مصطفى بن صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 14:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
عودة النضال الطلابي الوحدوي للواجهة
فمن خلال النضالات الحالية لطلبة كليات الطب، يكون قد تجسد على الأرض نموذج تنسيقي وحدوي يستحق الإشادة والدعم من كافة الديمقراطيين المغاربة.. ويكون بالتالي إبعاد الدعم عن الحركة الطلابية، ونفي التهم عن عطاءاتها وحضورها الوازن في الساحة النضالية، على اعتبار أن هذا الرجوع، أو عقد الأمل عليه، ليس سوى "نوستالجيا" سبعينية أفلت بدون رجعة.. حسب الشامتين.
لقد نجح الطلبة فعلا في صنع اتحادهم ـ التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة ـ وفي تجسيد راقي لديمقراطية التمثيلية، التي سمحت لهم بفرز ممثليهم، والمحاورين بإسمهم، والمدافعين عن مطالبهم العادلة والمناهضة لخوصصة القطاع الصحي.
لقد أصبح هذا الحراك النضالي بمثابة الدرس المهم، الذي يستوجب التقاطه من طرف الفصائل الطلابية التاريخية، التقدمية والديمقراطية، المهمومة بمطالب الجامعة، المادية والمعنوية، والمناضلة من أجل الدفاع عن الحق في التعليم العالي المجاني بدون شروط، والذي يناسب طموحات الحركة الطلابية التقدمية في تحقيق التعليم المنشود، الديمقراطي الشعبي، العلماني والموحد.
لقد تبيّن من هذه التجربة التي سبقتها تجارب أخرى عديدة وناجحة، أبهرت الرأي العام ووضعت أساليب العمل السائد في قفص الاتهام والمسائلة، والتي باتت عقيمة، بسبب من انغلاقها وتركيزها على الجوانب السياسية والفكرية، واعتمادها على الإقصاء والتصنيفات الغريبة والنخبوية.. لقد نجح الحراك الطبي في تقديم الدرس لكافة الديمقراطيين المغاربة، ومنهم الطلبة على الخصوص، الذين عجزوا عن الدفاع عن مطالبهم وجامعتهم، ونتمنى أن يستفيد الجميع من هذه الانتفاضة الطلابية، التي نجحت في التنسيق بين طلبة العديد من الكليات، وإعلان الإضراب الوطني، بعد فشل الحوار مع الجهات المسؤولة، والتي تحارب علنا القطاع الصحي العمومي وتخرّبه..
فهلاّ يستحق هذا الوضع منا وقفة، أو مجرد التفاتة لما أصاب الجسم الطلابي المترنّح، والغير مبالي بالأوضاع الكارثية التي لحقت بالجامعة، وبحركتها الطلابية، وباتحادها العتيد إوطم؟ فمتى يسترجع الاتحاد عافيته، لتدعو فصائله لعهد جديد يبني الجسور القوية بين جميع مكوناته الديمقراطية والتقدمية، عبر مصالحة وحدوية مع الجماهير الطلابية، وبين المكونات نفسها، على أرضية مطلبية، مادية ومعنوية، تعيد الروح للاتحاد ولمبادئه الأربعة؟
فأملنا كبير في القوى الديمقراطية التقدمية، وفي كل نشطاء وفعاليات الحركة المخلصين لتراث الاتحاد، ولتاريخه النضالي العريق، الذي أنجب من كليتي الطب بالرباط والبيضاء، المناضلين الأشداء الذين دافعوا عن حق أبناء الفقراء في الجلوس على مقاعد هاته الكليتين والتدريب بالمستشفيات العمومية.
#مصطفى_بن_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