|
أبي
خولة عبدالجبار زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 15:37
المحور:
سيرة ذاتية
(((ذكرى رحيل ابي السابعة عشر))) والدي عبدالجبار زيدان الجبوري آسفة لم اكتب عنك أمس لأني كنت في فاتحة وقرأت لك سورة يس ..انت الأعز والأجمل كنت طيبا وقويا صبورا و هادئا أتذكرك حين أجريت لك مرة عملية في عينك ومرة حين وضعوا لك منظم للقلب وانت تبدو أقوى مني لا وبعدها كنت من يهون علي خوفي عليك.. كنت تمتلك صبرا لايمتلكه غيرك .والدي كنت دائرة معارف بالنسبة لي و لكلنا أولادك علمتني حب اللغة الانكليزية لأنك كنت تجيدها جيدا جدا و فتحت عيوني على مكتبتك واوراقك لم تقل لنا اقراءوا لكن كنت تقولها وانت تقرأ أمامنا صرنا نحترم الكلمة والكتاب مثلك.. كنت اختبأ بين كتبك وانا بالابتداءية واقرأ من كتبك الكثير كنت تمتلك كل أنواع الكتب روايات أدب شعر سياسة اقتصاد من نهج البلاغة والمتنبي والجواهري وحتى كتب سيد قطب و ماركس وانجلز ولينين وللأسف هذي الأخيرة احرقناها قبل أن يأتي زوار الفجر يوم 9 شباط ليبحثوا عنك ولم تكن في البيت اه ياابي كم كانت تلك الليلة طويلة و مخيفة و كان هناك كتاب لم يحرق ( الفولاذ سقيناه) اخفيته تحت فراشي و تظاهرت بالنوم حين فتحوا باب الغرفة وجدوا فتاة صغيرة نايمة و تركوا الغرفة وله الحمد.. ابي يضحك الآخرون حين أقول اني قرأت أغلب كتب مكتبتك من إحسان عبدالقدوس إلى آرسين لوبين واجاثا كريستي و جورجي زيدان وكتب كثيرة عن الإسلام حين كنت أسألك لماذا لابد أن نقرأها كنت تقول يجب ذلك حتى لا يحاول مدعي إسلام أن يجادلك ولا تعرف كيف ترد عليه... إلى الآن أملك أكثر كتبك لأن اخوتي خرجوا قبلي من العراق لاتزال أجزاء نهج البلاغة و (محمد) و زينب بطلة كربلاء والحسين شهيدا ولا تزال كتب عدد من أصدقائك المهداة لك أيضا مثل صديقك الله يرحمه حودي بهنام والذي التقيت إحدى بناته في بغداد قبل 4سنوات لانها كانت من الداعمين لمكتبة الطفل و هي الآن بالسويد وتذكرتك و كان صديقك حودي قد توفي بالسويد قبل سنوات... .. اه ياوالدي كم كنت هادئا وصبورا وساكنا و مؤمنا بالقدر حين رأيتك في الموصل حين اخذتني أمي معها لرؤيتك وانت تقول لها ( نونا لاتديرين بال اذا جئت مرة أخرى ولم تجديني لأنهم كل يوم يأخذون أحدهم في الليل ولا يرجع ) !!!! الحياة مع والد مثلك ذهنه منفتح على كل العالم كنت تحدثنا عن أصدقائك من كل الأديان وكيف أن مديرة يهودية قبلت أخونا زياد و عمره 4سنوات كمستمع وعندما رأته شاطر ومتابع وينجح قبلته بالأول في ذلك الوقت البعيد كانوا يقيمون الأذكياء.. . لعنة الله على من احالك على التقاعد في عمر ال 46 سنة بعد ا63 19ولكنك رجعت تشتغل مرة اخرى كي لا تشعر أن الزمن وقف بك ولم يقف بك الزمن حتى النهاية بقى ذهنك متوقدا وذاكرتك أيضا وكنت أسألك عن أشياء وانسى أخرى متصورة أنك ستبقى دايما موجود وأرجع أسألك مرة أخرى ولكن حساباتي كانت مخطئة! !!كنت أنت ووالدتي قلبكم على أخي عماد الذي غاب ولم يرجع للآن لأنهم غيبوه ذلك الشاب الأسمر الشيوعي الجميل ذا ال 19 عشر عاما ضاع في تشرين من زمن طويل لم يكفن وبقيت انت وأمي عيونكم على الدرب ربما يرجع ذلك الملاك !!!! !! ثم بقى بالكم على أخي رياض الجاد والخجول والمجتهد لأنه سكن الغربة من 76 ولم يرجع أبدا للعراق للآن وبعدها صار همك انت وأمي على آخر العنقود الجميل ايودي ورجع أياد وفرحتما به ثم رحلت امي قبل أن تفرح بزواجه. وسافرت انت للخارج لتخبر رياض بالخبر الحزين وكنت الأب والصديق لنا وكنت صديقي يا أبي كما كان عماد ورياض و حين خسرتك خسرت الأب والصديق الحنون علي لم ولن يعوضك أحد كنت تعرفني كما لم يعرفني أحد كنت تقول لي (بابا انت طيبة وحنونة و مضحية و قوية وانا اسميتك خولة لتكوني مثل خولة بنت الازور شجاعة و قوية وما كان يجب انت تولدي في هذا الزمن لأنه ليس زمنك انه زمن النفاق والانتهازية وانت لا تملكين منها شيء للأسف وليس لك في مكائد النساء شيء ابدا ) ياوالدي كنت أذهب لقبرك لنزرع شي أخضر وعندما نرجع في زيارة أخرى نجدها قد سرقت لم يسلم شيء بعدك من السرقة في العراق للأسف الشديد ! إلى بداية 2007 لم نستطع أن نزورك انا و فؤاد لأن الطريق أصبح طريق الموت آخر مرة كنا نرى كثير من العقبان تحوم سألنا لماذا اجابوا أن الكثير يعثرون عليهم مقتولين في المقبرة ولم تعد هناك حرمة للموت يالهول ما حدث بعدك يا أبي هناك كلام كثير عندي لأقوله لك ولكن؟؟؟؟ يا أبي امي كانت الخيمة وانت الوتد وها نحن بلا خيمة ولا وتد يا أبي الحبيب
#خولة_عبدالجبار_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حدث في 28 أكتوبر 1970
-
رثاء ثابت الجميل
-
قهر وحزن
-
غني معي غني
-
عندما....؟؟؟ ولماذا....؟؟؟
-
زوار ما قبل الفجر
-
إمرأة عاملة
-
لم تصل خط النهاية
-
صعب جدا
-
الهالة الشخصية وأسرارها
-
هل كانت الريح
-
الفحل منهم
-
أوائل الرائدات العراقيات
-
يوم في آذار 2018
-
نوروز
-
من هذا القلب اتيت
-
عيد الام
-
لا تتردد
-
أحجية
-
شغف وانتظار
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|