الارهاب الفكري في صحيح البخاري(5)

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 16:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يقول البخاري: "بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: يَا أَبَا القَاسِمِ ضَرَبَ وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: مَنْ؟ "، قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: «ادْعُوهُ»، فَقَالَ: «أَضَرَبْتَهُ؟»، قَالَ: سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ: وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى البَشَرِ، قُلْتُ: أَيْ خَبِيثُ، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تُخَيِّرُوا بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الأُولَى» (كتاب الخصومات، باب ما يذكر في الاشخاص والملازمة والخصومة بين المسلم واليهودي، الحديث رقم: 2412)".
يرهبنا (يخيفنا) البخاري، في هذا الحديث، بأن هناك (أي ما بعد الموت) تجري على الانسان صعقات، ولا أدري ما هذه الصعقات ولماذا؟!، فهو لم يوضحها، والتي تشمل حتى الانبياء، فضلا عن بقية الناس، مؤمنين وكافرين، طالحين وصالحين، مستقيمين ومنحرفين، فهؤلاء تشملهم الصعقة جميعاً!.
واذا سلمنا، جدلا، أن الناس بأجمعهم يتعرضون لهذه الصعقات المزعومة، فالأنبياء لماذا هم ايضا يتعرضون لها؟، والمفروض انهم في منأى من ذلك، لأنهم ادوا ما عليهم في بلوغ الرسالة وفي اصلاح الناس نحو الخير والسعادة وعبادة الله الواحد، وقد قاموا كذلك بأداء العبادات والواجبات الاخرى الملقية على عاتقهم على اتم وجه، ومع ذلك فأن الله لا يرضى عنهم حتى يعرضهم للصعقات!، والصعقات هذه، كما نفهم، هي عبارة عن عقوبات، والا ماذا تعني غير هذا؟. وهل هذا جزاء من الله للأنبياء، بما فيهم النبي محمد، الذين اختارهم بنفسه وفضلهم على بقية مخلوقاته، فبدل أن يكرمهم ويعطيهم الجائزة الكبرى، وهي رضوانه ورحمته عليهم ومن ثم ادخالهم الجنة، الا انه – وحاشاه – قد ارسل عليهم صواعق يرهبهم ويخيفهم بها!، وهو القائل: (وهل جزاء الاحسان الا الاحسان).
ونحن نرى أن الله الغفور الرحيم، سيغفر ويرحم جميع عباده ويمحو عنهم ذنوبهم، وهو الذي كتب على نفسه الرحمة، لأنه الله ليس بضعيف، وانما الذي يفعل ذلك هو الضعيف، كما نرى الجلادين والمتسلطين، في وقتنا الراهن، وهم يعذبون معارضيهم، حينما يقبضون عليهم، فيعرضونهم على صنوف العذاب، ومنها الصعق بالكهرباء.
ويبقى السؤال: ماذا يريد البخاري بهذا الحديث الذي نسبه للنبي وفيه اساءة كبيرة وظلم بحق العباد، ومنهم الانبياء؟.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات