي وتسقط على عتباته بعض النساء صرعى، جثث تسيل منها الدماء تغسل العار، تثبت زعامة الرجل المسلح بالقانون و العرف والتقاليد والعادات، حصن ولا كل الحصون تعتمد على بقاءه صامدا حياة النساء في المجتمعات المحافظة والكامنة تحت ركام من التهيج الجنسي المختلط بقناعات غيبية تتماهى فيها حدود الإنسان مع لا نهائية المطلق يحتل الفرد الرجل مكان الوصي الأخير على تنفيذ توجهات وتعاليم فوقية لا تراجع أو تناقش.
يفشل الرجل في تحطيم السور العظيم، يحاول ثانية وقد أثقله الخوف من العار عار الفشل والرسوب في امتحان الذكورة، كيف يواجه الأهل و الأصدقاء وقد سقط في امتحان إثبات الذات و حتى تحقيق الوجود ؟ الحل يخرج ملوثا بهلوسة نفسية تسعر نارها غيرة دينية اجتماعية، وتوقد نارها تجارب وعادات راسخة نهضت من فوقها قيم ومبادئ مجتمعية يستحيل تجاوزها أو القفز فوقها ، تساور الذكر التبريرات والحلول السريعة الجامعة المانعة، هو رجل كامل الرجولة، ذكر بكل ما تمليه الكلمة من معاني، لقد تأكد من أمر في غاية الخطورة الحصن مدكوك و الغشاء مفضوض من قبل أن يطأه، الأمور باتت شديدة الوضوح. ملتهبة تلك النار التي لا تعرف سبب اشتعالها، الدم الذي سال بالحرام لا يغسله و لا يطهره إلا الدم.
يستل السيف ويرفعه عاليا تتداخل في شرايينه كريات الدم بعقد الرجولة وتعاليم القبيلة، يغلي دماغه فلا يطفئ النار و العار إلا الدم ينهال فوق جسد المرأة يقطعه ويخرج مرفوع الرأس مشهرا علامة رجولته منشيا بنصر مؤزر، لقد دك الحصن و أسال الدماء
يحميه القانون و العرف والتقاليد الجاهلية، تأخذ الجثة ينظرها الطبيب يفتش عن الحصن الغشاء بدون عناء الحصن مازال صامدا و الغشاء مازال مسمطا!
عجز الرجل وخيبته، هيجان وجدانه الشرفي وهوان المرأة، تنهي الحكاية بجثة جديدة لامرأة أو فتاة انتظمت طفولتها ومراهقتها وشبابها كما أراد لها أهلها ومجتمعها، تتكرر المأساة وبذات التفاصيل مع الأخ و الأب، والمجتمع الآثم ينظر ويبرر، والقضاء المريض المصاب بفيروس المراجع يجرم الضحية و يبرئ الجاني . حالات نادرة ومعدودة لكنها موجودة ومتكررة. .
جريمة "الشرف "أو غسل العار بالدم قضيه هامة يتفاقم انتشارها عاما بعد عام وترتبط بدون مواربة أو انحياز بالخلفية الاجتماعية والدينية المتعصبة للفاعل وبيئته الثقافية والاجتماعية، وتقترن بهوان حياة الإنسان أمام قيم متطرفة وإيديولوجية مطلقة لا تعلو عليها رابطة إنسانية أو اجتماعية، ما يفسر سرعة الاندفاع نحو القيام بفعل القتل دون تردد و بتخطيط مسبق عادة ما يكون هادئا ومنظم؛ فالجاني هنا لا يعارض وصايا تعاليم الدينية متشددة أو تقاليد عشائرية أو أعراف السائدة ـ حسب زعمه ـ ولا يخرج على السلطة السياسية والاجتماعية بل يبادر لعمل سيلحق به مكانة وشرفا وسمعه طيبة طول حياته مع علمه المسبق بأن ثمن الجريمة بخس جدا مقارنة بالمنافع و المزايا النفسية و العشائرية التي سينالها .
عندما يقوم الرجل بالقتل غسلا للعار وسترا لفضيحة العرض لا ينطلق من رغبة بريئة ودافع مثالي، وفقا للتفسيرات القانونية المخففة بل والمبررة لجريمة قتل النساء تحت لواء الشرف. بل قد تتغلب الدوافع الذاتية والأنانية على سواها خلف تلك الجريمة النكراء، فهو يمارس سلطة أفلتت من يده وافتقدها في محيطة يريد رد الاعتبار لمكانته في المحيط الإنساني و الاجتماعي، يريد أن يثبت رجولته و قوامته في بيئة يهيمن عليها قهر سلطوي لا يجد القدرة ولا المبرر الكافيان للخروج عليها ومواجهتها و يميل لابتلاع مفرزاتها في ذات الوقت الذي يجد نفسه مرغما على تمجيدها و طاعتها.

