|
حدث في 28 أكتوبر 1970
خولة عبدالجبار زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 09:43
المحور:
سيرة ذاتية
قبل أعوام طويلة يوم 28 أكتوبر قبل الفجر طرقات على بيت أهلي كنا عاقدين قراننا انا و رفيق الدرب لازلنا مخطوبين .فزيت من فرشتي وكبل بالظلمة واذا بي أضرب البنكة العمودية وهي تعمل وشقت شفتي ونزل دم منها وباللخظة نفسها ورمت صار وجهي مأساوي وصلت للباب فتحته وبدأت أسمع صوت زوج أختي حارث الف رحمة على روحه وهو يخبر والدتي أن أختي على وشك الولادة بسرعة لبست والدتي و تهيأت ليخرجا وانا أبكي وأقول وأنا؟ والدتي ردت علي ادير بالي على نفسي واغسل وجهي وانام.... ولم أستطع النوم لأني أريد معرفة ماذا أنجبت أختي... بعدين عرفت اجت للدنيا طفلة جميلة واسموها رشا وأصبحت رشا لعبة البيت الجميلة بوجهها المدور الحلو الجميل وهي تناغي بصوتها الرقيق تعلق الكل بها حتى فؤاد كان يحملها ويهدهدها. ..حين تزوجنا كان عمرها أقل ن 4 أشهر جميلة جدا ....وسكنا في بيت ورا شارع عن بيت اهلي وأختي سكنت البيت خلف بيت الأهل والحائط بينهم مفتوح يعني خلال ثواني نكون في احد البيتين ورشاوي أصبحت مقيمة بين البيتين من أختي بالشغل تلفها أختي وتعبرها بين مطبخهم وباب أهلي الخلفي. . الله كم كانت ذكية وحلوة. .. كبرت رشا لايشاركها في حبنا أحد هي الحفيدة الأولى والوحيدة ولأن زوج أختي كان فنانا بالتصوير ياالله كم كانت جميلة صور طفولتها. . بدأنا نقرأ لها القصص المصورة وبدأت ألاحظ أنها بعد قراءة القصة لها أنها تحفظها و تنسخ في ذاكرتها. . بدأت تكرر وبالعربي الفصيح وتقرأ ما قرأته لها وتصير عصبية حين لا اقلب الصفحة لاختبرها. ذكاؤها كان مفرطا... وهي في الثالثة من العمر. . ولأن بيوتنا قريبة كنت أخذها لبيتنا انا و فؤاد من يجون صديقاتي وزميلاتي في الكلية واحبوها هواية تقرأ لهم قصة و تتحدث بكلماتها الحلوة. .. أختي وزوجها أكملوا بيتهم عبر القناة. . وأنا ولدت أحمد. .. والتحقت بالقرى والارياف مع فؤاد في الحبانية والخالدية. . وصرنا نرى رشا بين أسبوع وآخر حين نذهب لبغداد وتلعب مع أحمد وصار عدها أخ. .ودخلت روضة في مدرسة الراهبات كانت بعدها مدرسة الراهبات بعزها تعلمت كل الأغاني الفرنسية و الانكليزية وللأسف أعتقد حين أنهت الروضة والتمهيدي اممت مدارس الراهبات والغيت اللغات إلا من الصف الخامس وانكليزي بس. . هي كبرت وكل غلاماتها ممتازة جدا. . ثم حدثت انعطافة في مسيرتها. .والدها تعين ملحق تجاري في سفارتنا في بلغراد / يوغسلافيا حين كانت يوغسلافيا موحدة. . بقيت ذكية جدا حتى مع اختلاف البلد. .أنهت الخامس إعدادي في بلغراد وعلى أساس تكمل طب في لندن... أو تأتي إلى بغداد تكمل السادس وتدخل كلية فيها. أختي وأخي الكبير أصدقاء جدا نصحها أن تجلبها لبغداد وتدخل فرع انكليزي و ماكو داعي طب ولندن. . وبهذلة وهي صغيرة. . وهنا كانت انعطافة أخرى بحياة رشاوي. .. وجاءت بغداد مع أختي سجلناها نفس مدرستها الأولى ثانوية العقيدة برأس جسر الجمهورية... قبلت بالمدرسة وكان المفروض تبقى عدنا أنا و فؤاد. . فرحتنا كانت كبيرة ستكون اختا لأحمد كانت هي بالسادس وهو أقل منها 4 سنوات دراسية لكنه كان جدي ومجد. .وهي ذكية جدا. .. في اللحظة الأخيرة قبل سفر أختي و رحوعها إلى يوغسلافيا تغير كل شيء 180 درجة بعد شهر من مجيئهم وغادرت بيتنا إلى بيت جدو أي والدي بكيت أنا عليها وعلى غرفتها التي بنيناها قرب غرفة أحمد .. وكان قرارا مستعجلا وغير مدروسا كما كان قرار أختي من جلبها للعراق وعدم إرسالها إلى لندن لتدرس الطب!!! المهم أنا حرمت منها ووالدي الطيب كان يداريها على كد ميكدر كما كان يداريني من يجي عدنا للحبانية كله طيبة وحنية ولكنه لا يمكن أن يفهم متطلبات صبية كما تفهمها الأم أو الخالة وللأسف والدتي رحلت من زمان جدا ورشاوي كانت مدللتها والحفيدة الاثيرة ... طبعا الكل قاطعني واولهم رشاوي كانت صبية ولم تفهم أن يكون غيرنا مسؤول عنها وهي عدنا ولم تتصور إلا ما اوحي