أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(1)














المزيد.....


مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(1)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 22:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
أحمد ابو رغيف رئيس (منتدى الوسطية والاعتدال)، وهو مفكر عراقي متدين، واعني بعبارة "متدين" أنه يرتدي الزي الديني التقليدي الحوزوي، وهنا لا اريد أن اقلل من شأنه حينما اصفه بهذا التوصيف، بقدر ما اريد أن اوصل حقيقة ساطعة للقارء الكريم كي تكون لديه صورة ناصعة عن هذا المفكر، وهو صاحب مشروع كبير يرتقي الى مستوى الطموح لدى معظم الناس بشكل عام والعراقيون بشكل خاص. ذلك لما يعاني منه العراقيون من تسلط الاحزاب الاسلاموية أو احزاب الاسلام السياسي، وما نتج عن هذه الاحزاب، من دمار اضر بالمواطن العراقي بشك فادح، وكذلك اضراره بالدين على وجه العموم، مما اثار سخط الناس على الدين بحسب رحيم ابو رغيف نفسه. ما نتج بالتالي نفور الناس عن الدين حتى اصبح هناك آلاف من الشباب صاروا اما ملحدين واما لا دينيون، كما عبّر عنه ابي رغيف في اكثر من مناسبة بلقاءات له في كثير من الفضائيات العراقية والعربية.
ومشروع احمد ابو رغيف هو انقاذ الدين والسياسة مما تمر بهما من تداعيات ومناكفات وصراعات شكلت منظومة كبيرة من العنف وسحق المواطن واهدار الاموال العامة وكذلك انتشار الفساد والافساد، وتكون مجتمع يسير نحو الهبوط الى الانحدار، بسبب المتسلطين، واعني بذلك انحدار المجتمع الى قعر الضغوطات النفسية والمعاشية والبيئية، من جهة، ومن جهة اخرى نتج عن ساسة غير اكفاء متصدين للعملية السياسية نهبوا ثروات البلاد والعباد وهي بالمليارات، واصبحوا اصحاب تيجان وعروش وتجار كبار يديرون مؤسسات ضخمة (خارج وداخل الدولة) وهناك بطون خاوية جائعة، وفقراء بلغ عددهم حوالي سبعة ملايين انسان كما يقول ابو رغيف.
وثمة من عد ابو رغيف علماني بلباس ديني، والسبب أنه يتبنى رؤى مدنية علمانية اذ يؤمن بفصل الدين عن الدولة، ولا يعتقد أن الاسلام بنى دولة، وهو ما تراه العلمانية بالتحديد، وليس هذا فحسب، بل أنه يحمّل مسؤولية ما يجري في المحيط العربي والدولي والاسلامي على أنه يقع معظمه على عاتق المؤسسة الدينية، ويعني بالمؤسسة الدينية، رجال الدين في الديانات الثلاثة الكبيرة: اليهودية والمسيحية والاسلامية، اذ أنهم فسروا النصوص الدينية تفسيرا خاطئا ووجهوا النصوص الى ما تريد اهوائهم وميولهم الشخصية والعقائدية، أو انهم فسروا ذلك بسب ما توصلت اليه ادراكاتهم الذهنية والمعرفية. فهو – ابو رغيف- يفسر النصوص ما يرتقي لمستوى الانسان، ويعتبر أن الدين جاء لإسعاد الناس لا لشقاء الناس، والذي نراه كما يقول ابو رغيف أن الذي يجري اليوم وهو ليّ عنق النص بما يجري من فهم خاطئ، حيث انتج هذا العنف المستشري اليوم ومنها ظاهرة داعش، اذ أن داعش هو نتاج واضح من الكم الهائل مما وصلنا عن السلف الصالح، ويعتبر تراث السلف الصالح كارثة كبرى، وهو يتأسف على أن المؤسسات الدينية، لاتزال تغرف من معين ذلك التراث.
وابو رغيف يطالب بالإصلاح الشامل، في الدين والسياسة، بل ويرى أن واجب رجل الدين هو موعظة الناس وحدثهم على التحلي بالأخلاق الكريمة التي دعا اليها الدين، وكذلك بيان الاحكام الشرعية وتقديم كل ما هو يخص الدين والشريعة من مقاصد وتوضيحها للناس. وأن تدخل رجالات الدين (الديانات الثلاث) هو بحد ذاته خراب واضح للدين والسياسة معاً، بحسب تعبير المفكر المصلح ابي رغيف.
ومما لا شك فيه أن مشروع الاصلاح في الدين والسياسة قد تبناه رجالات كثيرة، مثل الكواكبي ومحمد عبده وجمال الدين الافغاني وغيرهم كثير ممن خاض في هذا البحر المتلاطم الامواج، وربما مفكرنا هذا وهو امتدادا لمشروع اولئك الاعلام، الذين قدموا مشاريهم في خدمة الامة وانقاذها من النكوص الذي حدى بها، بسبب التفاسير المغلوطة للنصوص الدينية. ويحمّل الاسلام السياسي كل ما يجري من ويلات وكوارث يندى لها الجبين.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب الفكري في صحيح البخاري(5)
- الإرهاب الفكري في صحيح البخاري(4)
- الارهاب الفكري في صحيح البخاري(3)
- الفكر الارهابي في صحيح البخاري(2)
- الفكر الارهابي في صحيح البخاري(1)
- الوقوف على حافة السؤال
- ما أغبانا يا عمر الخيام!
- مُدن من مساج
- مذكراتُ رجلٌ على قيدِ الأسى
- موعد ثقيل الظل
- على كُل حال/ نص غنائي
- كعنقِ نخلة بصرية
- كانط مثقفاً
- وجومْ!
- بحثاً عن رغيف المعنى
- الغارقون بأحلامٍ منفية
- تمزيق شرايين القصيدة
- كأرنبٍ بهلواني
- دمعة على الاغنية العراقية!
- القاء شوقي خارج قنطرة الوضوح


المزيد.....




- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - مشروع المفكر العراقي أحمد ابو رغيف(1)