في الجانب الآخر ينشأ الذكر ويترعرع وسط أجواء داخلية ضاغطة ويتربى على قيم و مثل عليا تعد بكارة المرأة أغلى و أثمن وأهم من حياة الإنسان وتجلس الرجل في مكانه وهمية عليا، تملكه سلطة السيطرة على الأنثى ومراقبتها وتصويب مسار حياتها و قيادته، وهو في واقع الحال يستشعر هواناً و ذلاً يمارس علية كل يوم من سلطة أعلى تبدأ بالأب داخل المحيط العائلي للتوسع نحو رموز السلطة السياسة القابضة بيد من حديد على مقدرات حياته، تعد أنفاسه و تحصي لقمة عيشه، هكذا تتراكم وتتحالف القاهرات في خلق كائن بشري مشوه تتداخل تناقضاته الوجدانية والذهنية منتجة خليطا عجيبا من الاستكانة والهوان تجاه الظالم والمستبد مقترنا بعنف وجبروت تجاه الأضعف المتمثل بالأدنى اجتماعيا وبالأنثى المتواجدة في كنف العائلة. والغريب أن ذلك العنف لابد له من الخروج، فإذا لم يجد منفذا نحو طرف أضعف يمارس تجاه الذات بفعل الانتحار المزين بوهم الانتقال إلى الفردوس الأعلى مباشرة .
تلك الحالة من الضعف الشديد قبالة السلطة السياسية والدينية المتكاملة مع الانكسار الداخلي و الإحباط الخارجي، تمثل محرضا قويا تجاه التشدد والتطرف والقيام بفعل عظيم يحقق الذات ويحول النكرة إلى بطل وشهم ورجل شجاع يشار إله بالبنان في دائرة من التخلف الاجتماعي والثقافي المحصن بحرمان وعوز اقتصادي وفقر مادي أحيانا . ضمن هذه المنظومة تأتي جريمة الشرف كهدية ينتظرها الرجل ليستقلها و يحلق بها في فضاءات الغرور وإثبات الوجود والتخلص من القهر ،هكذا يقوم هرم جرائم الشرف على قاعدة مثلثة متساوية الأضلاع يكون القهر السلطوي السياسي والاجتماعي و الديني ضلعه الخارجي الأول ويشكل الضغط الوجداني الداخلي ذو المنشأ النفسي والديني والقبلي ضلعه الثاني، فيما تمثل المبررات القانونية والاجتماعية المشجعة للفعل بل وأحيانا الداعمة له الضلع الثالث محكمة الخناق على المرأة وتاركة تجاوز جرائم الشرف أو حتى الحد منها مسألة بعيدة المنال ،
وما لم تتوفر أرادة جمعية مدعومة بقواعد قانونية وقرارات سياسية وإصلاح ديني سيستمر تعاظم خطر ظاهرة قتل النساء بذريعة غسل العار وستزداد أعداد الضحايا عاما بعد عام. ففي دولة مثل سورية تصنفها الأمم المتحدة الخامسة عالمياً والرابعة عربياً في انتشار «جرائم الشرف». حيث يقدر خبراء عدد الجرائم المرتكبة بدوافع «الشرف» بنحو 300 جريمة سنويا يتم معظمها في دائرة المجتمعات الريفية والأحياء الفقيرة ضمن المدن. تعتبر وزيرة الشؤون الاجتماعية العمل العنف ضد النساء غير موجود في سوريا والاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ترف فكري. يبدو جليا أهمية الوعي بقضايا المرأة على صعيد القيادات السياسية، كما يبدو أفق معالجة العنف ضد المرأة ضيقا وربما مسدودا مالم نعي أسباب المشكلة وندرك وجودها .
في حادثة غريبة من نوعها قام ثلاثة شبان بمساعدة والدهم بجر أختهم من شعرها إلى وسط الشارع وتناوبوا على طعنها عدة مرات في أحد أحياء مدينة حلب ( عاصمة الثقافة الإسلامية لهذا العام 2006) وذلك بالقرب من مركز للشرطة الذي امتنع عناصره عن التدخل لمنع الجريمة بأمر من ضابط أكبر رتبة
ولما نقلت المطعونة إلى متشفى خاص رفض إسعافها واستقبلها آخر عام حيث لقت حتفها جراء ثلاثة عشر طعنة في أنحاء مختلفة من جسدها.
الأب سلم نفسه لمخفر الشرطة فخورا بما فعل و متأكدا أنه لن يلقى جزاء فعلته وفقا للقوانين المتعاطفة مع جرائم الشرف والتي تمنح القاتل ظروف مخففة يتمكن في نهايتها القاتل من النجاة من العقاب.
لم يكن الشارع خاليا ولم تتم الجريمة تحت جنح الليل بل في وضح النهار ولم يتجرأ أحد للحؤول دون وقوع الجريمة وربما كان الجميع أو الغالبية يؤيدون ما قام به الأب وأولاده، مع إنها جريمة جماعية اشترك فيها أربعة رجال تابع تفاصيلها الكثيرون لم تحرك الشرطة ساكنا لوقفها وساهم مستشفى خاص في تأخير إسعاف الضحية حتى لقت حتفها. إنها حالة نموذجية لتواطؤ المجتمع المسلح بثقافة يظن أنها الدين الحنيف ويعتقد بأن الإجرام تقربا إلى الله وإلا لما سكت المجتمع وجبن عن السعي لمنع الجريمة ولما افتخر الأب وأبناؤه بما فعلوه أمام أعين الجميع.