إليها... ليلة الخميس ويوم الجمعة عند بيت حالها أخي وجيراننا. . كان فؤاد يراها وأنا لا ... نتيجة التغيير الذي حصل لها وعدم الاستقرار مع الأهل كان معدلها فوق ال 86 لا أعرف كم ولكن لم يدخلها الطبية وهي كانت مقررة تدرس ترجمة بالجامعة المستنصرية لقربها من ش فلسطين والوزيرية حيث بيوتنا .. رجعوا بيت أختي نهاية عام 90 بعد أن انتقلنا لبيتنا في الوزيرية شهر أكتوبر 90. .. رجعت أختي لبيتها واستقرت رشاوي تقريبا لأن أمها توديها وتجيبها للجامعة ورفضت أن تتعلم سياقة. .. بقيت جدية ولا تشبه البنات الأخريات. . تقرأ كثيرا مثقفة طبيعية الوجه بلا مكياج. . وجهها صافي .. والدها زوج أختي الله يرحمه حارث حمدي حسين رحل فجأة بجلطة قلبية بعد يومين من دخول مدينة الطب. . دخل وهو يشكو من ألم في كتفه اتضح أنها جلطة. . أخوه ووالدته رحلوا مبكرا بالاربعينات .. وحين عبر هو الخمسين فرح لأنه لن يرحل مثلهم. .. قبل كم أسبوع من دخوله مدينة الطب قسم الباطنية و د حكمت الشعرباف كان طبيبه ..أقام في قاعة الرواق أول وآخر معرض فني له كان من تلاميذ الفنان حافظ الدروبي وكان معرضا ناجحا ومدير القاعة موفق الخطيب الذي رحل بعد حارث بحادث دهس مقصود قرب القاعة ونادي العلوية وكانت الفنانة حياة جميل حافظ هناك وكل آل الدروبي هناك والأخت الكاتبة سافرة جميل حافظ وكثير من الأسماء المعروفة. . في غرفة المستشفى وأنا أقف بجانبه ممسكة يده ولم أفكر أنه سيرحل كان يسميني مرة باسمي ومرة رشا (هل كان يريد توديعها ) لم أعرف أبدا. . فؤاد أنهار الظاهر د حكمت حدثه عن حالة حارث ...وأختي كذلك لم تتحمل وبقيت أمسك يده... بعدها اخرجوني وعملوا له رجات كهربائية لتنشيط القلب. . . غادر حارث!! وكانت هي الانعطافة الثالثة في حياة رشا. .. أصبحت صامتة عصبية لا يعجبها العجب.. تغيرت لكنها لم تؤذي أحد بقيت تقوم بما تتطلبه منها شغلات بيتهم الجميل الأنيق. . تخرجت بتفوق من قسم الترجمة وهي تجيد الإنكليزية والفرنسية مثل والدها الرقيق. .. لم تعمل أي مشكلة لوالدتها وكانت تفضل البقاء في البيت على الخروج. .. بدأت العمل في سفارة ثم انتقلت للعمل في الأمم المتحدة وكان موقعها عبر القناة وكانت حريصة ومجدة في عملها لهذا تطورت. .. لا أدري أي سنة فجروا مقر الأمم المتحدة وتوفي مديرها الاجنبي و د عالية سوسة . .. و أعرف أنها قامت بأعمال الشهيدة عالية سوسة إلى أن نقلوا الكل إلى مقرهم في عمان وطبعا أختي ذهبت معها لأن زوجت ابنها وأطمئنت عليه مع أسرته في بغداد. ... ومابين هذه الفترة بعد التخرج والعمل رفضت عروضا كثيرة للزواج! كانت تبحث عمن يساوي عقلها وأكيد ماكو فقد تغير الشباب .. لم ترتبط إلا بالعمل و بوالدتها. .. أختي كانت مثلها لاتحب فكرة الزواج لكنها تزوجت ورحل حارث شتاء عام 93 وعمره 53سنة في عز عطائه ولم يكملا 25سنة زواج للأسف. . وأختي كانت بنهاية الأربعينات من العمر ولم تفكر بالزواج مرة أخرى أبدا. .. ومن عمان نقلت رشا إلى القاهرة أيضا بضعة سنوات ومعها أختي طبعا ومن القاهرة رحلوا إلى واشنطن /ميريلاند وبعده بسنوات لحقهم اخوها وعائلته الصغيرة الجميلة. . .. أخذوا الجواز الأمريكي من زمان ورشاوي لاتزال بعيوني تلك الطفلة الذكية الجميلة الحساسية والتي تصبح مرات عصبية غير قابلة للتفاهم. . . أقول كل عيد ميلاد لك وبعدها بصحة وعافية وساشعل لك 3 شمعات فقط فأنتي ما كبرتي بعيوني حبيبة خالة خولة التي قاطعتيها بلا سبب .... كوني بخير
#خولة_عبدالجبار_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رثاء ثابت الجميل
-
قهر وحزن
-
غني معي غني
-
عندما....؟؟؟ ولماذا....؟؟؟
-
زوار ما قبل الفجر
-
إمرأة عاملة
-
لم تصل خط النهاية
-
صعب جدا
-
الهالة الشخصية وأسرارها
-
هل كانت الريح
-
الفحل منهم
-
أوائل الرائدات العراقيات
-
يوم في آذار 2018
-
نوروز
-
من هذا القلب اتيت
-
عيد الام
-
لا تتردد
-
أحجية
-
شغف وانتظار
-
في أقصى الشمال الغربي
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|