إن المكانة الوضيعة للمرأة ة في مجتمعاتنا الذكورية المتسلحة بثقافة وتقاليد وضعتها تحت الوصاية والرقابة والتصرف الكامل للذكر وجعلت من الشرف الجنسي قيمة تتعدى أهمية حياة الإنسان وتسمو على كل معاني الرحمة و العدالة ، سمحت وهيئت الظروف الملائمة لارتكاب جرائم الشرف علنا وأمام أعين السلطة والناس .
و العجيب أن مسألة قتل النساء حفاظا على الشرف في حالة ارتفاع وازدياد مستمر في أكثرية الدول العربية والإسلامية، حيث مازالت القوانين و العادات والثقافة السائدة لا ترى في قتل النساء دفاعا عن الشرف جريمة بل على العكس تعده عملا شجاعا وتضحية كبيرة تستأهل التعاطف والمباركة.

تبدأ المشكلة من تضخيم إثم الجنس المحرم وتثبيت الاعتقاد بأن الغيرة على النساء أمر إلهي وتشبه بسير الأنبياء و الأولياء، وكلما زاد الاعتقاد بأن مفهوم الشرف الجنسي أغلى من الروح هانت الحياة دونه وتضاءلت أمامه قيم التسامح والحرية والتراحم . ترسخ المشكلة بخضوع النساء وقناعتهن بصوابي ما يمارس عليهن من قيود وشروط وقوانين تجعلهن دون الرجال مكانة ومقاما. وفقا للموروث السائد المدعوم بأعرف وتفاسير لنصوص محفوظة تناقلها الأجيال وتعيها إلى يومنا هذا وتقبلها كما هي.
جنوح ثقافة العامة نحو تعميق المعاني السلبية للنصوص وتحميلها ما لا تحتمل، ومن تلك النصوص ما دل على أن المرأة خلقت من ضلع : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع، وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإذا جئت تقومه كسرته، كسرها طلاقها فاستوصوا بالنساء خيراـ 9 ـ الحديث قاله النبي (ص) في خطبة الوادع قبل وفاته بزمن يسير وكان الهدف هو جبر خاطر النساء المكسورات وحض الرجال على حسن معاملتهن ولعله تعليم تفسيري لنصوص أخرى، حيث اشتهر عن النبي الكريم تعاطفه مع النساء في مواقف كثيرة . لكن الغريب أن فهما معزولا من الحديث الشريف سخره لتثبيت جزئية الكيان الأنثوي من الأصل الذكري، فالمرأة خلقت من ضلع الرجل (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) سورة النساء الآية ـ 1 ـ أي خلق الله من تلك النفس التي هي عبارة عن آدم زوجها وهي حواء ، وروي عن مجاهد قولة خلقكم من نفس واحدة قال آدم وخلق منها زوجها ـ قال: حواء من قصيري أدم أي من قصيري أضلاعه ـ 10 ـ

ليس جوهريا تأكيد أو رفض نسبة تلك المعاني لصحيح الدين فالاختلاف في التفاسير تعدد الآراء المصاحبة للنص تجعل من العسير تثبيت مفهوم أو نفي آخر، وتبقى المسألة نسبية متأثرة بالخلفية المذهبية والثقافية والاجتماعية؛ ولكن المؤكد شيوعها وانتشارها ورسوخ معانيها في المكون الثقافي الجمعي للمجتمعات العربية والإسلامية حتى غدت نصا عرفيا له خصائص وميزات العرف المذكورة في مقدمة الفصل، ما يقتضي العمل على مراجعة جادة وواعية لما حواه المنقول النصي وما تركه من آثار غائرة في المرأة والمجتمع عموما .
نهاية الجزء الأول ويليه الجزء الثاني



#احسان_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصنام متكاثرة تناحر سبطا حرا خيّرا
- عالم مجهول يتلقف خطيئة محكمة
- عقول مستنيرة تضيء عتمة عريقة
- إلهام غامض ثائر
- توق يتوالد وسط غوغاء
- أضواء مزيفة تجمّل أوهاما قبيحة
- نقد حدود العقل *
- أنفاس المعاني دخان يهدئ ضوضاء المقال
- قطيع حائر بين الوهم والحقيقة
- كل الأسماء أشياء تنتهي كما هي موجودة
- رقي صوب العلا يناجي الخلود
- إشكالية العقل والنص تفكيك التناقض .*
- تحليل الموروث كنتيجة موضوعية لذات النص
- النص ذاتا وموضوعا وهوية
- المعالجة الواعية للتطرف النصوص التاريخية غير قابلة للحذف !
- الكهف الأفلاطوني الحديث والمعاصر *
- مقاربة حداثية للتراث *
- ما هو النص ؟ معنى الإشكالية بين المحكم والمتشابه
- الحضور الأنطولوجي للعلم إشكالية المشروع الإسلامي
- القلق؛ فعل فكّر ومسألة الشعور :دراسة فلسفية


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان طالب - مقالات التنوير (1)علاقة ثقافة العنف وجرائم الشرف بمفاهيم النص وسلطة المجتمع